اعتداء تركي على قوات حفظ السلام بين شطري قبرص
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
اعتدت قوات قبرصية تركية على عناصر من قوة حفظ السلام الدولية كانوا يحاولون منع شق طريق مثير للجدل في المنطقة العازلة بين شطري قبرص الجمعة، حسبما أعلنت البعثة الأممية في الجزيرة.
وتفصل المنطقة حيث تسيّر الأمم المتحدة دوريات، بين جمهورية قبرص المعترف بها دوليا في الجنوب والشطر القبرصي التركي شمالا.
مادة اعلانيةفيما تعد المنطقة العازلة عمليا تابعة لجمهورية قبرص التي تعتبر التواجد العسكري التركي على الجزيرة منذ حرب عام 1974 احتلالا غير شرعي.
من جانبها، حذرت الأمم المتحدة الخميس السلطات القبرصية التركية من "القيام بأنشطة بناء غير مرخصة في المنطقة العازلة (التي تشرف عليها) الأمم المتحدة".
لكنها قالت إن عناصرها تعرضوا لهجوم الجمعة أثناء محاولتهم منع بناء الطريق الذي يخرق المنطقة العازلة من قرية بيلا.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في قبرص (UNFICYP) في بيان إن "قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص تدين الاعتداءات على عناصر السلام الأمميين والضرر الذي لحق بمركبات الأمم المتحدة من جانب أفراد من الجانب القبرصي التركي هذا الصباح".
"جريمة خطيرة"وأضافت أن الحادثة وقعت في المنطقة العازلة قرب بيلا، القرية الوحيدة التي يعيش فيها القبارصة اليونانيون والأتراك جنبا إلى جنب.
كما أضافت أن "التهديدات لسلامة عناصر حفظ السلام الدوليين والأضرار التي لحقت بممتلكات الأمم المتحدة غير مقبولة وتمثل جريمة خطيرة بموجب القانون الدولي وستتم مقاضاتها إلى أقصى حد يسمح به القانون".
"حوادث مدبرة"من جانبها، نددت قبرص المنضوية في الاتحاد الأوروبي بما وصفتها "حوادث مدبّرة تتسبب بها قوات الاحتلال التركية.. والهجوم غير المقبول على عناصر بريطانيين وسلوفاكيين في قوة حفظ السلام".
من جهته، دان الاتحاد الأوروبي أيضا الحادثة، إلى جانب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة التي أصدرت جميعها بيانا مشتركا أعربت فيه عن "قلقها البالغ حيال إطلاق عمليات شق غير مصرّح لها" للطريق.
وقال مسؤول إن شرطيا قبرصيا تركيا وعسكريا بلباس مدني لكموا عنصرا أمميا وهاجموا عشرات آخرين بـ"دفعهم إلى الخلف بعنف".
أمر واقعأُحضر جرار لسحب مركبة الأمم المتحدة من الطريق ولحقت أضرار بالغة بثلاث مركبات أخرى، حسبما قال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم نشر هويته.
وفي بيانها حضت بعثة الأمم المتحدة الجانب القبرصي التركي "على احترام سلطة البعثة المفوضة داخل المنطقة العازلة للأمم المتحدة، والامتناع عن أي أعمال يمكن أن تزيد من تصعيد التوتر، وسحب جميع الأفراد والآليات من المنطقة العازلة التي تشرف عليها الأمم المتحدة على الفور".
وأكدت البعثة الأممية تصميمها على منع أي أعمال بناء مشددة على أنها ستبقى في المنطقة.
وقالت إن "البعثة تراقب الوضع عن كثب ومصممة على ضمان إرساء الهدوء والاستقرار في المنطقة".
واتهم المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس الجانب التركي بمحاولة خلق "أمر واقع" جديد في بيلا من خلال شق طريق يربط "قرية أرسوس المحتلة بموقع عسكري غير شرعي متقدم".
واعتبر ذلك "محاولة للقيام بانتهاك خطير جدا للوضع القائم".
"هدف إنساني"فيما أفادت سلطات الشطر التركي لقبرص في بيان الخميس إن مشروع شق الطريق كان "معدّا لهدف إنساني بحت يتمثل بتسهيل إمكانية وصول مواطنينا الذين يقطنون قرية بيله (التسمية التركية لبيلا)" إلى "جمهورية شمال قبرص التركية" المُعلنة من جانب واحد.
وأضاف البيان "لفتنا مرارا نظر بعثة الأمم المتحدة في قبرص إلى البعد الإنساني لطريق بيله-ييتلر، إلا أن المشاورات بشأن هذه القضية والمتواصلة إلى اليوم، لم تفض إلى أي نتيجة".
وما زالت الجزيرة الواقعة في شرق المتوسط مقسمة منذ 1974 عندما احتلت القوات التركية الثلث الشمالي من الجزيرة ردا على انقلاب عسكري مدعوم من السلطات العسكرية التي كانت حاكمة آنذاك في اليونان.
وأعلن القادة القبارصة الأتراك قيام "دولة شمال قبرص التركية" في 1983 والتي لا تعترف بها سوى تركيا.
المحادثات متوقفةوجهود إعادة توحيد الجزيرة متوقفة منذ انهيار آخر جولة محادثات برعاية الأمم المتحدة في 2017.
وحضّ رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" أرسين تاتار، المقرّب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المجتمع الدولي على "الاعتراف بوجود" دولتين في قبرص.
رفض القبارصة اليونانيون الذين يشكّلون الأغلبية في الجنوب، دعواته المؤيدة لحل الدولتين.
تفضّل جمهورية قبرص قيام اتحاد من منطقتين ومجتمعين بما يتوافق مع إطار عمل أممي، وهو حل يؤيّده المجتمع الدولي أيضا.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google Newsالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة حفظ السلام فی المنطقة فی قبرص
إقرأ أيضاً:
ما هدف الاحتلال من توسيع المنطقة العازلة بغزة وزيادة عدد المحاور؟
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن توسع الاحتلال الإسرائيلي للمناطق العازلة حول قطاع غزة وزيادة عدد المحاور الفاصلة هو تكتيك يخدم إستراتيجية تهدف إلى التدمير والتهجير، وصولا إلى فرض واقع جغرافي جديد يعيق أي شكل من أشكال المقاومة.
وأوضح حنا -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن الجيش الإسرائيلي يعتمد سياسة الضغط الطولي والعرضي، إذ تم التوافق سابقا على منطقة عازلة بعمق 700 متر، وفي بعض المواقع وصلت إلى 1100 متر، لكن المعطيات الحالية تشير إلى مناطق عازلة أكثر عمقا واتساعا.
وأشار إلى أن هذه التوسعات تعكس هدفا سياسيا معلنا يتعلق بإبعاد السكان الفلسطينيين وتدمير البنية التحتية بشكل ممنهج، مستشهدا بتصريحات سابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس عن نية الاحتلال الاستمرار في هذه السياسة.
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من عمليات عسكرية مكثفة نفذها الجيش الإسرائيلي في مناطق الشجاعية وجباليا، حيث سعى إلى تقطيع أوصال القطاع عبر محاور متعددة، أبرزها محور "نتساريم" الذي يمثل العمود الفقري لهذه الإستراتيجية.
ويمتد محور "نتساريم" على مساحة تقديرية تتراوح بين 54 و63 كيلومترا مربعا، بعرض يتراوح بين 6 و7 كيلومترات وعمق يصل إلى 9 كيلومترات، مما يمنح جيش الاحتلال مرونة للتحرك شمالا وجنوبا.
إعلانوبحسب حنا، فإن التوسع في استخدام محاور كـ"كيسوفيم" و"فيلادلفيا" يكشف رغبة إسرائيل في عزل المناطق الفلسطينية عن بعضها، لضمان التعامل مع كل منطقة على حدة وتقويض أي تنسيق محتمل بين خلايا المقاومة المنتشرة في القطاع.
تقطيع خطوط الدعموأضاف أن السيطرة الإسرائيلية على نحو نصف مساحة قطاع غزة، مع استثناء محافظة رفح، يوضح مدى التغلغل الجغرافي الذي يهدف إلى السيطرة الميدانية وتقطيع خطوط الدعم والاتصال بين المدن والمخيمات الفلسطينية.
وسلط حنا الضوء على دور الفرقة 36 في تنفيذ هذه العمليات، موضحا أنها من أوائل الفرق التي دخلت غزة منذ بداية الحرب، وصدرت عنها أوامر مباشرة بتدمير شامل، حيث تُعتبر كل حركة هدفا معاديا مهما كانت طبيعتها، كما حصل في شمال القطاع.
وأشار إلى أن نفس الفرقة تقاتل الآن في مناطق مثل "تل السلطان" و"حي الجنينة"، حيث تتكرر مشاهد التدمير الكامل التي لم تترك بنية صالحة للعيش أو عودة المدنيين إلى منازلهم.
وأرجع حنا كثرة الشهداء المدنيين مؤخرا إلى واقع العودة الجزئية لسكان الجنوب عقب انتهاء الهدنة، إذ وجد كثيرون أنفسهم في مناطق مدمرة لا تصلح للسكن، مما جعلهم عرضة مباشرة للقصف والاستهداف، خصوصا في أماكن مثل خزاعة وخان يونس.
واعتبر أن هدف الاحتلال من هذا التدمير الواسع هو فرض معادلة تمنع عودة السكان إلى بيوتهم، عبر إزالة كل ما يمكن أن يُعيد الحياة، من ماء وغذاء ومرافق صحية، وبالتالي حصر المدنيين في مناطق معزولة مثل "المواصي"، التي يُشار إليها كمنطقة آمنة.
وخلص حنا إلى أن تصريحات نتنياهو وكاتس التي تتحدث عن "البقاء إذا لم تُلب المطالب" تُترجم ميدانيا إلى سياسات تفريغ السكان وتدمير المناطق، بما يهيئ الأرضية لبقاء طويل الأمد.