سياسة البنك المركزي في ضوء الامتثال المصرفي للمعايير الدولية بين جدل التوقعات والمتطلبات
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
يحتدم النقاش حول خطوات البنكالمركزي العراقي تجاه الفدرالي الاميركي والخزانة الاميركية والتشكيك بأنها خطوات غير صحيحة في ادارة السياسة النقدية ،لا بل ذهبت آراء اخرى الى التحذير من وقوع انهيار مصرفي نتيجة لتلك الاتفاقات وما سينجم عنها في مطلع العام المقبل من ارتباط للمصارف العراقية /العربية مع البنوك الاميركية المراسلة، وصفته تلك الآراء بالتخبط والخطأ في اتباع سياسات نقدية غير مناسبة للوضع الاقتصادي الحالي.
لذا نقول في هذا الشأن وننبه الى عدم صحة هذه الآراء فيما اذا حملناها على محمل حسن النية، اذ ان الخطوات والاجراءات المذكورة ماهي الا انعكاس لسياسة البنك المركزي لدعم الاقتصاد الوطني في توجهاته نحو تأسيس علاقات مع المصارف المراسلة العربية والدولية والانتقال التدريجي لعمليات تعزيز الرصيد المسبق لحسابات هذه المصارف وهذا ينسجم مع ما اعلنه البنك المركزي العراقي عام 2023 في خطته بالتقليل التدريجي من الاعتماد على المنصة الالكترونية وصولاً لانهاء العمل بها خلال العام 2024 واقتصارها على عمليات تسجيل التحويلات المالية لاغراض الرقابة والتدقيق والتحليل. فقد أكد محافظ البنك المركزي في العديد من المواضع ان البنك المركزي مصمم على دعم المصارف العراقية وتعزيز قدراتها وتهيئتها للعمل وفق الممارسات والاتفاقيات الدولية التي تصب باتجاه بناء وتعزيز قدرات مصارفنا دوليا.
ان اجراءات السياسة النقدية لربط المصارف العراقية والعربية الستة بمصارف عالمية مرموقة وقادرة ومتمكنة،، هو عين الصواب المتناعم مع واقع النشاط والممارسة الدولية في عمليات الاستيراد وتحويل العملات وحركة المالعبرالمصارف العالمية المرموقة .ذلك ان تطبيق هذا الاجراء من المتوقع ان يسهم فيما يأتي:
ضبط عمليات تحويل الاموال وتشخيص الجهات النهائية التي سيصل اليها، ومنه ستكون مفصلا رقابيافي مرحلة ما قبل التحويل بديلا عن المفصل الرقابي البعدي .
الربط المذكور يدعم عددا من مصارفنا المؤهلة تجاه رفع مكانتها مصرفيا وزيادة مقبوليتها ونفاذها عالميا ، ولاسيما ان اغلب المصارف العراقية تعاني من مشاكل ادارية وتنظيمية على المستويين التشغيلي والاستثماري.
تحجيم المصارف التي تقع ضمن القوائم السوداء التي تمارس نشاطات غير رسمية تتأطر حول تهريب او بيع الدولار بالسعر الموازي، على حساب ممارستها للنشاط المصرفي داخل حدود الاقراض والاستثمار .وتحفيزها نحو اعادة بناء نشاطاتها داخل حدود العمل المصرفي الحقيقي.
وبناء على تحقق النقاط اعلاه وفي ضوء تحسن الموقف الدولي من المصارف العراقية بعد اتباعها سياسة الربط والامتثال وما ينجم عنه من ضبط وتحجيم عمليات تهريب الدولار وغسيل الاموال ، فان من المتوقع ان يكون نواة لجذب استثمارات مالية جديدة من الممكن ان تعمل على مسارات التنمية لقطاعات اقتصادية رائدة ، سيتولد استقرار في دورة الطلب على الدولار ومنه استقرار مستويات الاسعار على المستوى متوسط او طويل الاجل.
لامحالة ستحدث فجوة سعرية تعمل على رفع مستويات التضخم لكنها لن تلبث ان تزول بشرط ضرورة المضي بشكل علمي بتنفيذ اجراءات الربط والتحويل الدولي ضمن بنود وتعليمات الامتثال للمعايير الدولية وضرورة تحقق النقاط اعلاه .
لذا وفي هذا السياق نقترح متطلبات عدة لرفع قدرة المصارف العراقية نحو سلوك معايير الإمتثال وتحفيز علاقاتها مع البنوك المراسلة وتعزيز الثقة بادائها، من بينها :
اتباع قوانين الإمتثال والتشريعات الدولية الحديثة،التي تُصدرها المؤسسات والسلطات الرقابية الدولية، منها لجنة بازل، ومجموعة العمل المالي الدولية FATF والتي أصدرت توصياتها الاربعين لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. فضلا عن ان القرارات والقوانين الأميركية الصادرة من وزارة الخزانة، تمثل شروطا اساسية للإمتثال وتشكل حالة مستمرة للقطاع المصرفي في العالم، وليس للقطاع المصرفي العراقي والعربي فقط.
يتوجب على مصارفنا الاستثمار في البنى التحتية اللازمة لمشاريع التنمية العملاقة كطريق التنمية، وتطبيق التكنولوجيا المتطورةالتي تدعم بلوغ مراحل الامتثال الدولي.
دعم كل ما يؤدي الى تعميق الاسهام الفعال لمصارفنا في التنمية عبر اصدار التسهيلات القانونية والتيسير المالي لدعم دورة راس المال المصرفي تجاه التجارة الخارجية والصناعة والاستثمار.
لابد من اعتماد مبدأ الشفافية في العمليات المصرفية واعداد التقارير المالية؛ لبناء ثقة مستدامة مع المجتمع الدولي، واعداد خطة وطنية شاملة لتنمية القدرات والتدريب والتأهيل في مجال الامتثال المصرفي من خلال انشاء مفصل اداريمتخصصلهذا الغرض.
اذن تعد خطوة الربط هذه خطوة استراتيجية للسياسة النقدية للبنك المركزي العراقي، ذلك ان حجم القطاع المصرفي العراقي من الودائع يفوق 100 مليار دولار، مما يعد محفزا على تفعيل عمل المصارف. وفي نفس السياق اذا ما علمنا بان العراق يستورد ماقيمته 70 مليار دولار، فيكون من الاجدى اقتصاديا تغطّية هذه الأموال عبر قطاع مصرفي رصين يفتح اعتمادات ويرتبط مع النظام المالي العالميوالمؤسسات الدولية بكفاءة وشفافية.
يستنتج مما سبق وطبقا لأهمية خطوة الربط والامتثال ، بات على القطاع الخاص أن يكون جاهزاً للشروع فيتطوير وتمويل الاقتصاد الوطني وتحقيق النمو المنشود. ولا سيما بعد ان أبدى مصرف(جي بي مورغان) الأميركي اخيرا استعداده لدعم عمليات تمويل التجارة العراقية وهوالاكبر حجما ورصانة بين المصارف العالمية، وله دور كبير في عمليات المراسلة فيما بين البنوك على مستوى العالم.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار المصارف العراقیة البنک المرکزی
إقرأ أيضاً:
البنك المركزي الأردني يطلق جائزة لطلاب الجامعات .. تفاصيل
#سواليف
أعلن محافظ #البنك_المركزي الأردني، رئيس هيئة مديري #صندوق_الحسين_للإبداع والتفوق الدكتور عادل الشركس، إطلاق #جائزة صندوق الحسين لمشاريع التخرج في #الجامعات_الأردنية (انطلق)، لتحفيز الشباب الأردني على تقديم أفكار ابتكارية وحلول لمشكلات وتحديات تواجه المملكة في السنوات المقبلة.
وقال الشركس خلال حفل الإطلاق الذي حضره ممثلون عن جامعات أردنية، إن فكرة الجائزة جاءت إيمانا بدور الشباب الفاعل في بناء المجتمع ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، بهدف توجيههم نحو إيجاد حلول لتحديات المجتمع المحلي، وإتاحة الفرص أمام الطلاب لصقل مهاراتهم وتوسيع آفاقهم وتطوير أفكارهم لتصبح مشاريع ناشئة قادرة على إحداث تغيير إيجابي وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وأعرب عن أمله بأن تعزز الجائزة العلاقة بين القطاع الأكاديمي وسوق العمل، وأن تثمر عن مشاريع ابتكارية في مختلف مجالاتها تزود الاقتصاد الأردني بشباب مبدع مساهم في تحريك عجلة الاقتصاد.
مقالات ذات صلة جنرال إسرائيلي بارز: عملياتنا في غزة باتت تشبه حرب فيتنام 2025/01/08ودعا رؤساء الجامعات الأردنية إلى إيجاد آليات للتعاون مع إدارة الصندوق، لدعم فكرة الجائزة في الكليات المستهدفة والطلبة المقبلين على التخرج، لضمان تحقيق أقصى استفادة من الجائزة.
بدوره، قال مدير عام الصندوق الدكتور علي ياغي، إنه تم اختيار مجالات الجائزة بناء على تحليل شامل لخطة التحديث الاقتصادي، التي تركز على الأولويات التي نحتاج العمل عليها لتحقيق الأهداف الوطنية وأبرزها النمو الاقتصادي المستدام، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الأردني وتعزيز الريادة والابتكار.
وبين أن الجائزة تشمل مجالات تقنيات الطاقة والمياه وتكنولوجيا المعلومات والعلوم والخدمات الصحية والاستدامة البيئية والتخطيط والبنى التحتية والزراعة والأمن الغذائي.
وحول مسار الجائزة، قال ياغي إن الطلبة الراغبين بمشاركة مشاريعهم ضمن الجائزة سيتقدمون من خلال جامعاتهم، حيث ستجري كل جامعة تقييما أوليا للتأكد من مطابقة المشاريع لشروط الجائزة.
وأوضح أن كل جامعة سترشح للصندوق أفضل 10 مشاريع من جميع المجالات لتدخل ضمن عملية الفرز الأولي لأفضل المشاريع، ليصار إلى عرضها وتحكيمها ضمن معرض وطني للمشاريع المرشحة للفوز ثم إعلان وتكريم الفائزين من الطلبة والمشرفين.
وفيما يتصل بلجان التحكيم، قال ياغي إن الصندوق يحرص على أن يكون ضمن اللجان خبراء من القطاع الخاص، كل حسب مجاله، إلى جانب عدد من الأكاديميين من مختلف الجامعات الأردنية، كاشفا أن الصندوق يعتزم التعاون مع شركات عالمية رائدة في مجال دعم الطلاب وتنمية مهاراتهم، عبر شراكات رسمية سيتم الإعلان عنها لاحقا.
ودعا الصناديق العاملة في المملكة وحاضنات الأعمال الداعمة للريادة والابتكار، إلى التعاون مع الصندوق في تنفيذ البرامج التي يطبقها سواء في الجامعات أم في المدارس.
بدورهم، أكد رؤساء جامعات وممثلوها خلال اللقاء، أهمية الجائزة في تعزيز البحث والتطوير وربطه بالتحديات الوطنية واحتياجات سوق العمل، مثمنين جهود الصندوق لدعم الطلبة وتشبيك الفائزين منهم مع شركات عالمية تضيف لهم خبرات ومهارات في تسويق مشاريعهم وتعريف المستثمرين فيها.
يذكر أن صندوق الحسين للإبداع والتفوق، يعد أحد أذرع المسؤولية المجتمعية للقطاع المصرفي الأردني، ويعمل على تشجيع الإبداع والتميز في المجالات الثقافية والفنية والعلمية والاقتصادية.