يمانيون../

توسّع نطاق الحرب الجارية منذ أكثر من أربعة أشهر في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين في جنوب البلاد .
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة ان المعارك استؤنفت في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، بحسب الشهود، لتنهي هدوءاً استمر شهرين في المدينة المكتظة بالسكان التي باتت ملاذاً من القصف وأعمال النهب التي شهدتها أجزاء أخرى من دارفور.


ونقلت الوكالة عن سكان في المدينة أن أعمال العنف اندلعت مجددا في وقت متأخر الخميس، وأفاد أحدهم عن سماع دوي “معارك بالأسلحة الثقيلة قادمة من شرق المدينة”.
كما أفاد شهود عن أعمال قتالية في الفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان المحاذية لدارفور.
وامتدّ النزاع بالفعل إلى ولاية شمال كردفان التي تعد مركزا للتجارة والنقل بين الخرطوم وأجزاء من جنوب وغرب السودان.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

السودان في صلب اتفاق بيع غزة

محمد موسى جبارة

mmgubara@gmail.com

بينما يشتجر القوم في السودان بالمدرعات والطيران والمسيرات ويعملون على تدميره بصورة ممنهجة ودقة فائقة، ينشطر آخرون اميبيا بين تقدم وصمود وما خفي بينهما أعظم، هناك من يشحذ المدى بمكان ليس ببعيد عنهم لتقطيع أوصال ذلك الثور الجريح الذي عجز أهله عن الحفاظ عليه حيا. خطة تهجير أهل غزة مسألة يعرفها ويدرك مراميه ومآلها الكل، إلا الذين يمتهنون السياسة في السودان ... بعضهم تم اخطاره بها ووافق عليها لإغراض تخصه وتخص موقعه السياسي ومكونه المهني، والبعض الآخر كدأب السياسي السوداني البئيس، آخر من يعلم بما يجري حوله. هذا البلد التعيس بسياسييه وجيشه، ظل في ذهن صانع القرار السياسي المصري محط نفوذ مرتجى وحديقة خلفية لمصر منذ أن فشل الصاغ صلاح سالم في سعيه لتوحيد وادي النيل تحت مظلة عسكر يوليو 1952، وبعد أن حنث الرئيس إسماعيل الازهري بوعده لهم بإقامة دولة الأشقاء تحت التاج المصري، الذي لم يعد موجودا عندما تم التصويت على الاستقلال من داخل البرلمان في ديسمبر 1955. منذ زمن ليس ببعيد وتحديدا في فبراير 2014 أدلى على كرتي الإخواني السوداني وزير الخارجية وقتها، بتصريح لم يسبقه عليه أحد. إذ قال إن أراضي السودان شاسعة، وشماله من الخرطوم إلى وادي حلفا يسكنه مليون شخص فقط بينما 90 مليون مصري يعيشون في نفس المساحة من أسوان إلى الإسكندرية وبالتالي على المصريين أن يأتوا بالملايين لتعمير السودان. حقيقة لا أدري من أعطى هذا الشخص صفة الإله الراعي لشؤون شعب مصر ليصبح فرعونا أكثر من أعتى فراعنتها، بل من منحه الحق في أن يقرر في أمر بهذا القدر من الخطورة نيابة عن شعب السودان؟. بعد زمن قصير من حديث علي كرتي، وزيرة خارجية السودان التي أتت لذلك المنصب في غفلة من الزمن، رددت أمام "أخيها الأكبر" سامح شكري نفس القول، مصرحة بإن المصريين يمكنهم احتلال أرض شمال السودان لاستعمارها وزراعتها واستيطانها لأنها أرض يباب. إذن هناك مسؤولان سودانيان توليا أعلى درجة من المسؤولية السياسية يتنازلان طوعا لمصر لاحتلال أرض السودان. مفهوم أن يدعو لاستعمار السودان على كرتي المنتمي للإسلام السياسي عابر الأوطان، الذي لا يؤمن في الأصل بالوطن، غير أن الأمر الذي لم نتمكن من استيعابه وقتها وإلى يومنا هذا، أن تردد نفس الشيء حفيدة من "نجر" عبارة السودان للسودانيين وكان السبب في خلاص شعب السودان من كارثة حقيقية كانت ماثلة وقتذاك، في تمدد نفوذ دولة مصرية متخلفة يحتقر أهلها السوداني كإنسان. في الوقت الحالي، بينما يتداول المجتمع الدولي والإقليمي اقتراح ترمب بنقل فلسطينيي غزة إلى الأردن ومصر اللتين وافقتا حسب زعمه، على ذلك، وأحسبه صادقا رغم نفيهما الرسمي، إلا أن ما لم يتم ذكره في الاعلام إن تلك الموافقة بُنيت في شق منها على اقتراح مصري بأن تدعم أمريكا مصر في استيطان شمال السودان الذي وعدهم به على كرتي ومريم المهدي. مصر متأكدة بأن هناك من وافق مسبقا على مقترحها المستند على أن السودانيين ليس لديهم حس وطني تجاه بلدهم، بل هم مجموعة من الكسالى الذين لا يستحقون هذه الأرض الكبيرة الغنية والمعطاة، وهم على استعداد للتنازل عنها لمن شاء. رغم ذلك مازال البعض يستغرب استضافة مصر لذلك الكم الهائل من قادة ومنتسبي الإسلام السياسي السوداني بأريحيه لم تُعرف عنها من قبل، بل يزداد الاستغراب في دعمها لنظام إسلامي في السودان رغم محاربتها لإسلامييها داخل مصر. غير أن الامر في حقيقته لا يعدو عن كونه صفقة تمت بين النظام المصري وإسلاميي السودان بتمكينهم في السلطة مقابل تنازلهم عن شمال السودان، خصوصا عندما نعلم أن جل منتسبي ذلك النظام من سكان تلك الرقعة الجغرافية المراد تسليمها لمصر. مسألة غزة بالنسبة لترمب صفقة استثمار عقاري فحسب؛ وللسيسي وعلي كرتي وصلاح قوش وجنرالات الجيش السوداني المرتشين تعني إنقاذهم من المساءلة عن الجرائم ضد الإنسانية إذا ما رضي عنهم ساكن البيت الأبيض، ومتى ما تم تأمينهم وعائلاتهم من العودة إلى العوز الذي كانوا عليه قبل أن يصلوا إلى السلطة. احتمالية نجاح الصفقة كبير حسب ما هو متداول في أروقة المجتمع الدولي. سيباشر القوم بالاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية تقوم على علاقة تكاملية بالأردن، وهذا الأمر سيرضي طموح بعض العرب الذين ظلوا يرددون في الإعلام إنهم سيطبعون مع إسرائيل إذا وافقت على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا ما يتم التفاوض عليه حاليا بين ضفتي الأطلنطي. بالتأكيد لن يجرأ أحد على الوقوف في وجهة البلدوزر. سكان غزة الذين لا يتجاوزون المليوني شخص، سيصبح من السهل استيعاب بعضهم في المشروع السياحي الذي سيقيمه ترمب في غزة وفق إغراءات مالية كبيرة ستوفرها الشركات الامريكية، والبعض الآخر سيتم تحويله إلى شمال السودان عند إنشاء واحة استثمارية كبيرة تمتد حتى ساحل البحر الأحمر بتمويل خليجي ليعمرها المصريون والموافقون من أهالي غزة على التهجير وما تبقى من سكان شمال السودان الذين باعهم الإسلاميون لمصر بثمن بخس كدأبهم في التجارة بالدين.

محمد موسى جبارة جنيف

11 فبراير2025  

مقالات مشابهة

  • باني: المدينة التي بداخلها عصبية قبلية لا يمكن أن تُبنى وترتقي وتتقدم
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشّن المرحلة الثالثة من مشروع دعم الأمن الغذائي في ولاية الخرطوم بالسودان
  • دعوات أممية لوقف تدفق الأسلحة وإنهاء الحرب في السودان
  • زي النهارده.. دخول هولاكو عاصمة الخلافة العباسية بغداد
  • ارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء السودان
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزع 20 طنًا من التمور في مدن ولاية النيل الأبيض بالسودان
  • مظاهرة في حلب للمطالبة بشن عملية عسكرية ضد قسد والعمال الكردستاني
  • الدعم السريع تضرم النيران بأكبر مخيم للنازحين ودعوات أفريقية لوقف القتال بالسودان
  • السودان في صلب اتفاق بيع غزة
  • العثور على 55 جثة لمهاجرين جنوبي ليبيا