بغداد اليوم - طهران 

علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الاثنين (23 كانون الأول 2024)، على ما ذكرته "بغداد اليوم"، أمس بأن طهران تلقت رسالة من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبر سلطنة عمان بشأن المفاوضات النووية.

وقال بقائي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي عن إرسال ترامب رسالة إلى إيران": ليس لدي معلومات.

وفيما يتعلق بالمفاوضات، لم نترك الطاولة قط وكان علينا مواصلة المفاوضات، فإذا احترمت الأطراف الأخرى آداب المفاوضات فليس لدينا أي مانع من إجراء مفاوضات من أجل ضمان مصالح الشعب الإيراني".

وكشف بقائي إنه "من المقرر أن تعقد المحادثات مع الأوروبيين في منتصف شهر يناير/ كانون الثاني 2025"، مبيناً " إن هذه المحادثات ستستمر بموافقة الطرفين، وتم الاتفاق في الاجتماع السابق على أن تستمر هذه المحادثات بنفس المضمون والطبيعة، ونرفع مطالبنا وهواجسنا فيما يتعلق بالمنطقة وقضايا أخرى، والمسألة النووية هي واحدة منها. تم تحديد الموعد وسيكون في الأسبوع الأخير من شهر يناير".

وكشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الأحد (22 كانون الأول 2024)، عن تسليم دونالد ترامب طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.

وقال المصدر لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن"، مضيفا أن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداده للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".

وأوضح المصدر الإيراني أن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي"، لافتا إلى أن "الرسالة الأمريكية توحي بأن ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أميركا ستلتزم به".

ويرى المصدر أن "حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

قوة مُبالغ فيها.. ماذا تبقّى من "المحور الإيراني"؟

يرى الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين الفرنسيين، أنّ التطوّرات الأخيرة التي حدثت في سوريا، تُوفّر فرصة ثمينة للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، من زاوية استغلال كونها الطرف الأضعف، بعد فُقدان نفوذها في الشرق الأوسط.

وتنبع الأحداث الحاسمة التي طرأت على الوضع في الشرق الأوسط، في نهاية المطاف من الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والقرار المُتهوّر الذي اتخذه حزب الله اللبناني بدعمها، فيما وجدت طهران نفسها غير قادرة على مُساعدتهم في مواجهة الردّ الإسرائيلي العنيف.

ولا يعني سقوط نظام الأسد خسارة إيران الآن لدولة حليفة فحسب، بل أيضاً أنّ إمدادات حزب الله ستصبح أكثر تعقيداً، الأمر الذي يجعل من الصعب تصوّر إعادة بناء قُدراته العسكرية.

TRIBUNE. La perte d’influence de Téhéran au Proche-Orient, accentuée par la chute de Bachar el-Assad, ouvre une fenêtre de tir pour relancer les discussions sur l’encadrement du programme nucléaire iranien.https://t.co/IgC7M3oHpI

— Le Point (@LePoint) December 11, 2024 تغيير كبير

واعتبر الدكتور إيمانويل فاتاناسينه، الأستاذ والباحث الفرنسي في التاريخ والجغرافيا السياسية، أنّ الانتصار المُفاجئ للتحالف الذي قادته هيئة تحرير الشام ضدّ نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أدّى إلى تغيير كبير في ميزان القوى في الشرق الأوسط.

ولكن برأيه، فإنّه ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الحرب الأهلية قد انتهت للتو، فالشكل الذي سيتخذه النظام السوري المقبل (على افتراض احتفاظ البلاد بتماسكها) ليس واضحاً.

وأوضح أن التجربة تؤكد أنّ الحركات الديمقراطية نادراً ما تكون ندّاً للجماعات الإيديولوجية المسلحة مثل هيئة تحرير الشام، وهي تطور للجماعة المتطرفة "جبهة النصرة- تنظيم القاعدة"، التي لا يزال مؤسسها أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) هو الزعيم.

قوة مُبالغ فيها

ويرى فاتاناسينه أنّه من بين "محور المقاومة" الذي بنته الجمهورية الإسلامية، فإنّ الروابط الوحيدة التي لا تزال اليوم في حالة قتال هي الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية العراقية. علاوة على ذلك، تضررت مصداقية إيران إلى حدّ كبير بسبب عجزها عن إلحاق ضرر ملموس بإسرائيل (لا سيّما بعد صدمة اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي جاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، في المنطقة الأكثر أماناً في طهران)، فيما فرّ المُستشارون العسكريون الإيرانيون على عجل من سوريا.

ومن المؤكد أنّ سرعة انهيار النظام السوري، التي لا بدّ أنّها فاجأت مُقاتلي هيئة تحرير الشام أنفسهم، لم تترك سوى القليل من الوقت لإيران للرد. وكانت خسارة طهران قاسية لحليف مُهم، تمّ استثمار الكثير من الموارد لحمايته، وهو ما يُثبت أيضاً أنّ القوة الإيرانية كان مُبالغاً فيها.

En direct, Syrie : la Turquie dit avoir convaincu la Russie et l’Iran de ne pas intervenir pendant l’offensive des rebelles https://t.co/tITs5qZQ7i

— Le Monde (@lemondefr) December 13, 2024 من إيران إلى تركيا

ومن جهتها، رأت مجلة "لو بوان" أنّ إضعاف ما يُسمّى "محور المقاومة" الموالي لإيران، وخاصة حزب الله، يُشكّل خبراً طيباً. ولكن مبدأ توازن القوى يتطلب من الغرب الآن الحرص على ألا يُفيد انسحاب النفوذ الإيراني الآخرين بشكل مُفرط، وخاصة تركيا، التي قد تستسلم لإغراء قيادة النظام السوري الجديد ضدّ المناطق الكردية، التي أصبحت بحكم الأمر الواقع ذات حُكم ذاتي خلال الحرب الأهلية.

ويُشكّل استيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة في سوريا، بالفعل نجاحاً جديداً للنفوذ التركي بعد انتصار أذربيجان على أرمينيا في عام 2020، بالإضافة لاختراقات ناحجة لأنقرة في ملفات عدّة.

وبالمُقابل، فإنّه من المؤكد أنّ الرهان على بقاء النظام الإيراني الحالي على المدى الطويل ليس الحل الأمثل للشرق الأوسط، رغم مخاطر الدور التركي. ونظراً للعرقلة التي يواجهها من قبل رجال الدين والحرس الثوري، فإنّ أيّ ديناميكية عميقة لتحرر طهران تبدو مستحيلة داخله.

حان وقت التفاوض

وحسب المجلة الفرنسية، يبدو أنّ الوقت قد حان لكي تقوم الدبلوماسية الأوروبية والفرنسية بشكل خاص، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بإعادة إطلاق المفاوضات الرامية إلى تنظيم البرنامج النووي الإيراني.

وكان الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، قد أعلن خلال الحملة الرئاسية، أنّه يجب توقيع اتفاق مع إيران - على الرغم من أنه دفن في عام 2018 اتفاق فيينا، الذي أبرمه باراك أوباما في عام 2015. ومن شأن ذلك أن يسمح للجمهورية الإسلامية بإنعاش الاقتصاد الوطني إلى حدّ ما واستعادة حيز المناورة في الميزانية، مقابل التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يهدف إلى تطوير سلاح نووي.

ومن المؤكد أن تكلفة اتفاق من هذا النوع، هي السماح للنظام الإيراني بتحقيق استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الداخل مع تمويل الجماعات المسلحة في الخارج. لكن في ظل الوضع الجديد الناشئ في الشرق الأوسط، حيث يتعين على إيران أن تقصر نفوذها على العراق واليمن، فإنّ هذا رهان تفوق فوائده مخاطره بكثير، خاصة وأن الجمهورية الإسلامية لم تكن قط أقرب من اليوم إلى تحقيق مستوى التخصيب اللازم لتصنيع الوقود النووي والقنبلة النووية.

Chute de Bachar el-Assad : il faut négocier avec l’Iran https://t.co/cUYIA8SBS0 via @LePoint

— Le Miroir Persan (@Lemiroirpersan) December 12, 2024 الاقتصاد مُقابل السياسة العدوانية

وعلى الرغم من أنّ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان لا يتمتع بسلطة عليا داخل النظام، إلا أنّه ينتمي إلى الاتجاه الذي يُفضّل التنمية الاجتماعية والاقتصادية على السياسة الخارجية العدوانية.

ويرى الخبير الاستراتيجي فاتاناسينه، أنّ التوصل إلى اتفاق نووي سوف يُشكّل نصراً مُهمّاً يُحسب للرئيس الإيراني، شريطة أن يتمكن بطبيعة الحال من إقناع المرشد الأعلى علي خامنئي.

ومن شأن الرئيس ترامب أيضاً أن يستفيد، على المستوى الشخصي، من التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، فمن المرجح أنّه سيسعى للحصول على أقصى قدر من التنازلات من طهران. وقد تضطر إيران إلى دفع ثمن الاتفاق النووي من خلال الوقف الدائم لدعمها لحركتي حماس وحزب الله.

مقالات مشابهة

  • سبقت سقوط الأسد بـ 4 أيام.. كشف فحوى رسالة أمريكية إلى طهران عبر بغداد
  • سبقت سقوط الأسد بـ 4 أيام.. كشف فحوى رسالة أمريكية إلى طهران عبر بغداد - عاجل
  • البيت الأبيض يحذر إدارة «ترامب» من سلاح إيران النووي
  • مستشار الأمن القومي: ترامب أمام فرصة حقيقية لإبرام اتفاق نووي مع إيران
  • مسؤول مقرب من الحكومة الإيرانية لـبغداد اليوم: ترامب سلم طهران مؤخراً رسالة عبر مسقط للتفاوض
  • مقرب منها يكشف لـبغداد اليوم حقيقة تلقي الفصائل العراقية طلبات لحل نفسها
  • مقرب منها يكشف لـبغداد اليوم حقيقة تلقي الفصائل العراقية طلبات لحل نفسها - عاجل
  • الخارجية الإيرانية: مزاعم بريطانيا وأستراليا حول إيران لا أساس لها من الصحة
  • قوة مُبالغ فيها.. ماذا تبقّى من "المحور الإيراني"؟