موسكو- "عمل إرهابي من جانب أوكرانيا" بهذه العبارة وصفت الخارجية الروسية الهجوم بالمسيّرات الذي تعرضت له 3 مبان سكنية في مدينة قازان عاصمة تتارستان، وتسبب بأضرار للبنية التحتية المدنية دون وقوع إصابات.

ووفق تعبير المتحدثة بلسان الخارجية ماريا زاخاروفا، فإن "أوكرانيا تصب غضبها على المدنيين في روسيا بسبب الهزائم العسكرية التي تتعرض لها كييف بشكل واضح في الآونة الأخيرة".

ووجهت زاخاروفا انتقادا شديد اللهجة إزاء ما سمته "الصمت المنافق الواضح من جانب الغرب ووسائل إعلامه التي تتفاعل على الفور مع أي تفشٍ للتطرف، لكنها تتظاهر وكأن شيئا لا يحدث في حالة روسيا".

تصعيد جديد

وشنت أوكرانيا، أول أمس السبت، هجوما كبيرا بطائرات بدون طيار على مدينة قازان التي يزيد عدد سكانها على 1.3 مليون نسمة، وتبعد نحو ألف كيلومتر عن خطوط المواجهة، مما ألحق أضرارا بمبنى سكني مكون من 37 طابقا، وقد أغلقت هيئة الطيران المدني الروسية مؤقتا مطار قازان الدولي أحد أكثر المطارات ازدحاما في البلاد.

وقالت الخارجية الروسية إنه إلى جانب الطائرات بدون طيار التي ضربت المبنى السكني، أسقطت 3 طائرات بدون طيار، وعطلت 3 أخرى بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.

إعلان

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم من ضربات روسية على كييف، أسفرت -وفق المصادر الرسمية الأوكرانية- عن مقتل شخص وإصابة 13، وكذلك بعد مقتل 5 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة كورسك الحدودية الروسية.

كما يأتي ذلك الهجوم بعد 5 أيام فقط من اغتيال قائد قوات الدفاع الكيميائي والبيولوجي بالجيش الروسي إيغور كيريلوف ونائبه، في تفجير قنبلة عند مدخل مبنى سكني في العاصمة موسكو.

وتطرح سلسلة العمليات الأخيرة التي تعرضت لها روسيا مجموعة من التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة للصراع مع أوكرانيا، والذي بدأ يدخل في منعطف حاد بالأسابيع القليلة، على ضوء تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن المهاجمين "سيواجهون دمارا أكبر بعدة مرات، وسيندمون عليه".

استهداف مدينة قازان، الغنية بالنفط، يعتبر تطورا لافتا بسبب بعدها الكبير عن الحدود الأوكرانية (الفرنسية) الأهداف الحقيقية

ووفق الخبير الإستراتيجي دينيس بوبوفيتش، فإن هناك خيارين كانا ممكنين للهجوم "الأول هو منشآت صناعة النفط والغاز، كمصفاة النفط الكبيرة الموجودة هناك، أو المنشآت العسكرية والبنية التحتية المزدوجة، مثل مصنع الطائرات بدون طيار ومصنع المروحيات في قازان على سبيل المثال".

ويضيف في تعليق للجزيرة نت بأنه "إذا كان الأمر كذلك، فإن من خطط مسار رحلة الطائرة بدون طيار لم يأخذ في الاعتبار وجود مبان شاهقة. وبناءً على ذلك، كانت ضربات الطائرات بدون طيار في المناطق السكنية نتيجة إما لعدم انتباه أولئك الذين خططوا للهجوم، أو لخلل في نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية".

ويوضح بأنه في حالة تدخل القوات الروسية في تشغيل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية، فإن الأجسام الجوية التي تهاجم الأراضي الروسية تغير مسارها، بحيث يظن من يوجهها أنها تطير بشكل صحيح، لكنهم في الحقيقة يطيرون بشكل خاطئ وينتهي بهم الأمر في منطقة سكنية.

إعلان

أما الفرضية الثانية -حسبما يقول- فتكمن في أن الهدف لم يكن منشآت دفاعية أو صناعة النفط والغاز، بل خلف تأثيرا من خلال تخويف السكان وضرب أهداف مدنية، وهذا ممكن أيضا "على الرغم من أنه من الصعوبة بمكان تصور وصول طائرتين بدون طيار، واحدة تلو الأخرى، إلى نفس النقطة تقريبا في ناطحة سحاب كبيرة مكونة من 37 طابقا".

ووفقا له، فإن سكان بشكيريا -المجاورة لتتارستان- يواجهون مثل هذا الخطر، فقد تتعرض مصافي النفط والمنشآت المماثلة للهجوم، لافتا إلى أن الهجمات المستمرة على منشآت صناعة النفط والغاز في الآونة الأخيرة تشير إلى أن ثمة برنامجا موحدا لتدميرها.

ويخلص إلى أن الهجوم على قازان، وسلسلة الهجمات المماثلة التي تعرضت لها مدن روسية أخرى، واغتيال قائد قوات الدفاع الكيميائي والبيولوجي بالجيش الروسي، تهدف جميعها إلى دفع موسكو لرفض أي مفاوضات مستقبلية محتملة مع القيادة الأوكرانية.

خاصرة رخوة

من جانبه، لا يستبعد دينيس فيدوتينوف الخبير في مجال الطائرات بدون طيار إمكانية أن تكون الطائرات التي هاجمت قازان قد انطلقت من داخل الأراضي الروسية، لافتا إلى أن أوكرانيا استخدمت في أوقات سابقة مسيّرات تعمل وفق مبدأ "الرحلة باتجاه واحد" لمهاجمة أهداف في مناطق مختلفة من روسيا.

وبحسب قوله، فإنه كلما توغلت الأهداف التي تتم مهاجمتها داخل البلاد، زادت الأسئلة المتعلقة بموقع الإطلاق المحتمل.

ويتابع بأنه "من المستحيل ببساطة حماية المدن بأكملها، إذ عادة ما تستهدف أنظمة الدفاع الجوي أهدافا إستراتيجية مهمة ولا تغطي التضاريس بأكملها، وليس من الممكن توفير مثل هذه الحماية كما هو الحال في منطقة موسكو والمدن الكبرى الأخرى، لعدم وجود أنظمة دفاع جوي كافية لذلك".

وفي كل الأحوال، يؤكد المتحدث ذاته أنه بعد الهجوم على قازان، ستكون الأهداف ذات الأولوية القصوى بالنسبة للقوات الروسية هي القوات والمواقع العسكرية بأوكرانيا، والجسور ذات الأهمية الإستراتيجية حيث تتحرك القوات الأوكرانية، بالإضافة إلى المصانع التي يتم فيها تصنيع وإصلاح الدبابات والطائرات والمروحيات والطائرات بدون طيار.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الطائرات بدون طیار إلى أن

إقرأ أيضاً:

العملاق التركي بايكار تُنشئ مصنعًا للطائرات بدون طيار في المغرب (وثيقة)

زنقة 20 | الرباط

يتجه المغرب نحو تعزيز قدراته العسكرية الجوية من خلال اتفاق استراتيجي مع شركة بايكار التركية، بهدف إنشاء مصنع لإنتاج الطائرات بدون طيار القتالية داخل المملكة.

الاتفاق الذي تم الكشف عنه في العديد الاخيرة من الجريدة الرسمية ، تم التوصل إليه في أكتوبر 2023 ، و يأتي ضمن خطة المغرب لتوطين تكنولوجيا الطائرات المسيرة عبر شركة أطلس المغربية المتخصصة في الصناعات الجوية.

الاتفاق يتضمن إنشاء خطوط إنتاج محلية لطائرات بيرقدار TB-2 وأكينجي، وهي من بين الطائرات المسيرة الأكثر تقدمًا عالميًا، كما تخطط شركة أطلس المغربية لإنتاج 1000 طائرة سنويًا، مما يعزز الصناعات الدفاعية المحلية ويقلل الاعتماد على الاستيراد.

المدير العام لشركة “بايكار” التركية، خلوق بيرقدار، كان قد كشف في وقت سابق ، أن الشركة قد تلقت بالفعل طلبات من عدة دول لشراء المقاتلة التركية المحلية “كزل إلما” خلال مقابلة أجراها على هامش معرض “ساها إكسبو 2024” للصناعات الدفاعية والطيران، الذي أقيم في إسطنبول .

وأكد بيرقدار أن الشركة تلقت بالفعل عدة طلبات من دول مختلفة للحصول على هذه الطائرة، ما يعكس مدى ثقة الدول الأخرى في التكنولوجيا الدفاعية التركية وقدرتها على المنافسة في سوق الصناعات الجوية.

قبل ذلك كان الجنرال فؤاد مومن، رئيس المكتب الرابع الخاص بعقد الصفقات العسكرية داخل الجيش المغربي، قد التقى ببرقدار في معرض ADEX 2024 الذي أقيم في دولة أدربيجان.

و آنذاك اعتبرت تقارير أن هذا الاجتماع قد يكون له أهمية كبيرة في تعزيز التعاون العسكري بين المغرب وتركيا، خاصة في مجال الطائرات بدون طيار والتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة.

وتبادل الطرفان التذكارات وتلقى فيها الجنرال فؤاد مومن مجسما للطائرة الشبحية التركية الحديثة “بيرقدار كزل إلما” مما يشير إلى الاهتمام بالطائرة المسيرة المتطورة التي تتميز بمحرك نفاث عكس باقي الطائرات المسيرة التركية الأخرى كطائرة “بيرقدار تي بي2” التي يمتلكها الجيش المغربي.

و تعتبر بيرقدار TB-2 واحدة من أنجح الطائرات القتالية المسيرة في العالم، حيث استخدمت في العديد من النزاعات وأثبتت كفاءتها في الميدان، يبلغ طولها 6.5 متر وباع جناحيها 12 مترًا، وتزن عند الإقلاع 700 كجم يمكنها حمل 150 كجم من الذخائر، بما في ذلك صواريخ MAM-L الموجهة بالليزر، وصواريخ MAM-C المضادة للدروع.

مقالات مشابهة

  • زيلنسكي مصاب برهاب استبعاد أوكرانيا من محادثات مباشرة بين ترامب وبوتين
  • أوكرانيا: إسقاط 40 طائرة روسية بدون طيار
  • 1000 طائرة بدون طيار في عرض مذهل ومخيف في سماء الصين.. فيديو
  • أوكرانيا تعلن إسقاط 40 طائرة روسية بدون طيار خلال الـ 24 ساعة الماضية
  • أوكرانيا تعلن إسقاط 40 طائرة روسية دون طيار
  • بالصواريخ والطائرات دون طيار..هجوم روسي عنيف على أوكرانيا
  • محادثات جادة بين ترامب وبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: أنا وبوتين يمكننا إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • أوكرانيا تعلن إسقاط ثلاث طائرات روسية بدون طيار فوق إقليم دونيتسك
  • العملاق التركي بايكار تُنشئ مصنعًا للطائرات بدون طيار في المغرب (وثيقة)