يمن مونيتور/ إفتخار عبده

تتجدد معاناة النازحين في اليمن؛ في ظل الأجواء شديدة البرودة التي شهدها فصل الشتاء هذا العام، ويحمل هذا البرد القارس معه تحديات قاسية تفوق قدرة النازحين على التحمل، لا سيما الأطفال منهم وكبار السن والمرضى الذين تزداد أعدادهم يومًا بعد آخر.

هؤلاء النازحون، الذين أُجبروا على ترك منازلهم بسبب الحرب والصراعات، يعيشون اليوم في ظروف لا يمكن وصفها إلا بالمأساوية، في مخيمات مهترئة أو مساكن مؤقتة لا تقي من برد الشتاء ولا تحمي من تقلبات الطقس.

ويكافح الملايين من اليمنيين من أجل مواجهة هذه الظروف القاسية، مع غياب وسائل التدفئة، وانتشار الأمراض الجلدية والتنفسية بشكل مقلق، الأمر الذي جعل العديد من الأسر تقف عاجزة عن حماية أفرادها، أو توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

وسط هذه الأوضاع المأساوية، تُطلق الوحدات التنفيذية للنازحين نداءات استغاثة عاجلة، مطالبة المجتمع الدولي والجهات الإنسانية بضرورة التدخل السريع لإنقاذ حياة آلاف الأسر، وتقديم الدعم اللازم لتخفيف معاناتهم خلال هذه المرحلة الصعبة.

وضعٌ لا يسر العدو

بهذا الشأن يقول مفيد السامعي(  نازح في مخيم الروضة- محافظة مأرب)” إننا نعيش هذه الأيام  في وضع لا يسر العدو، وضع  مؤسف جدا مع اشتداد  من موجات  البرد  القارس، وخاصة أثناء الليل، في الوقت الذي لا نجد فيه وسائل التدفئة من بطانيات وملابس ثقيلة، لا لنا ولا لأطفالنا”.

وأضاف السامعي لموقع” يمن مونيتور” المخيمات التي نعيش فيها مهترئة جدًا لا تقينا من البرد، حتى الكنتيرات التي يعيش فيها بعض النازحين يكون فيها البرد بشكل كبير؛ كون المكان الذي نعيش فيها عبارة عن صحراء مفتوحة تلعب بها الرياح كيف تشاء”.

وأردف” النزول الميداني للمنظمات أصبح نادرًا وشبه منعدم، هناك من النازحين حتى الآن حصل على حقيبة شتوية صغيرة ومنهم من لم يحصل على شيء وبقي هو وأفراد أسرته عرضة للبرد القارس والأمراض الشتوية التي لا ترحم”.

وتابع” نحن بحاجة ماسة وعاجلة لوسائل تدفئة، وترميم للمخيمات التي تضررت إثر تقلبات الطقس والتضاريس التي تشهدها محافظة مأرب، كما أننا بحاجة إلى مرافق صحية يكون العلاج فيها أقل ثمنا من المستشفيات فالوضع المعيشي لم يعد يحتمل، ومع اشتداد البرد ظهرت الأمراض بكثرة “.

وواصل” نناشد المعنيين من السلطة المحلية وغيرها بالنزول الميداني وتفقد أحوال المواطنين وتلمس احتياجاتهم، فنحن نعيش في ظل وضع أشبه بالكارثة الكبرى، إن لم يكن كذلك”.

مناشدات عاجلة

في السياق ذاته يقول سيف مثنى رئيس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين- مأرب” في ظل موجات البرد القارس والصقيع الذي يضرب محافظة مأرب، تتفاقم مأساة عشرات الآلاف من الأسر النازحة التي تواجه أوضاعًا إنسانية كارثية تهدد حياتها في 208 مخيمات في المحافظة”.

وأضاف مثنى”  تأوي هذه المخيمات  أكثر من 68 ألف أسرة نازحة، تعيش تحت وطأة البرد القارس في مأوى متهالك لا يوفر أدنى درجات الحماية، إلى جانب ذلك، تعيش عشرات الآلاف من الأسر الأخرى خارج المخيمات في أوضاع أكثر مأساوية؛ إذ  يضطر بعضهم للعيش في مساكن مزدحمة، وعلى أسطح المباني، وفي أزقة الشوارع، دون أي مقومات للتدفئة أو العيش الكريم”.

مخاوف من تفشي أمراض الشتاء

وأردف” هناك مخاوف حقيقية من تفشي أمراض الشتاء الناتجة عن البرد الشديد، خاصة بين الأطفال وحالات الضعف وكبار السن الذين يعدون الأكثر عرضة للخطر، وقد شهدت الأعوام الماضية وفاة عدد من الأطفال وكبار السن بسبب اشتداد البرد وتجاهل الاحتياجات الإنسانية الملحة، ما ينذر بتكرار الكارثة هذا العام إذا لم يتم التدخل السريع”.

وأشار مثنى إلى أن” معاناة النازحين تتفاقم يومًا بعد يوم؛ بسبب الانعدام شبه التام لمواد التدفئة والمستلزمات الشتوية الأساسية، وسط غياب مأوى آمن يحميهم من قسوة البرد وغياب الخدمات الأساسية من غذاء، ومياه، وصحة”.

ووجه مثنى” نداء إنساني عاجل إلى وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، وكافة الشركاء في العمل الإنساني، للتدخل السريع وتقديم المساعدات الطارئة لإنقاذ آلاف الأسر النازحة من مخاطر البرد والصقيع، والتي تتطلب، توفير مستلزمات الشتاء الأساسية (أغطية، ملابس شتوية، دفايات كهربائية)”.

 

 

وواصل” كما تتطلب الأسر النازحة سرعة توفير صيانة وتحسين أوضاع المآوي المتضررة، وتقديم مساعدات غذائية عاجلة ومياه صالحة للشرب، بالإضافة إلى تعزيز الخدمات الصحية لمواجهة أمراض الشتاء وإنقاذ الفئات الأكثر ضعفًا”.

وأكد أن” حياة الآلاف من الأطفال، وكبار السن، والنساء مهددة بالخطر في هذه الظروف القاسية، وكل تأخير في الاستجابة يعني المزيد من الألم والمعاناة وربما الفقدان؛ لذا نحن نناشد بسرعة الاستجابة، فالوقت ينفد ومعاناة الأسر تزداد يومًا بعد آخر”.

أعداد مهولة تحتاج لمزيد من الدعم

من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي، عبد ربه عثمان” التقيت بالكثير من النازحين في محافظة مأرب، وتفاجأت بالوضع السيئ الذي يعيشه غالبيتهم، خاصة في فصل الشتاء القارس والذي جعل من الهم الغذائي وتوفير قوت اليوم للأبناء لديهم أمرًا مؤجلًا، حتى يتم إيجاد حل للصقيع وتبعاته من الأمراض التي تصيب النساء والأطفال وكبار السن بشكل كبير”.

وأضاف عثمان” لموقع” يمن مونيتور” صحيح أنه هناك حركة دؤوبة ونشيطة تعمل من أجل النازحين، مثل الوحدة التنفيذية بمأرب ومديرها المجتهد وبعض المخلصين من موظفيها لكن هذا لا يعني عدم وجود ثغرات كثيرة بها تحتاج إلى إعادة النظر في كثير من واجباتها، علما بأن الوضع المعيشي الذي تشهده البلاد قد يكون عائقا أمام هذه الوحدات في توفير احتياجات النازحين”.

وأردف” أعداد النازحين مهولة وتحتاج إلى دعم أكبر، وما يقدم من دعم لا يكفي لآلاف الأسر التي انتقلت اليوم من حرارة الصيف القاتلة إلى برد الشتاء المميت وهي تعيش في تلك المخيمات التي لا تستطيع أن تكون لهم وقاء من تقلبات الطقس والتضاريس المتعبة”.

وتابع” جميعنا يعرف ما معنى البرد في هذا الموسم لكن البرد الذي يعيشه النازحون يفوق كل التخيلات علما بأن البعض منهم من ينام أمام المخيمات نظرا للازدحام الكبير الحاصل في المخيمات ومنهم من لا يجد ما يغطي به نفسه”.

وواصل” النازحون اليوم سواء كانوا في مأرب أو غيرها من المحافظات هم بحاجة ماسة للفتة إنسانية من جميع الجهات سواء كانت السلطات المحلية أو من المنظمات المحلية والدولية كما أنهم يحتاجون أكثر إلى الاستمرارية في الإيواء وإيجاد المأوى الآمن”.

وأشار عثمان إلى أنه” لا شك أن بقية النازحين في المحافظات الأخرى يعانون ما يعانيه نازحو مأرب وربما أن وضعهم قد يكون أكثر سوءًا من نازحي محافظة مأرب”.

واختتم” ينبغي الالتفات لحالة النازحين ومتابعتهم فيما يحتاجونه من وسائل تدفئة، وأدوية لازمة قبل أن يفقد النازحون فلذات أكبادهم؛ علمًا بأنه في الأعوام السابقة حدثت حالات موت عديدة نتيجة البرد القارس والأمراض الشتوية المفاجئة”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن فصل الشتاء البرد القارس محافظة مأرب وکبار السن

إقرأ أيضاً:

نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ولد يسوع له كل المجد، هذا الاسم الذى ترنمت به الأجيال ورتلت له الدهور، " أنت أبرع جمالا من بني البشر" فاللسيد المسيح ميلادان، أحدهما أزلي والآخر زمني، أحدهما يختص باللاهوت والآخر يختص بالناسوت، أحدهما من الأب قبل كل الدهور والأخرى من العذراء مريم فى تاريخ محدد "وفى هذا الصدد يقول الأنبا موسى: ليس هو مجرد إنسان يقول عن نفسه أو نقول نحن عنه إنه إله بل الله الظاهر فى شكل إنسان !!"

لذا هتف بولس الرسول قائلا: "عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد  غل 4:4"، ولما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولد من أمراة  مولودا تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس، لننال التبنى، فميلاد المسيح كان نقطة تحول فى تاريخ البشرية  يجعلنا نؤرخ كل شىء اخر قائلين قبل الميلاد وبعد الميلاد، لأنه غير مجرى التاريخ الى ما قبل الميلاد والى مابعد الميلاد، ففى ميلاده كان التجسد، وفى التجسد كان الفداء، وبالفداء نلنا التبني وبالتبنى اخذنا روح الله وصرنا وراثين فى الملكوت، فنجد اشعياء النبي تنبأ فى القديم عن هذا المولود والميلاد المعجزى العجيب والفريد " ها العذراء تحبل  وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل اش 7:14،  لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا،  وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا  ، رئيس السلام.لنمو رياسته، وللسلام  لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته اش9:6 "
فالميلاد والتجسد والفداء هى قصة مصالحة وفرح لكل البشرية
فحين جاء ملء الزمان ووقف التاريخ  عند مولود بيت لحم  ومنذ ميلاد طفل بيت لحم بدأ التاريخ عهدا جديدا
فالقديس متى الرسول فى إنجيله فى الإصحاح الأول والعد 18 يروى لنا قصة الميلاد أما ولادة يسوع المسيح فكانت  هكذا: لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا، وجدت حبلى من الروح القدس... ولكن  فيما هو متفكر فى هذه الأمور وإذ ملاك الرب ظهر له قائلا لا تخف أن تأخذ  مريم امرأتك لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس فستلد ابنا وتدعو اسمه يسوع  لأنه يخلص شعبه من خطاياهم، وهذا كله كان لكى يتم ما قيل من الرب  بالنبي القائل " هوذا العذراء تحبل وتلد ابنا،  ويدعون اسمه عمانوئيل  الذى تفسيرة الله معنا... ويستكمل متى الرسول فى الاصحاح الثانى: ولما ولد يسوع  فى بيت لحم اليهودية  فى أيام هيرود الملك اذ مجوس من المشرق قد جاءوا إلى اورشليم قائلين اين هو المولود ملك إسرائيل فأننا رأينا  نجمه فى المشرق واتينا لنسجد له... فلما سمع هيرودس الملك اضطر ب وارسل المجوس وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبى ومتى وجدتموه أخبرونى لكى اتى أنا أيضا واسجد له ( بينما هو يضمر فى حقيقة نفسه ان يقتله ) ذهبوا واذا النجم الذى رأوه  فى المشرق يتقدمهم حتى جاء  ووقف فوق حيث كان الصبى، فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا  واتوا الى البت مع مريم امه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا  ذهبا ولبانا ومر ا  ولم يرجعوا الى هيرودس  وبعدما انصرفوا اذ ملاك الرب قد ظهر ليوسف فى حلم قائلا: قم وخذ الصبي وامه واهرب الى مصر... لان هيرودس  مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه  فقام واخذ الصبى وأمه ليلا وانصرف إلى مصر لكى يتم ما  قيل  بالنبي القائل من مصر دعوت ابنى. وتباركت أرض مصر بقدوم العائلة المقدسة.. 
لذا فحدث الميلاد حدث فريد الذى لم يحدث مثله من قبل ولن يأتى  نظيره فيما بعد، انه التفضل من صاحب الفضل أن يولد لإسعاد من ليس لهم فضل ويخلصهم من خطاياهم، إنه الحدث الوحيد الذى به ودون سواه يخلص الشعب من خطاياهم. 
ففى ميلاد يسوع  ذلك المولود الذى شرف الوجود أنار لنا الحياة والخلود، نور أشرق على الجالسين فى الظلمه وظلال الموت. 
سيدى يا من جئت بالحب والخلاص والسلام لجنس البشر أشرق بسلامك يا ملك السلام ألم تقل سلامى لكم سلامى أعطيكم سلامى اترك لكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم فلتشرق بالسلام الإلهى على منطقتنا فى الشرق الأوسط بل والعالم كله وتبدد الحروب والقتل والدمار ليحل محله السلام والأمان  والرجاء فى حياة أفضل.

نشأت أبو الخير 

مقالات مشابهة

  • الإمارات تواصل توزيع «كسوة الشتاء» على النازحين في غزة
  • مأرب: تدشين مشروع “دفء الشتاء” لدعم أبطال الجيش في الجبهات
  • نشأت أبو الخير يكتب: المولود الذي شرف الوجود.. وأنار الحياة والخلود
  • خلال 5 سنوات.. تقرير يكشف مقتل وإصابة 136 شخصا جراء حرائق في مخيمات النازحين بمأرب
  • سلاحك ضد البرد.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول الحمضيات في الشتاء؟
  • توزيع ألحفة على 500 أسرة بقرى الفيوم
  • قصة ممرضة هندية محكوم عليها بالإعدام في اليمن بتفاصيل مريرة وشائكة
  • معاناة نازحي غزة في مواجهة الشتاء القارس: مأساة إنسانية تتفاقم
  • غزة تحت وطأة الحصار والبرد القارس| الإغاثة الإسلامية: وقف إطلاق النار ضروري لإنقاذ الأطفال من الموت البطيء
  • عبادة في الشتاء أوصى بها النبي.. تعرف على أجرها الكبير