بوابة الوفد:
2025-03-25@22:42:15 GMT

فاطمة الزهراء.. سيدة نساء الجنة وأم الأئمة

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء: "السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، هي سيدة نساء العالمين، وأم أبيها، وأحب الناس إلى قلب رسول الله ﷺ، كانت تجسد كل معاني الطهر والنقاء، والعبادة والورع.

 هي بضعة نبوية، ودماءها وأشعارها جزء من جسد الرسول الكريم ﷺ، الذي أحبها حبًا لا يوصف".

وتابع جمعة في حديثه عن السيدة فاطمة، قائلاً: "لقد ولدت السيدة فاطمة في السنة الخامسة قبل البعثة، وتزوجت من الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في السنة الثانية للهجرة. كان لها من الأبناء الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب رضي الله عنهم، وكانت تروي عن أبيها رسول الله ﷺ، وقد اشتهرت بروايتها في الكتب الستة".

وأضاف: "كانت السيدة فاطمة، على الرغم من مكانتها العظيمة، صابرةً دينةً خيرةً، قانعةً بما رزقها الله، وكان النبي ﷺ يحبها حبًا جماً، ولا يدع أي مناسبة إلا ويُظهر ذلك الحب. كما ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: 'ما أغضبك يا فاطمة أغضبني، وما أفرحك يفرحني'. لم يكن الحب بين النبي ﷺ وابنته فاطمة مجرد كلمات، بل كان حبًا مليئًا بالأفعال والمواقف التي تُظهر تعلقه العميق بها".

وأشار الدكتور علي جمعة إلى حادثة شهيرة كانت فيها السيدة فاطمة سببًا في إظهار حب النبي ﷺ لها، قائلاً: "عندما علم النبي ﷺ أن علي بن أبي طالب هم بالزواج من بنت أبي جهل، غضب صلى الله عليه وسلم وقال: 'والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله'. 

وقد أصر على أن تظل فاطمة رضي الله عنها في مكانتها الرفيعة، حتى في أصغر الأمور المتعلقة بها، مما يظهر عظمة مكانتها في قلب رسول الله ﷺ".

كما تطرق جمعة إلى وفاتها، قائلاً: "توفيت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد وفاة النبي ﷺ بخمسة أشهر، وكان موتها أليمًا على قلب النبي ﷺ. 

لم ينسَ النبي ﷺ وهو في مرضه أن يخبرها بأنها ستكون أول من يلحقه من أهله، وأنها ستكون سيدة نساء الأمة.

 

 وعاشت فاطمة بعد النبي ﷺ ما يقارب الستة أشهر، كانت هذه الفترة مليئة بالحزن والأسى على فراق أبيها، حتى رحلت عن الدنيا وهي في ريعان شبابها".

وأكد جمعة أن السيدة فاطمة الزهراء هي النموذج الأسمى للمرأة المسلمة، التي اجتمعت فيها صفات البر والتقوى، الوفاء والصبر، فضلاً عن مكانتها العظيمة في الإسلام. 

 

وأضاف: "لقد كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها، بمواضع قوتها وصبرها، شعلة من النور والتقوى، وكانت سببًا في تجديد أمل الأمة الإسلامية بفضل إرثها المبارك وأخلاقها الرفيعة".

في الختام، قال الدكتور علي جمعة: "لقد كانت السيدة فاطمة الزهراء نموذجًا فريدًا في الدين والخلق، وقد ورد عن النبي ﷺ أن من أحبها فقد أحبني، ومن أبغضها فقد أبغضني. هي بحق سيدة نساء الجنة، التي نحتذي بها في طهارتها وإيمانها وعبادتها".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة فاطمة فاطمة الزهراء السيدة فاطمة الزهراء النبي السیدة فاطمة الزهراء رضی الله عنها سیدة نساء النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

رحيل (فطين) بعد آمنة (ساكنة الفؤاد) والفاتح

في العشر الأواخر من رمضان، رحلت إلى دار البقاء ، الأستاذة فاطمة حسن الهدي ( بكسر الهاء وفتح الدال) في مدينة الأُبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان بالسودان، وهي شقيقة زوجي إشراقة.
أؤمن، وهي تؤمن ، ويؤمن كثيرون، إيمانا راسخا ، بقضاء الله وقدره ، وقوله تعالى (وما كان لنفس أن تموت إلا باذن الله كتابا مؤجلا)
لكن الحزن من طبيعة البشر، ومشاعر الحزن و الفرح من نعم الله على الإنسان.
رحيلها موجع للأسرة والأهل، وخصوصا لبنتيها رانيا وزاريا، وإبنها محمد ، ولأختيها محاسن وإشراقة، فقد فقدتا خلال سنة الأخت الكبرى آمنة، وكنت نعيتها بمقال بعنوان ( آمنة ساكنة الفؤاد ترحل ) في 7 يونيو 2024.
بعد آمنة، رحل شقيقهما، الفاتح ، و نعيته بمقال بعنوان ( الفاتح.. نبكيك بحزن القلب ودمع العين ) في 14 أغسطس 2024.
رحيل فاطمة في 20 مارس 2025 أضاف حزنا جديدا وشديدا.
كانت فاطمة معلمة، تربوية، تخرجت في كلية المعلمات، وقدمت خدمات جليلة لأجيال من الأبناء والبنات في مدارس إقليم كُردفان بغرب السودان .
كانت معلمة مؤهلة تُحب مهنتها، ومديرة ناجحة، وخبيرة تربوية متميزة، بحكم سنوات عملها في عدد من المدارس.
أخواتها وأهلها يحبون أن ينادونها باسم فطين ( بكسر الفاء وفتح الطاء) تعبيرا عن محبتهم لها .
( فطين) كانت سيدة محترمة، تُقدر وتحترم الإنسان، خصوصا من ترى وتلمس فيه نبضا انسانيا، شفافا، من دون تعقيدات أو انتفاخ وغرور.
كانت صاحبة وجدان جميل، وقلب حيوي..
تميزت بالطيبة والبشاشة والكرم.
أختها، إشراقة ، هزها نبأ الرحيل، أوجعها ، لكنها احتضنت في مُناخ الحزن كتاب الله ، وهي حافظة للقرآن الكريم.
صدمها الخبر، تلقته مباشرة عبر الهاتف من بنت أختها في القاهرة.
أبكاها ، فهي كاي إنسان يحزن ويفرح .
أبكى رحيل فاطمة العائلة ، وأهلها في دول الشتات السوداني. ثم رفعوا الأكف يدعون الله أن يرحمها رحمة واسعة.
سالت دموع حزن غزيرة على هذا الرحيل.
الحزن على رحيل الأحباب والحبيبات في هذا الزمن السوداني بات أكثر ايلاما، إذ تفرق شمل العائلات بسبب الحرب، وصار عسيرا، بل مستحيلا على الناس أن يسافروا إلى السودان ، لتلقي العزاء في الراحلين، هذا مصدر وجع إضافي، لأي انسان فقَد حبيبا أو حبيبة.
هذا ثمن الشتات المُر، في زمن الحرب الضروس.
من دون أدنى شك، يتحمل مسؤولية الحرب وتبعاتها ولعنات الناس الموجوعين، مَن أشعلوا نيرانها، ويصرون على استمرارها، كما يتحمل مسؤولية ارتفاع معدلات الوجع السوداني أي إنسان سكب ويسكب الزيت على نيرانها، أو تسبب مع سبق الإصرار في اندلاع نيرانها.
رفضت ( فطين) الخروج من مدينة الأبيض، التي عانى انسانها وما زال يعاني كغيره من أهل السودان من مخاطر الحرب وافرازاتها الدامية، المميتة، التي نشرت الخوف والجوع والمرض.
صمدت فاطمة مع الصامدين، المغلوبين على أمرهم ، ولم تغادر إلى أي مكان آمن، أو أقل خطورة.
تحملت مع أسرتها أهوال الحرب.
عاشت في أجواء تسقط فيها ( الدانات) على البيوت ورؤوس الناس الأبرياء كما تتساقط حبات المطر، مع البون الشاسع بين لهيب الحرب وأمطار الخير.
الناس في السودان حاليا ضحايا أجواء تسودها الشراسة والوحشية ، وشلال الدم، والخوف الشديد، وأوضاع البؤس، ومن مظاهرها السيئة تردي الخدمات الصحية.
رفضت فقيدتنا الخروج من مدينتها، موقع سكنها، مدينة الأبيض ، التي دفعت وتدفع كغيرها من مدن و قرى السودان أثمان العراك والصراع الدموي بين اللاهثين ، الراكضين وراء ( الكرسي) الساخن الذي لن يسيطروا عليه، طال الزمن أو قصر، بدون إرادة الشعب، المكلوم، الصابر.
لم تغادر فاطمة مدينة الأبيض، لتنجو بنفسها ، رغم نداءات تلقتها من أفراد في أسرتها، تقديرا للظروف الصحية لزوجها الأخ العزيز المهندس حسن الصافي، الذي يعاني من ظروف صحية صعبة ، ولا يحتمل أعباء السفر، شفاه الله.
حُزن أختيها، محاسن في الإمارات و إشراقة في بريطانيا من دون حدود، بعدما فقدتا خلال سنة واحدة ، آمنة، والفاتح، ثم فاطمة.
الأهل، ومن عرفوها، والزميلات والزملاء، داهمهم وجع الفراق برحيل سيدة فاضلة ، كانت ( خفيفة الدم) تحب ( الونسة) والنكتة، وحديث القلب إلى القلب.
رحلت بسبب مرض الُسكري ، أي ارتفاع السُكر في الدم، لكنه اليوم المكتوب.
نسأل الله أن يتغمد العزيزة فاطمة حسن رحمة واسعة ويسكنها فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
التعازي لزوجها المهندس حسن الصافي ، ولإبنها محمد، وبنتيها دكتورة رانيا و المهندسة زاريا ،والأسرة، ولاختيها محاسن وإشراقة والأهل .
( إنا لله وإنا إليه راجعون)

modalmakki@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • إيه الحكمة إن النبي ملوش أخوة ولا أولاد ذكور؟ علي جمعة يجيب
  • لو بنت رأت الرسول في الجنة تحتضنه؟.. علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: النبي محمد كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم .. فيديو
  • دعاء ليلة القدر لزوجي المتوفي
  • لو مسيحي مات وهو بيدافع عن الوطن هيخش الجنة؟.. علي جمعة يجيب
  • ليست حكرا على الأنبياء.. 10 أعمال ترفعك إلى المنازل العليا في الجنة
  • ازاي ربنا هيحاسب غير المسلمين على أعمالهم الصالحة؟.. علي جمعة يجيب
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • رحيل (فطين) بعد آمنة (ساكنة الفؤاد) والفاتح
  • إفطارهم في الجنة.. مصطفى عبيد شهيد المفرقعات الذى فدى الوطن بحياته