كلمات / حسين السليماني الحنشي
أسفي على شعبٍ قد
أثقل الجوع خطاه.
أسفي على شعبٍ
يحكمه من هم أدناه.
نبكي جيلاً قد تاهت
في بلادي خطاه.
أكل الفقر الأجساد وكثر في شعبي العراه.
هل ياترى هم في فكر الحاكم
ولديه حلٌ يُرجاه
أو يبحث لهم عن مخرج
ونجاه!!
أو أنه يحكي قصص ايام صباه.
وغداً ابنه بالديوان يحكيها
لمن يلقاه.
يرفع شعارات وخطب رنانة للتضليل ليحقق مبتغاه
يتقاسم شعبي
رغيف الخبز إذ يلقاه
أترى الأسواق أقفلت أبوابها،
أم أن سعره قد أعياه؟
كأنّا نعيش في
في صحراء لا عيرٍ
ولا خروف نرعاه
حتى نفس العبد لا ترضى هذا الذل بل تأباه
هل لم يعد في شعبي إباء ولا نفوس حرة لا تخشاه!!
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
فن شعبي يتناقله المجتمع جيلاً بعد آخر.. «حداء الإبل».. لغة تواصل ضمن التراث الثقافي
البلاد – جدة
حضرت “الإبل” في حياة إنسان شبه الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، ولم يستغنَ عنها حتى اليوم، فبعد أن كانت مظهرًا لتميزه وثرائه، ومصدرًا لرزقه وعطائه، وأداة لسفره وترحاله؛ أضحت أيقونة ورمزًا من رموز تراثه الأصيل المستمد من تاريخه التليد.
ونتج عن هذا التواصل الإنساني مع الإبل، فن شعبي جميل يتناقله المجتمع جيلًا بعد جيل؛ يسمى” الحداء”، وهو نوع من الشعر الخفيف، الذي يقال لتطريب الإبل، وحثها على السير بتعابير شفهية تقليدية تمكّن الرعاة من مناداة إبلهم وجمعها والتواصل معها.
ويتوارث أبناء الجزيرة العربية” فن الحداء” للتواصل مع قطعان إبلهم، من خلال بعض الأصوات والتعبيرات التي اعتادت الإبل على سماعها والاستجابة لها. وبحسب المصادر التاريخية، فإن مضر بن نزار بن معد” هو أول من (حدا) للإبل” بعد أن سقط من بعيره، وانكسرت يده وصاح بصوته (وايداه! وايداه!)؛ وكان حسن الصوت؛ فأصغت إليه الإبل وجدّت في السّير؛ ومن هنا بزغت فكرة استعمال الحداء لنداء الإبل، ويذهب البعض إلى أن هذه الهمهمات ساعدت” الخليل بن أحمد الفراهيدي” على اكتشاف مفاتيح العروض والأوزان الشعرية.
ويقال: إن بداية” الحداء” كان عن طريق التدوية أو الدوّاة، وهو نداء الإبل بصوت رفيع، وجاء في بعض معاجم اللغة أن راعي الإبل إذا أراد أن يستحث إبله لتجيء إليه مسرعة؛ زجل بصوته وغنّى لها بكلمات مثل.. هَيد هيد، أو: هي دو هي دو. أو: دوه دوه. أو: ده ده بضم الدال. أو: داه داه، وهذا ما زال مستعملًا إلى اليوم جنبًا إلى جنب مع الرجز.