حزب بايدن في مفترق طرق.. بين أزمة الثقة واستراتيجيات المستقبل
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية المدوية في عام 2024، يجد الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه أمام تحديات جسيمة تتعلق بتماسكه الداخلي وصورته العامة، فمن خسارة الرئاسة إلى فقدان السيطرة على الكونغرس، لم تقتصر الهزائم على القضايا السياسية فحسب، بل امتدت إلى فقدان الثقة من قطاعات واسعة من الناخبين، الذين كانوا في وقتٍ ما من أكبر داعمي الحزب.
خسائر شاملة ومراجعات مقلقة
بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، يبدو أن الحزب الديمقراطي قد خسر الكثير من قوته السياسية على جميع الأصعدة.
فقد أظهرت استطلاعات الرأي والبحوث الأخيرة، بما في ذلك دراسة أجرتها مجموعة "Navigator Research"، أن الديمقراطيين يعانون من تآكل في الدعم الشعبي، لا سيما بين الناخبين التقليديين الذين وصفوا الحزب بالضعف والتركيز المفرط على قضايا التنوع والنخب السياسية، مما خلق فجوة بين ما يراه الحزب من أولويات وما يريده الناخب العادي.
العديد من المشاركين في هذه الدراسات قارنوا الحزب الديمقراطي بحيوانات ذات صفات سلبية، مثل النعامة والكوالا.
فالنعامة، كما وصفها البعض، ترمز إلى قيادة الحزب التي "تدفن رؤوسها في الرمال"، متجاهلة واقع فشل سياساتها.
أما الكوالا، فترمز إلى القيادة المتساهلة التي تفشل في اتخاذ القرارات الحاسمة اللازمة لتحقيق الانتصارات السياسية المطلوبة.
غياب الاستراتيجية الموحدة
في ضوء هذه الخسائر المدمرة، يواجه الحزب الديمقراطي غيابًا واضحًا في القيادة والاتجاه الاستراتيجي.
فبينما يلوم البعض الرئيس بايدن على الوضع، يشير آخرون إلى التحديات الاقتصادية مثل التضخم، أو إلى فقدان السيطرة على الثقافة العامة.
وفي المقابل، تشير ردود أفعال المشاركين في الدراسات إلى أن هناك قضايا أعمق، تتعلق بالسياسات الداخلية وعدم قدرتها على التأثير بشكل فعال في مختلف شرائح المجتمع الأمريكي.
وراشيل راسل، مديرة التحليلات في "Navigator Research"، أكدت أن هناك "توبيخًا لاذعًا" للسياسات والممارسات الديمقراطية، مشيرة إلى أن الضعف الذي يشعر به الناس تجاه الحزب ليس ناتجًا فقط عن رسالته، بل ربما بسبب غياب الفاعلية في السياسة والقدرة على الاستجابة لمطالب الناخبين.
كامالا هاريس ومستقبل الحزب
إحدى الشخصيات المثيرة للجدل في الحزب الديمقراطي هي كامالا هاريس، نائب الرئيس الحالي، التي يواجه ترشحها للمستقبل العديد من التحديات.
ورغم أن بعض مؤيدي الحزب يعتبرون أن ترشح هاريس للرئاسة قد يكون خيارًا جيدًا في حال انسحب بايدن، إلا أن العديد من المشاركين في البحث وصفوا هاريس بعدم الصدق والافتقار إلى الكفاءة.
وقد قارنها البعض بترامب الذي، رغم تصريحاته المثيرة للجدل، بدا أكثر مصداقية في نظر العديد من الناخبين.
تزامنًا مع هذه التعليقات السلبية، تدرس هاريس مستقبلها السياسي وتفاضل بين الترشح للرئاسة مرة أخرى أو الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في 2026.
ومع هذا التردد في قيادتها، يبدو أن الحزب الديمقراطي يعيش مرحلة حاسمة من إعادة التفكير والتقييم للخيارات المستقبلية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اتخاذ القرار استطلاعات الرأي الانتخابات الرئاسية الانتصارات الترشح للرئاسة الحزب الديمقراطي الحزب الديمقراطي الأمريكي الثقافة العامة الديمقراطي الأمريكي الدعم الشعبي السياسية القضايا السياسية النخب السياسية انتخابية انتصارات ترامب سيطرة عام 2024 فقدان الثقة ممارسات نوفمبر 2024 الحزب الدیمقراطی العدید من
إقرأ أيضاً:
هاريس تعتزم الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا.. وترامب يقدم لها نصيحة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت شبكة "فوكس نيوز" اليوم الاثنين، أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والمرشحة الخاسرة في الانتخابات الرئاسية، تنوي الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا، القرار الذي دفع دونالد ترامب لتقديم نصيحة لها قبل أن تسلك هذا الطريق.
وقال ترامب خلال مقابلة مع "كلاي ترافيس"، على متن الطائرة الرئاسية: "عليها إجراء المقابلات قبل هذه الخطوة".
ويرمي ترامب هنا إلى أسلوبها في التعامل مع وسائل الإعلام خلال حملتها الانتخابية السابقة، والذي تضمن اتهامات بأنها كانت تتجنب إجراء المقابلات الصحفية باستمرار.
وبعد اتهامها بالتهرب من إجراء المقابلات خلال السباق الرئاسي، كثفت هاريس من وتيرة ظهورها مع وسائل الإعلام الوطنية والمحلية، ولكنها واجهت بعد ذلك اتهامات بالتهرب من الأسئلة الصعبة، وفق "فوكس نيوز".
وأضاف ترامب، في إشارة أيضا إلى الرئيس السابق جو بايدن: "لا يُمكن لهما الإفلات من العقاب.. لقد أفلت من العقاب بسبب كوفيد".
وتأتي تصريحات ترامب في الوقت الذي تفكر فيه هاريس جديا في الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا العام المقبل، وبحسب تقرير الشبكة الأمريكية، من المتوقع أن تتخذ قرارها نهاية الصيف.
وقال أحد مستشاري هاريس السابقين لشبكة "سي بي إس نيوز" إن نائبة الرئيس السابقة ستكون مناسبة "بشكل رائع" للوظيفة، مشيرًا إلى خبرتها على المستوى الوطني ومستوى الولاية.
وتابع مستشار هاريس السابق "على المستوى الوطني، هناك الكثير من الأمور التي يمكنها القيام بها كحاكمة لخامس أكبر اقتصاد مع هوية اسمها، فعندما يبحث حزبنا عن قيادة وطنية وتبحث كاليفورنيا عن حوكمة جيدة - خاصة في وقت تمر فيه كاليفورنيا بالكثير".