مُحمّلة بالحبوب.. كيف تحدّت هذه السفينة الحصار الروسي في البحر الأسود؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
سلطت صحيفة "تايمز" البريطانية في تقرير الضوء على قصة سفينة شحن دولية تحمل حبوباً أوكرانية، تحدّت التهديدات الروسية بفرض حصار بحري على البحر الأسود، وأبحرت خارج ميناء أوديسا.
غادرت السفينة جوزيف شولت، وهي سفينة ترفع علم هونغ كونغ، الميناء في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي مع 30,000 طن من البضائع، بما في ذلك 2,114 حاوية من المنتجات الغذائية، وفقا لأولكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني.
وهذه هي المرة الأولى التي تبحر فيها سفينة شحن من أوديسا منذ انسحاب روسيا من صفقة الحبوب في البحر الأسود الشهر الماضي، محذرة من أن السفن المدنية التي تحمل شحنات أوكرانية ستعتبر أهدافاً عسكرية مشروعة.
على الرغم من التهديدات القاسية من موسكو، أظهرت بيانات تتبع السفن أن جوزيف شولت كان قبالة سواحل رومانيا في طريقها إلى تركيا، بحلول صباح الخميس.
The first ship that used Ukraine's Black Sea 'humanitarian corridor' is crossing through Turkey's Bosphorus Strait, a @Reuters witness said. The Hong-Kong-flagged Joseph Schulte container arrived in Istanbul https://t.co/DLwTUEPhF7 pic.twitter.com/Yome1GIuPM
— Reuters (@Reuters) August 18, 2023وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "لقد اتخذت أوكرانيا للتو خطوة مهمة نحو استعادة حرية الملاحة في البحر الأسود".
حوصرت حوالي 25 سفينة في موانئ أوديسا وبيفديني وتشورنوموريتس الأوكرانية منذ أن تخلت روسيا عن الصفقة، والتي كان لها الفضل في خفض أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم بنسبة 20%، وفقا لديميترو بارينوف، نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الموانئ البحرية الأوكرانية.
مشكلة عالميةوأدى التخلي عن صفقة الحبوب، التي سمحت لأوكرانيا بتصدير 33 مليون طن من الذرة والقمح وزيت عباد الشمس، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم مرة أخرى، كما يشير التقرير.
في مقابلة مع "تايمز" اتهم بارينوف البحرية الروسية بالتصرف مثل "القراصنة"، وقال: "إنها قضية عالمية وليست قضية إقليمية. هذه ليست مشكلة أوكرانية لا يستطيع المزارعون بيع منتجاتهم إلى السوق، إنها مشكلة عالمية".
وأضاف "الكثير من البلدان تعاني بسبب ذلك.. إنه أمر يغذي التضخم، وإذا كنت في إثيوبيا أو كينيا أو بنغلاديش، فهذا أمر كارثي.. البحر الأسود هو بحر دولي، وليس بحراً روسياً أو بحراً أوكرانياً.. إنهم يتصرفون مثل القراصنة".
وتمتلئ مرافق التخزين حول أوديسا في وقت حاسم من العام للمزارعين الأوكرانيين، بعد حصاد محصول القمح في وقت سابق من هذا الصيف ومع اقتراب أزهار عباد الشمس من الإزهار الكامل.
وشهدت الصحيفة طوابير طويلة على الطرق المحيطة بأوديسا، بينما كان سائقو الشاحنات ينتظرون تفريغ بضائعهم في الميناء.
حصاد ضئيلومن المتوقع أن يكون حصاد عام 2023 أقل من 60 مليون طن تم جمعها العام الماضي، وفقاً لميكولا هورباشوف، رئيس جمعية الحبوب الأوكرانية، إذ كان حصاد عام 2021، العام السابق للحرب الروسية الأوكرانية، رقماً قياسياً بلغ 106 ملايين طن.
A container ship set off from Ukraine's Black Sea port of Odesa in a test of Russia's threat to attack shipping. The departure of the Joseph Schulte vessel followed a new Russian attack on Ukraine's grain export infrastructure https://t.co/lCUFqxDklj pic.twitter.com/KQaPmbOV94
— Reuters (@Reuters) August 16, 2023وتصاعدت التوترات في البحر الأسود منذ انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في 17 يوليو (تموز).. ويوم الأربعاء، أعلنت إدارة الأمن الأوكرانية مسؤوليتها عن ثلاث ضربات أخيرة على جسر كيرتش في شبه جزيرة القرم وسفينتين روسيتين، حيث كشفت النقاب عن طائرتها البحرية "سي بيبي" التي استخدمت في تنفيذ الهجمات.
وفي تصريح سابق قال فاسيل ماليوك، رئيس إدارة أمن الدولة: "يتم إنتاج هذه الطائرات من دون طيار في منشأة إنتاج تحت الأرض في أراضي أوكرانيا.. نحن نعمل على عدد من العمليات الجديدة المثيرة للاهتمام، بما في ذلك في مياه البحر الأسود.. أعدكم، سيكون الأمر مثيراً، خاصة لأعدائنا".
في غضون ذلك، زعمت موسكو أنها أطلقت طلقات تحذيرية من سفينة دورية فاسيلي بيكوف على سوكرو أوكان، وهي سفينة شحن ترفع علم بالاو، الأسبوع الماضي.. ونشرت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق لقطات لطائرة هليكوبتر من طراز كا-29، وهي تصعد على متن السفينة أثناء توجهها إلى ميناء إسماعيل على نهر الدانوب.
هجمات متبادلةوهو ما شكل مأزقاً لسفن الشحن الدولية عند مصب نهر الدانوب، حيث يحاول المصدرون استخدام الموانئ الأوكرانية على طول النهر كبديل للموانئ المحاصرة حول أوديسا.
وردت موسكو بشن موجات من الصواريخ وهجمات بطائرات من دون طيار على مينائي إسماعيل وريني في الدانوب، اللتين تقعان على بعد مئات الأمتار فقط من رومانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.
كما استهدفت أحدث هجمات الطائرات من دون طيار الروسية في وقت سابق من هذا الأسبوع صوامع الحبوب والمستودعات في ريني، ما أدى إلى تدمير أطنان من الحبوب الأوكرانية.
وقال بارينوف إن طابوراً آخر من السفن التي تنتظر دخول البحر الأسود تشكلت عند مضيق البوسفور، موضحاً أن إعادة فتح الموانئ البحرية الأوكرانية أمر حيوي لتحقيق الاستقرار في أسعار المواد الغذائية الدولية.
وتابع "لا توجد طريقة أخرى.. لا يمكننا المقارنة مع محطات الموانئ العميقة الكبيرة التي يمكنها تحميل أكثر من 100,000 طن في ثلاثة أيام، نحن مستعدون ونبقي جميع موظفينا على كشوف المرتبات.. هذا هو السبب في أن الميناء كان قادراً على استئناف العمليات في أسبوع واحد، بعد أن تم حظره لمدة 6 أشهر في بداية الحرب.. ونحافظ على الأرصفة والسكك الحديدية والطرق في حالة جيدة، كما يمكننا الاستئناف تقريباً على الفور".
كما نفى المخاوف بشأن الألغام البحرية في البحر الأسود، بعد انفجار عبوة ناسفة على جدار بحري في منتجع شاطئي روماني هذا الأسبوع، وقال: "خلال عام ونصف من مبادرة الحبوب في البحر الأسود، دخلت السفن وخرجت ولم نتعرض لحادث".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني فی البحر الأسود فی وقت
إقرأ أيضاً:
إسبانيا تزيد وارداتها من الحبوب المغربية بنسبة 625% وتخفض أسعار منتجها المحلي بنسبة 45%
سجلت إسبانيا زيادة هائلة بنسبة 625% في وارداتها من الحبوب القادمة من المغرب خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، مما يعني مضاعفتها بأكثر من سبع مرات، لتصل قيمتها إلى 1.5 مليون يورو، وفقًا لبيانات وزارة الاقتصاد والتجارة نقلها موقع OKDIARIO.
وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع المعروض من هذه المنتجات بسبب الواردات الخارجية يؤدي إلى انخفاض الأسعار المحلية. ووفقًا لاتحاد « Unión de Uniones »، وهو ثاني أكبر اتحاد زراعي في إسبانيا، اضطر المزارعون المحليون إلى تخفيض أسعار الحبوب بنسبة 45% منذ مايو 2022.
ولا يقتصر الأمر على شراء الحبوب من المغرب، بل يشير ممثلو القطاع الزراعي إلى أن كميات ضخمة من الحبوب الأوكرانية تتدفق إلى السوق الإسباني أيضًا. ووفقًا للإحصائيات، بلغت واردات الحبوب الأوكرانية 8.4 مليون طن في عام 2023، ونحو 6.5 مليون طن خلال النصف الأول من عام 2024.
وتؤكد « Unión de Uniones » أن « أكثر من نصف الحبوب الأوكرانية التي تدخل الاتحاد الأوروبي تتجه إلى إسبانيا، وبأسعار منخفضة للغاية »، وهو ما يعتبرونه « عاملًا رئيسيًا في انهيار أسعار الحبوب المحلية بنسبة 45% منذ مايو 2022 ».
يذكر اتحاد المزارعين أن اللوائح الداعمة لأوكرانيا تضمنت بعض التدابير الحمائية لمنتجات حساسة داخل الاتحاد الأوروبي، قائلًا: « إذا تم تطبيق نفس المعايير على واردات القمح والذرة من أوكرانيا إلى إسبانيا، لكان ينبغي إعادة فرض التعريفات الجمركية التي أُلغيت ».
في هذا السياق، قفزت واردات إسبانيا من الحبوب المغربية من 240 ألف كيلوغرام في عام 2023 إلى 1.87 مليون كيلوغرام في عام 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 680% خلال عام واحد. وبالتوازي مع ذلك، ارتفعت قيمة هذه الواردات من 205,295 يورو إلى 1,489,370 يورو، بزيادة قدرها 625% في غضون 12 شهرًا فقط.
وهذا يعني أن حجم الواردات ينمو بوتيرة أسرع من قيمتها المالية، مما يجعل استيراد الحبوب من المغرب أرخص، وهو ما يؤثر سلبًا على المنتجين المحليين.
يواصل المزارعون الإسبان احتجاجاتهم بسبب الفجوة في تكاليف الإنتاج بين الداخل والخارج، محذرين من أن هذه المشكلة ستتفاقم إذا تم تمرير الاتفاقية التجارية بين الاتحاد الأوروبي ودول ميركوسور (تكتل اقتصادي يضم دول أمريكا الجنوبية).
في 6 مارس، أُطلقت تحذيرات صحية في إسبانيا، حيث تم اكتشاف شحنة من الفراولة المغربية تحتوي على فيروسات مسببة لالتهاب الكبد A، وفقًا لما أعلنه نظام الإنذار السريع للأغذية والأعلاف (RASFF) بعد فحص شحنة تم استيرادها في 19 فبراير.
ولاحقًا، تم العثور على شحنتين أخريين من الفراولة بنفس المواصفات، وكانت إحدى الشحنات في طريقها إلى أحد المتاجر قبل أن يتم منعها من الوصول إلى المستهلكين.
لم تتوقف المخاوف عند الفراولة، حيث تم الكشف عن فواكه أخرى مستوردة من المغرب تحتوي على مواد سامة. وكان المزارعون الإسبان قد حذروا مرارًا من أن العديد من الأغذية المستوردة إلى الاتحاد الأوروبي، خاصة من إفريقيا، تحتوي على مبيدات محظورة في أوروبا.
على سبيل المثال، كشفت تحاليل مخبرية أن الزيتون والأرز المستوردين من المغرب يحتويان على مبيد الكلوربيريفوس بتركيز 0.067 ملغ/كغ، في حين أن الحد الأقصى المسموح به من قبل الاتحاد الأوروبي هو 0.01 ملغ/كغ، مما يعني أن هذه المنتجات تحتوي على ما يقارب سبعة أضعاف الحد القانوني للمادة الكيميائية.
كلمات دلالية إسبانيا المغرب تجارة حبوب مبادلات