جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-23@05:02:22 GMT

وعود ترامب ومخططاته

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

وعود ترامب ومخططاته

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

يترقَّبُ العالم عامة والوطن العربي خاصة، العُهدة الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي كان شخصية جدلية في عُهدته الأولى إلى حد كبير، فمنهم من رأى فيه شخصية أمريكية صدامية وصريحة إلى حد التجريح أحيانًا، لا تعرف المجاملات في تعاملها مع الأصدقاء أو الخصوم، ومنهم من رأى فيه شخصية أمريكية استعراضية مُتغطرسة تحمل كل جينات الأمريكي المتعالي، المفتون بتاريخ بلده "العضلي" إلى حد الإدمان.

من تابع ترامب في عهدته الأولى وتصريحاته اليوم قبل تسلمه عُهدته الرئاسية الثانية في يناير المقبل، يشعر أن هناك تحولًا ما في عقلية الرجل، من تفكير فردي إلى تفكير مؤسسي، مبني على مزيج من تجربة في السلطة، ومن تجربة مراقب خارج السلطة.

قانون الانتخابات الأمريكي، لا يُحاسب المُرشَّح على وعوده للناخبين، على اعتبار أن الوعود جزء من أدوات وضرورات التسويق للمرشح لبلوغ المنصب، وبالتالي لا يُعوَّل كثيرًا على وعود المترشحين في تقييم سياساتهم القادمة، وللرئيس ترامب وعود كثيرة وعد بتحقيقها في عُهدته الرئاسية القادمة.

ما يدعم الرئيس ترامب اليوم لتحقيق وعوده، هي الواقعية، هذه الواقعية التي ستُرمِّم وتجبُر ضرر أمريكا كقوة كبرى من نكبات عهدة سلفه جو بايدن والتي اتسمت بالكثير من المواقف والسياسات غير المحسوبة، والتي بالنتيجة وسَّعت من دائرة العداء العالمي لأمريكا وهددت مصالحها الحيوية وعرضتها للخطر.

لقد توجَّه الناخب الأمريكي نحو ترامب على حساب المرشحة كاميلا هاريس، لاعتبارات عدة؛ أهمها: خبرة ترامب في الحكم، وكونه رجل مال وأعمال، والعقلية الأمريكية بطبعها عقلية نفع ومال، خاصة وأن ترامب أتى في زمن أزمات مالية وأخلاقية تعيشها أمريكا الداخل، ناهيك عن سياسات خارجية كلفت أمريكا مكانتها وتأثيرها في العالم، ودفعت العالم إلى تكتلات جغرافية لا تهدد مصالح أمريكا فحسب بل وجودها كذلك.

من جملة وعود ترامب وأهمها، رفع الحظر الأمريكي المفروض على كل من روسيا وإيران؛ فرفعُ هذا الحظر في تقديرات ترامب يعني عودة التداول بالدولار الأمريكي عالميًا وعودة الثقة إليه، وتجنب استخدامه كسلاح مستقبلًا في معاقبة خصوم أمريكا، خاصة وأن أسلوب الحصار الأمريكي وحين مس الكبار كروسيا ومن قبلها نماذج حول العالم، قد دفع عددًا من البلدان إلى الالتفاف عليه عبر التبادل التجاري بالعملات المحلية ومقايضة السلع؛ بل وصل الأمر ببعض منتجي النفط في العالم إلى التلويح بالاستغناء عن سياسة "البترودولار"، وتسويق نفطهم بعملات أخرى مثل اليوان الصيني والروبل الروسي.

لم يتوقف الأمر عند هذا؛ بل تخطاه إلى تهديد بعض التكتلات الاقتصادية الصاعدة مثل مجموعة بريكس، بسك عملة نقدية خاصة بها، وبنك تنمية خاص بها، وهذا يعني إشهار العالم وتوجهه إلى فك التبعية تدريجيًا مع أمريكا وعملتها وأدوات هيمنتها لحكم العالم وفرض سياساتها.

تنتظرُ ترامب ملفات وقضايا ساخنة داخليًا وخارجيًا، بعضها أوجدته الظروف، وبعضها أوجدته لُوبيات السلاح والمال والنفط، لتُجبره على السير عليها خلال عهدته الرئاسية، ومن جملة هذه القضايا الساخنة، قضية الصراع المشتعل بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني، وكيف سيوازن ترامب بين مصالح أمريكا ويُغلِّبُها على مصالح الكيان في هذه المرحلة بالتحديد، خاصةً بعد أن أصبحت قضية فلسطين قضية على السطح الأمريكي وبداخل عقله ومؤشر رضا وسخط بالداخل الأمريكي والغربي عمومًا، علاوة على أن من يحملون هذه المشاعر والمواقف هم الذين سيحكمون أمريكا وعموم الغرب غدًا، ويقررون سياساتهم ومصيرهم وقواعد تعاملهم مع العالم.

قبل اللقاء.. تحقيق "الأهداف" غالبًا لا يعني أن جميع "النتائج" مضمونة!

وبالشكر تدوم النِعَم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: روسيا ترى تنصيب ترامب أمرا يساهم في عودة العلاقات مع أمريكا

أكد الدكتور محمود الأفندي، الباحث في الشؤون الروسية، أن روسيا لا تتعامل مع وصول أي رئيس أمريكي جديد للحكم، مثلما تتعامل دول العالم، منوهًا بأن روسيا تعلم جيدًا أن الرئيس الأمريكي ليس لديه الصلاحية الكاملة كما يتوقع الآخرون.

الهيمنة على دول العالم.. عقيدة أمريكا

وأوضح «الأفندي»، خلال مداخلة عبر الإنترنت مع الإعلامية داليا نجاتي، المُذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن الولايات المتحدة لديها عقيدة ستستمر وهي قدرتها على الهيمنة على دول العالم، مؤكدًا أنه بالنسبة لروسيا الشيء الإيجابي الوحيد في تنصيب ترامب على رأس الولايات المتحدة هو عودة التواصل بين روسيا وأمريكا.

 

أمريكا تقاطع روسيا في عهد بايدن

وشدد على أن الجميع يعلم بأن الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن قاطعت روسيا بشكل كامل ونهائي على كل المستويات وبشكل خاص المسار الدبلوماسي، حيث إن هذا القطيعة أدت فعليا لحدوث تشنج وتصعيد واحتمالية التوصل إلى حرب عالمية، متابعًا: «الولايات المتحدة وروسيا لهما مسؤوليات كبيرة، إنهما أكبر دول في العالم وأكثر الدول من ناحية التسليح بالأسلحة النووية».

مقالات مشابهة

  • ما أبرز وعود دونالد ترامب في ولايته الثانية؟
  • كونداليزا رايس وسر زيارة مبارك| سمير فرج يفضح مخطط أمريكا قبل 25 يناير
  • اللواء سمير فرج: ترامب سيغير العالم بعد توليه رئاسة أمريكا
  • بعد تنصيب ترامب.. 4 أحداث رياضية كبرى تستضيفها أمريكا في ولايته الثانية
  • أمريكا في عهدة ترامب
  • رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا.. عصر جديد من التحالفات والصراعات في الشرق الأوسط
  • رفع العلم الأمريكي على المريخ..ترامب: سنتابع قدر أمريكا المتجلي بين النجوم
  • رئيس يشغل العالم.. "ترامب 2025" عاصفة التغيير ومستقبل أمريكا
  • باحث سياسي: روسيا ترى تنصيب ترامب أمرا يساهم في عودة العلاقات مع أمريكا
  • استعدادات خاصة بيوم تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب