الطريق إلى الأمام في سوريا
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
ترك انهيار نظام الأسد في سوريا - حيث لم يخبر الرئيس بَـشّار الأسد حتى أقرب مساعديه قبل فراره إلى موسكو - القوى الإقليمية والدولية تتدافع لتثبيت الاستقرار في البلاد.
بطبيعة الحال، بُـذِلَـت محاولات عديدة لاستعادة الاستقرار في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، بعد أن قمع الأسد بوحشية مظاهرات الربيع العربي السلمية.
لم تتردد إسرائيل في الدفع بقواتها إلى ما وراء مرتفعات الجولان، لتتخلص بذلك من الترتيب الذي ساد منذ حرب أكتوبر 1973 (عندما أشعلت حتى المكاسب الضئيلة التي حققتها في المنطقة المشاعر في مختلف أنحاء العالم العربي). كما نفذت ضربات جوية استباقية ضد ما تبقى من المعدات العسكرية ومرافق الأسلحة في سوريا.
من منظور تركيا، يتلخص السؤال الأكبر في ما إذا كانت تستطيع قبول إطار الحكم السوري الذي يشمل الأكراد. تتمثل أولوية الحكومة التركية في تهميش أي عناصر مرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره جماعة إرهابية (كما تفعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي). من الناحية المثالية، قد تساعد تسوية جديدة في سوريا حتى في نزع فتيل القضية الكردية في تركيا ذاتها. يكمن أحد المخاطر الواضحة في إقدام بقايا تنظيم (داعش) على استغلال حالة انعدام اليقين الجديدة لتعزيز موقفها. لكن كلا من هيئة تحرير الشام والجماعات الكردية المختلفة حاربت داعش لسنوات، وسوف تكون الآن أكثر تصميما على مقاومتها. يتمثل أحد مواطن القوة الرئيسية في عملية الأمم المتحدة في غياب أي بدائل مواتية؛ فإذا انهارت، ستكون النتيجة كارثية لجميع الأطراف المعنية. ويُـظـهِـر تركيز المتمردين المنتصرين على بناء وصيانة مؤسسات الدولة أنهم يدركون المخاطر حق الإدراك. لكي تنجح هذه العملية، يجب أن يتولاها السوريون من أجل السوريين، ولكن بمساعدة خارجية. الواقع أن الوضع الإنساني مروع ويتطلب اهتماما فوريا. وينبغي للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن يوضحا لكل القوى الفاعلة ذات الصلة أنهما على استعداد لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا دعما للانتقال السياسي. المخاطر مرتفعة بشكل خاص بالنسبة لأوروبا، التي لا تزال أزمة اللاجئين من عام 2015 تطارد سياساتها. وتكرار تلك الحال سيكون كابوسا. وتركيا، بطبيعة الحال، لديها مصلحة حيوية في الاستقرار على حدودها. فقد استضافت لفترة طويلة ملايين اللاجئين السوريين الذين ترغب في إعادتهم إلى ديارهم، والآن يُـعـرِب كثيرون منهم عن استعدادهم للرحيل. الواقع أن العملية التي تنتظرنا ستكون طويلة ومعقدة. فلم يكن حكم سوريا مسألة بسيطة قط. وإذا بدأت أي من القوى الرئيسية ملاحقة أجندتها الخاصة من جانب واحد، فقد تتدهور الظروف بسرعة. مع ذلك، تمثل عملية الأمم المتحدة أفضل طريق إلى الأمام، وهذا يمنح المنظمة الفرصة لكي تثبت للعالم أنها تظل تشكل عنصرا لا غنى عنه في مثل هذه المواقف.
كارل بيلت هو رئيس وزراء ووزير خارجية السويد السابق.
خدمة بروجيكت سنديكيت
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمم المتحدة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
سوريا تأمر بتجميد الحسابات المصرفية المرتبطة بنظام الأسد
أمر مصرف سوريا المركزي البنوك التجارية بتجميد جميع حسابات الأشخاص والشركات المرتبطة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وفقا لوثيقة اطلعت عليها وكالة رويترز للأنباء.
ويدعو التعميم الصادر اليوم الخميس البنوك إلى "تجميد جميع الحسابات المصرفية للشركات والأفراد المرتبطين بالنظام البائد"، وإبلاغ البنك المركزي بتفاصيل جميع الحسابات المجمدة خلال ثلاثة أيام عمل.
وطالب التعميم البنوك على وجه التحديد إلى تجميد الحسابات التابعة لمجموعة قاطرجي المعروفة بتورطها في تجارة النفط السورية. وكان يدير المجموعة الأخوين براء وحسام قاطرجي.
وقُتل براء قاطرجي في غارة إسرائيلية مشتبه بها في سوريا بالقرب من الحدود اللبنانية في يوليو/تموز الماضي، ولم تعلق إسرائيل على الغارة.
ويخضع حسام قاطرجي وشركاته لعقوبات أميركية، بما في ذلك "تسهيل شحنات النفط والتمويل للنظام السوري"، وفقا لموقع وزارة الخزانة الأميركية.
وكانت عائلة قاطرجي جزءا من دائرة صغيرة من رجال الأعمال المقربين من عائلة الأسد الذين برزوا على الساحة خلال الحرب في سوريا التي بدأت في عام 2011 بعد قمع حكومة الأسد للاحتجاجات الشعبية.
وأطاح الثوار بالأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي. ومنذ ذلك الحين شكلوا حكومة تصريف أعمال مؤقتة ويبذلون جهودا لتتبع التدفقات المالية المرتبطة بنظامه.
إعلانوقال أحد المصرفيين لرويترز، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن تعميم البنك المركزي لا يمكن تنفيذه بسهولة بالنظر إلى أن العديد من رجال الأعمال المرتبطين بنظام الأسد أنشأوا حسابات بأسماء أشخاص آخرين، أو استخدموا شركات واجهة.
وكانت الإدارة السورية الجديدة قد نفذت بالفعل تجميداً عاماً للحسابات المصرفية بعد توليها السلطة، لكن الأفراد تمكنوا من الطعن في القرارات وسحب أو تحويل بعض الأموال.
وقال مسؤول سوري مطلع على الأمر، إن الإجراءات الجديدة تهدف إلى أن تكون أكثر صرامة واستهدافًا وأن تساعد السلطات على جمع المعلومات حول الشؤون المالية المرتبطة بالنظام.