أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الديار المصرية السابق، في استكماله للتأمل في الأفكار الواردة عن الفوضى والإبداع في الفكر الغربي، أن هذه المفاهيم تسلط الضوء على أزمة معرفية كبرى يعيشها العالم الإسلامي اليوم.

 

 فبينما يعبر الغرب عن الفوضى بأنها مرحلة طبيعية من مراحل التطور الإنساني والإبداع المؤسسي، نرى أن الأمة الإسلامية تعاني من غياب القدرة على قراءة وتحليل هذه المفاهيم والمشاركة في إثراء الحوار العالمي حولها.

الفوضى: نظرة غربية

تناول جمعة ما طرحه الأب ديف فليمنج، الذي يرى أن الفوضى ليست معضلة يجب القضاء عليها، بل هي مصدر أساسي للإبداع والاستقرار طويل الأمد. وأشار إلى أن التحكم والسيطرة المفرطة قد تكون عدوًا للإبداع الإنساني.

 كما تطرق إلى ما ذكرته جودي نيل وبوران بيريز في كتابهما "كيفية التكيف مع الفوضى"، حيث أكدا على أن الفوضى هي ظاهرة طبيعية تُفضي إلى نظم جديدة ومعاني مبتكرة، مشيرين إلى وجود نظام خفي يحكم البيئات العشوائية.

رؤية الإسلام للفوضى

وأوضح جمعة أن هذه الطروحات الغربية تعكس أزمة فكرية داخل الحضارة الغربية، حيث يتم تقديم الفوضى كضرورة للتطوير، بينما الإسلام ينظر إلى الأمر من زاوية مختلفة.

 فالفوضى في الإسلام ليست هدفًا أو أداة، بل هي حالة استثنائية تتطلب إصلاحًا وإعادة بناء ضمن إطار متوازن.

وأشار إلى أن القرآن الكريم والسنة النبوية وضعا القواعد التي تعين الإنسان على تنظيم حياته دون الوقوع في فوضى قاتلة أو نظام صارم يخنق الإبداع. فالقرآن يقول: "وكل شيء عنده بمقدار" [الرعد: 8]، مما يدل على أن التوازن هو الأساس في الكون والحياة الإنسانية.

الأزمة الفكرية في العالم الإسلامي

وأضاف جمعة أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة ماسة إلى إعادة بناء فكرها وفقًا لمصطلحاتها المستمدة من الكتاب والسنة، مؤكدًا أن ما ذكره أبو الحسن الندوي في كتابه "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" يعبر بوضوح عن هذا الواقع. فغياب المسلمين عن الساحة الفكرية أدى إلى ترك الساحة للأفكار الغربية التي قد تتناقض مع القيم الإسلامية.

وختم جمعة حديثه بأن الأمة الإسلامية تمتلك من التراث الفكري والحضاري ما يؤهلها للمشاركة بفعالية في الحوار العالمي حول القضايا الكبرى، شريطة أن تُعيد صياغة أفكارها بلغة العصر وتشارك بوعي ومعرفة، بعيدًا عن التبعية الفكرية أو الانغلاق.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة فوضى والإبداع عضو هيئة كبار العلماء مفتي الديار المصرية الأمة الإسلامية هيئة كبار العلماء

إقرأ أيضاً:

«مصطفى بكري»: هذه الفوضى من اعتداءات وتنمر في بعض المدارس يجب أن تتوقف

طالب الإعلامي عضو مجلس النواب مصطفى بكري بعقوبات رادعة لكل من يتعمد الإساءة للعملية التعليمية في مصر

جاء ذلك في تغريدة له على موقع «إكس »، تعليقا على بعض حالات التنمر و الحوادث التي وقعت مؤخرا في بعض المدارس.

ووصف مصطفى بكري مثل هذه الأعمال بـ «الفوضى »، قائلا في تغريدته «هذه الفوضي التي تجري في بعض المدارس من اعتداءات وتنمر يجب أن تتوقف، وأن تكون هناك عقوبات رادعة لكل من يتعمد الإساءة للعملية التعليمية».

وختم مصطفى بكري تغريدته قائلا «الفوضي لاتبني مجتمعا، بل تهدمه».

يذكر أن شهدت إحدى المدارس الدولية الخاصة أحداث عنف بين بعض الطالبات إثر مشادة بينهن، نتج عنها إصابة إحدى الفتيات إصابات بالغة، الأمر الذي دعا وزير التربية والتعليم إلى زيارة المدرسة، واتخاذ قرار بفصل الطالبات نهائيا.

مقالات مشابهة

  • رئيس الشاباك الإسرائيلي: نخوض حربا متعددة الجبهات .. والآن وقت شمال الضفة الغربية
  • وزير الخارجية الأردني: أحداث الضفة الغربية خطر على العالم كله
  • التعدي على الملكية الفكرية.. ضبط مدير مخزن غير مرخص بالقاهرة
  • أطروحة انتصار المقاومة الفلسطينية..عودة لعبة صراع المفاهيم
  • الحرب وبعض المفاهيم النظرية المغلوطة
  • أحمد مستجير.. رمز الشعر والإبداع
  • الفوضى الخلاقة!
  • «مصطفى بكري»: هذه الفوضى من اعتداءات وتنمر في بعض المدارس يجب أن تتوقف
  • قطاع الاتصالات بالحديدة ينظم فعالية خطابية بذكرى جمعة رجب
  • قطاع الاتصالات بمحافظة الحديدة ينظم فعالية بذكرى جمعة رجب