تتبنى الدولة المصرية تنفيذ استراتيجية 2030 للتنمية في مجال الارتقاء بجودة حياة المواطن المصري وتحسين مستوى معيشته، والحد من الفقر بجميع أشكاله والقضاء على الجوع، وتوفير منظومة متكاملة وشاملة للحماية الاجتماعية، وتحسين الخصائص السكانية. 

وعلى الرغم من جهود التنمية والاصلاح الاقتصادي الذي تتبناه الدولة منذ سنوات، إلا أن مردود هذا الاصلاح لا يزال مفقودًا في المجتمع.

ويرجع ذلك إلى الزيادة السكانية المفرطة، فعلى الرغم من جهود الدولة من تحسين النمو السكاني وخفض معدل النمو بما يتلائم مع الموارد والاحتياجات، إلا أن الزيادة السكانية بلغت حدًا كبيرًا.

ووفقًا لاحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فيتم تسجيل مولود جديد كل 14 ثانية خلال عام 2022، وتعد هذه الزيادة تحدي كبير في خطط الاستثمار على المستوى الاقتصادي والجغرافي.

تحديات سكانية

ويواجه تنفيذ الاستراتيجية تحديات متعددة خاصة مع النمو السكاني المفرط، فطبقًا لآخر الاحصائيات التي أصدرها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء وصل عدد السكان 105 ملايين و250 ألف نسمة، وذلك بزيادة قدرها 250 ألف نسمة خلال 57 يومًا، فيما أكدت وزارة الصحة أن مصر تحتل المرتبة الـ14 من حيث عدد السكان عالميًّا.

وجاءت محافظة القاهرة على رأس قائمة أعلى عشر محافظات من حيث عدد السكان، فبلغ عدد سكانها 10.3 مليون نسمة، وتاتي الجيزة في المركز الثاني بعدد سكان 9.5 مليون نسمة، ثم الشرقية بما يبلغ 7.9مليون نسمة، ثم الدقهلية بعدد 7.1 مليون نسمة، وفي المركز الخامس محافظة الغربية بــ 5.4 مليون نسمة.

ووفقًا لدراسة المنتدى الاستراتيجي  للسياسات العامة ودراسات التنمية، فهناك علاقة طردية بين حجم السكان وزيادة معدلات الفقر، فكلما زاد عدد السكان كلما انخفض نصيب الفرد من الدخل والخدمات والقدرة على الالتحاق بالعمل المناسب.

وأوضحت دراسة المنتدى أن الإحصاءات إلى أن مستويات الفقر ارتفعت من 16.7٪ عام 1999/2000 إلى 25.2٪ عام 2010/2011، ثم إلى 27.8٪ عام 2015، ويصل إلى 32.5٪ عام 2019، ثم انخفضت فى عام 2020 لتصل إلى 29.7%.

بينما تطمح استراتيجية مصر في ارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بواقع 10 ألاف دولار بحلول 2030، ويقيس هذا المؤشر الناتج المحلي الإجمالي(بمكافىء القوة الشرائية) منسوباَ لعدد السكان.

نصيب الفرد من الناتج المحلي باستراتيجية مصر 2030خفض معدل المواليد

وتعمل مصر على خفض أعداد المواليد ضمن الخطط الاستراتيجية للسكان، فيما أكد وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، أن مصر نجحت في خفض معدل الزيادة السكانية، حيث انخفض عدد المواليد من 2.7 مليون في 2014 إلى 2.183 مليون في 2022، إلا أن ذلك لم يحقق التوازن المطلوب بين السكان والموارد.

معدل الانجاب في مصر

وأكد وزير الصحة أن خفض معدلات الزيادة السكانية سيحدث توازن بين معدلات النمو الاقتصادى ومعدلات النمو السكانى، وتعمل الدولة فى الاتجاه الموازي على تحسين خصائص السكان المعرفية والمهاراتية والسلوكية، وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة رسم توزيع السكان على نحو يحقق الأمن القومى المصرى والمؤشرات التنموية بين المناطق الجغرافية.

حلول استراتيجية

من جانبه، أوصى مجلس النواب الحكومة، عددًا من التوصيات الخاصة بخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي 2023/2024، في إطار مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية خلال يونيو الماضي، خاصةً مع استمرار الزيادة السكانية مما يؤثر على جهود التنمية وعدم شعور المواطن باي تحسن على أرض الواقع.

ووجه النواب جميع مؤسسات الدولة بوضع خطط وإجراءات تحسين جودة حياة المواطنين، واستعادة دور الدولة بجانب القطاع الخاص لتدعيم القدرة على مواجهة الأزمات ووضع خطط المواجهة وتحسين أحوال الاقتصاد.

وأوصت الحكومة وضع خطة وحلول استراتيجية للاستثمار بشكل واضح ومستقر؛ لتحديد أولويات مشروعات الاستثمار الخاص المستهدفة، بما يتفق مع السياسة العامة للدولة وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وفي نفس الاتجاه طالبت اللجنة المالية بمجلس الشيوخ على ضرورة  استكمال البرامج المجتمعية المختلفة، وزيادة الحد الأدنى للأجور ومعاش تكافل وكرامة باعتبارها حلولًا قصيرة المدى تنعكس على المواطنين بشكل إيجابي، واستمرار حماية المنافسة ومنع الاحتكار.

كما طالبت اللجنة بضرورة إعادة النظر في قيمة الدعم النقدي للمواطنين، وزيادته في تحقيق منطلقات ومستهدفات برامج الحماية الاجتماعية، وضرورة إعادة النظر في برنامج معاش الطفل ومنظومة دعم ألبان الأطفال وتطويرها من حيث القيم واشتراطات الاستهداف لتحسين جودة خدمات الطفولة المبكرة، ومراجعة الاشتراطات الخاصة بإلحاق أطفال المؤسسات الاجتماعية بالأسر البديلة بما يحقق زيادة في التحاق الأطفال في تلك الأسر.

خطط حكومية 

من جانبها قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية د.هالة السعيد أن مصر تلتزم بتحقيق التنمية المستدامة على جميع المستويات بما يتسق مع رؤية مصر 2030، مؤكده أن الحكومة المصرية تتخذ خطوات ملموسة لتوطين أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء الجمهورية، مشيرة إلى اعتزام الدولة على مواصلة العمل مع جميع الشركاء لتعزيز لتبادل المعرفة والخبرات، وتنفيذ سياسات عملية فعالة.

وأضافت السعيد في تصريحات صحفية، أن هناك زيادة باستثمارات مصر في بنيتها التحتية في السنوات القليلة الماضية إلى حوالي 400 مليار دولار، كجزء من الاستثمارات الوطنية  المستدامة في جميع أنحاء البلاد. 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الزيادة السكانية التنمية الاصلاح الاقتصادي استراتيجية 2030 الزیادة السکانیة الناتج المحلی عدد السکان ملیون نسمة نصیب الفرد

إقرأ أيضاً:

مليون و400 ألف فتوى.. حصاد فتاوى دار الإفتاء المصرية خلال عام 2024

قدَّمت دارُ الإفتاء المصرية كشفَ حساب شامل لمسيرة عامٍ من الإنجازات والريادة الإفتائية لخدمة مصر والمجتمع، وأصدرت الدارُ تقريرَها السنويَّ لعام 2024، الذي استعرض أبرز ما حققته في مختلف مجالات الفتوى، وبناء الوعي المجتمعي، وتصحيح المفاهيم الدينية، والتصدي للتحديات التي تواجه المجتمع، بالإضافة إلى دعم الاستقرار المجتمعي وتعزيز القيم الدينية الداعمة لتقدم المجتمع وحفظ أمنه الفكري.

وشهد العام 2024 نموًّا ملحوظًا في عدد الفتاوى التي أصدرتها الدار عبر إداراتها المختلفة، حيث بلغ إجمالي الفتاوى الصادرة ما يزيد عن 1.422.921 فتوى، شملت الفتاوى الشفوية والهاتفية والمكتوبة والإلكترونية التي وردت إلى المقرِّ الرئيسي للدار أو فروعها في جميع أنحاء الجمهورية، وعبر تطبيق دار الإفتاء، والبث المباشر، وصفحات التواصل الاجتماعي.

وتصدرت فتاوى العلاقات الأسرية والزوجية والطلاق والأحوال الشخصية، موضوعات الفتاوى التي استقبلتها الدارُ، حيث شكَّلت 67% من إجمالي الفتاوى؛ مما دفع دار الإفتاء إلى تكثيف جهودها في دعم استقرار الأسرة المصرية وحمايتها من التحديات التي تهدد بنيانها، وقدمت الدار برامج تدريبية وإرشادية للمقبلين على الزواج عبر إدارة الإرشاد الزواجي لتحقيق الترابط الأسري.

وجاءت الفتاوى الخاصة بالعبادات والمعاملات في المرتبة الثانية، حيث شكَّلت 25% من إجمالي الفتاوى، بينما توزعت النسبة الباقية على قضايا أخرى متنوعة تهمُّ الناس.

كما عقدت دارُ الإفتاء المصرية والأمانةُ العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم مؤتمرها السنوي العالمي التاسع تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبعنوان «الفتوى والبناء الأخلاقي في عالم متسارع» يومي التاسع والعشرين والثلاثين من يوليو 2024م بالقاهرة، بمشاركة علماء ووزراء ومفتين من أكثر من 104 دول.

وتفاعلًا مع المبادرة الرئاسية "بناء الإنسان" عقدت دار الإفتاء أُولى ندواتها بعنوان "الفتوى وبناء الإنسان" يوم 8 أكتوبر 2024، تحت رعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، بمشاركة عدد من الوزراء وقيادات الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، إلى جانب رجال الفكر والثقافة والإعلام والمجتمع المدني.

كما عقدت الدار أُولى ندواتها الدولية يومَي 15-16 ديسمبر، تحت رعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»، بمشاركة واسعة من علماء ومفتين من مختلف دول العالم، بالإضافة إلى نُخبة من أساتذة وعلماء الأزهر الشريف، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للفتوى الذي يُحتفى به في الخامس عشر من ديسمبر من كل عام.

وفي إطار دَورها الريادي، عزَّزت دارُ الإفتاء حضورَها العالميَّ خلال عام 2024 من خلال العديد من الزيارات والجولات الخارجية، حيث شارك فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية السابق- ممثلًا لدار الإفتاء المصرية في عدد من المؤتمرات الدولية في البرتغال وسنغافورة وأذربيجان والإمارات والمملكة المغربية والجزائر. 

كما شارك الدكتور نظير عيَّاد، منذ تولِّيه منصبَ الإفتاء في شهر أغسطس 2024- في فعاليات ومؤتمرات دولية وأممية، وألقى كلماتٍ مهمةً في محافلَ دوليةٍ كُبرى. حيث زار كلًّا من: البرتغال، وأوزبكستان، وأذربيجان، وروسيا، والبحرين... وغيرها؛ لتعزيز التعاون الإفتائي ومدِّ جسور الحوار والتعاون مع دول العالم.

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفي: قطاع الزراعة يمثل 30% من وظائف مصر ويشكل 12% من الناتج المحلي
  • خبير اقتصادي: التنمية المستدامة في الصعيد ترفع الناتج المحلي للدولة
  • عارف: الحكومة تستهدف زيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 30%
  • بداية مواجهة الزيادة السكانية.. إشادة برلمانية بإطلاق الخطة العاجلة للاستراتيجية الوطنية للتنمية
  • وزير الري: قطاع المياه يواجه تحديا كبيرا بسبب الزيادة السكانية
  • الوكالة اليابانية للتعاون الدولي قدمت للعراق (36)قرضاً بمبلغ (11) مليار دولاراً لتعزيز التنمية الاجتماعية والبنية التحتية
  • تجديد الشراكة العراقية اليابانية بـ11 مليار دولار كقروض لمشاريع حيوية وسياسة التنمية
  • ترامب سيطلب من أعضاء الناتو رفع الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي
  • الأنشطة غير النفطية تقود الناتج المحلي للارتفاع إلى 28.2 مليار ريال
  • مليون و400 ألف فتوى.. حصاد فتاوى دار الإفتاء المصرية خلال عام 2024