سواليف:
2025-01-23@01:17:06 GMT

الأردن وَسَطَ العاصفة الإقليمية

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

#الأردن وَسَطَ #العاصفة_الإقليمية

بقلم : د. #لبيب_قمحاوي

التاريخ: 23/ 12/ 2024

lkamhawi@cessco.com.jo

مقالات ذات صلة النواب يطالب الخارجية باجراءات لافراج الاحتلال عن الطبيب البلوي 2024/12/23

تموج الساحة السياسية الأردنية بالتكهنات والتوقعات وحتى الإشاعات التي تحاول أن تستجيب لمتغيرات فرضها الآخرون على الأردن وليس نتيجة لمتغيرات فعلها الأردن والأردنيون بأنفسهم ولأنفسهم .

التلميحات أو التهديدات المكبوتة أو التصريحات السلبية والايجابية تنطلق أحياناً من واشنطن ، وأحياناً أخرى من تل أبيب أو من مصادر أخرى ، ويشارك في الترويج لبعض هذه التلميحات والتصريحات بعض العرب وبعض محطات الإعلام العربي وللأسف بعض الأردنيين أيضاً سواء أكان ذلك الترويج مقصوداً أو عن جهل لئيم .

قد يكون من المبكر الدخول في التفاصيل وقد يكون من الأجدى في هذه المرحلة التركيز على المبادئ العامة والمواقف والسياسات الحصيفة ذات الأبعاد الاستراتيجية التي يمكن أن نسترشد بها . وفي هذا السياق ، تشكل العودة إلى المبادئ الأساسية التي حكمت المسار السياسي الأردني لعقود طويلة ، المدخل الصحيح لإعادة النظر فيما آلت إليه الأمور مؤخراً وما يتوجب على الحكم في الأردن فعله . المبادئ العامة التي حكمت تقليدياً سياسات الأردن الخارجية هي :

1- أولوية القضية الفلسطينية .

2- أولوية علاقات الأردن العربية .

3- الإبتعاد ما أمكن عن الإلتصاق بالقضايا الملتهبة والصراعات بين الدول الأخرى ومحاولة أخذ مواقف متوازنة في التعامل مع تلك القضايا أو الصراعات مع إعطاء الإعتبار الأول للمصالح الوطنية الأردنية والعربية . أما فيما يتعلق بالتحالف التقليدي مع الغرب خصوصاً أمريكا وبريطانيا ، فيجب إعادة النظر في هذا المبدأ واخضاعه تماماً للمصالح الأردنية ضمن إطار أولوية القضية الفلسطينية وعلاقات الأردن العربية .

من الصعب الانكار بأن الواجهة السياسية والإقتصادية الأردنية تعاني الآن من شُحٍّ ملحوظ في الكفاآت وإرتفاع في نسبة الأداء الضعيف والعزوف بالتالي عن أي استعداد من قبل تلك الواجهة السياسية الضعيفة للدفاع عن المبادئ الدستورية والفصل بين السلطات الأمر الذي كان سيؤدي ، فيما لو حصل ، إلى تعزيز الحياة السياسية والإقتصادية من خلال عملية إنتقاء الأكفاء الشرفاء من المسؤولين لقيادتها في هذه الظروف الصعبة ، عوضاً عن الاخطار المترتبة على ترك مقدرات الدولة بأيدٍ ضعيفة تفتقر إلى المؤهلات المطلوبة .

يقع الأردن الآن في حفرة من التحديات والأخطار تزداد عمقاً مع مرور الأيام. وهذا الواقع المر يترافق مع انحسار ملحوظ في عدد الخيارات المتوفرة للأردن للتصدي لتلك التحديات . لقد تقلصت تلك الخيارات مؤخراً مع تقلص قدرات الأردن الداخلية وأداءه السياسي الضعيف بشكل متواصل مما أفقد الأردن أي دور مؤثر ، وفي ظل غيابٍ ملحوظ للحريات السياسية وحرية التعبير مما أغلق الأبواب فعلاً أمام الحوار السياسي الداخلي الذي قد يدفع بالسياسات الرسمية إلى مسارات تكون أكثر إنسجاماً مع المصلحة الوطنية ومع المزاج الشعبي العام وتحظى بالتالي بدعم وتأييد الأردنيين ، عوضاً عن ابتعادهم عنها كما هو عليه الحال الآن وبالتالي خلق فجوة في التواصل بين الشعب والحُكْم .

يعاني الأردن الآن من تحديات سياسية تشمل القدرة على التصدي للمخططات الإسرائيلية القادمة في حقبة ما بعد الحرب على إقليم غزة ، بالإضافة إلى التحديات الناجمة عن المجهول السوري وأخطرها قد يكون مسار تقسيم سوريا إلى دويلات أو إلى مناطق نفوذ ، هذا بالاضافة إلى تحدي عدم إستقرار منطقة الشرق الأوسط عموماً وتعرضها المحتمل للعديد من عمليات التقسيم والتقليم التي قد تشمل دول عربية وغير عربية ، وأكثر هذه الدول احتمالاً للتعرض لعمليات عسكرية أو للتقسيم بعد كل ما تعرضت له لبنان وسوريا بهدف إزالة الوجود والنفوذ الإيراني تماماً ، هي دولة العراق العربية والمجاورة للأردن أيضاً مما يجعل الأردن بحكم موقعه الجغرافي محاطاً بحدود ملتهبة من الغرب والشمال والشرق .

أهمية الأردن اعتمدت تقليديا ً وتاريخياً على موقعه الجيوبوليتكي وعلى علاقـته الخاصة بفلسطين والفلسطينيين وقضية فلسطين وعلى إنتمائه العربي الملحوظ. وقد فشلت معاهدة وادي عربة، كما أثبتت الأحداث على أرض الواقع ، في إعطاء الأردن الأمن الإقليمي المنشود من خلال الإعتراف الإسرائيلي بحدوده واحترامها والامتناع عن تهديد مصالحه . وهكذا ، عاد وضع الأردن إلى مهب الريح بعد أن فشلت خططه في استجداء الأمان والأمن الإقليمي .

ضعف الأردن العسكري لن يشفع له في الابحار بسلام عبر العواصف القادمة ، بل على العكس ربما تفتح شهية البعض للضغط عليه أو لإستعماله أو للإنقضاض عليه مما يتطلب توفر قدر عالي من الوحدة الوطنية والرؤية السياسية الواضحة لماهية دور الأردن في الحقبة القادمة مما قد يساعد على تمتين الجبهة الداخلية ومضاعفة قدرتها على التعامل مع التحديات القادمة بما يحفظ مصالح الأردن وأمنه وإستقراره .

إن الإصرار على الإستفراد بالحكم لن يفيد الأردن بشئ ، ورهن الأردن لإرادة الأجنبي تحت أي غطاء أو عذر لن يجدي فيما لو تعارضت مصالح الأردن مع مصالح تلك القوة أو القوى الأجنبية المتنفذة على أرض الأردن . وهذا الوضع يتطلب الإستعانة بالكفاآت والقدرات الأردنية الأمر الذي أصبح الآن ضرورة وطنية حاسمة بعد أن عَانى الأردن طويلاً من غياب الكفاءة والأمانة في إدارة الشأن العام . وقد يكون الآن هو الوقت المناسب لوضع أسس جديدة للمملكة الحديثة القادرة على الإبحار في بحر التحديات بخطاب وطني أردني جديد يستند إلى الوحدة الوطنية والقدرة على استشراف مكامن الخطر ومكامن الضعف ومكامن القوة وإستغلالها بشكل يعزز من قدرة الأردن الجديد على النهوض والإعتماد على موارده الذاتية البشرية والطبيعية في إعادة بناء نفسه وبناء مصدات الرياح الخاصة به لوقايته من العواصف القادمة .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: العاصفة الإقليمية قد یکون

إقرأ أيضاً:

عاصفة ثلجية تاريخية تضرب جنوب الولايات المتحدة وتسبب أضرارًا واسعة

ضربت عاصفة ثلجية غير مسبوقة جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، مما أسفر عن إلغاء مئات الرحلات الجوية، وانقطاع الكهرباء عن آلاف المنازل، ووقوع عدة وفيات.

العاصفة، التي تعتبر واحدة من الأعنف في تاريخ المنطقة، تسببت في تعطيل الحياة اليومية في عدة ولايات، ووضعت أكثر من 172 مليون شخص في حالة تأهب.

إغلاق المطارات والطرق بسبب العاصفة الثلجية

تسبب الطقس السيئ والظروف الجليدية في إغلاق عدة مطارات رئيسية، بما في ذلك مطار تالاهاسي الدولي، ومطار جورج بوش في هيوستن، ومطار هوبي في تكساس.

كما تم إلغاء أكثر من 1200 رحلة جوية بسبب العاصفة، ما أدى إلى حالة من الفوضى في حركة النقل الجوي.

وفي الوقت نفسه، أغلقت العديد من الموانئ، بما في ذلك ميناء هيوستن، أحد أكبر موانئ الشحن البحري في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ذلك، تم إغلاق قاعدة بينساكولا الجوية في فلوريدا أمام حركة المركبات.

حالات الوفاة والحوادث المرتبطة بالعاصفة

أسفرت العاصفة الثلجية عن وفاة 4 أشخاص في حالات مختلفة، بينها حالتان بسبب انخفاض حرارة الجسم في أوستن. 

كما لقي العديد من الأشخاص حتفهم في حادث تصادم كبير في مقاطعة زافالا بولاية تكساس. 

أعلنت الشرطة الأمريكية عن وقوع أكثر من 168 حادثًا في ولاية تكساس و50 حادثًا في ولاية لويزيانا بسبب الطقس السيئ.

انقطاع التيار الكهربائي وتداعيات العاصفة

عانت المناطق الجنوبية من انقطاع واسع في التيار الكهربائي، مما أثر على نحو 46 مليون شخص في الولايات الممتدة من تكساس إلى فرجينيا، وقد شهدت العديد من الولايات انخفاضًا حادًا في درجات الحرارة، مع تسجيل درجة حرارة -29 في مدينة أوماها بولاية نبراسكا.

كما غطت الثلوج الكثيفة ولايات مثل تكساس، لويزيانا، ميسيسيبي، ألاباما، جورجيا، كارولينا الجنوبية وفلوريدا.

تحذيرات للسلامة

تم توجيه تحذيرات للسكان بالبقاء بعيدًا عن الطرق والجسور بسبب خطر الانزلاق والحوادث، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في معظم وادي أوهايو ومنطقة وسط المحيط الأطلسي.

في وقت لاحق، تستعد منطقة جنوب كاليفورنيا لرياح قوية مع اندلاع حرائق غابات جديدة، مما يزيد من تحديات الطقس القاسي في البلاد.

مقالات مشابهة

  • إشادة برلمانية بكلمة الرئيس السيسي في احتفال عيد الشرطة.. ونواب: تضمنت إشارة إلى التحديات الإقليمية في المنطقة مثل خطر الإرهاب
  • إعادة إعمار غزة.. رؤية شاملة بين التحديات الإنسانية والرهانات السياسية
  • عاصفة ثلجية تاريخية تضرب جنوب الولايات المتحدة وتسبب أضرارًا واسعة
  • العرموطي: مشروع قانون المرأة يشكل خطرًا على الأسرة الأردنية
  • عاصفة إيوين تهدد بريطانيا.. وتبتعد عن منطقة واحدة
  • محمود صادق.. أيقونة الحركة التشكيلية الأردنية
  • البورصة الأردنية تنهي تعاملاتها على انخفاض بنسبة 0.26%
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [136]
  • التحديات السياسية لنتنياهو| صراع الائتلاف والتهديدات المستقبلية.. تفاصيل
  • المستشار بوشناف يناقش مع خوري التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا