مبادرة الحزب الشيوعي خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
صديق الزيلعي
أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني مبادرة جديدة تحت عنوان: مبادرة الحزب الشيوعي لوقف الحرب واسترداد الثورة. وهذا عنوان موفق لخطوة اعتقد انها نقلة كبيرة وهامة، سيكون لها ما بعدها، من حراك وتوافق. هذه مبادرة أري دعمها من كل القوي المدنية، والعمل على تطويرها، ليتحقق الهدف الأهم وهو وحدة نضال القوي المدنية.
إيجابيات المبادرة هي:
• صدور المبادرة نفسها هي أكبر الإيجابيات. وجاءت اتساقا مع تاريخ الحزب الشيوعي وإرثه في العمل العام.
• تأكيد أهمية الوحدة حيث ورد نصا: " أكدت تجارب شعبنا دوما ان تحقق شرط وحدته كان سببا في نجاح ثورة ديسمبر المجيدة مثلما كان كذلك في أبريل 1985 وأكتوبر 1964 والاستقلال في يناير 1956"
• تحديد قاطع وواضح للهدف من المبادرة: " تهدف هذه المبادرة الى تكوين تجمع للأحزاب الوطنية والديمقراطية المؤمنة بالنضال السلمي الديمقراطي والمنظمات الجماهيرية والحركات المسلحة والنضال المشترك مع الجماهير دون التخلي عن النشاط المستقل، والتنسيق مع لجان المقاومة (الميثاق الثوري) وجبهة النقابات لوقف الحرب وهزيمة المخطط الأجنبي واسترداد الثورة وتحقيق أهدافها التي يتطلع لها شعبنا"
• ضرورة النقد: "الأمر الذي يتطلب ان تقدم القوي السياسية وسلطة الانتقال وكافة قوى الثورة بكل شجاعة وصدق نقدا يوازي حجم القصور والخطأ الذي قاد الي تسيد اللجنة الأمنية وقوات الدعم السريع للمشهد السياسي"
هذه أبرز الإيجابيات وليست كل الإيجابيات، التي سأرجع لها في مقالات قادمة.
أهم سلبيات المبادرة هي:
• لا توجد ألية تنفيذية محددة ومعروفة، ليتم التعاطي معها حول المبادرة، وتقوم بالمتابعة. وهنا أنبه لأنه لم تتم أي إشارة لان المبادرة قد أرسلت الي القوي السياسية الأساسية. وقد شهدنا أكثر من عشرة مبادرات، ولكن يتم اطلاقها في الفضاء العام. نحتاج ان نرسلها الي القوى الأخرى ونطلب التنسيق لعقد جلسات حوار حولها.
• طرحت تنسيقية تقدم موضوع المائدة المستديرة، واقترح ان يشارك الحزب الشيوعي بمبادرته في المائدة المستديرة، ليناقشها مع المبادرات الأخرى. ان يتم ذلك بشفافية وموضوعية واحترام متبادل.
• أرى ضرورة الوضوح حول قضية الكتل. فتحالف التغيير الجذري كتلة ولجان المقاومة كتلة والجبهة النقابية كتلة حتى لا نتوقف عند قضية لا تستحق ان تكون سببا لعرقلة العمل الجبهوي المشترك.
• كان الطرح يركز على الجبهة الجماهيرية القاعدية، ولا يزال نفس الخطاب يتكرر في المبادرة. علينا الوضوح بانه لا يمكن قيام تحالف بدون أحزاب. وليس أحزاب معممة، بل الأحزاب السودانية التي نعرفها ولها تاريخ، الاستثناء الوحيد هو حزب الاسلامويين المعروف، وأي أحزاب جديدة وهمية يركبوها من العدم.
• المأساة الإنسانية هي أعلى الأولويات ولم يتم التعرض لها بوضوح. إذا لم يتوفر للناس الحد الأدنى وهو حق الحياة ومعه الضرورات المعيشية يصبح الحديث عن تنظيم هؤلاء غير واقعي.
• تم اغفال الإعلان الصريح عن تكامل العمل السياسي في الداخل وفي الخارج (لدينا تجربة ثرة خلال معارضة حكم الاسلامويين)
• المبادرة لم تطرح بوضوح حجم وضخامة المهام التي تواجه شعبنا. هناك امثلة عديدة، ولكن أقدم واحدا منها، وهو الدعوة لحل الدعم السريع والمليشيات وتكوين الجيش المهني الواحد. وهذه مسائل لا تعالج بالشعارات بل بالتحليل الجاد والفهم الواقعي لكيفية معالجتها.
• الدعوة للنقد مهمة، ولكن توقيتها لا يأتي قبل التواثق على برنامج يجمع كل القوي. واقترح عندما يحين الوقت لقضية النقد ان يبدأ أي تنظيم بنقد تجربته أولا، ثم نمضي خطوة للأمام بنقد كامل الفترة الانتقالية، بهدف استخلاص الدروس.
• ابتلع اعلام القوي المدنية الطعم الذي قذفه اعلام الاسلامويين وسطنا وصرنا نردد المقاطع المجتزأة التي تشوه مواقف القوي المدنية. هذه المبادرة يجب ان تكون بداية لإيقاف التهجم على بعضنا البعض.
• لا يوجد حديث عن مفوضية الانتخابات.
• لا يوجد أي طرح حول قضية المشروع القومي الواحد.
كل هذه السلبيات لا تقلل من قيمة المبادرة وصدورها في توقيت حساس. وعلينا العمل جماعيا لدعم المبادرة وتطويرها ودمجها مع المبادرات الأخرى في سبيل الخروج ببرنامج يجمعنا معا في معركتنا القادمة. ونحتاج للمزيد من التداول بين بعضنا البعض.
الاقتراحات:
لدي اقتراح واحد، حاليا، هو ان يتعامل معها أعضاء الحزب وأصدقاء الحزب بجدية، تسحقها، وان يتواصل الحوار حولها، مع استخلاص النتائج لدفع العمل الجبهوي للأمام.
siddigelzailaee@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحزب الشیوعی القوی المدنیة
إقرأ أيضاً:
شركات أوروبية تطلق مبادرة للذكاء الاصطناعي
أطلقت أكثر من 60 شركة أوروبية مبادرة لدفع تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي واستخدامها في قطاع الصناعة في دول الاتحاد الأوروبي.
وكشف عن المبادرة، التي حملت اسم "أبطال الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي"، أمام قادة دول ورؤساء شركات تكنولوجيا وخبراء من مختلف دول العالم المشاركين في قمة باريس الدولية حول الذكاء الاصطناعي في العاصمة الفرنسية باريس الاثنين.
تستهدف المبادرة دمج الذكاء الاصطناعي التطبيقي في القاعدة الصناعية الأوروبية لزيادة الإنتاجية والمرونة والسيادة الاقتصادية لأوروبا وبخاصة في قطاعات مثل التصنيع والطاقة والصناعات العسكرية.
تشارك في المبادرة شركات ناشئة معروفة في قطاع الذكاء الاصطناعي مثل "ميسترال أيه.آي" إلى جانب شركات كبيرة من مختلف المجالات مثل "إيرباص" و"سيمنس" و"فولكس فاجن".
وقالت جانيت تسو فورشتينبرج المدير الإداري لشركة الاستثمار المالي "جنرال كاتاليست" التي تم تكليفها بالتحضير للمبادرة "أوروبا تمتلك كل المقومات اللازمة لإقامة بنية تحتية قوية قادرة على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل المواهب ورأس المال الأساس الصناعي القوي مع شبكات التوزيع والبيانات.. مع التزام أكثر من 60 شركة رائدة، علينا تسخير هذه الموارد من أجل إطلاق العنان لعجلة التوازن بين التكنولوجيا ورأس المال والسياسة".
وتجمع القمة نحو 1500 مشارك من حوالي 100 دولة، وتأتي بعد قمتين عالميتين سابقتين حول الذكاء الاصطناعي: في المملكة المتحدة عام 2023 وكوريا الجنوبية العام الماضي.
من بين السياسيين المشاركين في قمة هذا العام نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
أما من جانب التكنولوجيا، فيشمل المشاركون أسماء بارزة خاصة الرؤساء التنفيذيون لشركات مايكروسوفت، وأوبن إيه آي، وجوجل.