تواجه المدن الرئيسية في تركيا أزمة جفاف، مع انخفاض إمدادات المياه في السدود، وارتفاع درجات الحرارة.

وكشف تقرير لموقع "ميدل إيست آي"، وترجمه "الخليج الجديد"، عن طلب السلطات التركية من سكان إسطنبول، أكبر مدن البلاد، خفض استهلاكهم للمياه.

ونقل عن عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، حثه سكان المدينة البالغ عددهم 16 مليون نسمة، على إنقاذ "كل قطرة ماء ثمينة تتدفق من الصنبور".

جاءت دعوة إمام أوغلو، بعد أيام من نشر إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول (ISKI) بيانات تظهر أن سدود المدينة كانت ممتلئة بنسبة 33% فقط، اعتبارًا من منتصف أغسطس/آب، وهو أدنى معدل في 9 سنوات.

كما تتراجع إمدادات المياه بسرعة في السدود التي تخدم أنقرة وإزمير.

وتُعزى ندرة المياه جزئيًا إلى درجات الحرارة القصوى، حيث وصلت بعض المناطق إلى مستوى قياسي بلغ 49.5 درجة مئوية، إلى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة.

اقرأ أيضاً

اتفاق عراقي مع تركيا وإيران على بحث ملف المياه

وظل في غياب هطول الأمطار، ستكون سدود إسطنبول قادرة على ضخ المياه لنحو شهرين فقط، بينما  ستصمد سدود أنقرة لنحو 7 أشهر، بينما ستكون سدود إزمير قادرة على ضخ المياه لنحو عام، وفقًا لتقديرات رسمية.

والأسبوع الماضي، أطلق مدير عام إدارة المياه والصرف الصحي في إسطنبول سافاك باسا، حملة لتوفير المياه لتعويض "الجفاف الكارثي" الذي يعانون منه.

ونقلت وكالات الأنباء المحلية عنه قوله: "إننا نمر بفترة جفاف شديدة.. وأثناء القيام بكل هذه الاستثمارات، نشهد جفافا كارثيا تحطمت فيه بالفعل سجلات درجات الحرارة".

وحث الاتراك والمقيمين في إسطنبول على الاستحمام لفترة أقصر، حيث أظهرت البيانات أن حوالي 70% من استهلاك المياه يرجع إلى استخدام الحمام.

يشار إلى أن تركيا ليس لديها وفرة طبيعية من المياه العذبة.

ووفق بيانات رسمية، فإن 1550 مترًا مكعبًا من المياه مخصصة للفرد سنويًا، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 1000 متر مكعب في عام 2050، بسبب النمو السكاني وتغير المناخ.

اقرأ أيضاً

بلدية تركية ترفع رسوم زواج الأجانب وأسعار المياه.. لماذا؟

في أواخر عام 2020، هدد الجفاف الشديد الموارد المائية في إسطنبول وأنقرة وإزمير.

ويحذر الخبراء من أن الجفاف أصبح الآن حقيقة واقعة بالنسبة للمواطنين الأتراك، حيث أن 60% من تركيا لا تتلقى ما يكفي من الأمطار.

ويوضح رئيس قسم المياه والصرف الصحي في بلدية إسطنبول، إسماعيل أيدين، أسباب أزمة قلة المياه قائلا: "نقص المياه في السدود مرتبط تماما بحجم استهلاك المياه والتبخر الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة. حاليا لدينا مخزون مياه في هذا السد وغيره لكنه قليل"

ويضيف أيدين: "نكافح لأجل أن يكفينا مخزون مياه حتى موعد هطول المطر في أكتوبر، لذلك أطلقنا حملة كبرى لترشيد استهلاك المياه، خاصة وأن سبعين في المائة من المخزون يذهب للاستخدام المنزلي".

في محيط الحقول والسدود، تبدو صور التغير المناخي واضحةً.. تتسع شيئاً فشيئاً، متغذيةً على الفجوة الكبيرة بين ندرة الماء وكثرة الاستهلاك.

وفي رحلة البحث عن مخرج من خطر الجفاف، يقول الخبراء إن الأزمة هذه المرة ليست عابرةً، وهو ما يوجب في رأيهم، إيجاد حلول مستدامة تحافظ على موارد المياه الآخذة في الانحسار، كما يخبرنا مجرى هذا السد.

اقرأ أيضاً

سدود تركيا وإيران تنذر بجفاف دجلة والفرات في العراق

المصدر | ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تركيا الجفاف إسطنبول الأمطار درجات الحرارة درجات الحرارة فی إسطنبول

إقرأ أيضاً:

إطلاق أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق

أطلقت شركة متخصصة في تكنولوجيا الزراعة ومواجهة مخاطر تغير المناخ برنامجا تجريبيا للتأمين البارامتري في العراق، وسط اشتداد آثار التغير المناخي الذي يعد أكبر تهديد يواجه بغداد، وفق الأمم المتحدة.

وقالت شركة "ويذر ريسك مانجمنت سيرفيس" إن البرنامج الذي أطلقته بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي هو الأول من نوعه في العراق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟list 2 of 2تباطؤ تيار محيطي رئيسي ينذر بعواقب مناخية صعبةend of list

ويهدف البرنامج إلى حماية المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وكذلك أصحاب المشروعات متناهية الصغر من المخاطر المرتبطة بتغير المناخ، والتي قد تدمر محاصيل كاملة، وفق الشركة.

وستنفذ مشروعات البرنامج في 4 أقضية هي الحمدانية والموصل وتلكيف (محافظة نينوى) وكربلاء، ويشمل البرنامج تأمين 400 مزارع من أصحاب الحيازات الصغيرة ضد الجفاف، وتأمين 400 من أصحاب المشروعات الزراعية متناهية الصغر ضد موجات الحر.

وقالت "ويذر ريسك مانجمنت سيرفيس" وبرنامج الغذاء العالمي -في بيان مشترك- إن المبادرة تهدف إلى توفير إغاثة مالية "بسرعة وشفافية"، لمواجهة الخسائر الناجمة عن الظواهر المناخية القاسية، بما في ذلك موجات الحر والجفاف.

مواجهة الكوارث

ويعد التأمين البارامتري أداة لتعويض المجتمعات الضعيفة بمواجهة الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ، باعتباره على عكس التأمين التقليدي لا يعتمد على عمليات مطولة، بل على مؤشرات محددة مسبقا مثل كمية الأمطار وسرعة الرياح أو درجات الحرارة لتحديد مدى الخسائر ودفع التعويضات.

إعلان

وأصبح هذا النوع من التأمين أداة مهمة لمواجهة المخاطر الناجمة عن الكوارث الطبيعية -بما في ذلك الجفاف- خاصة في المناطق الزراعية والريفية التي تعتمد بشكل كبير على الموارد المائية.

ويوفر التأمين البارامتري حماية سريعة للمزارعين الذين يعتمدون على الأمطار لري محاصيلهم، ويساعدهم على تجنب الإفلاس أو التخلي عن أراضيهم بسبب الخسائر الناجمة عن الجفاف، كما يعتبر مصدر أمان للمستثمرين في القطاع الزراعي.

الأشد تأثرا

ويعد العراق من أكثر البلدان عرضة لأضرار تغير المناخ، وكثيرا ما يتضرر من الجفاف وموجات الحر وندرة الأمطار، مما يضر بالإنتاج الزراعي ودخل المزارعين.

ووفق الأمم المتحدة، فإن العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية بسبب انخفاض مستوى الأمطار لمواسم متعددة، فضلا عن الاستمرار في استخدام وسائل الري التقليدية.

وفي عام 2021 شهد العراق ثاني أكثر مواسمه جفافا منذ 40 عاما بسبب الانخفاض القياسي في هطول الأمطار.

وعلى مدى السنوات الـ40 الماضية انخفضت تدفقات المياه من نهري الفرات ودجلة، والتي توفر ما يصل إلى 98% من المياه السطحية في العراق، بنسبة 30-40%.

ويهدد الجفاف منطقة الأهوار التاريخية في الجنوب، وهي إحدى عجائب التراث الطبيعي، مع قلة التساقطات وتصاعد درجات الحرارة في العراق.

كما يؤدي انخفاض منسوب مياه الأنهار إلى اندفاع مياه البحر داخل الأراضي الجنوبية وتهديد الملوحة للزراعة، مما يهدد سبل عيش مجتمعات كاملة تعتمد على الزراعة، بحسب الأمم المتحدة.

وتعمل الحكومة العراقية مع منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي لتمويل مشاريع التكيف مع تغير المناخ، كما أطلقت خطة وطنية للتكيف مع تغير المناخ تركز على إدارة المياه ومكافحة التصحر وتحسين البنية التحتية التي أنهكتها سنوات من الحرب.

مقالات مشابهة

  • أجواء ضبابية كثيفة في عرعر وسط انخفاض درجات الحرارة
  • الضباب الكثيف يغطّي عرعر وسط انخفاض درجات الحرارة
  • أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق
  • أمطار في آخر أسبوع من "أمشير".. الأرصاد: انخفاض طفيف في درجات الحرارة.. وخبراء يؤكدون عدم انتهاء فصل الشتاء ويناشدون بارتداء الملابس الثقيلة
  • طقس بارد مع فرص لتساقط الأمطار والثلوج اليوم الأربعاء
  • إطلاق أول برنامج تأمين لحماية المزارعين من تغير المناخ بالعراق
  • طقس مغبر.. وارتفاع في درجات الحرارة
  • طقس الغد: انخفاض على درجات الحرارة وفرصة لهطولات مطرية على بعض المناطق ‏
  • طقس الثلاثاء..أمطار وزخات رعدية تغطي أنحاء المغرب مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
  • طقس فلسطين: انخفاض تدريجي على درجات الحرارة وسقوط أمطار غدا