كرم المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته السادسة عشرة برئاسة الفنان محمد رياض، الذي أسدل ستاره الاثنين الماضي بمسرح النافورة بدار الأوبرا المصرية، الفنان أحمد فؤاد سليم، تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة بالعديد من الأعمال سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون.

  بدأ أحمد فؤاد سليم، مشواره الفني بالمسرح، وقدم عددا كبيرا من المسرحيات بفرق مسرح الدولة "القومي، والطليعة، والمتجول"، عام ١٩٧٤، منها "جواز على ورقة طلاق، وعرابي زعيم الفلاحين، ويا طالع الشجرة، وحسن ونعيمة، وسنوحي، واتنين تحت الأرض، وتحب تشوف مأساة، ورحلة حنظلة، ومشعلو الحرائق، وأطياف المولوية" وغيرها، إلى جانب عروض القطاع الخاص التي كان من بينها مسرحية "الصعايدة وصلوا" عام ١٩٨٩، و"دستور يا أسيادنا"، و"الملك لير"، وغيرها، هذا بالإضافة إلى أعماله السينمائية، والدرامية، والإذاعية.

كما شارك بالتعليق الصوتي فى عدد من الأفلام التسجيلية منها "حكاية وطن" الخاص بإنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال فترة رئاسته الأولى، وأيضا فيلم "القرار" الذي عرض في الندوة التثقيفية التاسعة والعشرين للقوات المسلحة.

التقت "البوابة نيوز" الفنان أحمد فؤاد سليم، للحديث عن تكريمه، وبدايته مع فن المسرح، وأبرز المحطات الفنية في رحلته الإبداعية.

عن تكريمه من المهرجان القومي للمسرح المصري، قال الفنان أحمد فؤاد سليم: سعيد بهذا التكريم، الذي يعد تتويجا لرحلة عطاء مليئة بالأعمال الفنية سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون، وأوجه الشكر للفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، والفنان ياسر صادق، مدير المهرجان على اختيارهما كوكبة من الفنانين الذين يستحقون هذا التكريم، الذي يعد تقديرا لرحلة عطائهم الإبداعية، ولكنه واحد منهم.

البداية المسرحية
عشق الفن منذ الصغر، فكانت المرحلة الابتدائية نقطة انطلاقه نحو عالم الفن، هكذا أكد سليم، مشيرا إلى أن أستاذ التاريخ بالمدرسة كان مولعا بالتمثيل، فيأتي أثناء حصة التاريخ ومعه أدوات المكياج، والإكسسوار، والملابس، التي تناسب الشخصية التاريخية التي سيحكي عنها منها على سبيل المثال شخصية محمد علي باشا، ورفاعة الطهطاوي، وغيرهما، ومن هنا أحب "سليم" التشخيص والتاريخ معا، فبدأ ممارسة هواية التمثيل المسرحي، وحصل خلالها على جوائز عدة، ثم تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام ١٩٧٨، ضمن دفعة مميزة ضمت عددا من الفنانين الذين تخصصوا بعد ذلك في مجال الإخراج من بينهم: فاروق زكي، وسمير فهمي، ومنصور مهدي، وعادل القشيري، ومحمد ريحان، وكمال إسماعيل، وسعيد رضوان، وعبدالله حفني، والدكتورة منى صادق، والمؤلف محمد عبدالقوي الغلبان، وغيرهم، وبدأت مرحلة الاحتراف لعالم التمثيل.

المملكة العربية السعودية
سافر إلى المملكة العربية السعودية، وعمل بالمسرح المدرسي، وكانوا يحاولون مسرحة المناهج لتقديم مواد علمية، وتاريخية، وغيرها، بهدف إيصال المعلومة بسهولة ويسر، هكذا أوضح سليم، مضيفا أن هذه المرحلة عقب الزواج مباشرة، ونظرا لأن البعض كان ينظر للفن بصورة سيئة، فقدم رواية مسرحية بعنوان "التوحيد"، والمستلهمة من التاريخ، وكان يقف خلف المقاعد حتى يتحدث الطلاب المشاركون فيها الحديث بحرية، ولم يتحدثوا أمامه، لكن هذه التجربة لم تكن مرضية إلى حد ما.

يوسف شاهين
ذهب قبل سفره إلى المملكة العربية السعودية، لمشاهدة العرض المسرحي "لعبة الموت" على خشبة المسرح القومي، من بطولة خالد النبوي، وتأليف توفيق الحكيم، وإخراج أبوبكر خالد، هكذا أشار "سليم"، مؤكدا أن المخرج يوسف شاهين كان يجلس بجانبه في المسرح بالدور الثاني، وعندما انتهى العرض وأثناء نزولهم من على السلم أشار نحوه الفنان خالد النبوي قائلا للمخرج يوسف شاهين: "هو ده أحمد فؤاد سليم"، فكان شاهين يتحدث في كل شيء سواء في السياسة أو الحياة أو الفن أو الاقتصاد، وكان يسري نصر الله يستعد لتحضير عمل سينمائي جديد بعنوان "مرسيدس"، ومن بطولة جميل راتب، الذي أصيب بوعكة صحية أدت إلى سفره لفرنسا لتلقي العلاج، ومن هنا أسند يسري نصر الله الدور له بناء على ترشيح يوسف شاهين، الذي آمن بموهبة وإمكانيات "سليم".

كان المخرج يوسف شاهين، يعكف على فيلم "المهاجر"، لكنه يبحث عن شخصية "جادر" الأخ الأكبر للبطل، فيرى أن أحمد فؤاد سليم الأنسب لهذا الدور، حتى عاد "سليم" بعد سفره للسعودية للعمل بالفيلم، ثم أتبعه فيلم "المصير"، فكانت هذه المرحلة بداية عمل مع المخرج العبقري يوسف شاهين.

المخرج يوسف شاهين

التأمل
متأمل دائما وهذه أفضل حيلة يستخدمها لفهم الشخصيات والأدوار التي يلعبها في التمثيل منذ بداياته، فهو لا بد أن يقتنع بما يعرض عليه من شخصيات، ويدرس الشخصيات جيدا خاصة المركب منها أو الشريرة، وحينما يرى في المرآة الشخصية المعروضة عليه بدلا منه يقتنع بها ويوافق عليها فورا، هكذا أكد الفنان أحمد فؤاد سليم، موضحا أنه يهتم بالأفكار والمضامين في الشخصية التي يقدمها، حيث يراهن طوال الوقت على ذلك، ويبذل مجهودا كبيرا في تفاصيل الشخصيات وفهم دوافعها وأبعادها.

اختيار الشخصية
وعن اختياره واستعداده للأدوار التي يقدمها، أوضح الفنان أحمد فؤاد سليم، أنه بعد قبوله الدور يبدأ في حلم الشخصية، والدخول في تصورات مع نفسه حول ماهية الشخصية، وهل فيها جزء من تجربته الشخصية أم لا، وإذا لم يكن متوفرا بها، يبدأ في البحث عن الشخصية في علم النفس، والاجتماع، وكل يوم يقرأ الشخصية كاملة بعد تفريغها على الورق، واكتشاف أي جزء مختلف فيها، ويفعل هذا حين يبدأ التصوير  ويعيش الشخصية بشكل جدي وينسى أنه أحمد فؤاد سليم تماما، كما يرى أنه من الأفضل أن يكون جزءا من العقل يقظ ولا يفضل الاندماج الكامل مع الشخصية التي يجسدها، ولا بد أن يسيطر العقل على الحالة في تجسيد الشخصية، لذا يجب أن يكون موضوع العمل الفني هادفا وبناء، فالممثلون هم الذين ينقلون رؤية المؤلف إلى الجمهور، والعلاقات الموجودة بين الشخصيات هى التي تصنع الفعل الدرامي، واجتهاد الممثل أيضا من عناصر نجاح العمل الفني، فأي شخصية غير ملائمة ومبالغ فيها أو ليست بالنضج الكافي يرفضها تماما.

سنوحي
تلك المسرحية التي قدمت على خشبة المسرح القومي، كانت بداية في التحول من الأداء الكلاسيكي المتعارف عليه آنذاك قبل فترة التسعينات، فكان التمثيل وقتها يغلب عليه المبالغة في إظهار المشاعر، وعلو الصوت، هكذا أوضح سليم، مؤكدا أنه انتقل إلى مرحلة أخرى وأسلوب آخر في الأداء ينحو نحو الصدق والواقعية والبحث عن المشاعر الحقيقية للشخصية التي يؤديها حتى أصبح هذا المنهج سائدا في كل أعماله اللاحقة.

وعن كتابه الذي أعده الكاتب أسامة الرحيمي، قال سليم: إن هذا الكتاب يتناول مسيرتي الفنية منذ النشأة حتى الآن، وذلك في صورة حوار مطول، يضم كافة التفاصيل، بالإضافة إلى بعض الشهادات، موجها الشكر لمؤلف الكتاب على هذا الجهد حتى يصل لهذه الصورة الرائعة، فهو مجلد يعد مرجعا لكل من يريد معلومة عن أحمد فؤاد سليم.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المهرجان القومي للمسرح المصري محمد رياض أحمد فؤاد سليم الفنان أحمد فؤاد سلیم یوسف شاهین

إقرأ أيضاً:

في ذكراه.. قصة زواج حسن يوسف وشمس البارودي وعلاقته بالشيخ الشعراوي

يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان حسن يوسف الذى قدم عديد من الأعمال الفنية التى تظل علامة فى تاريخ السينما والتليفزيون العربى.

حياة حسن يوسف 

ولد حسن يوسف في حي السيدة زينب بالقاهرة عام 1934، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، كما درس بكلية تجارة عام 1955، وبعدها عمل مشرفًا فنيًا في المسرح المدرسي لمنطقة بنها التعليمية، وفي المسرح القومي اكتشفه الفنان (حسين رياض) وقدمه كوجه جديد بفيلم (أنا حرة) بطولة لبنى عبد العزيز عام 1959 ولعب دور ابن عمتها ، ثم قدم بعدها عدة أعمال فى مرحلة الستينيات وقد لمع نجمه بشدة خلال تلك المرحلة.

فى ذكراها.. تعرف على قصة اعتزال فردوس حسنظهور الثنائي كايلي جينر وتيموثي في كواتشيلا وسط الأضواءكاني ويست يندم على إنجاب أطفاله من كيم كارداشيانإيما روبرتس ترغب في انضمام أحد أفراد عائلتها إلى The Real Housewivesزواج حسن يوسف 

وتزوج فى تلك المرحلة من الفنانة لبلبة ، وحدث بعد سنوات انفصال ، ثم تزوج من الفنانة شمس البارودي) في عام 1972، وشاركها التمثيل في عدد من الأفلام، ثم أخرج لها عددًا آخر من أفلامها، نذكر منها فيلم (2 على الطريق) عام 1984 مع النجم (عادل إمام) وهو آخر أعمالها قبل إعلان اعتزالها التمثيل نهائيا .

بدأت قصة الحب بين حسن يوسف وشمس البارودي في فترة الستينات، عندما جمعتهما السينما المصرية في عدد من الأفلام. لم تكن قصة حبهما تقليدية، بل بدأت كعلاقة عمل قبل أن تتطور إلى علاقة عاطفية عميقة دفعت الثنائي إلى الزواج عام 1972. وعلى الرغم من شهرة كليهما في عالم الفن، إلا أن هذه الشهرة لم تقف عائقاً أمام سعادتهما الزوجية، بل كانت شاهدة على نجاح علاقتهما وسط الأضواء والشهرة.

ومع قرار شمس البارودي اعتزال الفن وارتداء الحجاب في ثمانينات القرن الماضي، أصبحت الحياة العائلية للثنائي محط أنظار الإعلام والجماهير. حيث تمسك حسن يوسف بدعم زوجته في هذا القرار، وعبّر مرارًا عن فخره بها وبالتزامها القوي الذي عزّز علاقتهما أكثر، ليُعرفا كثنائي محافظ ومحبوب في الوسط الفني.

أفلام حسن يوسف 

شارك الفنان حسن يوسف فى 4 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية حسب إستفتاء النقاد عام ١٩٩٦: أنا حره ١٩٥٩، فى بيتنا رجل ١٩٦١، الخطايا ١٩٦٢، أم العروسة ١٩٦٣.

اشترك الفنان حسن يوسف مع الفنانة سعاد حسنى فى ١٤ فيلما هى مافيش تفاهم ١٩٦١ ، صراع مع الملائكة ١٩٦٢ ، حكاية جواز ١٩٦٤ ، العزاب الثلاثة ١٩٦٤ ، للرجال فقط ١٩٦٤ ، الثلاثة يحبونها ١٩٦٥ ، المغامرون الثلاثة ١٩٦٥ ، اللقاء الثانى ١٩٦٧ ، شقة الطلبة ١٩٦٧ ، حكاية ٣ بنات ١٩٦٨ ، الزواج على الطريقة الحديثة ١٩٦٨ ، نار الحب ١٩٦٨، شيء من العذاب ١٩٦٩ ، فتاة الإستعراض ١٩٦٩.

وقرر حسن يوسف إعتزل التمثيل عام 1990 وقد كانت آخر أفلامه الشقيقتان ، وكشف الفنان الراحل انه لم يقل ان التمثيل حرام رغم إعتزاله الفن .

ثم عاد في عام 2002 إلى الفن ليقدم مسلسل إمام الدعاة الذي جسد فيه السيرة الذاتية للإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي ، وقد كان الشيخ الراحل واحد من أهم اسباب عودته الي الفن حيث استشاره قبل سنوات فى هذا الأمر ، وقد افتي له بالعودة شرط ان يكون من خلال عمل يفيد المتفرج.

حسن يوسف والشيخ الشعراوى

أما علاقة الفنان حسن يوسف بالراحل الشيخ الشعراوى قائلا : عندما توفى الشيخ الشعراوي ذهبت إلى أسرته وجلست مع ابنه وطلبت منه أن أعرف كيف توفى الشيخ الشعراوي، معقبا: "كنت عايز أعرف توفاه الله ازاي، فقعدت مع ابنه أحمد وزوج ابنته فحكولي أنهم كانوا حواليه في لحظاته الأخيرة، فقالهم اخرجوا وسبوني لوحدي، خرجنا وسمعناه يتحدث مع السيدة عائشة والسيدة نفيسة والسيدة زينب، حتى قال: "حتى أنت يا رسول الله ثم توفاه الله".

وأضاف: "ما قدمته في مسلسل الشعراوي في مشهد الوفاة سرده أبناء الشعراوي عندما حان أجله وطلب منهم أن يخرجوا من الغرفة وسمعه يتحدث مع السيدة عائشة والسيدة نفسية والرسول صلى الله عليه وسلم حتى أسلم روحه".

مقالات مشابهة

  • «حاسس إني هموت».. خالد سليم يثير قلق جمهوره
  • محمد شاهين وأسماء جلال يتصدران الترند بسبب «رسائل حب».. ما القصة؟
  • فى ذكراه.. فؤاد المهندس كلمة السر في حياة الضيف أحمد
  • فى ذكرى ميلادها.. قصة زواج خيرية أحمد ويوسف عوف
  • درية شرف الدين: الشخصية المصرية بملامحها الأصيلة حاضرة فى أعمالنا الفنية
  • محافظ كفرالشيخ: عقد المرحلة الثانية من المقابلات الشخصية لاعتماد 29 مدربًا
  • طرح فني جديد لترنيمة التراث كم كان قاسيا.. "البوابة نيوز" تكشف التفاصيل 
  • هنا الزاهد وهشام ماجد في المقدمة.. تركي آل شيخ يكشف عن النجوم الأعلي مشاهدة بالسعودية
  • رابط تقييمات الأسبوع العاشر لطلاب المرحلة الابتدائية الترم الثاني 2025
  • في ذكراه.. قصة زواج حسن يوسف وشمس البارودي وعلاقته بالشيخ الشعراوي