سودانايل:
2025-02-12@01:46:43 GMT

الدقير وخطوة في الاتجاه الصحيح

تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن الفرق بين القيادي السياسي الذي يراجع أوراقه بأستمرار لكي يصحح مساره السياسي، و بين الذي يقف وراء شعارات يعلم تماما أنه غير قادر على تنزيلها إلي الواقع و لكنه يتمسك بها، أن الأول قادر أن يقدم تصورات بهدف خلق وقعا مغايرا، و الأخر يصبح عقبة في طريق أي حل سياسي.. أن المراجعة تعني قبول الرأي الأخر، و التعامل مع النقد بإجابية في عملية التصحيح.

. و هي التي تمهد البيئة لحوار بين التيارات مختلفة للوصول لتوافق وطني..
أن اللقاء الذي أجرته قناة " الجزيرة مباشر" مع رئيس حزب المؤتمر السوداني و القيادي بتحالف " تقدم" عمر الدقير يعتبر بادرة جديدة تفتح منافذ للحوار العقلاني، حيث لخص الحديث في بضع كلمات ذات حمولات سياسية كبيرة عندما قال (أن حزبهم " المؤتمر السوداني ضد تشكيل أية حكومة في المنفى، أو في مناطق تسيطر عليها الميليشيا.. و هم مع تأسيس قوى مدنية عريضة تعمل من أجل وقف الحرب، و ترق النسيج الاجتماعي من خلال حوار سياسي بين القوى السياسي لا يقصي أحدا، و أضاف قائلا أن الحوار يجب أن لا تتدخل فيه أية قوى خارجية، و رفض تدخلا دوليا عسكريا في السودان) هذا الحديث يعد تحولا كبيرا للأسباب الأتية..
1 – أن قوى الحرية و التغيير المركزي رهنت جل عملها السياسي منذ بداية " الاتفاق الإطاري" للأجندة الخارجية، كل المبادرات التي قدمت كانت أفكار مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و رئيس البعثة الأممية فوكلر مثل " الاتفاق الإطاري و ورشة اللجنة التسييرية لنقابة المحاميين" ثم جنيف أجتماع القاهرة و أجتماع أديس أبابا و سويسرا و فرنسا و تشاتام هاوس و غيرها التي تديرها العقلية الأوروبية و الأمريكية.. إلي جانب العديد من الورش في نيروبي و عنتيبي و أديس أبابا.. فالنفوذ الخارجي كان واضحا في إدارة الصراع و القيادات السياسيةالسودانية كانت توظف في هذه الأجندة..
2 – كانت قحت المركزي و من بعد "تقدم" تصر على الإقصاء السياسي بهدف أنها كانت تعتقد أن الدول الخارجية سوف تستطيع أن ترفعها للسلطة و بالتالي لا تريد ما أسمته " لا لإغراق السياسي" الآن أكتشفت أن الوصول للسلطة و إدارة فترة أنتقالية أصبحت مسألة في غاية الصعوبة، و لابد من تغيير الأجندة لكي تلاءم مع الواقع الجديد و لابد من تعديل الخطاب السياسي لكي يتلاءم مع التحولات..
3 – أن اجتماع أديس أبابا الذي دعا فيه وليم روتو الرئيس الكيني و إبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا بعدم الاعتراف بالسلطة في السودان و طالبا بتدخل عسكري كانت موافقة من قبل " قحت المركزي" و من تخطيط أماراتي.. و أيضا دعوة زيارة حمدوك لبريطانيا يصحبه خالد يوسف " سلك" و الدعوة لتدخل خارجي تحت البند السابع للأمم المتحدة و عمل حظر للطيران الحربي السوداني كانت كل القوى في "تقدم"موافقة عليه.. بل أن حمدوك رفض الاعتراف أن دولة الأمارات تدعم الميليشيا بالسلاح، رغم أن كل التقارير الإعلامية و تقارير الأمم المتحدة تقر بذلك مما يؤكد العلاقة الوطيدة بين قيادات تقدم و المخطط الأماراتي..
في الحوار سأل المذيع أحمد طه الدقير هل أن حديثك تأكيد على مشاركة الإسلاميين في الحوار تعلل الدقير أن الإسلاميين هم الذين يقفون موقفا سلبيا من الحوار من خلال تصريحاتهم الرافضة و التي تتهم أن ثورة ديسمبر مؤامرة خارجية و غيرها، ثم قال إذا هم تحدثوا إيجابيا عن الحوار، و يقبلوا عملية التحول الديمقراطي، يمكن الحوار معهم.. هذا منطق معكوس.. أن الدعوة للحوار الوطني دائما تكون مصحوبة بأجندة أولية و داخل الحوار سوف تقدم القوى السياسية تصورها للمطروح لكن محاولة إيجاد تبريرات بهدف وضع شروط مسألة غير مقبولة.. لآن مسألة الأستاذية التي تحاول بعض القوى السياسية أن تستخدمها ضد بعضها البعض تشكل أكبر عقبة للحوار..
أن فتح مسارات الحوار الوطني وتقديم الأفكار التي تهدف للتغيير السياسي و التحول الديمقراطي.. تحتاج إلي قيادات ذات صدور واسعة و إذهان مفتوحة و مرونة في تعاملها مع الأخرين، و هي لا توجد إلا في قلة.. أما الدغومائيين هؤلاء دائما يشكلون عقبة كؤود لآن عقولهم صماء لا يخترقها الضوء.. لذلك حديث رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير لقناة "الجزيرة مباشر" كان بداية جيدة و استخدام خطاب تصالحي فيه الكثير من الإيجابية، هذا الخطاب يجب أن تستقبله القوى الأخرى بالترحاب، و أن لا يتردد الدقير أن يقدم رؤاه دون تردد رغم أنه عندما جاء في الإجابة عن الإسلاميين تلعثم كثيرا لأنه كان يريد أن يقدم خطابا جديدا.. فالتاريخ دائما تصنعه القيادات القادرة على تقديم الذي يعجز عنه الأخرون..
القضية الأخرى أن الدعوة لتحول ديمقراطي يجب أن يتماشى مع المعطيات التي تتسق مع شروط الديمقراطية، و أهمها في الأزمة السودانية أن لا يكون هناك وجودا مطلقا للميليشيا لا في الساحة السياسية و لا في العسكرية.. لأنها أثبتت تماما في فترة ثورة ديسمبر و في فض الاعتصام و بعد الحرب هي قوى عسكرية غير منضبطة و تعمل ضد المواطنين، و عندها الرغبة في النهب و السرقة و التعدي على ممتلكات المواطنيين، و كانت وراء دخول عشرات المرتزق في البلاد.. و هذه هي أهم نقطة في الأجندة.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

«صمود» تحالف مدني جديد عقب انقسام تنسيقية «تقدم»

يأتي هذا التطور في أعقاب انقسام تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) إلى مجموعتين؛ إحداهما ترفض تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، بينما تؤيد الأخرى هذه الخطوة. 

الخرطوم: التغيير

أعلنت القوى المدنية الديمقراطية بتنسيقية “تقدم” والرافضة لتشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع عن تأسيس كيان جديد تحت اسم “التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود)”، بهدف مواصلة مسيرة التحول المدني الديمقراطي.

وتم الإعلان عن هذه الخطوة عقب إجتماع عقدته المجموعة الرافضة لتشكيل الحكومة الموازية اليوم الثلاثاء.

ويأتي هذا التطور في أعقاب انقسام تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) إلى مجموعتين؛ إحداهما ترفض تشكيل حكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، بينما تؤيد الأخرى هذه الخطوة.

وبرز تحالف “تقدم” في المشهد السياسي السوداني كإطار مدني يسعى إلى توحيد القوى المؤيدة للتحول الديمقراطي بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

ومع احتدام الصراع، برزت خلافات داخل التحالف بشأن التعامل مع الواقع السياسي في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ما أدى إلى انقسامه وتشكيل “صمود” ككيان يعارض أي ترتيبات سياسية تشمل هذه المناطق.

يأتي هذا التطور في ظل استمرار الجمود السياسي، حيث تسعى بعض القوى المدنية لإيجاد مسار انتقالي يضمن العودة للحكم المدني، بينما تواجه البلاد تحديات أمنية وإنسانية غير مسبوقة نتيجة الحرب المستمرة.

الوسومالتحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) القوى المدنية والسياسية تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»

مقالات مشابهة

  • هل يُقدم تحالف صمود جديدا في المشهد السوداني؟
  • «صمود» تحالف مدني جديد عقب انقسام تنسيقية «تقدم»
  • بيان من تحالف القوى المدنية لشرق السودان
  • الجزء الاكبر من مكونات تقدم الذي كان يؤثر علي قراراتها ومواقفها مجرد دعم سريع
  • «المؤتمر السوداني» يعلق على فك الارتباط داخل «تقدم»
  • “تقدم” تعلن فك الارتباط بين مجموعتين بعد خلافات “الحكومة الموازية” .. 19 كياناً داخل التنسيقية اعترض على الاتجاه الداعي لتشكيل حكومة
  • المسيرات.. سلاح الحروب الحديثة الذي يغير موازين القوى
  • الانقسام السياسي يهدد خارطة الطريق في السودان
  • الرئيس يشيد بالجيش والقوات النظامية والمشتركة والمستنفرين مز كل الفئات
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية