يموج الشارع السياسى الآن بحديث متواصل حول الأحزاب ودورها، فى ضوء التسريبات التى تتردد عن تشكيل أحزاب جديدة تضاف إلى الأحزاب القائمة، لإثراء الحياة الحزبية والتنافس فى خدمة المواطنين، وحماية نصر من الأخطار الحيطة بها للوهلة الأولى يبدو الهدف نبيلًا، فذلك واجب وطنى مفروض على كل مواطن يعيش على تراب هذا البلد، ولكن القراءة المتانية فى كف الأحزاب المصرية، التى تزيد عن 100 حزب حاليًا، ورغم هذا العدد فهل نجحت الأحزاب القائمة سواء كانت موالاة أو معارضة فى التعبير عن المواطن المصرى بصدق والمشاركة بفاعلية فى حل مشاكل الوطن؟
الإجابة بمنتهى الصراحة لا، حتى وإن كان بعضها يقوم بدور الجمعيات الأهلية بتقديم بعض المساعدات المادية أو العينية للأسر الفقيرة!
صحيح أن ذلك من بعض مهام الأحزاب ولكن ليس نشاطها الوحيد، فهناك دور سياسى لكل حزب لا يقتصر على تمثيل نوابه بالبرلمان فقط، وإنما يجب أن يمتد من خلال كوادره وقياداته بالمشاركة فى حل هموم المواطن الذى يعانى من قصور الخدمات فى بعض القرى والمدن، وهذا هو الدور الغائب للأحزاب الذى يعود إلى عدم تدريب الكوادر الحزبية أو القيادات داخل مؤسسات الأحزاب التثقيفية أو معاهدها السياسية منذ نشأتها، والتى جاء بعضها بولادة مفاجئة، دون التدرج فى تشكيل مستوياتها من القاعدة إلى القمة، ليس ذلك فقط وإنما غياب التنافس بين برامج هذه الأحزاب لخدمة المواطن والارتقاء بمستواهم السياسى، دفع العديد منهم إلى الانصراف عنها، والعزوف عن المشاركة السياسية فى الانتخابات رغم أن نظامنا السياسى قائم على التعددية الحزبية بنص المادة الخامسة من الدستور.
من هنا لا بد أن تراجع الأحزاب قديمة وجديدة أولويات دورها وأهدافها بوضوح فى هذه المرحلة الحرجة التى نمر بها، من خلال نشر كوادرها وقياداتها فى الشارع، لتوعية المواطنين بأهمية تماسك الجبهة الداخلية عبر عناصر مقنعة وقيادات طبيعية تعيش وسط الناس، تتمتع بثقة المواطن حتى تتمكن من إقناعه.
بصراحة أشد نحن فى حاجة إلى أحزاب تتفاعل مع هموم الوطن وتكسب ثقه المواطن، تعلى المصلحة العامة قبل المصلحة الحزبية الضيقة. باختصار لا نريد كمًا من الأحزاب ولكن كيفًا، يتفاعل على الأرض بواقعية وإقناع، وذلك هو دورها المفقود.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل الأحزاب المصرية
إقرأ أيضاً:
أوزين في مؤتمر العدالة والتنمية: الأحزاب القوية تُبنى برهاناتها السياسية ومواقفها والتزام مناضليها
أكد محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أن “الرهان الانتخابي ليس هو من يصنع الأحزاب الكبرى”، معتبرا أن “الأحزاب القوية تُبنى برهاناتها السياسية ومواقفها والتزام مناضليها”، مشددا على أن “المواقف دائمة والمواقع عابرة”.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها، اليوم السبت، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، حيث وجه أوزين رسالة محبة إلى مناضلي الحزب، مؤكدا أن كلمته خلال المؤتمر “ليست موجهة لانتقاد الحكومة”، مبرزا أن “مواقفنا من الحكومة معروفة، وستزداد وضوحا في الأيام المقبلة”.
وعلق الأمين العام لحزب السنبلة، خلال المؤتمر، على أغنية مجموعة السهام قائلا: “جميل أن نرتبط بالعروبة والإسلام، لكن كنت أتمنى أيضا مشاهدة عرض فني أمازيغي خلال حفل الافتتاح، باعتبار الأمازيغية جزءا لا يتجزأ من هويتنا المغربية”.
ولم يفوّت أوزين الفرصة دون الإشارة إلى الصعوبات المالية التي تواجه حزبه، مهنئا العدالة والتنمية على التزامه بتنظيم مؤتمره رغم ما سماه بـ”الضيق المالي”، وقال ساخرا: “أنتم شعرتم بالضيق المالي فقط عند التحضير للمؤتمر، بينما نحن في الحركة الشعبية نعيش أزمة مالية منذ 2021”.
وبخصوص تجربة التنسيق الحكومي، أوضح أوزين أن “العلاقة كانت مبنية على قناعة مشتركة بكوننا شركاء من أجل الوطن، رغم اختلافاتنا الفكرية والمجتمعية”، مضيفا أن “مصلحة الوطن كانت ولا تزال فوق كل اعتبار”.
كلمات دلالية الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المؤتمر 9 اوزين حزب العادلة والتنمية