أكدت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الإسلام قد وضح بجلاء الحقوق التي يجب على الأب أن يوفرها لأطفاله منذ لحظة إنجابهم، لافتة إلى أن القرآن الكريم قد حث على رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم، إذ ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوْا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا" (التحريم: 6)، فالأهل هنا هم كل من يتولى الإنسان مسؤوليتهم، بما فيهم الأبناء.

وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ببرنامج "حواء"، أن تعليم الأطفال في الإسلام يبدأ من سن مبكرة، حيث يأمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين بأن يُصلوا ويصبروا على الصلاة، كما في قوله: "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا" (طه: 132)، وهذه وصية عظيمة تدل على أهمية تربية الأبناء على الطاعات منذ الصغر.

وأشارت إلى قصة سيدنا لقمان مع ابنه، والتي تعد من أروع الأمثلة على كيفية تعليم الأبناء القيم والأخلاق، حيث كان لقمان يعظ ابنه ويزرع فيه مبادئ عظيمة من بينها إصلاح علاقته بالله سبحانه وتعالى، والتواضع، وتجنب التفاخر، لافتة إلى أن هذه القيم التي غرسها سيدنا لقمان في ابنه هي نموذج واضح لما يجب أن يتعلمه الأب من كيفية توجيه أولاده، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع الله ومع الناس.

كما استشهدت بقصة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابي عمرو بن أبي سلمة، عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يده تتنقل في الطعام بشكل غير مرتب، فأوصاه قائلاً: "يا غلام، سَمِّ اللهَ، وكل بيمينك، وكل مما يليك"، مضيفة: "هذه التوجيهات النبوية تعلمنا أهمية العناية بالأطفال وتعليمهم أداب الطعام وأداب الحياة، في إطار من الأخلاق والاحترام."

وأكملت  أن السنة النبوية مليئة بالمواقف التي تظهر حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم وحق الأطفال وتوجيههم بشكل حكيم، مشيرة إلى حديث آخر مع عبد الله بن عباس حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك..."، مما يعكس اهتمام الإسلام الكبير برعاية الأطفال وتعليمهم من خلال المواقف الحياتية اليومية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإسلام السنة النبوية رعاية الأطفال القرآن الكريم الأطفال المزيد النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

زكاة الفطر في الإسلام.. لماذا شُرِعت وعلى من تجب ووقت إخراجها؟

أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن زكاة الفطر شُرعت لتطهير الصائم من الإثم والمعصية، وجبرًا لما وقع في أثناء صومه من نقص وتقصير.

هل قيمة زكاة الفطر 35 جنيها للجميع؟.. الإفتاء تصحّح خطأ شائعازكاة الفطر ووجوب إخراجها.. مدير إدارة الرواق بالجامع الأزهر يوضح

كما شرعت زكاة الفطر، لإغناء الفقراء عن الحاجة والسؤال في يوم العيد؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ ...». [أخرجه أبو داود وغيره].

على من تجب زكاة الفطر؟

كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن زكاة الفطر تجب على كل مسلم ذكر أو أنثى، كبير أو صغير، غنيّ أو فقير، توفَّر لديه ما يكفيه لقوته وقوت أولاده من حاجاته الأصلية يوم العيد وليلته.

وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إلى أن زكاة الفطر لا تجب عمن تُوفّي قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، ولا عن الجنين إذا لم يولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، وإن كان يُستحب إخراجها عن الجنين عند بعض الفقهاء.

وأضاف أن زكاة الفطر يخرجها المسلم عن نفسه وزوجه، وعن كل من تلزمه نفقته كـ (أولاده الصِّغار، والكبار الذين هم تحت ولايته، والوالدين الفقيرين)؛ فزكاة الفطر تابعة للنَّفقة.

وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه يجوز في زكاة الفطر أن يُخرجها المُسلم بنفسه، ويجوز أن يُوكّل غيره في إخراجها عنه.

مكان إخراج زكاة الفطر

أضاف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن مكان إخراج زكاة الفطر الأصل فيه أن يخرجها المُزكي في البلد الذي يقيم فيه؛ لكون زكاة الفطر تتعلق بالأبدان، ويجوز أن ينقلها إلى بلد آخر كبلده الأصلي إذا كان مُغتربًا لمصلحة مُعتبرة.

وأشار إلى أنه يُستحب إخراج زكاة الفطر بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان وقبل صلاة عيد الفطر.

ويجوز إخراجها من أول شهر رمضان إلى غروب شمس يوم العيد.

 هل تُجزئ القيمة في زكاة الفطر؟

أكد المركز أن الأصل أن تخرج زكاة الفطر طعامًا من غالب قوت البلد، ويجوز إخراج قيمة ذلك الطعام مالًا، ويُراعَى في ذلك مصلحة الفقير.

وتُعطى زكاة الفطر للفقراء والمساكين وكل المصارف المالية التي ذكرها الله- عز وجل- في آية مصارف الزكاة، قال- تعالى-: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:60]، كما يجوز أن تُعطَى لفقير واحد، أو أن تُوزَّع بين عدة أشخاص.

مقدار زكاة الفطر

أوضح مركز الأزهر أن مقدار زكاة الفطر صاع من غالب ما يتخذه النَّاس قوتًا بالبلد، كالقمح والأرز واللوبيا والعدس والفول والزبيب، وغير ذلك مما يُقتات.

وتابع: والصَّاع من القمح ما يساوي بالوزن: 2,04 (اثنان كيلو وأربعون جرامًا) تقريبًا، ومتوسط الصَّاع من بقية السِّلع التي يجوز إخراج الزكاة عليها كالأرز والفول والزبيب... إلخ يساوي: 2,5 (اثنان كيلو وخمسمائة جرام) تقريبًا.

مقالات مشابهة

  • موعد ليلة القدر 2025 وعلامات الاستدلال عليها من السنة النبوية
  • زكاة الفطر في الإسلام.. لماذا شُرِعت وعلى من تجب ووقت إخراجها؟
  • بماذا أخبرنا النبي عن علامات ليلة القدر؟.. الأزهر العالمي للفتوى يجيب
  • جامعة الفيوم تنظم مسابقة بعنوان "السيرة النبوية من الولادة حتى الوفاة"
  • تكريم الفائزين في ختام مسابقة "السنة النبوية" بنخل
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
  • فعاليات نسائية في حجة بذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام
  • المفتي: التشكيك في السنة استهداف مباشر للدين الإسلامي وتعاليمه
  • المفتي يوجه رسالة لمن يدَّعي التمسك بالقرآن الكريم ويرفض السنة
  • مفتي الجمهورية: التشكيك في السُّنة استهداف مباشر للدين الإسلامي