فوجئ الخمسيني عبد الحليم الحسن عند تفقده لمنزله في حي هنانو شرق حلب، أن بيته الذي هجر منه قبل نحو 8 سنوات مُباع.

"اشتريت البيت بـ25 مليون ليرة سورية، وهذا هو عقد البيع"، هكذا رد عليه الشخص الذي يقطن المنزل، كما يخبر الحسن "عربي21"، مضيفاً: "طلبت منه إخلاء المنزل لأنه ملكي، لكنه رفض، وقال أعطني ثمن المنزل الذي دفعته، قبل أن أتركه لك".



كان الحسن مقيماً في مدينة مارع الواقعة في ريف حلب الشمالي الذي كان خارجاً عن سيطرة النظام، وبعد سيطرة الفصائل على حلب، قرر أن يتفقد منزله الذي كان لا يستطيع الوصول إليه.



يقول: "كنت أتوقع أن أجده مدمراً، ذلك كان متوقعاً، إلا أن الغريب أن المنزل مباع، من قبل "شبيح" لدى النظام، ولا معلومات عن مكان تواجده".

الأمر ذاته، تكرر مع شقيقه عبد الحكيم الحسن، لكن شقيقه استرد منزله بعد أن عثر على الشخص الذي باع منزله.

يقول الحسن: "عثرنا على الشخص الذي باع المنزل، وقمت بتصويره "بالفيديو" وهو يعترف ببطلان عملية البيع، وتعهد برد ثمن المنزل إلى المشتري".

أين المحاكم؟
ينتظر الحسن افتتاح المحاكم في حلب لتقديم شكوى على البائعين، ويقول: "سمعنا أن القيادة السورية الجديدة بصدد استئناف عمل المحاكم، ولذلك ننتظر".

وبالفعل، أكد مسؤول في محكمة حلب التابعة للإدارة السورية الجديدة، أن "القضاء حالياً في عطلة، ومن المرجح أن تستمر العطلة حتى الأسبوع الأول من السنة الجديدة".

وأضاف لـ"عربي21" أنه "بمجرد عمل المحكمة يستطيع أصحاب الحقوق تقديم الأدلة على الملكية، حتى تُعاد لهم حقوقهم".

وتابع المسؤول: "حالياً ينحصر عمل المحكمة بتدوير الدعاوى فقط".

"إشكالية كبيرة"
من جهته، أكد الخبير الدستوري والقاضي المنشق عن النظام خالد شهاب الدين، شيوع التعدي على الملكية الخاصة في سوريا بشكل كبير، وقال: "استغل غالبية المتنفذين لدى النظام تهجير الأهالي، وقاموا ببيع المنازل، وتثبيت البيوع في محاكم النظام، عبر الفساد والتزوير ودفع الرشى".

وفي حديثه لـ"عربي21" قال شهاب الدين: "بمجرد استئناف عملي سأحكم ببطلان البيوع لمجرد ملاحظة سوء نية في عقود البيع التي جرت خلال العقد الأخير".

وأَكد شهاب الدين، أن غالبية عقود البيع "باطلة"، وقال: "حكماً ستعود الملكية للمالكين الأساسيين، بموجب السجل العقاري"، واصفاً ما يجري بـ"الإشكالية الكبيرة".

"احتيال"
وأكد القاضي أن غالبية المهجرين تعرضوا للاحتيال من قبل أزلام النظام السابق، معتبراً أن "على كل القضاة عدم التعامل بحسن النية مع عقود البيع في السنوات الماضية، وخاصة أن بعض المالكين اضطروا للبيع تحت التهديد بهدم المنزل".

وقال شهاب الدين: "هذا الوضع ليس في حلب فقط، بل في كل المدن السورية، وشاهدنا كيف أن شبيحة النظام استولوا على المنازل والممتلكات التي تعود لمعارضين ومهجرين".

ويتفق مع شهاب الدين، عضو "هيئة القانونيين السوريين الأحرار" المحامي عبد الناصر حوشان، في اعتبار أن "عمليات بيع ممتلكات المهجرين باطلة"، ويقول لـ"عربي21": "مهما تعددت البيوع، فإن عملية البيع باطلة، والملكية تعود لأصحابها".



وتابع حوشان، بأن هذه المهمة في عاتق المحاكم السورية الجديدة، والمنظومة القضائية.

وكانت الحكومة السورية الجديدة، برئاسة محمد البشير قد كلفت شادي الويسي بحقيبة وزارة العدل في الحكومة المؤقتة، وذلك بعد نجاح الفصائل السورية بقيادة "هيئة تحرير الشام" بإسقاط رئيس النظام السابق بشار الأسد.

ومنذ الثمانينات، استولى النظام على ممتلكات المعارضين لحكمه، عبر إصدار قرارات دون إجراءات قانونية، حيث بدأ ذلك مع المنتمين لجماعة "إخوان سوريا"، وبعد اندلاع الثورة، استولى على ممتلكات غالبية المعارضين بعد أن هجرهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية المحاكم سوريا سوريا محاكم مهجرون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السوریة الجدیدة شهاب الدین

إقرأ أيضاً:

تموين الشرقية يُكثف الحملات الرقابية على محطات الوقود

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

طالب المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية المهندس عبد الكريم عوض الله وكيل وزارة التموين بتكثيف الحملات التموينية والرقابية المفاجئة على محطات الوقود بالتنسيق مع مباحث التموين ورؤساء المراكز والمدن والأحياء للتأكد من انتظام سير العمل بها والإطمئنان علي إلتزام أصحابها بالأسعار المعلنة ، وعدم تلاعب أصحابها بالتسعيرة الجديدة، وذلك عقب تحريك أسعار المواد البترولية صباح اليوم .

توجه وكيل وزارة تموين الشرقية بالتنسيق مع مباحث التموين والإدارة العامة للتجارة الداخلية بالمديرية وإدارة تموين الزقازيق  للمرور على محطات الوقود للتأكد من توافر المواد البترولية وإلتزام أصحابها بالسعر الرسمي المُعلن و إتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال غير الملتزمين.

وقام مديري الإدارات التموينية بتكثيف المرور على محطات الوقود عقب تحريك أسعار المواد البترولية صباح اليوم للتأكد من توافر المواد البترولية وعدم إحتكارها لإستغلال المواطنين وتطبيق القانون بكل حزم على المخالفين.

ناشد محافظ الشرقية المواطنين بالتواصل مع غرفة عمليات المحافظة في حالة حدوث أي زيادة في تعريفة الأجرة أو زيادة في أسعار المواد البترولية داخل محطات الوقود أو زيادة في سعر رغيف الخبز المدعم وذلك من خلال الإتصال على الخــط الساخـــن: 2303693- 055 أو 114 (مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة على مدار 24 ساعة) .

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل تعريفية بالجمعية الطبية السورية الألمانية لتعزيز العمل التشاركي ‏والنهوض بالواقع الصحي
  • تركيا تسبق أوروبا: بدء تشغيل نظام الهبوط والإقلاع الثلاثي في مطار إسطنبول
  • بشار:أسواق الماشية تشهد حركية في عمليتي البيع والشراء
  • بنك الإسكان يطلق نظاما رقميا لفائدة الزبائن قريبا
  • السلطات السورية تضبط نحو 4 ملايين حبة كبتاغون داخل مستودع في اللاذقية
  • السلطة تدعو واشنطن للتحقق من إلغاء نظام دفع مستحقات السجناء الفلسطينيين
  • عودة أكثر من 1.4 مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط نظام الأسد
  • مفوضية اللاجئين: 400 ألف سوري عادوا للبلاد منذ سقوط نظام الأسد
  • تموين الشرقية يُكثف الحملات الرقابية على محطات الوقود
  • البنك المركزي السوري يحجز على ممتلكات أحد أذرع النظام المخلوع