هشام يانس.. رائد الفن الساخر وأيقونة الكوميديا الأردنية
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
ودعت الساحة الفنية الأردنية صانع البسمة هشام يانس أحد أبرز الفنانين الأردنيين الذين تركوا بصمة مميزة في الساحة الفنية العربية، وصاحب الوجوه المتعددة الذي رحل عن عمر يناهز 78 عاما بعد صراع مع المرض.
ونعاه وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة -عبر حسابه الرسمي على منصة إكس- وكتب: "أنعى بمزيد من الحزن والأسى وفاة الفنان هشام يانس الذي قدم عددا من الأعمال المسرحية الناقدة والدراما العربية المتميزة، ومنها برنامج المناهل العربي الذي عني بثقافة الطفل واللغة العربية، ومسلسل جواهر، الذي شكل علامة في الدراما العربية ورسخ في وجدان الأجيال.
أنعى بمزيد من الحزن والأسى وفاة الفنان هشام يانس الذي قدم عددا من الأعمال المسرحية الناقدة والدراما العربيةالمتميزة، ومنها برنامج المناهل العربي الذي عني بثقافة الطفل واللغة العربية، ومسلسل جواهر الذي شكل علامة في الدراما العربية ورسخ في وجدان الأجيال.. وإذ نترحم على الفنان… pic.twitter.com/TXd4CUHskm
— مصطفى الرواشده Minister of Culture (@mostafa59625937) December 22, 2024
إعلانمن يافا لعمان
منتصف أربعينيات القرن الماضي، ولد هشام يانس في يافا بفلسطين يوم 21 مايو/أيار 1946، وانتقل مع عائلته إلى عمّان حيث ترعرع في طفولته وهى المرحلة التي شكلت ملامح شخصيته الفنية لاحقا، إذ عرف منذ صغره بشغفه بالفن والأداء المسرحي.
بعد إنهاء دراسته الثانوية، انتقل إلى مصر لدراسة الحقوق في جامعة القاهرة، وعاد إلى الأردن مجددا، واستكمل دراسته وحصل على ماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية عام 2007.
دراسة الحقوق كانت محطة في مسيرة الفنان المتعدد المواهب، الذي سرعان ما بزغت موهبته في الكتابة والتمثيل عبر المنصات المختلفة، المسرح والإذاعة والتلفزيون، وفي أثناء وجوده في مصر كان قد اتجه نحو المسرح، وعلى خشبة مسرح الأوبرا قدم عدة أعمال من المسرح العالمي.
مسيرته الفنيةبدأ الفنان والكاتب الأردني هشام يانس مسيرته الفنية في السبعينيات، إذ تميزت رحلته بالتنوع والابتكار. واكتسب شهرة واسعة بموهبته الفريدة في تقليد الشخصيات العامة والفنية والزعماء السياسيين، وهي الموهبة التي ظهرت عليه منذ كان في الـ12 من عمره. انطلقت مسيرته الفعلية من خلال برنامج "ليالي عمان"، حيث قدم تقليدا مميزا لشخصيات بارزة مثل الملك حسين، وياسر عرفات، وصدام حسين، وجمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، ومعمر القذافي، وبيل كلينتون، والإمام محمد متولي الشعراوي. كما أبدع في تقديم أغنيات شهيرة بأسلوب كوميدي مميز، مع تعديل الكلمات والاحتفاظ بالألحان الأصلية.
كوميديا برسائل مجتمعيةعرف يانس بأسلوبه المتفرد في الكوميديا، حيث دمج بين الطابع الفكاهي والنقد الاجتماعي في أعماله، متناولا قضايا تهم المواطن الأردني والعربي، مثل الفقر، والفساد، والبطالة. هذا المزج جعله قريبا من قلوب الجماهير، وأكسبه قاعدة شعبية واسعة في الأردن والوطن العربي.
محطات بارزة في مسيرتهحقق يانس نجاحا كبيرا بمسلسله التعليمي "المناهل"، الذي يعد من أبرز أعماله وأكثرها شهرة. يُعتبر هذا العمل من أهم البرامج التعليمية التلفزيونية في المنطقة، إذ استهدف تعزيز ثقافة الطفل العربي بأسلوب مشوق ومميز.
إعلان ثنائي كوميدي بارزفي مشوار الكوميديا، شكل يانس ثنائيا مميزا مع الفنان الأردني نبيل صوالحة في عروض مثل "أهلا نبيل وهشام". لاحقا، انضمت إليهما الفنانة أمل الدباس، وقدم الثلاثي سلسلة من المسرحيات السياسية الهادفة التي لاقت استحسان الجمهور. استمر هذا التعاون لمدة 7 سنوات قبل أن ينفصل الثنائي، ليكمل كل منهما مسيرته منفردا.
إرث مسرحي غنيقدم يانس مجموعة من المسرحيات التي جمعت بين النقد السياسي والاجتماعي، ومن أبرزها: "صدام" و"نظام عالمي جديد" و"أوكازيون" و"كل شيء للبيع" و"أهلا مؤتمر قمة عربي" و"الحصار الذي صار" و"السلام يا سلا" و"أهلا حكومة".
بهذا الإرث الفني الغني والمتنوع، رسخ هشام يانس مكانته بوصفه واحدا من أبرز الفنانين الأردنيين الذين نجحوا في الجمع بين الإبداع الفني والرسائل المجتمعية العميقة.
يمتلك هشام يانس مسيرة فنية حافلة بالإنجازات في مجالي الكتابة والتمثيل. كتب أكثر من 82 مسلسلا تلفزيونيا و15 مسرحية سياسية، من أبرزها: "نظام عالمي جديد"، و"مؤتمر قمة عربي"، و"التطبيع"، و"السلام يا سلام".
أما في مجال الدراما التلفزيونية، فقد أثرى الشاشة بأعمال مميزة، منها: "السيف الذهبي"، و"سيف الله المسلول: خالد بن الوليد"، و"علاء الدين أبو الشامات"، و"نور الدين زنكي"، و"في بيتنا حكاية"، و"مركب الهند"، و"نجاتي وحرمه".
وعلى صعيد التمثيل، شارك في عدة أعمال بارزة مثل "سوق الألغاز"، و"محاكمة بن المقفع"، و"قلعة الشطار"، و"جارية من نيسابور"، و"غرائب الدنيا". وكان آخر ظهور له على الشاشة بصفته ممثلا عام 2003 في مسلسل "نقطة وسطر جديد".
مناصب وجوائز: إرث مهني غنيلم تقتصر مسيرة الفنان الأردني هشام يانس على الكتابة والتمثيل فحسب، بل شغل عديدا من المناصب البارزة في المجال الإعلامي والفني. عمل مخرجا ومنتجا في الإذاعة الأردنية، كما انضم إلى هيئة الإذاعة البريطانية، وأسهم في تأسيس أول مسرح مدرسي في أبو ظبي، مما عزز من دوره في تطوير الفنون التربوية في الخليج. إضافة إلى ذلك، عمل في مراجعة النصوص التلفزيونية والمسرحية، مما أضاف بُعدا جديدا لإسهاماته الفنية.
إعلاننال يانس تكريمات عديدة خلال مسيرته، أبرزها وسام الحسين للعطاء المميز من الدرجة الثانية الذي منحه إياه الملك عبد الله الثاني عام 2013، إضافة إلى وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، تأكيدا على تأثيره العميق في المشهد الفني والثقافي.
أزمة صحية ورحيل مؤثرفي عام 2007، تعرض هشام يانس لأزمة صحية إثر جلطة دماغية أقعدته عن العمل الفني، وأبعدته عن الأضواء، لكنه ظل حاضرا في وجدان جمهوره بأعماله التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن الأردني والعربي. على مدار مسيرته، كان يانس قدوة للفنانين الشباب، مقدّما قضايا إنسانية واجتماعية بجرأة وتفرد.
برحيله يوم 22 ديسمبر/كانون الأول، فقدت الساحة الفنية الأردنية أحد أبرز رواد الفن الساخر، تاركا وراءه إرثا فنيا غنيا ومتنوعا، سيظل علامة فارقة في تاريخ الفن العربي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هشام یانس من أبرز
إقرأ أيضاً:
فريق عمل «أشغال شقة جدا»: الموسم الجديد مختلف عن الأول.. وركزنا أكثر على مشاهد الكوميديا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
حقق مسلسل "أشغال شقة" نجاحا كبيرا العام الماضي خلال الموسم الرمضاني، ليعود إلينا من جديد هذا العام لاستكمال مغامرات حمدي وياسمين مع أطفالهما، واختيار مربية معهم، حيث تتواصل الأحداث بصورة تصاعدية وإيقاع سريع داخل منزل "حمدي" و"ياسمين" بعد أن يكبر أولادهما ويزداد عددهم وتختلف اهتماماتهم ناهيك عن المشاكل التي تواجههما في عملهما مما ينعكس على حياتهما معًا ويُفجر الكثير من المُفاجآت خلال الأحداث.
مسلسل "أشغال شقة" من بطولة هشام ماجد، أسماء جلال، شيرين، سلوى محمد علي، مصطفى غريب، وآخرين... ومن تأليف خالد وشيرين دياب، وإخراج خالد دياب.
التقت «البوابة نيوز» بأبطال العمل وتحدثت معهم عن سر نجاح المسلسل، واختلاف الجزء الثاني عن الأول، وأهم المفاجأت التي ينتظرها الجمهور
هشام ماجد: فريق الكتابة قدم عمل متكامل
أعرب الفنان هشام ماجد عن سعادة بتقديم مسلسل "أشغال شقة جدًا" للعام الثاني على التوالي، مؤكدا أن سر نجاح الموسم الأول هو المصداقية في الأفكار، حيث وجد الكثير من المشاهدين أنفسهم في مواقف مشابهة لما تعرض له حمدي وياسمين مع المساعدات المنزليات.
وأضاف أن الموسم الثاني غني بالأحداث والمفاجآت وهناك تطورات كبيرة في الأحداث، مشيرا إلى أن فريق الكتابة قدم عملًا مكتملًا وعندما يجد ملاحظات يتناقش فيها مع المخرج لأن الهدف هو تقديم عمل ناجح للجميع.
وعن نجاحه مع مصطفي غريب، قال إن الجمهور تفاعل مع هذا الثناني جدًا مؤكدًا أن هناك مواقف أكثر إمتاعًا بيننا في الموسم الجديد.
أسماء جلال: تعلمت ألا أرفض أي عمل مختلف
أكدت الفنانة أسماء جلال أن هناك تفاهمًا وتناغمًا فنيًا بينها وبين هشام ماجد، وقالت: أكثر شيء تعلمته من تجربة أشغال شقة هو ألا أرفض أي عمل مختلف يعرض عليّ إلا بعد التجربة.
وأضافت: أن الموسم الثاني سيكون ممتعًا للمشاهدين أكثر من الموسم الأول، وخاصة أننا نقع في الكثير من المواقف والأزمات التي تصل لحد الكوارث مما يفجر المواقف الكوميدية.
مصطفى غريب: اهتمامنا كان بالمشاهد وتجويدها
أكد الفنان مصطفى غريب أنه وجد دعمًا ومساندةً من المخرج خالد دياب الذي يهتم بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة، حيث استطعنا خلال الموسم الأول في رسم الشخصيات والاستقرار عليها مما دفعنا في هذا الموسم للإهتمام أكثر بالمشاهد نفسها وتجويدها.
وأوضح مصطفى غريب أن كل فريق العمل بذل مجهودًا كبيرًا جدًا أثناء التصوير وتوقع أن يجد هذا الموسم نجاحًا أكبر من الموسم الأول.
محمد عبد العظيم: علاقتي بفريق العمل تشبه ما يحدث على الشاشة
أكد الفنان محمد عبد العظيم أنه يثق جدًا في إدارة المخرج خالد دياب الذي رشحه لهذا العمل، وهو يحب هذا النوع من الكوميديا في أعماله والتي تعتمد على كوميديا الموقف. وقال أنه استقى المصطلحات الخاصة بالشخصية من أحد الخبراء المتخصصين في الطب الشرعي الذي يرافقنا أثناء التصوير.
وأشار إلى أن علاقته بهشام ماجد ومصطفى غريب في أثناء التحضير غنية بالمفارقات وتشبه ما يحدث على الشاشة وكثيرًا ما نجلس ونتناقش ونقترح فكرة أو جملة لنصل لأفضل شيء.
أحمد عبد الوهاب: هذا العمل وش السعد عليّ
أكد الفنان أحمد عبد الوهاب أن شخصيته في العمل هذا الجزء سوف تأخذ منحنيا مختلفا عن الموسم الأول وخاصة في علاقته بياسمين وتدخله في حياة حمدي بصورة مبالغة مما يفجر الكثير من المواقف الكوميدية.
وأوضح أن كونه كاتبًا وسيناريست ساعده كثيرًا في استحضار روح الشخصية، مضيفًا أن وجوده في أشغال شقة كان وش السعد عليه وقدمه للجمهور بصورة كبيرة وأظهر جوانب من موهبته، موضحًا أنه كمؤلف استفاد من عمله كممثل، والعكس صحيح، وأن كلاهما أضاف للآخر في تطوير أدواته الفنية.