جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-26@13:44:21 GMT

وعود ترامب ومخططاته

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

وعود ترامب ومخططاته

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يترقَّبُ العالم عامة والوطن العربي خاصة، العُهدة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي كان شخصية جدلية في عُهدته الأولى إلى حد كبير، فمنهم من رأى فيه شخصية أمريكية صدامية وصريحة إلى حد التجريح أحيانًا، لا تعرف المجاملات في تعاملها مع الأصدقاء أو الخصوم، ومنهم من رأى فيه شخصية أمريكية استعراضية مُتغطرسة تحمل كل جينات الأمريكي المتعالي، المفتون بتاريخ بلده "العضلي" إلى حد الإدمان.

من تابع ترامب في عهدته الأولى وتصريحاته اليوم قبل تسلمه عُهدته الرئاسية الثانية في يناير المقبل، يشعر أن هناك تحولًا ما في عقلية الرجل، من تفكير فردي إلى تفكير مؤسسي، مبني على مزيج من تجربة في السلطة، ومن تجربة مراقب خارج السلطة.

قانون الانتخابات الأمريكي، لا يُحاسب المُرشَّح على وعوده للناخبين، على اعتبار أن الوعود جزء من أدوات وضرورات التسويق للمرشح لبلوغ المنصب، وبالتالي لا يُعوَّل كثيرًا على وعود المترشحين في تقييم سياساتهم القادمة، وللرئيس ترامب وعود كثيرة وعد بتحقيقها في عُهدته الرئاسية القادمة.

ما يدعم الرئيس ترامب اليوم لتحقيق وعوده، هي الواقعية، هذه الواقعية التي ستُرمِّم وتجبُر ضرر أمريكا كقوة كبرى من نكبات عهدة سلفه جو بايدن والتي اتسمت بالكثير من المواقف والسياسات غير المحسوبة، والتي بالنتيجة وسَّعت من دائرة العداء العالمي لأمريكا وهددت مصالحها الحيوية وعرضتها للخطر.

لقد توجَّه الناخب الأمريكي نحو ترامب على حساب المرشحة كاميلا هاريس، لاعتبارات عدة؛ أهمها: خبرة ترامب في الحكم، وكونه رجل مال وأعمال، والعقلية الأمريكية بطبعها عقلية نفع ومال، خاصة وأن ترامب أتى في زمن أزمات مالية وأخلاقية تعيشها أمريكا الداخل، ناهيك عن سياسات خارجية كلفت أمريكا مكانتها وتأثيرها في العالم، ودفعت العالم إلى تكتلات جغرافية لا تهدد مصالح أمريكا فحسب بل وجودها كذلك.

من جملة وعود ترامب وأهمها، رفع الحظر الأمريكي المفروض على كل من روسيا وإيران؛ فرفعُ هذا الحظر في تقديرات ترامب يعني عودة التداول بالدولار الأمريكي عالميًا وعودة الثقة إليه، وتجنب استخدامه كسلاح مستقبلًا في معاقبة خصوم أمريكا، خاصة وأن أسلوب الحصار الأمريكي وحين مس الكبار كروسيا ومن قبلها نماذج حول العالم، قد دفع عددًا من البلدان إلى الالتفاف عليه عبر التبادل التجاري بالعملات المحلية ومقايضة السلع؛ بل وصل الأمر ببعض منتجي النفط في العالم إلى التلويح بالاستغناء عن سياسة "البترودولار"، وتسويق نفطهم بعملات أخرى مثل اليوان الصيني والروبل الروسي.

لم يتوقف الأمر عند هذا؛ بل تخطاه إلى تهديد بعض التكتلات الاقتصادية الصاعدة مثل مجموعة بريكس، بسك عملة نقدية خاصة بها، وبنك تنمية خاص بها، وهذا يعني إشهار العالم وتوجهه إلى فك التبعية تدريجيًا مع أمريكا وعملتها وأدوات هيمنتها لحكم العالم وفرض سياساتها.

تنتظرُ ترامب ملفات وقضايا ساخنة داخليًا وخارجيًا، بعضها أوجدته الظروف، وبعضها أوجدته لُوبيات السلاح والمال والنفط، لتُجبره على السير عليها خلال عهدته الرئاسية، ومن جملة هذه القضايا الساخنة، قضية الصراع المشتعل بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني، وكيف سيوازن ترامب بين مصالح أمريكا ويُغلِّبُها على مصالح الكيان في هذه المرحلة بالتحديد، خاصةً بعد أن أصبحت قضية فلسطين قضية على السطح الأمريكي وبداخل عقله ومؤشر رضا وسخط بالداخل الأمريكي والغربي عمومًا، علاوة على أن من يحملون هذه المشاعر والمواقف هم الذين سيحكمون أمريكا وعموم الغرب غدًا، ويقررون سياساتهم ومصيرهم وقواعد تعاملهم مع العالم.

قبل اللقاء.. تحقيق "الأهداف" غالبًا لا يعني أن جميع "النتائج" مضمونة!

وبالشكر تدوم النِعَم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تطلعات أمريكا وفجوة بالثقة بين روسيا وأوكرانيا.. هكذا يبدو مشهد المحادثات في السعودية

(CNN) -- بدأ وفد من الولايات المتحدة بقيادة رجل الأعمال المختص في سوق العقارات الذي تحول إلى دبلوماسي، ستيف ويتكوف، اجتماعاً مهما مع مفاوضي الكرملين في الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث تدفع إدارة ترامب لوقف إطلاق النار في محادثات منفصلة مع روسيا وأوكرانيا.

وأعلنت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) أن الاجتماع بدأ صبيحة الاثنين في الرياض. 

ويأتي الاجتماع بعد يوم واحد من المحادثات بين فريق أمريكي بقيادة مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى كييف، كيث كيلوغ، ووزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، والتي وصفها الأخير بأنها "مثمرة ومركزة".

مقالات مشابهة

  • عدة دولة تحذر مواطينها من السفر الى أمريكا.. ما علاقة ترامب؟
  • نشرة أخبار العالم | فتح تطالب حماس بمغادرة المشهد في غزة.. مستشار الأمن القومي الأمريكي يعلن مسئوليته عن فضيحة «شات اليمن».. السعودية تجدد رفضها للانتهاكات الإسرائيلية ضد سوريا
  • الرئيس المشاط يوجّه رسالة للرئيس الأمريكي المجرم ترامب
  • المشاط لترامب: فترتك الرئاسية وعمرك لن يكفيان لمواجهتنا وردعنا
  • هل تفرض أمريكا رسوما جمركية على التدفقات الرأسمالية؟
  • هل تعقد إيران صفقة مع أمريكا أم تمضي في طريق صنع أول قنبلة نووية؟
  • تطلعات أمريكا وفجوة بالثقة بين روسيا وأوكرانيا.. هكذا يبدو مشهد المحادثات في السعودية
  • رئيس وزراء كندا : ترامب يريد كسرنا حتى تتمكن أمريكا من امتلاكنا
  • إنقاذ اقتصاد أمريكا من ترامب
  • محافظ المنيا: المبادرات الرئاسية والمشروعات التنموية تعزز دور المرأة