ليبيا – أكد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح، خلال كلمته في جلسة البرلمان التي عُقدت اليوم بمدينة درنة، أن صبر أهالي المدينة وتكاتف الليبيين قاد إلى تجاوز تداعيات إعصار دانيال، مشيداً بما تم تحقيقه في مجالات الإعمار والتنمية، ومشدداً على أهمية مساءلة الحكومة كخطوة لتأكيد شرعيتها.

درنة نموذج للصمود وإعادة الإعمار

في كلمته، عبّر صالح عن تقديره لصمود أهالي درنة عقب الكارثة التي حلت بالمدينة في 10 سبتمبر 2023، واصفاً إياها بأنها “مدينة النموذج” في استعادة الحياة وتجاوز الدمار بفضل عزيمة أبنائها وتكاتف الليبيين.

وقال: “درنة انتصرت في معركة الحياة ضد الموت، ومعركة الأمل ضد اليأس، ومعركة البناء ضد الهدم”، مشيراً إلى أن ما تحقق من إنجازات جاء بفضل جهود الخيرين وتحديهم للمركزية والبيروقراطية.

وأضاف: “بحضورنا اليوم في درنة كبرلمان، نؤكد لأهلنا أننا عند وعدنا، وأن عجلة الإعمار والتنمية لن تتوقف بعون الله، حيث يجب أن تكون هذه المدينة رمزاً للقدرة على تجاوز الأزمات بالإرادة الوطنية والعمل المشترك”.

إنجازات التنمية ومشروعات الإعمار

تطرق صالح إلى المشروعات الجارية في المدينة بقيادة صندوق إعادة الإعمار، مشيداً بالجهود التي شملت البناء والبنية التحتية، ومؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد توسعاً في المشروعات الإسكانية والتعليمية والصحية.

وقال: “يجب وبكل اقتدار العمل على إنشاء وصيانة الجامعات والمؤسسات التعليمية، وصيانة المباني السكنية، وشق وصيانة الطرق، ومد الجسور لتسهيل حركة السير داخل المدن وفي ما بينها”.

وأشار إلى أن نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل ستشهد افتتاح مشروعات غاية في الأهمية، بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لمشروعات جديدة في مدن وقرى أخرى مثل البيضاء وسوسة، موضحاً أن هذه الجهود ستدعم استضافة فعاليات محلية ودولية في مجالات الفنون والرياضة والسياحة.

قانون العدالة الانتقالية أولوية برلمانية

أكد صالح أن مشروع قانون العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية يتصدر جدول أعمال البرلمان في جلسة اليوم، مشيراً إلى أن هذا القانون يعد وسيلة فعالة لتحقيق مصالحة وطنية شاملة، وجبر الضرر، وتحقيق الأمن والسلام.

وأوضح أن مناقشة القانون تهدف إلى تعديل المواد الضرورية وإضافة ما يلزم لضمان تحقيق العدالة لجميع الليبيين، مضيفاً: “نطوي بهذه الخطوة ماضي الصراعات والنزاعات، ونتقدم نحو تحقيق الأمن والاستقرار”.

دعوة الحكومة للمساءلة لتعزيز شرعيتها

في ختام كلمته، شدد صالح على أن الشكر الموجه للحكومة على أدائها لا يعفيها من المساءلة، داعياً إياها لحضور الجلسة المقبلة بكامل أعضائها لتقديم تقرير شامل عن أعمالها في عام 2024، وخططها لعام 2025.

وقال: “بما أنكم تشكرون الحكومة، وهذا يدل على حسن أدائها، فهذا لا يمنع من أن تُسأل الحكومة. ولذلك، تنفيذاً لقرار مجلس النواب، تستدعى الحكومة بكامل أعضائها في الجلسة القادمة للمساءلة وتوضيح ما قامت به في عام 2024 وما ستعمل عليه في عام 2025”.

وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى التأكيد على أن الحكومة هي الحكومة الشرعية، وأنها خاضعة للمساءلة والمحاسبة عن أدائها أمام السلطة التشريعية، مشدداً على أهمية أن يسمع الشعب الليبي ما تم تحقيقه من إنجازات وما هو مخطط له، بما يعزز الثقة في مؤسسات الدولة ويؤكد شرعيتها.

وختم قائلاً: “نحن بحاجة إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، لأن ذلك يعكس التزامنا بخدمة المواطن ودعم استقرار ليبيا ووحدتها”.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

مخزومي حدد مواصفات وزير الاشغال للمرحلة المقبلة

كتب النائب فؤاد مخزومي عبر منصة "اكس":" في ظل ضرورات المرحلة الحالية والتي تأتي إعادة الإعمار في مقدّمها، ومع استعداد العالم لمساعدة بلدنا بعيدًا من المحاصصات والتدخلات والمحسوبيات، يتوجب على وزارة الأشغال تحمّل مسؤولياتها وبذل المزيد من الجهود في وضع خطة واضحة وفعالة تتعلق بإعادة الإعمار".

اضاف: "كما يجب أن يتمتع وزير الأشغال في الحكومة الجديدة بمواصفات معينة، أبرزها أن يعتمد مبدأ المحاسبة والشفافية كي يغلق الباب أمام أي فساد أو صفقات مشبوهة، إضافة إلى أن يمتلك شبكة واسعة من العلاقات الدولية والإقليمية تساهم في دعم وتمويل وإطلاق مشاريع إنمائية اقتصادية واجتماعية، وأن يتمتع بالخبرة والكفاءة في وضع خطط وسياسات وطنية شاملة انطلاقًا من أهداف اقتصادية واجتماعية محددة".

وختم آملا "أن يتم في المستقبل القريب، استحداث وزارة تخطيط تضع خططا شاملة تُعنى بتنمية القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والإنتاجية وتحفيزها. علمًا أن وزارة التخطيط كانت موجودة بالفعل بين الأعوام 1954 و1977 قبل أن يتم إلغاؤها واستبدالها بمجلس الإنماء والإعمار".

مقالات مشابهة

  • مخزومي حدد مواصفات وزير الاشغال للمرحلة المقبلة
  • نفخر بجهودكم نحو دفع عجلة التنمية.. رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 25 يناير
  • جدل محتدم: العفو العام.. خطوة نحو العدالة أم إفلات من العقاب؟   
  • رئيس الجمهورية: للترفع عن كافة الصغائر كيّ يتمّ تأليف الحكومة لتنطلق عجلة العمل
  • بالصور | حماد ومدير صندوق التنمية والإعمار يفتتحان مقر إدارة المشاريع في مدينة بنغازي
  • رئيس مجلس الدولة: رسالتنا تحقيق العدالة الناجزة وتطوير منظومة العمل
  • رئيس مجلس الدولة: رسالتنا تحقيق العدالة الناجزة وتطوير منظومة العمل من مختلف جوانبها
  • الحكومة القطرية توجه دعوة رسمية لمسرور بارزاني لزيارة الدوحة
  • علاء ثابت: تطوير قطاع الكهرباء والطاقة تسهم في دفع عجلة التنمية
  • العفو الرئاسي عن 4466 مسجونا..| عمال مصر: يعكس اهتمام الرئيس بالبعد الإنساني ويعزز العدالة الاجتماعية