بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية المدوية في عام 2024، يجد الحزب الديمقراطي الأمريكي نفسه أمام تحديات جسيمة تتعلق بتماسكه الداخلي وصورته العامة، فمن خسارة الرئاسة إلى فقدان السيطرة على الكونغرس، لم تقتصر الهزائم على القضايا السياسية فحسب، بل امتدت إلى فقدان الثقة من قطاعات واسعة من الناخبين، الذين كانوا في وقتٍ ما من أكبر داعمي الحزب.

خسائر شاملة ومراجعات مقلقة

بعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2024، يبدو أن الحزب الديمقراطي قد خسر الكثير من قوته السياسية على جميع الأصعدة.

فقد أظهرت استطلاعات الرأي والبحوث الأخيرة، بما في ذلك دراسة أجرتها مجموعة "Navigator Research"، أن الديمقراطيين يعانون من تآكل في الدعم الشعبي، لا سيما بين الناخبين التقليديين الذين وصفوا الحزب بالضعف والتركيز المفرط على قضايا التنوع والنخب السياسية، مما خلق فجوة بين ما يراه الحزب من أولويات وما يريده الناخب العادي.

العديد من المشاركين في هذه الدراسات قارنوا الحزب الديمقراطي بحيوانات ذات صفات سلبية، مثل النعامة والكوالا.

فالنعامة، كما وصفها البعض، ترمز إلى قيادة الحزب التي "تدفن رؤوسها في الرمال"، متجاهلة واقع فشل سياساتها.

أما الكوالا، فترمز إلى القيادة المتساهلة التي تفشل في اتخاذ القرارات الحاسمة اللازمة لتحقيق الانتصارات السياسية المطلوبة.

غياب الاستراتيجية الموحدة

في ضوء هذه الخسائر المدمرة، يواجه الحزب الديمقراطي غيابًا واضحًا في القيادة والاتجاه الاستراتيجي.

فبينما يلوم البعض الرئيس بايدن على الوضع، يشير آخرون إلى التحديات الاقتصادية مثل التضخم، أو إلى فقدان السيطرة على الثقافة العامة.

وفي المقابل، تشير ردود أفعال المشاركين في الدراسات إلى أن هناك قضايا أعمق، تتعلق بالسياسات الداخلية وعدم قدرتها على التأثير بشكل فعال في مختلف شرائح المجتمع الأمريكي.

وراشيل راسل، مديرة التحليلات في "Navigator Research"، أكدت أن هناك "توبيخًا لاذعًا" للسياسات والممارسات الديمقراطية، مشيرة إلى أن الضعف الذي يشعر به الناس تجاه الحزب ليس ناتجًا فقط عن رسالته، بل ربما بسبب غياب الفاعلية في السياسة والقدرة على الاستجابة لمطالب الناخبين.

كامالا هاريس ومستقبل الحزب

إحدى الشخصيات المثيرة للجدل في الحزب الديمقراطي هي كامالا هاريس، نائب الرئيس الحالي، التي يواجه ترشحها للمستقبل العديد من التحديات.

ورغم أن بعض مؤيدي الحزب يعتبرون أن ترشح هاريس للرئاسة قد يكون خيارًا جيدًا في حال انسحب بايدن، إلا أن العديد من المشاركين في البحث وصفوا هاريس بعدم الصدق والافتقار إلى الكفاءة.

وقد قارنها البعض بترامب الذي، رغم تصريحاته المثيرة للجدل، بدا أكثر مصداقية في نظر العديد من الناخبين.

تزامنًا مع هذه التعليقات السلبية، تدرس هاريس مستقبلها السياسي وتفاضل بين الترشح للرئاسة مرة أخرى أو الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في 2026.

ومع هذا التردد في قيادتها، يبدو أن الحزب الديمقراطي يعيش مرحلة حاسمة من إعادة التفكير والتقييم للخيارات المستقبلية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اتخاذ القرار استطلاعات الرأي الانتخابات الرئاسية الانتصارات الترشح للرئاسة الحزب الديمقراطي الحزب الديمقراطي الأمريكي الثقافة العامة الديمقراطي الأمريكي الدعم الشعبي السياسية القضايا السياسية النخب السياسية انتخابية انتصارات ترامب سيطرة عام 2024 فقدان الثقة ممارسات نوفمبر 2024 الحزب الدیمقراطی العدید من

إقرأ أيضاً:

مفترق طرق حاسم.. متى يصل القطار الأخير للسلام الإسرائيلى الفلسطينى إلى محطته النهائية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فى حين يقف الشرق الأوسط عند مفترق طرق حاسم، يؤكد الكاتب توماس فريدمان أن الوضع العام يمثل فرصة لا مثيل لها لإعادة تشكيل المشهد الجيوسياسى فى منطقة الشرق الأوسط. وبمقارنة اللحظة الحالية بفترة ما بعد الحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، والحرب الباردة، يقترح فريدمان أن العمل الحاسم من شأنه أن يجلب السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين والدول المجاورة. ومع ذلك، يحذر من أن الفشل فى التصرف قد يؤدى إلى صراع مطول، وعدم الاستقرار، وترسيخ الجماعات المتطرفة بشكل أكبر.
يصف فريدمان الوضع بأنه لحظة "القطار الأخير" لحل العديد من الصراعات الطويلة الأمد، بما فى ذلك النزاع الإسرائيلى الفلسطيني. مع استمرار التوسع الاستيطانى الإسرائيلى فى الضفة الغربية وتصاعد التوترات فى غزة، يؤكد فريدمان أن تأخير جهود السلام قد يغلق الباب بشكل دائم أمام حل الدولتين.
لقد أشعلت التطورات الأخيرة، مثل تبادل الرهائن والأسرى بين إسرائيل وحماس، شرارة من الأمل. ومع ذلك، يؤكد فريدمان أن السلام الحقيقى يتطلب أكثر من وقف إطلاق النار المؤقت، فهو يتطلب استراتيجية دبلوماسية شاملة بقيادة الولايات المتحدة، حسب زعمه.
تناقضات نتنياهو 
وفقًا لفريدمان، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يشكل عقبة كبيرة أمام السلام. ويؤكد أن بقاء نتنياهو السياسى يعتمد على استمرار الصراع فى غزة بدلاً من التفاوض على اتفاق سلام مع السلطة الفلسطينية. وعلى الرغم من الضغوط الأمريكية لوقف إطلاق النار، فقد سعت حكومة نتنياهو إلى تحقيق أهداف متناقضة تتمثل فى تدمير حماس وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
يؤكد فريدمان أن مفتاح الاستقرار فى غزة يكمن فى تمكين السلطة الفلسطينية ودعمها دوليًا. ويستشهد فريدمان بتحذير وزير الخارجية الأمريكى السابق أنتونى بلينكن من أنه فى غياب بديل قابل للتطبيق لحكم حماس فى غزة، فإن المنطقة تخاطر بالانزلاق إلى تمرد دائم.
للتغلب على تردد نتنياهو، يقترح فريدمان نهجا تدريجيا فى غزة، على غرار اتفاقيات أوسلو، حيث تشرف قوة دولية على الأمن إلى جانب سلطة فلسطينية معززة. ويزعم أن مثل هذه المبادرة ستعمل كأساس للسلام الطويل الأمد من خلال دمج الفلسطينيين فى إطار سياسى يضمن الأمن لجميع الأطراف.
لبنان وسوريا
بعيداً عن إسرائيل وفلسطين، يسلط فريدمان الضوء على الفرصة لتحقيق الاستقرار فى لبنان تحت قيادته الجديدة. ويشير فريدمان إلى انتخاب الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام باعتباره لحظة محورية لإعادة بناء الدولة اللبنانية. ومع ذلك، فإنه يؤكد على أن خطوة حاسمة واحدة لا تزال ضرورية، وهى الانتهاء من رسم حدود معترف بها من قبل الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل.
لقد برر حزب الله وجوده العسكرى منذ فترة طويلة بزعم الدفاع عن السيادة اللبنانية ضد التعدى الإسرائيلي. ويقترح فريدمان أن رسم حدود واضحة من شأنه أن يحرم حزب الله من ذريعته الأساسية للحفاظ على ميليشياته المسلحة، وبالتالى تمهيد الطريق للسيادة اللبنانية.
ويدعو فريدمان أيضًا إلى بذل جهد تعاونى دولى وإقليمى لدعم إعادة إعمار سوريا. وفى حين يعترف بتعقيدات السياسة السورية، فإنه يصر على أن نهج عدم التدخل سيكون كارثيًا، مما يترك البلاد عرضة للسيطرة المتطرفة أو الاستغلال الأجنبي.
المعضلة الإيرانية
لا يزال نفوذ إيران الإقليمى وطموحاتها النووية يشكلان مصدر قلق ملح، ويؤكد أن الهدف النهائى يجب أن يكون تحييد التهديد النووى الإيرانى إما من خلال المفاوضات الدبلوماسية أو، إذا لزم الأمر، العمل العسكري.
ويختتم بتحذير صارخ لترامب: التاريخ يراقب. والاختيارات التى يتم اتخاذها الآن ستحدد ما إذا كان الشرق الأوسط سيستقر أم سينزلق إلى مزيد من الفوضى. وفى حين أن المخاطر هائلة، يصر فريدمان على أن مكافآت النجاح نحو السلام الإقليمي، والازدهار الاقتصادي، وتعزيز الدورالأمريكى تستحق الجهد المبذول.
 

مقالات مشابهة

  • مفترق طرق حاسم.. متى يصل القطار الأخير للسلام الإسرائيلى الفلسطينى إلى محطته النهائية؟
  • الأصالة والمعاصرة يدعو لتسريع إصلاح مدونة الأسرة ومعالجة أزمة المياه
  • تعرابت والنصر.. مفترق طرق بـ «فسخ العقد»
  • عصمت: تقدم في مشروع الربط الكهربائي مع السعودية واستراتيجيات طموحة للطاقة النظيفة
  • المصري الديمقراطي ينظم جلسة نقاشية عن الأوضاع في سوريا
  • بايدن يشعر بالغضب من الحزب الديمقراطي و يشعر أنه أجبر على الإنسحاب من الرئاسة
  • ترامب دخل البيت الأبيض.. والعالم عند مفترق طرق
  • خلال خطاب تنصيبه.. ترامب ينتقد بايدن بينما كان يقف وراءه
  • ترامب يهاجم بايدن في حضوره: «فشل في إدارة أزمة بسيطة»
  • هاريس تستقبل نائب ترامب بالبيت الأبيض قبل حفل التنصيب