أثار وزير الخارجية التركي هاكان فيدان ضجة كبيرة بعد لقائه مع قائد الحكومة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، في جبل قاسيون في دمشق يوم أمس. الزيارة التي جاءت لتقييم العملية الجديدة في سوريا، لاقت اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام العالمية، خاصةً بعد اللقاء الذي تم في مكان كان قد حظره بشار الأسد.

شرب الشاي في جبل قاسيون: رمز دبلوماسي لافت

في خطوة لافتة، توجه فيدان والشرع إلى جبل قاسيون في وقت لاحق من المساء، حيث استمتعوا بمشاهد مدينة دمشق أثناء تناول الشاي.

ونشرت وسائل الإعلام، بما في ذلك نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز، صورة للقاء عبر حسابه على موقع “إكس”، مما أثار ردود فعل واسعة.

قاسيون: جبل ذو أهمية استراتيجية وتاريخية

جبل قاسيون، الذي يطل على مدينة دمشق ويعتبر نقطة مرتفعة استراتيجية، كان قد اكتسب أهمية خاصة خلال الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011. ففي ذلك الوقت، فرض النظام السوري حظرًا على المدنيين من الوصول إلى الجبل، بينما تمركزت فيه القوات العسكرية التابعة للنظام، وخاصة تلك المرتبطة بشقيق الرئيس بشار الأسد.

هاكان فيدان واحمد الشرع اقرأ أيضا

غرامات ضخمة لعام 2025: التجارة في تركيا تدخل حقبة جديدة من…

الإثنين 23 ديسمبر 2024


الصحافة العالمية تواكب الحدث

لقد شكلت زيارة فيدان إلى دمشق حدثًا كبيرًا في الإعلام العالمي. العديد من الصحف والمواقع الإخبارية تناولت اللقاء بين الوزير التركي وأحمد الشرع. القناة الفرنسية “فرانس 24” خصصت مساحة واسعة لهذه الزيارة، فيما تناولت صحيفة “تسايت” الألمانية تصريحات فيدان بشأن عدم وجود مكان لتنظيم “PKK/YPG” في سوريا ودعوته إلى دعم قوي للحكومة الجديدة.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا احمد الشرع اخبار تركيا اخبار سوريا جبل قاسيون دمشق سوريا هاكان فيدان جبل قاسیون

إقرأ أيضاً:

بين أروقة الفنادق.. سياحة سياسية ترسم ملامح سوريا الجديدة

دمشق- في شوارع دمشق المكتظة، تشهد الطرق ازدحامًا غير مسبوق منذ مطلع الأسبوع الجاري، إذ عادت عجلة العمل للدوران مرة أخرى في مساراتها المختلفة.

ويتساءل الجميع عن سبب هذا الازدحام غير المعتاد وغير المسبوق في الشوارع، فقد امتلأت دمشق بالسيارات القادمة من كل أنحاء سوريا، بل ومن دول متعددة ومجاورة أيضًا.

بينما تبدو الحياة في شوارع دمشق وأسواقها وحاراتها طبيعية، حيث يكدح الناس لكسب قوتهم وتحصيل لقمة العيش، هناك مشهد آخر يغفل عنه الكثيرون، يتمثل في الحركية بصالات الفنادق الفارهة، تلك التي كانت حكرًا على رجالات النظام والطبقات المخملية في المجتمع!

سياحة سياسية!

لطالما عرف العالم أنماطا مختلفة للسياحة منها السياحة الترفيهية أو الدينية أو العلاجية، غير أن الواقع بسوريا يطور نوعا جديدا يمكن تسميته بـ"السياحة السياسية".

فالوافدون من مختلف البلدان يقصدون الفنادق ليس فقط للاستمتاع بمشاهد دمشق التي تتنفس عبير الحرية من جديد، وإن كانوا يلتقطون صور الفرح في ساحات الأمويين وعلى قمة قاسيون وفي أسواق دمشق العتيقة، بل جاؤوا لأسباب متنوعة، وغايات أخرى.

فإذا دخلت بهو أي فندق، تفاجئك دينامية غير مسبوق، وحركية دبت في صالاته وأروقته، التي تحتضن تنظيم جلسات نقاش وملتقيات للتداول وتبادل الآراء، وأخرى للتشاور والتفاوض.

إعلان

وفي أروقة الفنادق أصناف متعددة من الناس؛ سوريون وغير سوريين، جميعهم يتحاورون ويتناقشون، وربما يتفقون على آليات العمل والانخراط في الواقع الجديد أو ربما يبحثون عن موطئ قدم في بنية الدولة الجديدة.

تخصص وتنوع

وقد تخصصت الفنادق حسب نوعية نزلائها. على سبيل المثال، إذا دخلت "فندق الشام" وهو المعروف لدى السوريين بصالة السينما التي كانت مرتبطة به، والتي تعتبر أفضل صالة سينما في دمشق لعرض أحدث الأفلام الراقية. غير أنه لا وقت هنا لرؤية الأفلام ولا متسع للترف، فالفندق يستقبل الجمعيات الإغاثية والمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الأهلية.

أما في فندق الشيراتون، فتجد معظم النزلاء من مؤسسات الإعلام العربية والعالمية المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة، إلى جانب شخصيات متنوعة من مختلف الخلفيات، كلهم منهمكون في نقاشات حول مستقبل سوريا الجديدة.

ويوجد أيضا أشخاص من مختلف الأصناف، فهناك من يرتدون البدلات الفاخرة وربطات العنق، ومن يفضلون الملابس الشبابية "الكاجوال"، ومن يرتدون العمائم، ومن يرتدون العباءات والغترة والعقال، ومن يعتمر سلاحه على خصره، جميعهم يتحدثون ويتناقشون، قد يتفقون أو لا يتفقون، لكنهم جميعًا يبحثون عن مكان تحت الشمس في سوريا الجديدة.

وفي فندق الفورسيزون، الأكثر فخامة ورفاهية في دمشق، تجد البعثات الدبلوماسية العالمية والسياسيين والمسؤولين والمبعوثين الدوليين. ورغم الهدوء الظاهر في بهوه مقارنة بباقي الفنادق، فإن المحادثات الهامسة هناك قد تكون الأكثر تأثيرًا والأعلى صوتًا في صناعة ورسم ملامح المرحلة المقبلة.

أما في فندق داماروز (الميريديان سابقًا)، فتجتمع المؤسسات الحكومية القادمة من إدلب لتؤسس وجودها في العاصمة، فتجد أفرادًا من كل مؤسسة يتواصلون مع الناس ويحاورونهم، والناس بدورهم يلتقون بهم ويتبادلون معهم الآراء.

إعلان

وتتوزع الفنادق الأخرى بين رجال الأعمال والتجار من مختلف الجنسيات، كالأتراك والخليجيين، حيث تدور النقاشات حول الواقع الحالي والمستقبل المنشود.

هذا المشهد، البعيد عن شوارع دمشق وعن أعين الناس المنشغلين بتأمين احتياجاتهم الأساسية، يمر دون أن يلحظه الكثيرون.

وبينما يعيش الشعب فرحة التحرير ونشوة الانتصار، فهناك في أروقة الفنادق وبعيدًا عن الأنظار، قد يكون جزء من سوريا الجديدة يُصنع حقا.

مقالات مشابهة

  • الغرب يحذر سوريا من تعيين متطرفين أجانب في الجيش
  • رويترز: تحذيرات غربية للإدارة السورية الجديدة من تعيين مقاتلين أجانب في الجيش
  • قبل لقاء الشرع.. وزير خارجية إيطاليا يدعو أوروبا لمراجعة عقوباتها على سوريا
  • إسرائيل تخطط للاحتفاظ بقواتها داخل سوريا لحماية أمنها
  • من هو أحمد العودة الذي يُهدّد زعامة أحمد الشرع في سوريا؟
  • جبل قاسيون مصعد الأنبياء المقدس وحارس دمشق
  • عاجل | أ ف ب عن قائد قوات سوريا الديمقراطية: اتفقنا مع السلطة الجديدة في دمشق على رفض مشاريع الانقسام
  • هاكان فيدان يكشف عن مباحثات مطولة مع أحمد الشرع بخصوص مستقبل سوريا
  • سوريا.. تأجيل المؤتمر الوطني المرتقب وترجيحات بعقده في فبراير
  • بين أروقة الفنادق.. سياحة سياسية ترسم ملامح سوريا الجديدة