حصاد 2024| لبنان يزداد أوجاعه مع اتساع الحرب بين إسرائيل وحزب الله.. الاحتلال يضرب بقوة الضاحية الجنوبية لبيروت.. وتفجيرات أجهزة بيجر واغتيال حسن نصر الله أبرز الأحداث المؤلمة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تفاقم الأزمات في لبنان بعد اتساع الهجمات بين حزب الله وإسرائيلالاحتلال يستهدف معظم قادة الجماعة اللبنانية بقوةالانتهاكات تستمر رغم دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ في 26 نوفمبر
مع بداية عام 2024، تلقت جماعة حزب الله اللبنانية إنذارًا إسرائيليًا يهددها بأنها إذا لم تنسحب على الفور من الحدود الإسرائيلية اللبنانية وتوقف هجماتها الصاروخية، فإن حربًا شاملة باتت وشيكة.
وفي اليوم التالي، تحولت النيران الإسرائيلية، التي كانت تقتصر في السابق على تبادل إطلاق النار عبر الحدود منذ 8 أكتوبر 2023، إلى الضاحية الجنوبية لبيروت لأول مرة.
ومن هنا بدأ الاحتلال هجماته، فاستهدفت طائرة بدون طيار إسرائيلية مكتبًا لحماس في حارة حريك، مما أسفر عن استشهاد الرجل الثالث بحزب الله، صالح العاروري. وفي الوقت نفسه، زادت عمليات قتل قادة حزب الله في جنوب لبنان بشكل كبير.
تفاقم الأزمات في لبنانوحسب موقع "أراب نيوز"، أدت هذه الحرب إلى تفاقم الأزمات القائمة في لبنان، إذ دخل عام 2024 وهو يعاني من تفاقم الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، بعد أن عانى بالفعل من الانهيار المالي في عام 2019، خاصة مع فشل تعيين رئيس للبلاد بسبب الانقسامات الدائرة، ما أدى إلى شلل الحكومة منذ أكتوبر 2022.
ومع اندلاع الاشتباكات على الحدود في البداية، أدى الأمر إلى نزوح 80 ألف شخص من قراهم، مما زاد من الضغط على اقتصاد البلاد وزاد من الفقر.
وفي منتصف ديسمبر 2023، أبلغت الدول المانحة لبنان بخطط لتقليص المساعدات للحماية الاجتماعية في بداية عام 2024.
لكن تصاعدت المواجهات العسكرية بسرعة، وحافظ حزب الله على استراتيجية "الجبهات المرتبطة"، وأصر على أنه سيواصل هجماته حتى انسحاب الاحتلال من غزة، بينما أصرت إسرائيل على امتثال حزب الله للقرار 1701 وسحب قواته شمال نهر الليطاني.
وبين 8 أكتوبر 2023 وسبتمبر 2024، شن حزب الله 1900 هجوم عسكري عبر الحدود، بينما ردت إسرائيل بـ 8300 هجوم على جنوب لبنان، وقد تسببت هذه الضربات في مقتل المئات ونزوح مجتمعات بأكملها في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة ــ وخاصة من جانب فرنسا والولايات المتحدة ــ لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة.
وتصاعدت حدة المواجهات، حيث وسع الاحتلال نطاق غاراته وأهدافه إلى منطقة بعلبك، في حين كثف حزب الله نطاق ضرباته لتتسع إلى مواقع عسكرية إسرائيلية عميقة.
ولم تسلم قوات اليونيفيل الدولية في المواقع الأمامية من إطلاق النار المتبادل، حيث تصاعدت الهجمات بعد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مناطق عمليات القوة الأممية.
وبحلول منتصف يوليو الماضي، كانت السفارات الغربية في لبنان تحث رعاياها على مغادرة البلاد فورًا، مدركة تهديد إسرائيل بتوسيع الصراع إلى حرب شاملة على لبنان.
وتكثفت الضربات الإسرائيلية على قيادة حزب الله، وبلغت ذروتها بقتل قائد فرقة الرضوان فؤاد شكر بجنوب بيروت في يوليو.
وفي اليوم التالي، تم استهداف رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران، مما أدى إلى تفاقم التوترات بين إسرائيل وإيران.
وتعمقت الضربات الجوية الإسرائيلية عبر جنوب لبنان ووادي البقاع، في حين وسع حزب الله هجماته إلى مستوطنات كريات شمونة وميرون وضواحي حيفا وصفد.
وفي17 و18 سبتمبر، شن الاحتلال الإسرائيلي هجومًا منسقًا على آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التابعة لحزب الله، مما تسبب في انفجارات أسفرت عن مقتل 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، ورغم أن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها، فإن الهجوم كان بمثابة تصعيد كبير.
وبحلول 27 سبتمبر، كان استشهاد زعيم حزب الله حسن نصر الله وغيره من كبار قادة الجماعة اللبنانية في حارة حريك إيذانًا ببدء حرب أوسع نطاقًا، خاصة مع استخدام قوات الاحتلال صواريخ دقيقة التوجيه لضرب المباني والمخابئ، مما أسفر عن مقتل قادة حزب الله وإجبار الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء أعداد كبيرة من سكانها.
ورداً على ذلك، أكد حزب الله التزامه بربط أي وقف لإطلاق النار في لبنان بوقف النار في قطاع غزة، ومع ذلك، بحلول الأول من أكتوبر، كثفت الاحتلال الإسرائيلي غاراته، فدمرت المباني السكنية وحتى المواقع الأثرية في صور وبعلبك.
كما بدأ الجيش الإسرائيلي هجومًا بريًا في جنوب لبنان، ودمر قرى حدودية وقطع المعابر البرية مع سوريا لتعطيل خطوط إمداد حزب الله.
التوصل لاتفاق وقف النارفي 26 نوفمبر الماضي، توصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، بوساطة أمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، سبق الاتفاق تصعيد إسرائيلي هائل في بيروت.
ودخل القرار حيز التنفيذ، لكن على الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت الانتهاكات. وفي الوقت نفسه، أصبحت الخسائر الاقتصادية للحرب واضحة.
وقدر وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام، الخسائر الأولية بنحو 15 إلى 20 مليار دولار، مع فقدان 500 ألف وظيفة، وإغلاق الشركات على نطاق واسع، فيما أثر الدمار الزراعي على 900 ألف دونم من الأراضي الزراعية.
ورغم أن قيادة حزب الله وترسانته القوية قد تقلصت بشكل كبير مع استمرار الحرب في غزة، فإن حقيقة نجاة الجماعة من الصراع منذ العام الماضي تُظهِرها باعتبارها انتصاراً في حد ذاتها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان الاحتلال حزب الله الحدود الإسرائيلية اللبنانية الاحتلال الإسرائيلي المزيد إطلاق النار جنوب لبنان فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
26 شهيدًا جراء العدوان الإسرائيلي .. والصحة العالمية: إسرائيل تمنع 75 % من البعثات الأممية من دخول القطاع
عواصم "وكالات": استشهد 26 فلسطينيًّا وأصيب 106 آخرون جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفقًا لما نشرته وزارة الصحة الفلسطينية، في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين. وأوضحت الوزارة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ تجدد العدوان الإسرائيلي على القطاع في 18 مارس الماضي، بلغت 1,542 شهيدًا، و3,940 مصابًا، مشيرة إلى وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50,912 شهيدًا، و115,981 مصابًا.
إجتماع موسع
شارك وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي،اليوم، في اجتماع موسع للجنة الوزارية العربية الإسلامية حول غزة مع روسيا والصين والاتحاد الأوروبي وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، وذلك على هامش مشاركته في منتدى أنطاليا الدبلوماسي.
وشدد عبد العاطي على أولوية وقف إطلاق النار والعمل على استدامة اتفاق 19 يناير الماضي، وكذلك أهمية البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، بحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية.
كما تناول الخطة العربية-الإسلامية لإعادة الإعمار ومؤتمر التعافي المبكر وإعادة الإعمار المقرر عقده بمصر، الذي سيركز على تنفيذ الخطة التي تم اعتمادها عربيا واسلاميا ومن أطراف دولية أخرى.
وحرص عبد العاطي على استعراض رؤية مصر لسبل إنجاح المؤتمر وورش العمل المنبثقة عنه، بما في ذلك التركيز على دور القطاع الخاص وآليات التمويل، فضلا عن الشق السياسي المتعلق بالتعامل مع موضوعات الحوكمة والأمن في غزة كتدريب عناصر الشرطة الفلسطينية لإعادة نشرهم بالقطاع.
وتناول الاجتماع أهمية تمكين لجنة إدارة شؤون غزة من الحفاظ على الوحدة بين الضفة وغزة والقدس الشرقية، مبرزا الأولوية التي تتمتع بها عملية التعافي المبكر لاستئناف الخدمات الحيوية في القطاع والحفاظ على حق الفلسطينيين في البقاء على أرضهم.
كما تم التأكيد على أهمية مؤتمر حل الدولتين المقرر عقده في نيويورك في يونيو/حزيران القادم برئاسة مشتركة لفرنسا والسعودية، والعمل على خلق الأفق السياسي لتنفيذ حل الدولتين بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
تهديد وجود الفلسطينيين
حذرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم من أن أفعال إسرائيل في غزة تهدد بشكل متزايد وجود الفلسطينيين كمجموعة.
وقالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان للصحفيين في جنيف "في ضوء التأثير التراكمي لسلوك القوات الإسرائيلية في غزة، نشعر بقلق بالغ من أن إسرائيل تفرض على ما يبدو على الفلسطينيين في غزة ظروفا معيشية تتناقض بشكل متزايد مع استمرار وجودهم كمجموعة".
منع دخول البعثات الأممية
أكد تيدروس أدهانوم غيبريسوس مدير عام منظمة الصحة العالمية، اليوم أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع 75 % من بعثات الأمم المتحدة من دخول قطاع غزة، بسبب الحصار المفروض على القطاع. وقال مدير عام "الصحة العالمية"، في مؤتمر صحفي في جنيف، إن الحصار الشامل الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي، تسبب في منع دخول جميع المواد الغذائية والأدوية. وأضاف أنه خلال الأسبوع الماضي، تم منع وعرقلة 75 % من بعثات الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن هذا الحصار يترك الأسر في قطاع غزة تعاني من الجوع وسوء التغذية، ويمنعها من الوصول إلى المياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية المناسبة، ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض والوفاة. وأكد غيبريسوس أن الهجمات الإسرائيلية على النظام الصحي في غزة مستمرة.. مشيرا إلى مقتل أكثر من 400 عامل في المجال الإنساني منذ السابع من أكتوبر 2023، مضيفا أنه في 23 مارس الماضي هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي قافلة طبية، ما أسفر عن مقتل 15 عاملا في المجالين الصحي والإنساني.
واختتم مدير عام منظمة الصحة تصريحاته قائلا:" رغم المخاطر الأمنية، والقيود المفروضة، وتناقص الإمدادات، لا تزال منظمة الصحة العالمية موجودة في قطاع غزة"، داعيا إلى رفع الحصار عن المساعدات على الفور، والحفاظ على الخدمات الصحية، والوصول الإنساني دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، والاستئناف الفوري لعمليات الإجلاء الطبي اليومية، وقبل كل شيء وقف إطلاق النار. وكانت وزارة الصحة أعلنت ارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 50886 شهيدا، و115875 مصابا منذ السابع من أكتوبر 2023.
نزوح 400 ألف
كشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن نحو 400 ألف فلسطيني نزحوا في قطاع غزة منذ استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانه في 18 مارس الماضي على القطاع. وذكرت الأونروا في منشور عبر منصة إكس اليوم أن التقديرات تشير إلى نزوح ما يقرب من 400 ألف شخص في غزة عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة يواجهون أطول فترة انقطاع للمساعدات والإمدادات التجارية منذ بداية العدوان. ودعت الوكالة إلى وقف إطلاق النار فورًا، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية دون عوائق إلى قطاع غزة. يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استأنف في 18 مارس الماضي عدوانه على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، لكن الاحتلال خرق بنود وقف إطلاق النار على مدار الشهرين، حيث استمر في قصفه لأماكن متفرقة من قطاع غزة، ما أوقع شهداء وجرحى، ورفض تطبيق البروتوكول الإنساني، وشدد حصاره الخانق على القطاع الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة.