أرسل حكام دمشق الجدد رسائل تطمين لكل مكونات الشعب السوري وألوانه، لكن النساء اليوم يخشين تجاهلهن في سوريا الغد خاصة بعد أن بدأت التعيينات الأولية للإسلاميين في المناصب الوزارية والإدارية، وهن أيضا دفعن تضحيات كبيرة في السابق.

اعلان

بعد أسبوعين من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وفراره إلى العاصمة الروسية موسكو، تاركا وراءه بلدا منكوبا وشعبا يفتقر إلى أبسط حقوقه التي سلبت منه على مدار سنوات، أصبح الجيش الوطني السوري "مشكل من مجموعات مختلفة" هو السلطة الفعلية في البلاد.

 

وفي ظل هذا الواقع الجديد، تبذل السلطات جهودا كبيرة لطمأنة المجتمع الدولي والأقليات داخل سوريا، مؤكدة التزامها بحماية حقوق الجميع.

إلا أن هذه التطمينات تواجه تحديات كبيرة، خاصة بعد أن بدأت التعيينات الأولية للإسلاميين في المناصب الوزارية والإدارية، مثل تعيين رئيس الوزراء والخارجية والدفاع والتعليم من هيئة تحرير الشام، ما أثار القلق في أوساط المواطنين، وخاصة بين النساء السوريات، اللواتي يخشين فقدان الحريات التي ناضلن من أجلها في سنوات الحرب.

حماية حقوق المرأة أولًا

في أول تحرك من نوعه منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، خرجت مجموعة من النساء إلى شوارع العاصمة دمشق للتعبير عن اعتراضهن وإيصال أصواتهن ضد التوجهات الجديدة في البلاد.

وكانت الناشطة سوسن زكزاك، إحدى أبرز المدافعات عن حقوق المرأة في سوريا، من بين الداعين لهذه الوقفة الاحتجاجية.

يافطة كتب عليها "معا نحو دولة تحترم حقوق الجميع بلا تمييز" رفعت خلال وقفة احتجاجية نسائية في دمشق يوروفيجن

ورغم الظروف الصعبة والمخاطر المستمرة في البلاد، لم تغادر سوسن سوريا قط، بل تمسكت بموقفها النضالي. وهي الآن، أكثر من أي وقت مضى، تستعد للقتال مجددا من أجل ضمان حقوق النساء والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في سنوات الحرب.

وقالت الناشطة المعارضة لنظام الأسد: "يقال هنا: صوت المرأة مهم جدا في عملية العدالة والمصالحة. كنساء سوريات، هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من التظاهر في سوريا".

Relatedقسد تكشف عن تهديدات داعش في شمال سوريا وتدعو لحماية المنشآتسوريا والعهد الجديد: المسيحيون بين التفاؤل والحذر من المستقبل والكنيسة تبقى الملاذ الآمنالشيعة والأقليات السورية يتجهون إلى لبنان هربًا من الاضطهاد الطائفي عقب سقوط نظام الأسد

وفي نفس السياق، صرحت متظاهرة أخرى قائلة: "هذه الفرصة للعدالة اليوم يمكن أن تضيع بسهولة. في الوقت الحالي، لدينا الكثير من الوعود، لكن الإجراءات الأولى تقلقني".

ورغم أن عدد المتظاهرات لم يكن كبيرا، إلا أن الرسالة التي بعثنها كانت قوية وهي أن النساء في سوريا عازمات على لعب دور بارز في إعادة بناء البلاد وحماية الحقوق التي ناضلن من أجلها.

عنصران تابعان للسلطة الجديدة يظهران وسط النساء المتظاهرات في دمشقيوروفيجنبداية لا تبشر بالخير

وفي الأيام الأخيرة، أطلق ممثلو "هيئة تحرير الشام" تصريحات مثيرة للقلق حول نيتهم فرض الفصل بين الجنسين في المدارس، بالإضافة إلى تقييد بعض المهن على النساء.

وتتابع سوسن زكزاك قائلة: "لست متفائلة ولكنني قلقة بشأن السلطات الجديدة، وليس بشأن هؤلاء الناس في الشارع. لأنهم لا يمثلون سوى وجهة نظر واحدة، وصوت واحد. ليس لدينا تنوع. لم يدعوا المعارضة الأخرى للمشاركة. لهذا السبب أنا قلقة للغاية".

وفي المقابل، عارضت امرأة أخرى، ظهرت بالحجاب، هذا التحرك، قائلة: "هيئة تحرير الشام حررت جميع الرجال الذين كانوا محتجزين في سجون النظام، فماذا نحتاج أكثر من ذلك؟ نحن سعداء ونشكرهم. يجب أن تكونوا سعداء وممتنون، فلماذا تخلقون كل هذه المشاكل؟".

وتأتي هذه التوجهات في وقت حساس بالنسبة لسوريا، التي عانت طويلا من حكم دكتاتوري شمولي استمر 54 عاما تحت سيطرة آل الأسد. وبعد انهيار هذا النظام، لا تزال البلاد تواجه العديد من التحديات في عملية إعادة البناء السياسي والاجتماعي.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خامنئي يتهم أمريكا وإسرائيل بنشر الفوضى في سوريا ويؤكد: "الشباب سيواصلون معارضتهم لحكام دمشق الجدد" القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا الخارجية الأمريكية: الوفد الأمريكي ناقش مع هيئة تحرير الشام انتقال السلطة في سوريا سوريابشار الأسدأبو محمد الجولاني نساءحقوق الأقلياتهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next استمرار القصف على قطاع غزة المحاصر واعتقالات في الخليل وبؤر استيطانية جديدة في الضفة الغربية يعرض الآن Next هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ يعرض الآن Next دمشق باتت قبلة للدبلوماسيين.. لقاءات مكثفة لرسم ملامح المرحلة المقبلة فماذا بعد اجتماعات الشرع؟ يعرض الآن Next نيسان وهوندا تعلنان عن خطط للاندماج.. هل سنشهد ميلاد شركة هي الثالثة عالميا في صناعة السيارات يعرض الآن Next الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحاياإسرائيلروسياجنوب السودانفيضانات - سيولالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كارثة طبيعيةحزب اللهبنيامين نتنياهوأمنالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: عيد الميلاد ضحايا روسيا جنوب السودان فيضانات سيول إسرائيل عيد الميلاد ضحايا روسيا جنوب السودان فيضانات سيول إسرائيل سوريا بشار الأسد أبو محمد الجولاني نساء حقوق الأقليات هيئة تحرير الشام عيد الميلاد ضحايا إسرائيل روسيا جنوب السودان فيضانات سيول الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كارثة طبيعية حزب الله بنيامين نتنياهو أمن هیئة تحریر الشام یعرض الآن Next فی سوریا

إقرأ أيضاً:

عودة الإسلاميين عبر الحرب- خطر داهم يهدد السودان

مع استمرار الحرب في السودان منذ أبريل 2023، تتزايد المخاوف من عودة الإسلاميين إلى المشهد السياسي والعسكري عبر استغلال الصراع لتحقيق مكاسب جديدة. لم تكن هذه العودة مجرد تطور عابر، بل تعكس استراتيجية مدروسة لاستثمار الفوضى وغياب الدولة كوسيلة لإعادة التمكين.
الظهور المتكرر لقادة الكتائب الإسلامية، وعلى رأسهم قائد "كتيبة البراء" المصباح طلحة، ليس مجرد مصادفة، بل مؤشر واضح على محاولات الإسلاميين استغلال الصراع العسكري كجسر للعودة إلى السلطة. هذه التحركات تأتي في وقت تعج فيه البلاد بالمليشيات المسلحة، مما يزيد من تعقيد المشهد ويهدد مستقبل السودان.
الإسلاميون وسباق المليشيات نحو السلطة
منذ اندلاع الحرب، سعت الجماعات الإسلامية المسلحة إلى إعادة تموضعها، مستغلة حالة الانهيار الأمني وضعف مؤسسات الدولة. كان ظهور المصباح طلحة في القصر الجمهوري بعد انسحاب قوات الدعم السريع، محاطًا بعسكريين وضباط رفيعي المستوى، علامة فارقة في تحول موازين القوى داخل الحرب. لم يعد الصراع مجرد مواجهة بين أطراف سياسية متنازعة، بل تحول إلى سباق بين المليشيات المختلفة على انتزاع السلطة بأي ثمن.

يرى المحلل السياسي الأمين بلال أن تكاثر المجموعات المسلحة يشكل الخطر الأكبر على السودان، حيث أصبحت الدولة رهينة لصراعات "الكل ضد الكل"، وسط غياب رؤية موحدة لبناء سودان مستقر. هذا الواقع يعزز فرص الإسلاميين للعودة، خصوصًا في ظل تفكك الجبهة المدنية، وانعدام مشروع وطني متكامل قادر على مواجهة تمددهم.

الإسلاميون واستراتيجية العودة بالقوة
لطالما كان سجل الإسلاميين في السودان مرتبطًا بالفشل السياسي والانهيار الاقتصادي. بعد أن أسقطهم الشارع في الثورة، يحاولون اليوم العودة عبر القوة العسكرية، مستخدمين خطابًا دينيًا لتبرير وجودهم في ساحة المعركة.
تصريحات القيادي عبد الحي يوسف، الذي أقر بأن الكتائب الإخوانية المقاتلة مع الجيش "تستحق نصيبًا في السلطة"، تعكس بوضوح مشروع إعادة التمكين. هذا السيناريو يعيد للأذهان انقلاب 1989، حين استخدم الإسلاميون الجيش للوصول إلى الحكم، قبل أن يحولوا البلاد إلى ساحة للقمع والاستبداد. عودتهم اليوم، تحت أي مسمى، تعني تكرار نفس المآسي وإجهاض أي فرصة لبناء دولة مدنية ديمقراطية.

تحالف الإسلاميين والمليشيات الفوضى في خدمة السلطة
وجود الإسلاميين في المشهد العسكري لا يقتصر على القتال، بل يمتد إلى تشكيل تحالفات معقدة مع المليشيات الأخرى، مما يضاعف من حالة عدم الاستقرار. تعتمد هذه الجماعات على شبكات الولاء الأيديولوجي، مما يجعلها أخطر من غيرها من القوى المسلحة.
الصحفي محمد المختار يؤكد أن منح الإسلاميين منصات عسكرية وإعلامية داخل القوات المسلحة يضر بسمعة الجيش، ويؤكد انحرافه عن دوره المهني. فهذه الكتائب متهمة بارتكاب جرائم شبيهة بممارسات تنظيم داعش، مما يعكس طبيعة الخطر الذي يشكله وجودهم في ساحة القتال.
رفض شعبي وسياسي لعودة الإسلاميين
لا يمكن بناء السودان الجديد بإعادة تدوير نفس القوى التي قادت البلاد إلى الهاوية. الإسلاميون الذين دمروا الدولة واستغلوا الدين لتحقيق مكاسب سياسية لا يمكن السماح لهم بالعودة عبر الحرب. الحل لا يكمن في عسكرة الصراع أو تمكين المليشيات، بل في إعادة بناء الدولة على أسس ديمقراطية حقيقية، تضمن مشاركة جميع القوى المدنية بعيدًا عن العنف والتطرف.
على السودانيين اليوم أن يدركوا خطورة عودة الإسلاميين تحت أي ذريعة. فالسودان يستحق مستقبلًا بلا حروب، وبلا جماعات تتغذى على الدماء والفوضى. بناء الدولة المدنية الديمقراطية يتطلب إبعاد كل القوى التي تستغل الدين للوصول إلى السلطة، وخلق نظام سياسي قائم على العدالة والمساواة للجميع.
معركة السودان ليست عسكرية فقط، بل سياسية وأيديولوجية
الحرب في السودان ليست مجرد صراع على الأرض، بل هي أيضًا معركة سياسية وفكرية تحدد مستقبل البلاد. عودة الإسلاميين عبر بوابة الحرب تمثل خطرًا داهمًا، إذ تعيد إنتاج نفس التجربة التي دفعت السودان إلى الفشل. رفض عودتهم يجب أن يكون جزءًا من استراتيجية شاملة لبناء دولة ديمقراطية حقيقية، قادرة على تجاوز حقبة الحروب والمليشيات والتطرف.

السودان يستحق مستقبلًا أفضل، مستقبلًا خاليًا من الإسلاميين والعنف، قائمًا على العدالة والمواطنة والسلام.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • من أنقرة إلى دمشق: تركيا تدعم مشاريع البنية التحتية في سوريا من الإنترنت إلى الطيران
  • السفارة الأذربيجانية في سوريا تنظم موائد إفطار لألف طفل يتيم
  • قصف إسرائيلي دموي على سوريا.. إدانات عربية وتعليق من دمشق
  • سوريا.. «لجنة تقصي الحقائق» تمدد مهمتها وإسرائيل تتحدّث عن «التطبيع» مع دمشق
  • اجتماع في وزارة الصحة لبحث واقع عمل بنوك الدم في سوريا ‏
  • انقطاع الإنترنت في جميع أنحاء سوريا
  • انقطاع خدمة الإنترنت في جميع أنحاء سوريا
  • عودة الإسلاميين عبر الحرب- خطر داهم يهدد السودان
  • متحدثة «اليونسيف» في دمشق لـ«الاتحاد»: أطفال سوريا يواجهون تحديات غير مسبوقة
  • هل تستعيد إيران نفوذها في سوريا؟