المقارنة بين الاحتلالين الأمريكي والإيراني للعراق
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
آخر تحديث: 23 دجنبر 2024 - 9:07 ص بقلم:علي الكاش انشد الأمير سيف الدين علي بن فليح الظاهري: لا تحقرن عدوّا لأن جانبه وإن تراه ضعيف البطش والجلد فللذبابة في الجرح المديد يد تنال ما قصّرت عنه يد الأسد (حياة الحيوان الكبرى1/490). نود ان نوضح انه ليس الغرض من هذا المبحث الدعاية للولايات المتحدة، فهي المسؤولة الأولى عن التداعيات الخطيرة التي تعرض لها العراق، الولايات المتحدة هي التي جميع النفايات السياسية من جميع مكبات العالم وسلمتهم مقاليد الحكم في العراق، وهي تدعي تحرير العراق، في حين جعلته عبدا لنظام ولاية الفقيه، اما الديمقراطية فقد رفعت القناع عن وجهها وتبين انها الدكتاتورية بأقبح وجه، حكومات ما بعد عام 2003 هي صناعة أمريكية ـ ايرانية، واليوم تتباكى الولايات المتحدة بسبب تعاظم النفوذ الإيراني في العراق! من يدافع عن الدور الأمريكي في احتلال العراق كمن يحاول ان يحجب اشعة الشمس بغربال، فهم اقذر من ان يدافع عنهم أحدا، وافعالهم الإرهابية لم تتوقف عند العراق بل هي في غزة ولبنان وسوريا واليمن، الحقيقة ان جميع المواطنين الامريكان مساهمون في جرائم الحرب التي ترتكبها حكومتهم إزاء بقية دول العالم من خلال دفع الضرائب لتمويل الحروب.
الولايات المتحدة وروسيا وايران هما اضلاع مثلث الإرهاب الدولي. لذا نحن نجري مقارنة بين شيطانين اكبر واصغر وجرائمهما في العراق، ونتبين من خلالها من هو الأسوء من غيره، وهذا لا يعني عدم وجود ملامح إيجابية لكنها لا ترتقِ لأن تغطي على السلبيات المهولة التي حاقت بالعراق وشعبه، فالطرفان ساهما في تدمير العراق والحاق الأذى بشعبه، وهما من زرعا النعرات الطائفية في هذا البلد الذي عُرف عنه التآخي والمحبة بين اطيافه المختلفة، الولايات المتحدة زرعت بذور الطائفية وايران سقتها ونمتها وانضجتها، والشعب العراق يأكل من ثمارها النتنة. أولا: الدور الأمريكي ـ الامريكان هم من اسقطوا نظام البعث في العراق، وسلموا مقاليد الحكم الى عملائها وعملاء ايران من الشيعة والكرد. ـ الحماية الامريكية عن الأموال العراقية، حيث يوجد امر رئاسي صدر عام 2003 من قبل الرئيس الأمريكي جورج بوش يحمي الأموال العراقية، حيث توجد دعاوي كثيرة من قبل دول وشركات عامة وخاصة ومواطنين ضد العراق منها عربية واجنبية بعد غزو الكويت في المحاكم الدولية اكتسبت الاحكام القضائية الدرجة القطعية مما يعني انه لا يمكن تمييزها وبات فرضا على الحكومة العراقية ان تؤديها للدائنين او كتعويضات عن الاضرار التي لحقت بهم، وتتضمن تلك الاحكام حجزا على الأموال العراقية، وتجميد ما موجود من أموال عراقية في البنوك الأجنبية. الأموال العراقية محمية من قبل الإدارة الامريكية واعتبرتها أموالا أمريكية، فاذا باع العراق نفطا فان الأموال العائدة عنه تذهب الى البنك الفدرالي الأمريكي في نيويورك، ومنها تحول الى البنك المركزي العراقي، اذا رفعت الحماية الامريكية عن هذه الأموال العراقية فان العراق ملزم بدفع التعويضات والديون للجهات الدائنة والمتضررة، وهذا الامر الرئاسي الأمريكي يجدد في شهر مايس من كل عام عبر الكونغرس الأمريكي، وبدون هذا التجديد، معناه ان أموال العراق ستتعرض للحجز والمصادرة تنفيذا للأحكام القضائية لم تتحرك الحكومة العراقية للتفاوض مع تلك الدول والشركات مطلقا، بل هي لا تعرف أصلا مقدار تلك الأموال وهذه مصيبة اخرة وفشل حكومي لا يمكن تبريره ولا القبول به. ـ الامريكان اسقطوا 80% من ديون العراق عبر منتدى باريس، ولولا هذه الخطوة لتدمر الاقتصاد العراقي، وحجزت ارصدته في الخارج. ـ الامريكان ساهموا في تحرير العراق من تنظيم داعش الإرهابي، قامت قوات التحالف بـ (13000) غارة على تنظيم داعش الإرهابي، ولم يحملوا الحكومة العراقية نفقات الغارات وغيرها من الفعاليات العسكرية مع دول التحالف الدولي. ـ الامريكان حموا العملية السياسية لغاية الانسحاب من العراق، وقفوا ضد ثوار تشرين ولم يحركوا ساكنا ولم يستنكروا قتل وجرح (25000) متظاهر سلمي، وهم دعاة الديمقراطية. ـ الامريكان قدموا الآلاف من القتلى والمليارات من الدولارات لأسقاط حكومة البعث، وكان الحكام الذين أتوا بهم لحكم العراق من المتسكعين على عتبات المخابرات الأجنبية ومتسولي دمشق. ولاحظنا كيف كشف ثوار سوريا عن ملفات المخابرات وتبين ان نوري المالكي والشهبندر واقطاب حزب الدعوة كانوا عملاء لمخابرات بشار الأسد. ـ استمر الامريكان بتقديم المليارات من الدولارات كمساعدات مستمرة للعراق، سيما في الجانب الاقتصادي والانساني. ـ الامريكان دربوا الجيش العراق وسلحوه بطائرات متطورة (اف 16) وهم يقوموا بصيانتها وتدريب الطيارين العراقيين عليها. ـ الامريكان اعتبروا ان العراق صديق عليل فقد قدموا له السلطة ودعموه والنتيجة انحاز الى عدو للولايات المتحدة (ايران). فهو لم يعد حليف للولايات المتحدة بل تحول الى المحور الرباعي وهم من أعداء الولايات المتحدة (روسيا، ايران، سوريا، الصين)، والحمد لله خرجت سوريا من محور الدجل. ثانيا: الدور الإيراني ـ تفقيس الميليشيات الشيعية، وجميعها خرجت من جلباب عميل ايران مقتدى الصدر، باستثناء فيلق بدر الإرهابي. وقتم جيش المهدي بتشريد وقتل الفلسطينيين في العراق، واليوم يظهر بمظهر المدافع عنهم، فعلا هو رجل التناقضات والدجل. ـ تعزيز الخطاب التحريضي الطائفي، من خلال خطب خطباء المنبر الحسيني، وكبار الزعماء الشيعة سيما رئيس مجلس الوزراء الأسبق العميل نوري المالك ي(صاحب نظرية جيش يزيد وجيش الحسين) والعميل بهاء الاعرجي (صاحب نظرية المؤامرة على الشيعة بدأت من ابي بكر (الصديق) ولغاية البكر ـ يقصد الرئيس الأسبق احمد حسن البكر) واخيه المجرم حازم الاعرجي صاحب نظرية (لا تحتاجوا الى فتوى لقتل النواصب، الفتوى موجودة)، ومقتدى الصدر مفقس الميليشيات الإرهابية، وجلال الدين الصغير (صاحب مسلخ براثا)، علاوة على زبابيك الاطار التنسيقي، مع سكوت المرجعية الرهيب ،مع انه كان لها دورا بارزا في تأجيج الحرب الاهلية عامي 2006 ـ 2007. ـ اغراق العراق بالمخدرات، معظم المخدرات في العراق تأتي من ايران وسوريا وحليفها حزب الله اللبناني بالتعاون مع الميليشيات العراقية (حزب الله العراقي وعصائب أهل الحق)، وتبين بعد الثورة السورية المباركة الكشف عن معامل مهولة لصناعة الكبتاغون، ولم يبق حاضرا بعد الثورة السورية سوى منفذ ايران اللدود. سبق ان صرح عضو الفريق الوطني لمكافحة المخدرات في مستشارية الأمن القومي العراقي حيدر القريشي، فإن إيران أحد أبرز منافذ دخول الكريستال والحشيش إلى البلاد. إن محافظات بغداد والبصرة وميسان وواسط وديالى والسليمانية، هي الأكثر تأثرا بالكريستال والحشيش المهرب من إيران”. ـ قطع الروافد المائية عن العراق، وقضم شط العرب والتجاوز على المياه الإقليمية العراقية بكل وقاحة، وشاركها في هذا الأمر اشقاءنا في الإسلام تركيا. ـ نهب النفط العراقي بحجة الآبار النفطية المشتركة التي ابتدعها العميل الإيراني باقر صولاغ (صاحب نظرية قتل السنة بالدريل). ـ تدمير الزراعة وحرق المزارع العراقي، وتسميم المياه لنفوق الاسماك، تدمير الصناعة في العراق عدم السماح بإعادة تعمر المعامل والمصانع (3000) معمل معطل، باعتراف وزير صناعة عراقي. ـ تفجير المرقدين الشيعيين في سامراء واتهام اهل السنة ونشوب الحرب الاهلية عامي 2006 ـ 2007 باعتراف الجنرال الأمريكي بترايوس الذي اعلم نوري المالكي بالمؤامرة، وتغاضى عميل ايران المالكي عن المعلومة. سبق ان صرح (طارق الهاشمي) نائب رئيس الجمهورية الأسبق، بأنه سأل قائد فيلق القدس قاسم سليماني عن سبب دعم إيران لتنظيم القاعدة في عام 2007؟ فأجابه سليماني: أن ذلك الدعم يأتي لتأمين الأمن القومي الإيراني الذي يحتاج إلى مساعدة تنظيم القاعدة.. ـ تهميش اهل السنة في العملية السياسية اسوة باهل السنة في ايران، وبدأ التهميش مع بداية الاحتلال وكتابة الدستور (الدستور السيستاني)، وشراء ذمم الساسة زعماء السنة، ورجال الدين، وابرزهم (مهدي الصميدعي، خالد الملة). ـ اجبار العراق على تهريب النفط الإيراني باعتباره نفطا عراقيا من خلال خلطه بالنفط العراقي، والعائد الى ايران فقط، وكشفت الولايات المتحدة والدول الاوربية تلك الحيلة. ـ الهيمنة على الدولار في العراق عبر البنوك العائدة للأحزاب الحاكمة التي يشرف عليها الحرس الثوري الايراني، وشبكات غسيل الأموال. ويقوم البنك المركزي عبر مزاد العملة ببيع المليارات لبنوك مرتبطة بإيران، فايران تعيش على الدولارات المهربة اليها من العراق وهي بمئات المليارات. ـ احتضان تنظيم داعش الإرهابي، فعائلة ابن لادن وكبار قادة القاعدة تعيش في ايران والزرقاوي جاء الى العراق من ايران، وكان يحمل جواز سفر إيراني. والمالكي وهو من ابرز اتباع النظام الإيراني قد اطلق عناصر القاعدة من سجن ابي غريب، ونقلوا الى الموصل بحافلات عراقية رسمية، والدواعش نشطوا في مناطق سنية، ولم يقوموا بأي أفعال إرهابية في المناطق ذات الغالبية الشيعية، ووصلت افعالهم الإرهابية الى الكثير من دول العالم، ولم يقم التنظيم بأي عملية إرهابية في ايران، بل في العراق أولا والسعودية ثانيا، لم يتطرق التنظيم الى الخامنئي مطلقا، بل كان يتهجم على امراء السعودية ويلقبهم (آل سلول). ـ تسلمت ايران جميع نفقات السلاح والعتاد التي قدمتها للعراق خلال الحرب على داعش باعتراف رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي، مع ان الزعماء الشيعة يتبجحوا بأن ايران هي من قدمت السلاح الى العراق، علما ان السلاح والعتاد عبارة عن خردة عراقية هربها ازلام ايران في العراق لهم. ـ لم تقدم ايران اية مساعدات الى العراق سواء كانت مالية او اقتصادية او عمرانية، بل استنزفت الأموال العراقية من خلال الشركات الإيرانية الوهمية، والصفقات الفاسدة، وأمنت الحماية لهم من الملاحقة القانونية. ـ كانت ومازالت ايران ملجئ آمنا للفاسدين والمجرمين والطائفيين، وتؤمن لهم الحماية الكاملة من الاحكام القضائية العراقية. ـ السيطرة على الاعلام العراقي من خلال (اتحاد الإذاعات الاسلامية) فهو الموجه الرئيس لأعلام الأحزاب الولائية، ويروج لولاية الفقيه والدعاية الإيرانية، وله عشرات الفضائيات العاملة في العراق تحت خيمة الأحزاب الولائية. الخاتمة لتكن الخاتمة مع الشاعر العربي أبو العلاء المعري، فقد كان افضل من وصف وضعنا، كأنه يعيش ظروفنا الحالية في العراق: يسوسون الأمور بغير عقل فينفذ أمرهم ويقال ساسة فأُفّ لذا الزمان وأفِّ مني ومن زمن رئاسته خساسة
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأموال العراقیة ـ الامریکان فی العراق العراق من من خلال
إقرأ أيضاً:
“بين الكرم العراقي والرفض المقنّع .. تساؤلات تبحث عن إجابة”
بقلم : سمير السعد ..
في الوقت الذي شكّل فيه العراق رمزًا للكرم الأخوي بموقفه الذي كان بمثابة “عين غطى وعين فراش”، نجد في المقابل رفضًا مبطنًا من الكويت تجاه الحضور العراقي، باستثناء أصحاب المناصب والمقربين. ورغم أن كل دول الخليج رفعت عنها الحواجز، إلا أننا نجد أنفسنا أمام عوائق لا تنتهي، وسط صمت مستغرب من المسؤولين الذين يُفترض أن يدافعوا عن حقوقنا، لكنهم إما خجلًا أو تهربًا من المواجهة يفضلون الصمت.
نحن العراق، نضيف للبطولة ولا تضاف لنا، فلماذا لا نعتز بأنفسنا؟ مسؤولوهم يخدمون شعوبهم، بينما مسؤولونا يقفون مكتوفي الأيدي، وكأن “وجع الرأس” هو ما يخيفهم.
قد نفهم مسألة تحديد أعداد الجماهير أو الصحفيين، ولكن عندما نمثل الاتحاد العراقي للصحافة الرياضية ونحصل على كتاب رسمي من الاتحاد العراقي لكرة القدم يؤكد أننا جزء من الوفد الرسمي، كيف يمكن تفسير عدم منحنا تأشيرات الدخول؟ البطولة انطلقت، والجمهور يحصل على تأشيرته خلال ساعات، بينما الوفد الصحفي الرسمي يُترك معلقًا بلا تفسير.
هل هناك قصدية وراء الأمر؟ أم أنه مجرد سوء تنظيم؟ مهما كان السبب، تبقى الحقيقة أن القائمين على الأمر فينا يتحملون مسؤولية هذا الوهن. مؤسف أن نجد أنفسنا في هذا الموقف، نبحث عن إجابات من مسؤولين يبدو أنهم اختاروا الصمت على المواجهة.
إن هذا الواقع يطرح تساؤلات كثيرة، ليس فقط حول كيفية تعامل بعض الدول مع الوفود الرسمية، بل أيضًا حول طريقة إدارتنا لأمورنا كعراقيين. كيف يمكن لدولة مثل العراق، بكل ثقله وتاريخه، أن يجد ممثلوه أنفسهم في موقف كهذا؟ أين هي الهيبة التي يجب أن تعكس مكانة العراق؟
إن الكارثة ليست في التعامل غير المنصف الذي قوبلنا به، بل في غياب أي رد فعل جاد أو حازم من المسؤولين العراقيين ( اتحاد الكرة ) كان يفترض أن تكون هناك مواقف واضحة، وقرارات تُثبت أننا لا نقبل أن يُهضم حق أي عراقي، سواء كان من الجمهور أو الصحافة أو أي جهة رسمية.
إن الاعتزاز بالنفس يبدأ من الداخل. إذا لم نتمسك بحقوقنا ونطالب بها بقوة ووضوح، فكيف نتوقع من الآخرين احترامنا؟ نحن لا نحتاج إلى شعارات ولا مجاملات، بل إلى أفعال تؤكد أن العراق دولة لها وزنها، وأن من يمثلون العراق يستحقون معاملة تليق بهذا الاسم العظيم.
يبقى السؤال . متى سنرى مسؤولين يدافعون عن حقوقنا بجرأة؟ متى سنكسر دائرة الصمت والخضوع؟ ربما الإجابة تبدأ من هنا: أن نرفض الوهن ونطالب بما نستحقه، بكل ثقة واعتزاز.