زراعة الفطر.. إبداعات مستدامة وسط صحراء الإمارات
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
أبوظبي: «الخليج»
ضمن أربع غرف كبيرة معزولة وسط صحراء حارة جافة، تتبدى إحدى التجارب الزراعية المبتكرة الناجحة في دولة الإمارات والتي تحدّت الظروف الطبيعية لإنبات الفطر «المشروم»، واستطاعت إنتاج أنواع عديدة منه بكميات تجارية وافرة تصل إلى نحو طنٍ شهرياً، تنافس في السوق المحلي الكثير من أنواع الفطر المستورد، لما تتميز به من جودة غذائية عالية، وأسعار معقولة وقدرة استثنائية على التكيف مع البيئة المحلية تحميه من سرعة التلف وإمكانية التخزين لفترات طويلة.
أحدث الابتكارات
لم يكتب لهذه التجربة الزراعية الرائدة النجاح لولا إرادة مبدعيها والقائمين عليها في شركة «بيلو فارم» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، والتي استعانت بأحدث الابتكارات التكنولوجية لزراعة الفطر المعتمدة على ممارسات الزراعة الدائرية، لتكون أول شركة تقنية زراعية في العالم متخصصة في حلول زراعة الفطر الشاملة في المناخات الجافة.
ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح ضمن حملة «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
أنواع عديدة
عززت شركة بيلوفارم حضورها في السوق المحلي بإنتاج أنواع عديدة من الفطر، أبرزها المحار ومحار الملك وشيتاكيه وعرف الأسد، والذي يتم ضمن 4 غرف تم تصميمها بشكل خاص تخضع بشكل متواصل لضوابط التحكم المناخي كما أنها مغطاة بطبقة عازلة للحفاظ على برودة الأجزاء الداخلية، في مسعى من الشركة لتطوير نظام غذائي يتكيف بذكاء مع المناخ، ومصمم خصيصاً لملاءمة المناخ الجاف.
ونظراً لكون ظروف زراعة وإنتاج مثل هذه الأنواع المنافسة اقتصادياً من الفطر في وسط الصحراء غير ملائمة، لجأت الشركة لتطويع واستخدام أفضل تقنيات التكنولوجيا للتغلب على الظروف المناخية غير المواتية لنمو الفطر بالدولة، حيث درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار، في الوقت الذي يحتاج فيه الفطر إلى ظروف البرودة والرطوبة والإضاءة المنخفضة، ونجحت بكفاءة عالية في مسعاها المستدام بزراعة أنواع مميزة من الفطر في بيئات يتم التحكم بدرجة حرارتها عن طريق استخدام تقنيات الزراعة العمودية وبطرق مستدامة في المناخات الصحراوية الصعبة طوال العام، حيث تستخدم في عملياتها المواد المحلية للحدّ من اعتمادها على الاستيراد، كما تقوم الشركة، فضلاً عن ذلك، بإعادة تدوير سعف النخيل من المزارع في الإمارات، وتحويلها إلى طعام غني بالعناصر الغذائية.
بيئة ابتكارية
لا شك أن دولة الإمارات بما توفره من بيئة ابتكارية خصبة تشجع على الإبداع وتحتضن الأفكار الرائدة النوعية، تعد خياراً جاذباً للكثير من الشركات العاملة في مجال الابتكار الزراعي، نظراً لتركيزها الكبير على دعم ملف الأمن الغذائي والبنية التحتية المتطورة، الأمر الذي شجع القائمين على شركة بيلوفارم لتأسيس مقر لهم في الدولة بهدف توفير غذاء صحي وموثوق لسكان الإمارات بجودة عالية وأسعار معقولة ومن مصادر محلية، حيث تؤمن الشركة بأهمية الابتكار في مجال الأغذية المستدامة، وتطوير تقنيات جديدة لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا: إزالة 536 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة بالمنيا
أعلن اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، عن إزالة 536 حالة تعدٍ بمختلف مراكز المحافظة، منذ انطلاق المرحلة الثالثة من الموجة 25 لإزالة التعديات، والتي بدأت يوم السبت الموافق 5 إبريل الجاري، وذلك في إطار جهود الدولة المستمرة للحفاظ على أراضيها ومواجهة كافة أشكال البناء المخالف والتعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة.
وأوضح التقرير المعروض على المحافظ، أن الإزالات شملت 54 حالة تعدٍ بالبناء على أراضي أملاك الدولة، و440 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية الخاصة، بالإضافة إلى 42 حالة بناء مخالف دون ترخيص داخل الحيز العمراني، وذلك بالتنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية والتنفيذية وجهات الولاية المعنية، ووفقًا للجدول الزمني المحدد لضمان استرداد حق الدولة والتصدي لأي مخالفة.
وأكد اللواء “كدواني” استمرار التعاون والتنسيق بين كافة الجهات المعنية من وحدات محلية وجهات الولاية والأجهزة الأمنية، لرصد ومنع جميع أشكال التعديات في مهدها، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، مشددًا على ضرورة رصد أي متغيرات مكانية غير قانونية والتعامل الفوري معها، ومواجهة ظاهرة البناء العشوائي بكل حسم، وموجهًا المختصين بحماية الأراضي ورؤساء الوحدات المحلية بعدم السماح بأي تهاون أو تقاعس في هذا الملف، تحقيقًا للصالح العام وحفاظًا على مقدرات الدولة.
يُذكر أن الموجة 25 لإزالة التعديات تُنفذ على ثلاث مراحل، حيث انطلقت المرحلة الأولى في الفترة من 8 إلى 28 فبراير، والمرحلة الثانية من 8 إلى 28 مارس، وتُختتم بالمرحلة الثالثة في الفترة من 5 إلى 25 إبريل الجاري.