مع قرب انتهاء حرب أوكرانيا وسقوط الأسد.. هل يؤثر ذلك على الوجود الروسي في ليبيا؟
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
طرحت الأنباء الواردة بخصوص قرب توقيع هدنة بين روسيا وأوكرانيا لوقف الحرب، وكذلك سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، تساؤلات حول تأثير ذلك على الدور الروسي في المنطقة العربية خاصة ليبيا، وما إذا كانت موسكو ستجد في ليبيا الملاذ الآمن، ما يحول الأخيرة إلى بؤرة صراع دولي جديدة.
وذكرت شبكة "بلومبرج" الأمريكية نقلا عن مسؤولين أوكرانيين، أن "كييف تتجه نحو تسوية مريرة، قد تتنازل فيها عن مساحات شاسعة لموسكو مقابل ضمانات أمنية ووقف الحرب هناك، وأن هذه التسوية ستكون برعاية وموافقة أمريكية، وكذلك حلف شمال الأطلسي "الناتو".
سقوط بشار الأسد
كما مثل السقوط المفاجئ لنظام بشار الأسد في سوريا ضغطا جديدا على روسيا وقواعدها العسكرية هناك، وسط توقعات بقيام موسكو بنقل قواعدها وترسانتها التسليحية إلى شواطئ ليبيا، لعلاقتها الاستراتيجية مع قوات "حفتر" في شرق البلاد.
وبالفعل، رصدت تقارير استخباراتية وغربية عن بدء نقل بعض هذا العتاد الروسي المخزن في سوريا إلى شرق ليبيا، وكشفت التقارير، نقلا عن مصادر عسكرية غربية وليبية، عن مغادرة طائرة شحن روسية من قاعدة حميميم الجوية السورية إلى شرق ليبيا، ليس هذا فقط، بل تم بالفعل بناء جسر جوي لتسيير طائرات شحن عسكرية؛ بقصد نقل أصول دفاعية إلى هناك.
في حين كشف موقع “إيتاميل رادار” الإيطالي المتخصص بالملاحة الجوية، الذي التقطت أجهزته الرصدية صورا فضائية لميناء طرطوس، تظهر أرصفة فارغة وسفنا روسية متمركزة في عرض البحر على بُعد 10 كيلومترات من الساحل، مشيرا إلى أنه لم يتضح حتى الآن هل يعدّ هذا الانسحاب مؤقتا أو دائمًا، وأوصى الموقع الإيطالي بضرورة مراقبة الموانئ الروسية "الصديقة"، لتحديد وجهة الأسطول الروسي، خصوصا ميناء طبرق في ليبيا، الذي عدّه في مقدمة الموانئ التي من الممكن أن ينسحب إليها الأسطول الروسي.
إظهار أخبار متعلقة
فما تأثير وقف روسيا للحرب في أوكرانيا وقبله سقوط الأسد على الوجود والدور الروسي في ليبيا وفي أفريقيا عامة؟
صفقات مركبة
من جهته، قال عضو اللجنة السياسية بالمجلس الأعلى للدولة في ليبيا، محمد الهادي؛ إن "هناك صفقة مركبة تمت في سوريا، وحتى الآن لم تتضح حدودها وأطرافها الأساسيون، ولعل جزءا من هذه الصفقة، هو سيطرة روسيا على بعض الأقاليم من أوكرانيا مقابل الخروج من سوريا".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ليبيا هي نقطة تحول، وقد يكون خروج روسيا منها هو جزء آخر من الصفقة التي ذكرناها، لذا أستبعد وجود صراع بين الأطراف الدولية داخل ليبيا، ولعل إبقاء الوضع كما كان، هو السيناريو القادم"، وفق قوله.
نقل المعارك إلى ليبيا
في حين رأى مدير المركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية "شريف عبدالله"، أنه "بخصوص مستقبل الصراع الروسي الأوكراني، وكذلك الوجود الروسي في ليبيا أو أفريقيا عامة، كلها ملفات تنتظر تحركات وخطى الإدارة الأمريكية الجديدة، والتسويات والصفقات التي سيقوم بها "ترامب"، المتوقع أن يرفع يده عن دعم أوكرانيا، ومن ثم ستقدم الأخيرة تنازلات لموسكو".
وقال في تصريحه لـ"عربي21": "سيكون لذلك ارتدادات على ليبيا، فمن المحتمل أن تنتقل المعركة والصراع الدولي إلى الأراضي الليبية، كون الوجود الروسي في ليبيا هو وجود خدمي أكثر من كونه وجوديّا، فروسيا تتعامل مع ليبيا كممر ومنفذ للمياه الدافئة، وأنها تشكل ضغطا على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وجنوب أوروبا، وكذلك هي منفذ وخط إمداد رئيسي على الصراع الموجود في أفريقيا".
وأوضح أن "الصراع سيكون على المستوى الاقتصادي والسياسي، ولدينا رؤية بالمركز الليبي للدراسات الأمنية، أن جزءا من التفاهمات وتقاطع المصالح بين روسيا وأمريكا في وجود روسيا في ليبيا، هو جزء من السماح لوجودهم للضغط على أوروبا وجنوب أوروبا خاصة، في قضايا الهجرة غير الشرعية والتهريب؛ وذلك لإبقاء أوروبا بحاجة إلى الحماية الأمريكية"، كما رأى.
إظهار أخبار متعلقة
تنازلات وانسحاب من ليبيا
الباحث الليبي وخبير العلاقات الدولية، أسامة كعبار قال من جانبه؛ إن "القاسم المشترك بين المثلث السوري والليبي والأوكراني هي روسيا، وعليه فإن الترتيبات على أي ساحة منهم متعلقة بالتفاهمات في الساحات الأخرى، وروسيا منهكة جدا في أوكرانيا وتريد أن تنهي هذه الحرب بانتصار، على الأقل معنويا أمام دول العالم".
وبين أنه "من الواضح أن روسيا قدمت تنازلات في سوريا؛ أملا في الحصول على تنازلات أمريكية في أوكرانيا، وإنهاء الحرب وفق الرغبات والمطالب الروسية. أما الساحة الليبية، فلازالت غير واضحة المعالم، ليبيا مهمة جدا لروسيا من حيث كونها بوابة لأفريقيا، وحققت روسيا الكثير من المكاسب في منطقة الساحل والصحراء منذ دخولها إلى ليبيا"، وفق تقديره.
وتابع في تصريحات لـ"عربي21": "أمريكا ترى أن هذه فرصة ذهبية لإخراج روسيا من ليبيا، مقابل تفاهمات لصالح روسيا في أوكرانيا ووقف الحرب، وانتهاء الحرب في أوكرانيا مرتبط بالوجود الروسي في ليبيا، والفرصة مواتية لأمريكا لحل هذه المعضلة بالشكل المناسب، وإجبار روسيا على الانسحاب من ليبيا"، كما يعتقد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية روسيا سوريا ليبيا حفتر ليبيا سوريا روسيا اوكرانيا حفتر المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی أوکرانیا فی سوریا روسیا من
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تجمع بيانات هائلة من الحرب مع روسيا لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
روسيا وأوكرانيا.. مع تحول مستقبل الحرب نحو الذكاء الاصطناعي، تعكف أوكرانيا على هدف ثمين، المتمثل في ملايين الساعات من اللقطات التي تسجلها الطائرات بدون طيار والتي يمكن استخدامها لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على اتخاذ القرارات في ساحة المعركة.. بحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.
يذكر أنه تم نشر الذكاء الاصطناعي من قبل الجانبين في ساحة المعركة أثناء غزو روسيا لأوكرانيا لتحديد الأهداف، ومسح الصور بشكل أسرع بكثير من الإنسان.
وقال أوليكساندر دميترييف، مؤسس شركة OCHI، وهي نظام رقمي أوكراني غير ربحي يجمع ويحلل بث الفيديو من أكثر من 15 ألف طاقم طائرات بدون طيار يعملون على الخطوط الأمامية، لرويترز إن نظامه جمع مليوني ساعة، أو 228 عامًا، من مقاطع الفيديو من ساحة المعركة من طائرات بدون طيار منذ عام 2022.
وأوضح أن ذلك سيؤدي إلى توفير بيانات حيوية للذكاء الاصطناعي للتعلم منها، معتبره الغذاء للذكاء الاصطناعي وقال: "إذا كنت تريد تعليم الذكاء الاصطناعي، عليك أن تعطيه 2 مليون ساعة (من الفيديو)، وسوف يصبح شيئًا خارقًا للطبيعة".
ووفقا لديميترييف، يمكن استخدام اللقطات لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي على التكتيكات القتالية، وتحديد الأهداف وتقييم فعالية أنظمة الأسلحة.
وأضاف:" أن هذا الأمر يتعلق في الأساس بالخبرة التي يمكن تحويلها إلى رياضيات"، مشيرا إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي يمكنه دراسة المسارات والزوايا التي تكون فيها الأسلحة أكثر فعالية.
وتم إنشاء النظام في الأصل في عام 2022 لإعطاء القادة العسكريين نظرة عامة على مناطقهم في ساحة المعركة من خلال عرض لقطات طائرات بدون طيار من جميع الطواقم القريبة جنبًا إلى جنب على شاشة واحدة.
وبعد إطلاق النظام، أدرك الفريق الذي يديره أن الفيديو الذي يتم إرساله بواسطة طائرات بدون طيار يمكن أن يكون مفيدًا كسجل للحرب، لذلك بدأوا في تخزينه.
وقال دميترييف إنه في المتوسط، تتم إضافة ما بين خمسة إلى ستة تيرابايت من البيانات الجديدة يوميا نتيجة للقتال.
ولفت دميترييف إلى إنه كان يتحدث مع ممثلين لبعض حلفاء أوكرانيا الأجانب الذين أعربوا عن اهتمامهم بنظام OCHI، لكنه رفض تقديم تفاصيل.
وقال صامويل بينديت، الذي يعمل في مركز الأمن الأمريكي الجديد ومقره الولايات المتحدة، إن مثل هذا الكم الهائل من البيانات سيكون قيما للغاية في تعليم أنظمة الذكاء الاصطناعي كيفية تحديد ما تراه بالضبط، وما هي الخطوات التي يجب أن تتخذها.
وأضاف:"يمكن للبشر القيام بذلك بشكل بديهي، ولكن الآلات لا تستطيع ذلك، ويجب تدريبها على ما هو طريق أو ليس طريقًا، أو عقبة طبيعية، أو كمينًا".
فيما قالت كاترينا بوندار، بمركز وادواني للذكاء الاصطناعي التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن حجم مجموعة البيانات وجودة الصورة مهمان، حيث تعلمت نماذج الذكاء الاصطناعي التعرف على الأهداف بناءً على الأشكال والألوان.
كما تمتلك أوكرانيا نظامًا آخر يسمى "المنتقمون"، طورته وزارة الدفاع، والذي يعمل على تجميع وتسجيل مقاطع الفيديو من الطائرات بدون طيار وكاميرات المراقبة.
ورفضت الوزارة تقديم معلومات عن هذا النظام، لكنها قالت في وقت سابق إن "أفينجرز" ترصد 12 ألف قطعة من المعدات الروسية أسبوعيا باستخدام أدوات التعرف بالذكاء الاصطناعي.
وتستخدم آلاف الطائرات بدون طيار بالفعل أنظمة الذكاء الاصطناعي لتوجيه نفسها إلى الأهداف دون الحاجة إلى قيادة بشرية، وتستخدم أوكرانيا تقنيات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إزالة الألغام من أراضيها.
وتعمل شركات أوكرانية على تطوير أسراب الطائرات بدون طيار ، حيث سيكون النظام الكمبيوتري قادرًا على تنفيذ الأوامر لسحابة مترابطة من عشرات الطائرات بدون طيار.
كما روجت روسيا لاستخدامها للذكاء الاصطناعي في ساحة المعركة، ولا سيما للتعرف على الهدف في طائرات لانسيت الهجومية، والتي أثبتت أنها قاتلة ضد المركبات المدرعة الأوكرانية.