غدًا.. إطلاق "أوراق صلاح عيسى" في مكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُطلق الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية غدًا الثلاثاء مشروع رقمنة أوراق الكاتب الكبير صلاح عيسى على موقع "ذاكرة مصر" بعد الانتهاء منه، وذلك برفقة الكاتبة أمينة النقاش زوجة الكاتب الراحل. وتبلغ أوراق صلاح عيسى أكثر من 92 ألف صفحة تشمل ملفات التحقيقات في قضايا عديدة تتصل بالحركة الشيوعية، والحركات الإسلامية، وقضايا اجتماعية أخرى مثل ريا وسكينة، جمعها من دار الوثائق ووزارة العدل وهيئات الدفاع على مدار أكثر من أربعين عامًا.
وأكد الدكتور أحمد زايد علي أن المكتبة تلقت الأوراق من الكاتبة أمينة النقاش في عام 2018، وخضعت إلى تجهيز وإعداد امتد لفترة طويلة قبل رقمنتها، وأرشفتها، تمهيدًا لإتاحتها على موقع ذاكرة مصر الذي يضم كنوز التاريخ الحديث من وثائق وصور وأرشيفات صحفية.
وأضاف الدكتور أحمد زايد: إن صلاح عيسى ليس كاتبًا عاديًا، بل هو مثقف ومؤرخ وسياسي وكاتب أسهم في إثراء الوعي والمعرفة، وتقدر مكتبة الاسكندرية ما قام به، ولذلك بذلت جهدًا طويلًا في رقمنة أوراقه، وإتاحتها للجمهور العام.
وتنظم مكتبة الاسكندرية عقب إطلاق أوراق صلاح عيسى على موقع ذاكرة مصر ندوة عن الكاتب الراحل، وإسهاماته المتميزة في مجالات الدراسات التاريخية، والسياسية، والثقافية، يتحدث فيها كل من فريد زهران رئيس اتحاد الناشرين، والدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ المعروف، والكاتب سيد محمود، والكاتبة مايسة زكي، والصحفية إيمان رسلان. ومن المنتظر أن يشهد افتتاح الندوة كلمات يلقيها كل من سيد عبد العال رئيس حزب التجمع وعضو مجلس الشيوخ، والنائب أحمد شعبان عضو مجلس الشيوخ من محافظة الاسكندرية، وتتحدث الكاتبة أمينة النقاش ضيف الشرف في هذا اللقاء.
ويأتي انعقاد الندوة عشية الذكرى السابعة لوفاة الكاتب صلاح عيسى الذي رحل عن عالمنا في 25 ديسمبر 2017 عن عمر يناهز 78 عامًا قضاها في العمل العام، حيث أسس وشارك في العديد من الإصدارات الصحفية، وشغل مواقع نقابية مهمة، وألف نحو عشرين كتابًا في مختلف قضايا التاريخ الحديث، تمتاز بالعمق، والبساطة، والفكر المتعمق يقبل عليها القراء.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدراسات التاريخية الذكرى السابعة الكاتب صلاح عيسى الكاتبة امينة النقاش حزب التجمع ذاكرة مصر عضو مجلس الشيوخ قضايا اجتماعية مدير مكتبة الإسكندرية وزارة العدل صلاح عیسى
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بانتظار القافلة
بانتظار القافلة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 10 / 3 / 2018
الجدران رطبة، والضوء خافت، وأحبال الغسيل قمصان شائكة تفصل الحدود بين العائلات، قالت جارتنا وهي تدلّ أمي على #المخبأ.. إذا أردت ألا يصعد أبناؤك إلى السماء فاهربي بهم إلى تحت الأرض.. وكأنه لا خيار ثالث في وطن الصراعات.. إما الصعود شهيداً إلى #السماء، أو البقاء حياً منسياً تحت الأرض، لكنّك لن تكون مواطناً تمشي في مناكبها.. ما دام السيد الرئيس يتكئ على أرائكها.
مقالات ذات صلة علي سعادة .. نرجو من الله أن يحتفل “أبو عبد الله” بالعام الجديد بين أطفاله 2024/12/22لا بأس.. حتى الملاجئ الإسمنتية باتت مسلية نكتب على جدرانها دروسنا كي لا ننسى أبجدية العربية، ونكتب عبارات إسقاط النظام كي لا ننسى أبجدية الحرية.. أمي بدأت تزرع النعناع والجاردينيا والمارغريت في قوارير صغيرة تحت الأرض تتفتح الورود لمصابيح الكهرباء، تخالها الشمس.. تماماً كما أخال سقف الملجأ السماء، وبقع الرطوبة التي تتشكّل في سقف الملجأ أو قاع البناء هي غيومنا المؤقتة التي تمشي فوق أحلامنا لكنها لا تمطر أبداً.. أحياناً يتساقط ملح الاسمنت فوق أغطيتنا ونحن نيام، نراه ثلجاً لاجئاً مثلنا نلمه بأصابعنا نقبضه بأكفّنا لينام معنا لكن سرعان ما يذوب كقصص النوم..
نحن في #وطن_الظل هنا في الملجأ، وطن في بطن وطن، بعض أطفال حارتنا قالوا ما رأيكم أن نجري انتخابات رئاسية تحت الأرض هنا لنمارس ديمقراطيتنا المرتجفة، فرحنا للفكرة، لكن ما لبثنا إن اختلفنا فالزعامة لها سوءاتها فوق الأرض كانت أم تحتها.. لا نريد ان يكون لنا في الملجأ رئيساً، نريد أن نكون شعباً فقط، الرئاسة تفسد الانسجام بين السكّان، الآن نتقاسم المعلبات، ونقترض الخبز، والماء، ونتبادل أماكن النوم، لو صار لدينا رئيس منتخب للملجأ ستدب الطبقية من جديد، ونحن الهاربون أصلاً من ظلم الحكم إلى قبر الحياة الواسع..
أكثر ما يحزنني، أننا على عتبات الربيع، والغوطة لا ترانا بعينيها، لا أستطيع أن أمشي بين أشجار الخوخ كما كنت، أقطف الزهر الطري وأمص رحيق الورد، لا أستطيع أن أتسلّق سور جيراننا خلسة لأسرق اللوز من أصابع أشجارهم.. حتى لو توقّف القصف واستمرّت الهدنة لن أفعلها أقسم أنني لن أفعلها فقلبي لا يطيعني.. كنت أفعل ذلك نكاية بأولاد جارنا الصغار، لكنّهم ماتوا بالقصف قبل شهر من الآن مات أيهم وبتول وعمّار وبقي اللوز.. وفاءً لأرواحهم لن أمدّ يدي على “لوزتهم” الشرقية، ولن أتسلّق السياج.. صحيح لقد هدم السياج، وأكل البرميل الثاني وجه الدار لكنني لن أقترب من مكان غادروه أبداً.. أكثر ما يحزنني أن شجر الغوطة ليس له أرجل ليركض مثلنا، أخاف أن يموت واقفاً.. أمّي هل نستطيع أن ننقل الشجر هنا إلى الملجأ؟؟
قالت أسمعُ صوت أطفال فوق الأرض.. اذهب وتفرّج، ثم عادت وتراجعت عن طلبها: ابق هنا لا تذهب أخاف أن يداهمنا عطاس الموت دون أن ندري..
صوت شاحنة اقترب من الحي وأطفال يصفّرون ويركضون، تشجّعت أمي من جديد وقالت: “اذهب الآن.. ربما وصلت #قافلة_المساعدات، تأكّد، إذا كانوا يوزّعون غذاءً على العائلات، أخبرني لأخرج معك، لم يعد في الملجأ شيئاً نأكله.. حتى الدواء أو الأغطية تلزمنا.. اذهب واسأل الأولاد.. خرجتُ من الدرج المكسر، صعدتُ من باب البناية السفلي وصلت سطح الأرض.. رأيت في أول الحي شاحنة يكسوها شادر ثقيل وأطفال يتعلقون بحبالها.. كانت الشاحنة الأولى التي تصل الحي منذ بداية الهدنة، كنا ننتظر اللحظة التي يفتح السائق ومشرفو الإغاثة الباب الخلفي.. نهرنا السائق وطالبنا الابتعاد عن السيارة تكلّم مع بعض موظفي الإغاثة وسلمّهم أوراقاً زهرية اللون.. قلنا له: هيه يا عمي نريد معلبات خبز طعام أي شيء.. لم يجبنا، حاول الصعود إلى قمرة القيادة.. لحقناه سائلين.. ماذا بسيارتك؟؟.. قال بصوت منخفض: “أكفان” فقط.. قافلة الغذاء لم تصل بعد.. تراجعنا، لم يبق أي طفل حول الشاحنة هربوا جميعاً.. ودخلوا ملاجئهم من جديد وكان غارة جوية قد بدأت، ياااه كم ترعبهم كلمة #الموت، ها نحن ننظر من شبابيك ملاجئنا المكسّرة لليوم السابع على التوالي.. ننتظر قدوم #القافلة..!
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#174يوما
#الحرية_لاحمد_حسن_الزعبي
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي