صرّح مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، بأن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشعر بقلق متزايد من احتمال أن تسعى إيران، التي تواجه حالة من الضعف، إلى تطوير سلاح نووي، وذلك يوم الأحد. وأكد أنه يعمل على إحاطة فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب بخطورة هذا التهديد.

وأوضح سوليفان أن نفوذ إيران في الشرق الأوسط قد تعرض لانتكاسات كبيرة، نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت حلفاءها مثل حركة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية، إلى جانب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وفي حديثه لشبكة (سي.إن.إن) الأمريكية، أشار سوليفان إلى تراجع “القدرات التقليدية” لطهران، لافتاً إلى الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت إيرانية، بما في ذلك مصانع الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي. وأضاف: “ليس من المفاجئ أن تُسمع أصوات داخل إيران تدعو لإعادة النظر في العقيدة النووية، وربما التفكير في امتلاك سلاح نووي”.

ورغم تأكيد إيران أن برنامجها النووي ذو أهداف سلمية، إلا أنها زادت من عمليات تخصيب اليورانيوم منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى، وهو اتفاق كان يهدف إلى كبح طموحات إيران النووية بالتعاون مع القوى العالمية.

وأشار سوليفان إلى أن هناك “خطراً حقيقياً” حالياً من أن تعيد إيران النظر في موقفها السابق الرافض لامتلاك أسلحة نووية، مضيفاً: “هذا تهديد نسعى للتعامل معه بيقظة. وأنا أعمل شخصياً على إطلاع الإدارة الجديدة على هذه المخاطر”.

جريدة الرياض

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نووي إيران.. بين الجد والهزل

في رواية "حفلة التفاهة" يصف لنا الراحل ميلان كونديرا (ت: 2023م) تصوراته عن العالم من حوله قائلا: "هذه التفاهة التي تحيط بنا، إنها مفتاح العقل، مفتاح المزاج الجيد والرضا".. ويمتد بالوصف قائلا: "يجب ألا نأخذ ما يجرى حولنا على محمل الجد!".. قد تكون نوايا كونديرا في روايته الأخيرة تتجه فكريا وفلسفيا في اتجاه آخر غير ما نقصده هنا، لكننا سنعمل بما يقول به الأصوليون من خصوص اللفظ وعموم المعنى.. وعذرا للروائي الراحل على أي حال..

لكن لماذا ورد على الخاطر الآن هذه الرواية بعنوانها الزاخر بالسخرية، ولماذا في هذا الوقت بالذات؟

لقد أطل علينا رأس ويتكوف، المبعوث الترامبي المختار، لحل أزمات العالم التي تدور مع دوران كوكب الأرض. في أوكرانيا ستجد ويتكوف يذهب ويجيء، في غزة ستجد ويتكوف يذهب ويجيء، وأخيرا ها هو الآن في عُمان جاء ليفاوض إيران بشكل غير مباشر، حول برنامجها النووي، الذي يجب عليها أن تتفاوض عليه وإلا "فسيكون هناك قصف.. سيكون قصفا لم يشهدوا مثله من قبل" كما قال ترامب في وعوده وتوعداته المهددة والمرعبة، التي سنسمعها أيضا عن غزة والصين، وبعض رذاذها سيصل إلى أوروبا وكندا، ولا زال العرض مفتوحا..

اختيار التوقيت له علاقة بأزمة إسرائيل في غزة، والتي لا يبدو أن لها حلا يناسب الزهو والغطرسة الغربية وإسرائيل (التي هي في حالة احتضار)، فها نحن نقترب من اليوم الثلاثين من بدء الجحيم الذي توعد به ترامب (18 آذار/ مارس) وغلمانه هنا وهناك، ولم يحدث شيء مما يتوقعون ويأملون
* * *

لكن في حالة إيران سنجدنا في دهشة بعض الشيء، لأن الموضوع له تاريخ غير قصير من الجدل المثير، الغرب كله وفي القلب منه إسرائيل، لهم اهتمامهم قديم بهذا الموضوع، وشاركوا فيه بدرجة أو بأخرى، لكننا في هذه المرة لن نجد إلا ويتكوف، المبعوث الترامبي المختار العابر للإدارات والوزارات والتخصصات، ذاك الذي يفاوض أي أحد، في أي أزمة!

وسنجد أن الموضوع كله مشحون بأجواء من الإثارة والدراما والمفاجآت، تلك الأجواء التي يفضلها كثيرا مستشارو ترامب، ناهيك عن تفضيل ترامب نفسه لها.

السيارات المسرعة، والرجال الذين يمشون حولها في سرعة وتحفز، والوجوه كلها يرتسم عليها الجدية البالغة والترقب، والاستعداد الدائم للحركة والانقضاض على الخصوم. وكما ذكّرنا كونديرا بـ"التفاهة"، سيذكرنا الروائي الإسباني الشهير سرفانتس بـ"الأوهام"!

* * *

وفورا سيأتي في خاطرنا المشهد الشهير لـ"دون كيشوت" أمام طواحين الهواء: "فلم يعد يحتمل الانتظار أكثر مما انتظر، فكلما تأخر في خروجه كلما ازدادت المظالم، وتراكم عناء البشرية وشقاؤها، طبقات بعضها فوق بعض، وهو ما كان يثقل كاهله، ويشعره بتأنيب ضمير، أوَلم يكن بمقدوره أن ينهي عذابات البشرية، ويضع حدا للمظالم، لولا تراخيه وتكاسله" (وفي الحالة الترامبية سيقول: لولا عدم انتخابه)..

* * *

في توقيت غريب بدأت المفاوضات (الأمريكية الإيرانية) غير المباشرة، توقيت أبعد ما يكون عن أولويات الأزمات إقليميا (الشرق الأوسط/ غزة) ودوليا (أوكرانيا والصين..).

فمن اختار لها هذا التوقيت؟ ولما كانت بالذات في هذا التوقيت..؟ ومن باب التوقع والاحتمال: إلى أين ستسير؟ وفي أدنى الأحوال وأقصاها: إلى ما ستنتهي؟

* * *
هذا ملف يراد منه وله: الاستمرار والتوظيف، لا التوقف والإتمام. لقد انتهى السلاح النووي كسلاح، بالمعنى الحرفي لكلمة سلاح في الحرب العالمية الثانية.. تمتلكه أو لا تمتلكه، لم يعد ذلك هو ما يرجح كفة الميزان، لحساب طرف على طرف
أتصور أن اختيار التوقيت له علاقة بأزمة إسرائيل في غزة، والتي لا يبدو أن لها حلا يناسب الزهو والغطرسة الغربية وإسرائيل (التي هي في حالة احتضار)، فها نحن نقترب من اليوم الثلاثين من بدء الجحيم الذي توعد به ترامب (18 آذار/ مارس) وغلمانه هنا وهناك، ولم يحدث شيء مما يتوقعون ويأملون، لم تستسلم المقاومة، لم يثر أهل غزة على المقاومة، وبدأت تتصاعد هجمات المقاومة!!

سيكون ملف سوريا قريبا من هذه الأجواء أيضا، فضربات إسرائيل في سوريا لن تمنع ما بدأ يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024م، اليوم الذي تحررت فيه دمشق من الحكم القديم، وجاء حكم جديد لا ينتمى إلى النظام الإقليمي العربي الذي ولدت فيه "دولة إسرائيل"، ويبدو أنه وثيق الصلة بالنظريات والتصورات والطموحات التي قدمتها التجربة التركية الحديثة (العدالة والتنمية)، وترامب تحدث عن ذلك بتعرية لا سابق لها في دنيا السياسة..

وهذا تطور تاريخي كبير يطرق أبواب الشرق الأوسط المنشود، الذي اختفى طويلا في دهاليز النظام العربي الرسمي بتفاهمات تامة مع النظام الدولي وقتها (نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية).. ومهما فعلت إسرائيل مدعومة من الغرب لتعطيل هذا التطور، فلن تستطيع أبدا إيقافه، فقد جاء في أكثر الأوقات ملائمة (ما بعد طوفان الأقصى).

* * *

لن يحدث أي شيء مفاجئ ولا غريب، يدفع بالمفاوضات الإيرانية/الأمريكية في أي اتجاه يسير بها إلى إتمام الموضوع نهائيا، هذا ليس مطلوبا أبدا، وفي الاستراتيجية الغربية كلها على فكرة لا أمريكا فقط.

المطلوب أن يظل الملف مفتوحا، ويتم تناوله بدرجات متفاوتة من التصعيد والتخفيض، وأتصور أن الوعي الإيراني، موصول بالوعي الغربي في إدراك هذا المفهوم..

هذا ملف يراد منه وله: الاستمرار والتوظيف، لا التوقف والإتمام. لقد انتهى السلاح النووي كسلاح، بالمعنى الحرفي لكلمة سلاح في الحرب العالمية الثانية.. تمتلكه أو لا تمتلكه، لم يعد ذلك هو ما يرجح كفة الميزان، لحساب طرف على طرف..

أول وآخر (قتبلة نووية) في التاريخ هي التي ألقيت فوق هيروشيما. هذا "فهم" يدركه الأعمى بعكازه، قبل أن يدركه السياسى في أبحاثه.

x.com/helhamamy

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: ترامب أوقف هجوماً وشيكاً على نووي إيران
  • هل سعي ترامب للتوصل إلى اتفاق يعني اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي؟
  • البيت الأبيض: ترامب لا يريد أن تمتلك إيران برنامجا نوويا
  • البيت الأبيض: ترامب منفتح على إبرام اتفاق مع الصين
  • البيت الأبيض: الرئيس ترامب سيعمل على ترحيل كل مهاجر غير شرعي من بلادنا
  • ويتكوف: أي اتفاق نووي مع إيران سيرتكز على التحقق من التخصيب والبرامج العسكرية
  • نووي إيران.. بين الجد والهزل
  • ترامب: على إيران التخلي عن حلم امتلاك سلاح نووي وإلا ستواجه ردًا قاسيًا
  • ترامب: على إيران التخلى عن حلم امتلاك سلاح نووي وإلا ستواجه ردا قاسيا
  • إيران تستطيع أن تكون دولة عظيمة ولكن دون الحصول على سلاح نووي