تحديات وعقبات.. أطراف إقليمية ودولية تؤجج الصراعات لإطالة أمدها بالشرق الأوسط
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تواجه منطقة الشرق الأوسط مجموعة من التحديات التي تؤثر على الاستقرار الإقليمي والعالمي، لأنها تشهد اضطرابات وتوترات سياسية فى سوريا واليمن وليبيا والعراق، بجانب القضية الفلسطينية، ما أدى إلى تزايد النزاعات المسلحة، وتدمير البنية التحتية، وتفاقم الوضع الإنساني، فى ظل التدخلات الخارجية، التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع، وجعل التسوية السياسية أمراً صعباً، خصوصاً مع التوسعات الإسرائيلية فى المنطقة، واستمرار الحصار على قطاع غزة، الذى تم تدميره تماماً، ما زاد من معاناة السكان فى القطاع الفلسطيني.
ويُعد الصراع «الفلسطينى - الإسرائيلى» أحد أبرز القضايا فى الشرق الأوسط، حيث تتصاعد حدة التوترات فى الأراضى المحتلة، فى قطاع غزة والضفة الغربية، رغم المحاولات المستمرة لتحقيق السلام، إلا أن الاتفاقات السياسية لم تسفر عن حل دائم، ما يعمق الخلافات بين الدول العربية وإسرائيل، ويشكل تحديات كبيرة للاستقرار الإقليمى، ومؤخراً امتد النزاع ليشمل سوريا، التى تشهد توغلات إسرائيلية وتوسعات استعمارية، منذ سقوط نظام بشار الأسد، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق، وتهجير الملايين من المدنيين، وسط تدخل القوى الإقليمية والدولية فى النزاع.
ويشهد لبنان أزمات سياسية واقتصادية تسببت فى انهيار القطاع المالى والمصرفى، الذى كان يُعد من أهم ركائز ودعائم الاقتصاد فى البلاد، بجانب الصراع بين «حزب الله» وجيش الاحتلال الإسرائيلى، كما يشهد اليمن حرباً أهلية متفاقمة منذ 2014 بين الحكومة الشرعية وجماعة «الحوثيين»، ما عمَّق الأزمة الإنسانية فى المنطقة، والوضع فى ليبيا ما زال يشهد بعض الصراعات الداخلية، بعد الإطاحة بنظام القذافى فى 2011، ما يؤدى إلى تدهور اقتصادى واجتماعى، وزيادة عدد اللاجئين، وتفاقم التوترات بين الدول الكبرى والإقليمية.
وتمثل التدخلات الإقليمية والدولية تحديات كبرى فى استقرار الدولة الوطنية، ما جعل الأوضاع أكثر تعقيداً، وساهم فى تأجيج الصراعات المحلية وتحقيق مصالح استراتيجية لهذه القوى، وزيادة التدخلات الخارجية التى تساهم فى إطالة الأزمات، وتزيد من تفكك الدول، ما يُصعّب حل النزاعات، ويحافظ على حالة عدم الاستقرار.
وحذر الرئيس عبدالفتاح السيسى من توسيع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، واعتبر أن العالم، ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، يشهد تحديات وأزمات غير مسبوقة، تحتل فيها الصراعات والحروب صدارة المشهد، مشيراً إلى أن أبرز الشواهد على ذلك استمرار الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى تحد لقرارات الشرعية الدولية، وما يصاحب ذلك من خطورة وتهديد بامتداد الصراع لدول أخرى، مثلما حدث مع لبنان، وصولاً إلى سوريا التى تشهد تطورات واعتداءات على سيادتها ووحدة أراضيها، مع ما قد يترتب على احتمالات التصعيد واشتعال المنطقة من آثار سوف تطول الجميع سياسياً واقتصادياً.
واعتبر الرئيس السيسى أن تسوية أزمات المنطقة يتم بتحقيق الاستقرار، عبر استعادة مفهوم الدولة وأركانها، ودعم مؤسساتها، وتعزيز قدرة جيوش الدول وحكوماتها، كما أكد الرئيس، فى تصريحاته، أن عمليات التهجير القسرى، ووجود خلايا أو عناصر نائمة، تشكل تحديات تواجه المنطقة، بجانب تطورات الأوضاع الإقليمية، بما فى ذلك الحرب على غزة، فى ظل الجهود المصرية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية دون عراقيل، فضلاً عن التطورات فى كل من سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال واليمن، والجهود المصرية لتسوية تلك الأزمات.
«بدر الدين»: الصراع يحقق مصالح أطراف خارجيةمن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، لـ«الوطن»، إن الصراع فى الشرق الأوسط يحقق مصالح العديد من الأطراف الخارجية، فالمنطقة تشهد تصاعداً فى الأحداث، إذ تبرز العديد من السيناريوهات المحتملة لعدم قيام الدولة الوطنية، والحفاظ على شكل الدولة، عن طريق التقسيم والتجزئة إلى عدة مناطق إدارية أو كيانات، مما يؤدى إلى انهيار الهيكل الوطنى، وأضاف أن هذا السيناريو مرتبط بتدخلات إقليمية ودولية معقدة.
وأوضح «بدر الدين» أن مصر تتعامل مع هذه التطورات بجدية، خاصةً فيما يتعلق بالتهجير القسرى للفلسطينيين، وما تشهده سوريا ولبنان وغيرهما من أزمات، مؤكداً أن التحديات الراهنة تتطلب تنسيقاً دولياً وتماسكاً داخلياً ضمن الدول المعنية.
«سليمان»: مصر «حائط الصد» لضمان وحدة وسلامة الأراضى العربيةوأكدت الدكتورة سماء سليمان، وكيل لجنة الشئون الخارجية والعربية والأفريقية بمجلس الشيوخ، أن الشرق الأوسط يواجه العديد من التحديات، على رأسها الجماعات والخلايا النائمة، التى تحاول استغلال ضعف المشهد، من أجل العودة مرة أخرى، كما تشهد المنطقة مشكلة نزاع نفوذ بين القوى الكبرى، وأضافت أن كل هذه الصراعات تهدف إلى تفتيت الدول العربية، سواء من الدول الكبرى أو القوى الإقليمية.
وأوضحت «سليمان» أن مصر لم تتخلَّ عن دورها تجاه قضايا المنطقة كاملة، إذ يظهر الدور المصرى فى القضية الفلسطينية ومحاولاتها الوصول إلى هدنة ووقف كامل لإطلاق النار، والحيلولة دون عدم تصفية القضية الفلسطينية، وعدم تهجير الشعب الفلسطينى، وهو ما نجحت فيه بشكل كبير جداً، إذ لا تزال هى الدولة الوحيدة التى تستضيف المفاوضات بين الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى، للوصول إلى حل، من خلال التعاون مع الدول العربية، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، وكذلك فى مجال المساعدات الإنسانية، كان الدور المصرى واضحاً جداً فى إرسال المساعدات، كما لم تغلق مصر معبر رفح إلى هذه اللحظة، لكن الجانب الإسرائيلى متعنت جداً، ويفرض حصاراً خانقاً على الشعب الفلسطينى لتهجيره. وأكدت «سليمان» أن مصر تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى العربية، وتدعو دائماً إلى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، واعتبرت أن التدخل الخارجى فى شئون الدول هو الذى يؤدى إلى تقسيمها وعدم استقرارها، وهو ما حدث فى العراق، ونراه يحدث الآن فى سوريا ولبنان وليبيا واليمن والسودان، وتابعت أن مصر ترى أن الحل الأمثل لحل قضايا المنطقة يتمثل فى وقف الاستقطاب والتدخل الخارجى، وأن المسار السلمى هو الأفضل لحل قضايا المنطقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الشرق الأوسط الدول العربیة الشرق الأوسط أن مصر
إقرأ أيضاً:
دبي تستضيف النسخة الثانية لجوائز “بلوك تشين” في المنطقة
تستضيف دبي النسخة الثانية من جوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين 29 ابريل المقبل ، بالتزامن مع مؤتمر TOKEN2049، بحضور نخبة من قادة القطاع والمبتكرين في قطاع العملات الرقمية.
وتأتي جوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين 2025 مع تسارع وتيرة تبني التقنيات في المنطقة وشمال أفريقيا.
ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن Chainalysis تحتل المنطقة النرتبة السابعة عالميا كأكبر سوق للعملات الرقمية حيث تلقت نحو 338.7 مليار دولار من المعاملات المالية عبر البلوك تشين بين يوليو 2023 ويونيو 2024 ، ما يعادل 7.5% من إجمالي المعاملات العالمية.
وبرزت دولة الإمارات كوجهة رائدة عالمياً في تبني الأصول الرقمية، ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن هينلي آند بارتنرز، تحتل الدولة المرتبة الثالثة عالمياً في استخدام العملات الرقمية.
وكشفت بيانات Chainalysis عن تلقي دولة الإمارات لنحو 34 مليار دولار من العملات الرقمية بين يونيو 2023 ويوليو 2024، مسجلة نمواً سنوياً بمعدل 42%.
وجاء هذا النمو مدفوعاً بالمنهجية الطموحة للدولة في مجال تقنيات البلوك تشين، مع نجاح مدن مثل دبي بترسيخ مكانتها بين مراكز الابتكار الرئيسية.
وقال ماكس باليثورب، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة هوكو، المنظم الرسمي لجوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين: “توفر جوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين منصة لتكريم الإنجازات اللافتة التي تدفع عجلة المرحلة المقبلة من الابتكار في تقنيات البلوك تشين والتحول الرقمي. ومع تبوء دولة الإمارات لمكانة ريادية في تطور الويب 3.0، من الملهم أن نرى قادة القطاع يجتمعون معاً لصناعة مستقبل هذا القطاع الديناميكي. وتبشر نسخة هذا العام من الجوائز باحتفاء حقيقي برواد البلوك تشين الذي يتخطون الحدود المألوفة ويرسون معايير جديدة في هذا المجال”.
وقال الدكتور مروان الزرعوني، الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي والرئيس التنفيذي لمركز دبي لتكنولوجيا البلوك تشين: “تسعدني المشاركة مجدداً ضمن لجنة التحكيم لأشهد على وتيرة التطور المتسارعة لتقنيات البلوك تشين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومع تصدر دولة الإمارات لمشهد هذا التحول النوعي، تساهم الرؤية الطموحة لحكومة الدولة الرشيدة مع منظومة الابتكار الديناميكية في المنطقة بتسريع وتيرة تبني تقنيات الويب 3.0. لذلك تأتي جوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين لتواكب زخم التطور هذا وترسخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للتميز في البلوك تشين”.
وتضم لجنة تحكيم جوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين أعضاء آخرين وهم: جمانة الدرويش، رائدة العمل الاجتماعي الحاصلة على الجوائز ومؤسسة شركة Happy Box وسكوت ميلكر، مضيف بودكاست The Wolf of All Streets Podcast، وCrypto TownHall وماريو نوفر، مضيف أكبر عرض على منصة X ومؤسس مجموعة International Blockchain Consulting Group و صقر عريقات، الأمين العام لمجموعة عمل دبي للأصول الرقمية والشريك المؤسس لـ Crypto Oasis وخورخي سيباستياو، المؤسس المشارك لمؤسسة Global Blockchain والمؤسس المشارك لشركة EcoX وماثيوز ميندي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بونوز والمؤسس المشارك لمركز دبي للبلوك تشين.
وتهدف جوائز الشرق الأوسط للبلوك تشين لحفز وتيرة الابتكار وتكريم التميز وإرساء معايير جديدة لمشاريع البلوك تشين والويب 3.0 في المنطقة.
وانطلقت النسخة الأولى للجوائز العام 2022 بالتعاون مع منصة “أسبوع أبوظبي المالي” التابعة لـسوق أبوظبي العالمي، وجمعية الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا للعملات الرقمية والبلوك تشين.