ما هي نظرية أثر الفراشة وعلاقتها بالتوحد؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشير دراسة حديثة إلى أن “نظرية أثر الفراشة” قد تسهم في تفسير كيفية تفعيل الجينات المرتبطة بالتوحد، وفقًا لهذه النظرية، يمكن أن تؤدي تغييرات طفيفة في الجينات غير المرتبطة بالتوحد إلى تفعيل جينات مرتبطة بالاضطراب، عبر آليات معقدة للتفاعل الجيني، ونشرت الدراسة بموقع livescience
الآلية الوراثية لنظرية أثر الفراشة:
في الحمض النووي، توجد مواد وراثية تُسمى المحفزات تعمل على التحكم في تشغيل أو إيقاف التعبير الجيني.
بناءً على هذه الآلية، يمكن أن تظهر أعراض التوحد لدى أشخاص لا يحملون طفرات مباشرة في الجينات المرتبطة بالاضطراب، بل بسبب طفرات في المحفزات التي تؤثر على هذه الجينات.
التوحد بين الوراثة والطفرات العشوائية:
يُعد التوحد اضطرابًا وراثيًا إلى حد كبير، حيث يُقدر أن 40%-80% من الحالات تعود إلى جينات موروثة داخل الأسرة. ومع ذلك، فإن الطفرات العشوائية التي تحدث تلقائيًا قد تلعب دورًا كبيرًا.
مؤخرًا، اكتُشفت طفرات في المناطق غير المُرمزة بالحمض النووي، والتي تشكل حوالي 98.5% من الجينوم البشري. ورغم أنها لا تحمل تعليمات لصنع البروتينات، فإن هذه المناطق تحتوي على منظِّمين جينيين يُعتقد أن لهم دورًا في تنظيم التعبير الجيني.
الدراسة الحديثة ركزت على تحليل أكثر من 5000 شخص مصابين بالتوحد، إضافة إلى أشقائهم غير المصابين، لاكتشاف الطفرات غير الوراثية في الحمض النووي. باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد لتصوير الجينوم، توصل الباحثون إلى أن التغييرات في المحفزات داخل الوحدات المنظمة للجينوم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالتوحد.
نتائج الدراسة وآفاق جديدة:
كشفت الدراسة أن تغيُّرًا طفيفًا في أساس واحد من الحمض النووي ضمن منطقة غير مُرمزة للبروتين يمكن أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في التعبير الجيني، ما يعزز احتمالية الإصابة بالتوحد.
يمكن تفسير ذلك ضمن إطار “نظرية أثر الفراشة”، حيث يؤدي تغير بسيط في بداية النظام إلى نتائج كبيرة لاحقًا. على سبيل المثال، يمكن لتحور صغير في محفز جيني أن يؤثر في نشاط الجينات البعيدة.
تجارب إضافية وتطبيقات علاجية محتملة:
في تجارب منفصلة على خلايا جذعية بشرية، استخدم الباحثون تقنيات لتحوير محفزات جينية معينة. أظهرت النتائج أن تغييرات طفيفة في نشاط المحفزات قد تؤدي إلى تعديل التعبير الجيني للجينات المرتبطة بالتوحد، مما أكد نتائج الدراسة على المستوى البشري.
تداعيات علاجية مستقبلية:
تشير هذه النتائج إلى إمكانية تطوير علاجات مستقبلية تستهدف المحفزات الجينية المرتبطة بالتوحد. من خلال التحكم في نشاط المحفزات التي تؤثر في العديد من الجينات في الوقت ذاته، قد يُفتح المجال لتخفيف أعراض التوحد وتحسين الحالة الصحية للمرضى.
الدراسة تُسلط الضوء على تعقيد آليات التفاعل الجيني، وتفتح آفاقًا جديدة لفهم أسباب التوحد، ما قد يساعد في تطوير طرق مبتكرة لعلاجه مستقبلاً.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحمض النووي التوحد العوامل الوراثية الحمض النووی أثر الفراشة یمکن أن
إقرأ أيضاً:
باحث سياسي: المرحلة المقبلة قد تشهد ضربة أمريكية إسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال محمد العالم، الكاتب الصحفي والباحث السياسي، إن حدة العمليات العسكرية الأمريكية تصاعدت في اليمن، حيث شن الطيران الأمريكي 12 غارة جوية على محافظة صعدة، مستهدفة مواقع للحوثيين، مما أسفر عن مقتل مسؤول بارز في الجماعة، وفي الوقت ذاته، جرى استهداف القوات الإسرائيلية مطار بن غوريون وحاملة الطائرات "يو إس إس ترومان"، مما يشير إلى تصعيد متبادل في الجبهة اليمنية والإسرائيلية، وهو ما يثير تساؤلات حول المستقبل العسكري للمنطقة والتكتيك الأمريكي في التعامل مع الحوثيين وإسرائيل.
وأضاف العالم، في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن العمليات العسكرية في اليمن تشير إلى تصعيد طويل الأمد، حيث تواصل الولايات المتحدة الضغط على الحوثيين، لكن الطبيعة الجغرافية لليمن تعقّد من قدرة الطائرات الأمريكية على تنفيذ عمليات حاسمة.
وتابع، «وبالرغم من محاولات منع توريد الأسلحة إلى الحوثيين، فقد تمكّن الأخيرون من تطوير تكنولوجيا لصناعة الصواريخ، مما يزيد من احتمال استهداف إسرائيل في الفترة القادمة، وهذا التصعيد العسكري قد يتماشى مع مخططات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى إلى استنزاف الموارد الأمريكية في حروب طويلة الأمد».
وفيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن وطهران، أشار العالم إلى أن الرئيس ترامب كان قد حذر إيران في وقت سابق من تقديم الدعم للحوثيين، ولكن عدم استجابة إيران لهذه التحذيرات قد يؤدي إلى زيادة التوترات.
ورجح العالم أن الولايات المتحدة، بالتعاون مع إسرائيل، قد تتجه إلى استهداف البرنامج النووي الإيراني إذا استمرت طهران في تطوير قدراتها النووية، وهو ما قد يضع المنطقة على شفا مرحلة جديدة من التصعيد العسكري بين القوى الكبرى.
وحول الخيارات المتاحة للولايات المتحدة إذا لم تتجاوب إيران مع مطالبها، ذكر أن الضغوط على طهران ستتصاعد، وقد يتم توجيه ضربات عسكرية أمريكية إلى منشآت إيرانية، خاصة وأن تكلفة الضربة الآن أقل من السابق، وإذا لم تغير إيران سياستها وتقدم ضمانات بشأن برنامجها النووي، فإن الضربة العسكرية قد تصبح خيارًا أكثر احتمالًا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.