تمكّنت وحدات الحرس التابعة لمنطقة الحرس الوطني بمنوبة في حدود الساعة الواحدة من صباح اليوم الجمعة، من إيقاف مرتكب جريمة قتل راح ضحيتها شاب أصيل حي خالد بن الوليد من معتمدية دوار هيشر بولاية منوبة، مساء أمس الخميس، فيما يجري البحث عن قاتل متورط في جريمة ثانية جدت في نفس الليلة بحي النسيم بنفس المعتمدية، وراح ضحيتها شاب آخر، وفق مصدر أمني.



وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن الجريمة في حي خالد بن الوليد، والتي تعهدت بها فرقة الابحاث والتفتيش بالمنطقة بموجب اذن من النيابة العمومية بمنوبة، ارتكبها طفل قاصر في الـ16 عشر من عمره، وراح ضحيتها شاب يبلغ 21 سنة من عمره، وقد تمكنت الوحدات معززة بأعوان مركز حي خالد بن الوليد، من ايقافه مختبئا في منزل تابع لعائلته في أحد احياء معتمدية وادي الليل، وكان مصابا بدوره على مستوى الرأس.

أما الجريمة الثانية التي جدت في نفس التوقيت قريبا، وراح ضحيتها شاب يبلغ 23 سنة، فلا يزال البحث جار عن مرتكبها من قبل نفس الوحدات وأعوان مركز دوار هيشر، وهو شاب تجاوز عمره 20 عاما، تم ايقاف والده ووالدته على ذمة الابحاث والتي أظهرت مشاركتهما في معركة بين عائلتي الجاني والهالك، والتي بدأت منذ عشية أمس وانتهت بقتيل وافته المنية قبل محاولات إسعافه بمستشفى التضامن.

وقد باشرت الفرقة الابحاث اللازمة في القضيتين منذ مساء أمس، باستنطاق المتهم الموقوف في انتظار ما ستسفر عنه التحريات، مواصلة مجهوداتها لايقاف المتهم الثاني وهو من ذوي السوابق العدلية، وفق ذات المصدر.

(وات)

المصدر: موزاييك أف.أم

إقرأ أيضاً:

الوليد مادبو… صوتٌ نَبَتَ من الصدقِ فاستوحشَهُ الزيف

*✒️ذو النورين النور أحمد النور*
إستشاري جيوفيزيائ

في بلادٍ يجتهد فيها الباطل ليثبت حقّه، ويُتهم فيها المضيء لأنه لا يشبه العتمة، لا غرو أن يكون الوليد مادبو هدفاً للخصومة، لا لشيء إلا لأنه قال “لا” حين سكت غيره، ومضى في دربٍ لم تُنَجّره المصلحة، ولم تُعبّده الطائفة.

الوليد لا يُختصر. لا في مقالٍ، ولا على منبر، ولا تحت لافتة أيديولوجية. هو ابن الصحراء حين يتأملها، وابن المدينة حين يكتب عنها، وهو في كل الأحوال ابن الفكرة. يُحسن العبور بين المقامات كما يعبر خيالُ الشاعر بين الصور. فيه من الحكمة ما يشبه الشيوخ، ومن التمرد ما يُشبه المصلحين، ومن الحنين ما يُشبه العاشقين.

قليلةٌ هي الشخصيات الفكرية في السودان التي تعرّضت لما تعرّض له الوليد مادبو، لا لفسادٍ أو تقلب، بل لشجاعةٍ نادرة. شجاعةٌ جعلته يقف في وجه الطائفية التي أرهقت البلاد، ويفضح الإمبريالية الإسلامية المتدثرة بالدين، يدين الإبادة الجماعية في دارفور وفي كافة أنحاء السودان، ويُعارض عسكرة الدولة، ويرفض الميليشيات التي اختزلت الوطن في بندقية. كان صوته عاليًا حين سكتت الأصوات، وكان منطقه صلبًا حين تهاوت الحجج.

وحين رتبت القوى المحلية والدولية لما عُرف بـ”الهبوط الناعم”، خرج الوليد يدعو للاحتكام إلى الشعب، للعودة إلى جذر المسألة: إلى العدالة، والحرية، والكرامة. وعندما اندلعت الحرب لم يهادن طرفًا، ولم يساوم على الحقيقة، بل واجه كلا المعسكرين المسلحين بالحجة والمبدأ.

هنا اشتدت الحملة عليه. بعضهم رماه بالنخبوية لأنه يحب الخيول ويربيها، يعشق المديح النبوي، يوشوش بالموسيقى ويطرب للجاز، وكأن على المفكر أن يتقشف حتى في ذائقته. ونسوا – أو تجاهلوا – أنه الإمام الذي افتتح المساجد في أميركا، والمفكر الذي حاضر في هايدلبيرغ وأوكسفورد وبيركلي عن العدالة الاجتماعية وحقوق المستضعفين. أليس ماركس، وجيفارا، وكاسترو، ومانديلا، وسيد الخلق نفسه، من أصحاب الامتياز التاريخي الذين نذروا أنفسهم للمهمشين؟ فما بالهم يحتسبون الرقي ترفًا، ولا يرون في سعة الحياة عمقًا؟

وإذا كانت نشأته قد قادته إلى متاحف الفنون في لندن وشيكاغو، فإن قلبه ظل معلقًا ببحيرة سبدو، بدحل عيش، بربوع البادية التي عشقها. هنالك تنفس هواء المجد، وتشرب من تراب الأسلاف. هناك حيث استقبل جده الناظر محمود موسى مادبو الزعيم، زعيم قبيلة الرزيقات ورئيس مجلس عموم البقارة، جمال عبد الناصر على صهوة التاريخ، وفي معيته مئة ألف فارس. في مثل هذا الموقف، انفعل الملك فيصل واقشعر جسده وهو يرى دارفور تستقبله بمشهد مهيب في نيالا، فقال لمرافقه: “هؤلاء هم الرجال، هؤلاء هم الأبطال!”

الوليد مادبو لا يستعير المجد، بل يمشي فيه كما يُمشى في دارٍ معلومة. حين يتكلم، يستيقظ العقل، وحين يكتب، تهتز العبارة. فقد أبدع في أدبه كما في تحليله السياسي. في نفحات الدرت والمدينة الآثمة نثر شيئًا من روحه، وقرأه الناقد إبراهيم برسي بعين المحب البصير. أما المستوطنة الأخيرة، فكانت شهادة على قدرته في تفكيك منظومة الهيمنة، وقد جاءت قراءة أحمد حسب الله الحاج واستدراكه الشفهيّ في برنامج غسان عثمان (الورّاق) لتمنح النص عمقه النقدي الذي يستحق.

لم يكن غريبًا أن تعاديه جل التشكيلات السياسية، خاصة تلك القادمة من الطبقة الشمالية المهيمنة أو البروليتاريا الغربية المتطلعة (من شمال السودان وغربه)؛ إذ لم يُخفِ دعوته لتفكيك منظومة الهيمنة الثقافية والفكرية والاقتصادية كما رفض المحاصصات وسيلة لفض النزاعات. وهو في ذلك لم يكن يسعى إلى شقاق، بل إلى عدالة لا تستقيم البلاد دونها.

أما من يتهمه بالتعالي أو الابتعاد عن الناس، فلعله لم يره وهو يخدم ضيوفه حافي القدمين، حاسر الرأس، يسعى بينهم ببشاشة المضيّف ونُبل الكريم، يقدّم الطعام بنفسه، لا يميّز بين عظيم وحقير، فتلك شيم النبلاء الذين لا تغرّهم المراتب ولا تحجبهم الهيبة عن التواضع.

فأما حسين ملاسي، الذي اعتاد السخرية من الوليد مادبو في تغريداته، فلا يخفى على بصير أن في سخريته غرضًا يتبدى في محاولته مجاراة العوام أو استرضاء خاصته من المتنفذين، إذ لا يناقش فكرة ولا يدحض حجة، بل يلهو على حواف الكلام كأن خفة الظل تغني عن عمق الفهم. وإذا حصحص الحق يوماً واستنارة البصيرة، فلن يكون خصمه إلا الصدق الذي ضاقت به صدور كثيرة، والفكرة التي لم تعد تحتملها الأقنعة.

ختاماً، في السودان، يُحاصر النبهاء لأنهم لا يشبهون الزيف. ويُبخس الصادق لأنه لا يُجيد التمثيل. لكن يكفي الوليد أنه حين يُذكر اسمه، لا يُذكر مقرونًا بصفقة أو طمع، بل بموقف. ويكفيه أنه لا يزال يقاوم بالكلمة، في زمن اختار فيه كثيرون الصمت، أو – وهو الأسوأ – التواطؤ.

22أبريل2025

aljunaidrsf@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • السعودية.. كم يبلغ سِن الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال بعد قضاء 21 عاما منها في غيبوبة؟
  • كلية الإعلام في جامعة دمشق تخرج طلاب الدورات التدريبية المتخصصة، والتي أُقيمت ‏بالتعاون مع معهد الجزيرة للإعلام
  • الإحتلال الإسرائيلي يطلق النار على شاب قرب دوار كفر صور جنوب طولكرم
  • عمره 15 سنة... طالب فرنسي يقتل ويصيب 4 من زملائه طعناً
  • بالفيديو: الاحتلال يطلق النار على شاب قرب دوار كفر صور جنوب طولكرم
  • عمره 480 مليون سنة.. اكتشاف كهف صيني “عجيب”
  • لوداية :استنفار أمني بسبب جثة شخص ملقاة في بئر بطريق الفيض قرب دوار أولاد بن سبع :
  • بالذكاء الاصطناعي ماذا لو عاد خالد بن الوليد أو نيوتن؟
  • حمالة الصدر.. محمد رمضان يرد بفيديو على ضجة ما ارتداه في مهرجان كوتشيلا: محمد رمضان يفك ما يلبسش
  • الوليد مادبو… صوتٌ نَبَتَ من الصدقِ فاستوحشَهُ الزيف