وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
أرسل حكام دمشق الجدد رسائل تطمين لكل مكونات الشعب السوري وألوانه، لكن النساء اليوم يخشين تجاهلهن في سوريا الغد خاصة بعد أن بدأت التعيينات الأولية للإسلاميين في المناصب الوزارية والإدارية، وهن أيضا دفعن تضحيات كبيرة في السابق.
بعد أسبوعين من سقوط الرئيس السوري بشار الأسد وفراره إلى العاصمة الروسية موسكو، تاركا وراءه بلدا منكوبا وشعبا يفتقر إلى أبسط حقوقه التي سلبت منه على مدار سنوات، أصبح الجيش الوطني السوري "مشكل من مجموعات مختلفة" هو السلطة الفعلية في البلاد.
وفي ظل هذا الواقع الجديد، تبذل السلطات جهودا كبيرة لطمأنة المجتمع الدولي والأقليات داخل سوريا، مؤكدة التزامها بحماية حقوق الجميع.
إلا أن هذه التطمينات تواجه تحديات كبيرة، خاصة بعد أن بدأت التعيينات الأولية للإسلاميين في المناصب الوزارية والإدارية، مثل تعيين رئيس الوزراء والخارجية والدفاع والتعليم من هيئة تحرير الشام، ما أثار القلق في أوساط المواطنين، وخاصة بين النساء السوريات، اللواتي يخشين فقدان الحريات التي ناضلن من أجلها في سنوات الحرب.
حماية حقوق المرأة أولًافي أول تحرك من نوعه منذ سقوط الرئيس بشار الأسد، خرجت مجموعة من النساء إلى شوارع العاصمة دمشق للتعبير عن اعتراضهن وإيصال أصواتهن ضد التوجهات الجديدة في البلاد.
وكانت الناشطة سوسن زكزاك، إحدى أبرز المدافعات عن حقوق المرأة في سوريا، من بين الداعين لهذه الوقفة الاحتجاجية.
ورغم الظروف الصعبة والمخاطر المستمرة في البلاد، لم تغادر سوسن سوريا قط، بل تمسكت بموقفها النضالي. وهي الآن، أكثر من أي وقت مضى، تستعد للقتال مجددا من أجل ضمان حقوق النساء والحفاظ على المكتسبات التي تحققت في سنوات الحرب.
وقالت الناشطة المعارضة لنظام الأسد: "يقال هنا: صوت المرأة مهم جدا في عملية العدالة والمصالحة. كنساء سوريات، هذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها من التظاهر في سوريا".
Relatedقسد تكشف عن تهديدات داعش في شمال سوريا وتدعو لحماية المنشآتسوريا والعهد الجديد: المسيحيون بين التفاؤل والحذر من المستقبل والكنيسة تبقى الملاذ الآمنالشيعة والأقليات السورية يتجهون إلى لبنان هربًا من الاضطهاد الطائفي عقب سقوط نظام الأسدوفي نفس السياق، صرحت متظاهرة أخرى قائلة: "هذه الفرصة للعدالة اليوم يمكن أن تضيع بسهولة. في الوقت الحالي، لدينا الكثير من الوعود، لكن الإجراءات الأولى تقلقني".
ورغم أن عدد المتظاهرات لم يكن كبيرا، إلا أن الرسالة التي بعثنها كانت قوية وهي أن النساء في سوريا عازمات على لعب دور بارز في إعادة بناء البلاد وحماية الحقوق التي ناضلن من أجلها.
وفي الأيام الأخيرة، أطلق ممثلو "هيئة تحرير الشام" تصريحات مثيرة للقلق حول نيتهم فرض الفصل بين الجنسين في المدارس، بالإضافة إلى تقييد بعض المهن على النساء.
وتتابع سوسن زكزاك قائلة: "لست متفائلة ولكنني قلقة بشأن السلطات الجديدة، وليس بشأن هؤلاء الناس في الشارع. لأنهم لا يمثلون سوى وجهة نظر واحدة، وصوت واحد. ليس لدينا تنوع. لم يدعوا المعارضة الأخرى للمشاركة. لهذا السبب أنا قلقة للغاية".
وفي المقابل، عارضت امرأة أخرى، ظهرت بالحجاب، هذا التحرك، قائلة: "هيئة تحرير الشام حررت جميع الرجال الذين كانوا محتجزين في سجون النظام، فماذا نحتاج أكثر من ذلك؟ نحن سعداء ونشكرهم. يجب أن تكونوا سعداء وممتنون، فلماذا تخلقون كل هذه المشاكل؟".
وتأتي هذه التوجهات في وقت حساس بالنسبة لسوريا، التي عانت طويلا من حكم دكتاتوري شمولي استمر 54 عاما تحت سيطرة آل الأسد. وبعد انهيار هذا النظام، لا تزال البلاد تواجه العديد من التحديات في عملية إعادة البناء السياسي والاجتماعي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية خامنئي يتهم أمريكا وإسرائيل بنشر الفوضى في سوريا ويؤكد: "الشباب سيواصلون معارضتهم لحكام دمشق الجدد" القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا الخارجية الأمريكية: الوفد الأمريكي ناقش مع هيئة تحرير الشام انتقال السلطة في سوريا سوريابشار الأسدأبو محمد الجولاني نساءحقوق الأقلياتهيئة تحرير الشامالمصدر: euronews
كلمات دلالية: عيد الميلاد ضحايا روسيا جنوب السودان فيضانات سيول إسرائيل عيد الميلاد ضحايا روسيا جنوب السودان فيضانات سيول إسرائيل سوريا بشار الأسد أبو محمد الجولاني نساء حقوق الأقليات هيئة تحرير الشام عيد الميلاد ضحايا إسرائيل روسيا جنوب السودان فيضانات سيول الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كارثة طبيعية حزب الله بنيامين نتنياهو أمن هیئة تحریر الشام یعرض الآن Next فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الدروز والأكراد والساحل.. من وراء الفتنة في سوريا؟
وركزت الحلقة الجديدة من برنامج "بانوراما الجزيرة نت" على قراءة خلفيات هذه الاضطرابات، وناقشت الدور الإسرائيلي في إذكاء التوترات، إلى جانب ما تمثله تحركات بعض المكونات كالدروز والأكراد من تحديات إضافية للحكومة السورية.
وأحدث هذه التوترات اندلع في ضواحي العاصمة دمشق، وتحديدا في صحنايا وجرمانا، حيث سقط العشرات من القوات الحكومية في مواجهات دامية أشعل فتيلها تسجيل صوتي منسوب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية وتضمّن إساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي بدمشق وتوجه رسالة تهديدlist 2 of 4الأمن السوري ينتشر بجرمانا وبيان أميركي بشأن أحداث العنفlist 3 of 4كاتس يحذر الشرع بعد قصف محيط القصر الرئاسي بدمشقlist 4 of 4الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطيرend of listووفق شهادة شهود عيان نقلها مراسل الجزيرة نت، فقد بدأت الأحداث بمناوشات سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار وتشكيل لجنة مشتركة تهدف إلى تهدئة الأوضاع وإيجاد حلول للأزمة.
وأكد محافظ ريف دمشق عامر الشيخ أن العملية الأمنية انتهت بتحييد ما وصفها بـ"المجموعة الخارجة عن القانون"، مشددا على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة للحفاظ على السلم الأهلي ومنع تجدد الفوضى الأمنية.
بنود التهدئةوتضمّن اتفاق التهدئة بنودا عدة، منها ضمان إعادة الحقوق إلى أصحابها، وجبر الضرر، ومحاسبة المتورطين، إلى جانب الدعوة لوقف التجييش الطائفي والمناطقي، وتأمين حرية الحركة والعبور في المناطق المتضررة.
إعلانبدوره، دعا المفتي العام لسوريا الشيخ أسامة الرفاعي إلى التوحد ضد الفتنة التي "يشعلها أعداء الأمة"، محذرا من الانزلاق إلى مستنقع قد يدفع الجميع ثمنه، حيث لا رابح في فتنة تفتك بالجميع.
لكن الموقف ازداد تعقيدا بعد أن دخلت إسرائيل على خط الأزمة، إذ أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو -في بيان مشترك مع وزير دفاعه– أنها تتحرك انطلاقا من "التزامها تجاه الدروز في إسرائيل"، متذرعة بحمايتهم في سوريا.
في المقابل، أكدت الحكومة السورية رفضها أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية، مشددة على أن سيادة البلاد ليست موضع نقاش، وأن الدولة ملتزمة بحماية جميع مكونات الشعب السوري دون تمييز.
ووجّه مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون دعوة فورية لوقف الهجمات الإسرائيلية، مؤكدا أن التصعيد في هذا التوقيت يهدد الاستقرار الهش بالمنطقة ويقوض جهود الحل السياسي.
أجندة إسرائيليةوبحسب محللين، فإن الادعاء الإسرائيلي بحماية الدروز ليس سوى غطاء لأجندة أعمق تستهدف إعادة رسم الخارطة السورية، بما يخدم المصالح الأمنية والسياسية لتل أبيب في المنطقة.
ورأى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن إسرائيل تستغل الزعيم الروحي للطائفة الدرزية موفق طريف أداة ضمن إستراتيجيتها تجاه دمشق، مؤكدا أن الأمر يتجاوز البعد الطائفي إلى ترتيبات إقليمية أوسع.
وفي هذا السياق، حذر الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط من الانسياق وراء المشروع الإسرائيلي، معتبرا أن تل أبيب تسعى إلى تفكيك النسيج الدرزي وتهجيره واستغلاله في صراعها مع سوريا.
وسلطت الجزيرة نت الضوء على الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أمام مجلس الأمن، والتي ندد فيها بالقصف الإسرائيلي المتكرر، مشيرا إلى أن "سوريا الجديدة" لن تكون مصدرا لعدم الاستقرار في الإقليم.
وفي موقف لافت، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إسرائيل تحاول تصدير نار الحرب من فلسطين ولبنان إلى سوريا، مستغلة مناخ الانفتاح السياسي بعد التغييرات في دمشق، مؤكدا أن أنقرة لن تسمح بفرض أمر واقع جديد في المنطقة.
إعلان الساحل والشرقوبموازاة ذلك، يشهد الساحل السوري تحركات مثيرة للجدل عقب إعلان رامي مخلوف رجل الأعمال المعروف وابن خال الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد تشكيل فصيل مسلح بقيادة العميد سهيل الحسن المتهم بارتكاب مجازر خلال سنوات الثورة.
وتثير هذه التحركات مخاوف من عسكرة إضافية للمشهد في مناطق يفترض أنها مؤيدة للنظام، مما يشير إلى تصدعات داخل البنية الموالية ويعيد إلى الأذهان تجارب المليشيات الموازية التي نشطت في المراحل السابقة.
أما في الشرق فقد أثارت وثيقة صادرة عن مؤتمر سياسي كردي عقد في القامشلي جدلا واسعا بعد مطالبتها بتطبيق نظام لا مركزي، وهو ما قوبل برفض قاطع من الرئاسة السورية التي اعتبرته مقدمة لتقسيم البلاد وإنشاء كيانات منفصلة.
وأكدت دمشق أن أي محاولات لفرض واقع فدرالي أو إدارة ذاتية تتعارض مع وحدة سوريا، مشددة على أن الحوار مع الأكراد لن ينجح إلا في ظل الالتزام بوحدة الأراضي والسيادة الوطنية.
ورأى الكاتب والباحث الفلسطيني سعيد الحاج أن القرارات النهائية بشأن هذه الملفات لا تزال رهينة الحوار المرتقب بين الإدارة السورية والأطراف الكردية، مشيرا إلى أن المشهد سيزداد وضوحا في الأسابيع المقبلة.
2/5/2025