سوريا على مفترق طرق.. بين رفع العقوبات وتنامي الإرهاب
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت الساحة السورية تحوّلًا لافتًا مع التقارير الأخيرة التي تفيد بأن وفدًا أمريكيًا رفيع المستوى ناقش مع الإدارة الجديدة في دمشق إمكانية رفع العقوبات المفروضة على البلاد، بما فيها قانون قيصر، ورفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب. هذا التطور يُلقى بظلاله على المشهد الإقليمي والدولي، مُثيرًا مخاوف جدية حول تداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفد أمريكي رفيع المستوى ناقش مع الإدارة السورية الجديدة إمكانية رفع العقوبات المفروضة على البلاد
تُعد هذه الزيارة، الأولى من نوعها منذ سنوات، اعترافًا ضمنيًا بشرعية النظام الانتقالي الذى أفرزته الإطاحة بنظام بشار الأسد، ويُمثل مؤشرًا على تحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
هذا التحول، إذا ما اقترن برفع العقوبات، قد يُعيد تأهيل النظام الجديد دوليًا، ويمنحه أدوات مالية واقتصادية تُعزز من استقراره الداخلي. لكن الأخطر يكمن في النقاش حول هيئة تحرير الشام، الذى قد يُفسر كإشارة إلى تخفيف الضغوط على جماعات متهمة تاريخيًا بممارسة الإرهاب والتطرف.
إلى جانب ذلك، فإن هذه الزيارة تحمل بُعدًا دبلوماسيًا عميقًا يتمثل في محاولة واشنطن إعادة صياغة دورها في الصراع السوري، بعد سنوات من التراجع أو التعامل عبر وسطاء إقليميين. هذا الانخراط المباشر مع الإدارة الانتقالية، التي يقودها الشرع، قد يُفهم كخطوة لإعادة التموضع الأمريكي في سوريا، خصوصًا في ظل التنافس الروسي والإيراني على النفوذ هناك.
ومع ذلك، فإن هذا التحرك يُثير مخاوف مشروعة من أن يكون بمثابة اعتراف ضمني بتوازنات سياسية وعسكرية مفروضة على الأرض، تُعزز قوة بعض الفصائل المسلحة أو الجماعات التي لا تزال تُثير جدلًا بشأن أجنداتها ومستقبلها في المشهد السوري.
خطورة رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب
"هيئة تحرير الشام"، رغم محاولاتها تقديم نفسها كفاعل سياسي معتدل، تحمل إرثًا مرتبطًا بجماعات متطرفة مثل جبهة النصرة وتنظيم القاعدة. أي تحرك أمريكي لرفعها من قوائم الإرهاب سيُشكل سابقة خطيرة، ويفتح المجال أمام جماعات أخرى لتطبيع وجودها تحت غطاء سياسي أو دبلوماسي.
هذا القرار، إن تم، سيُعيد تشكيل موازين القوى في شمال سوريا، مُتيحًا لهذه الجماعات مساحة أكبر للتمدد، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة ككل.
علاوة على ذلك، فإن رفع "هيئة تحرير الشام" من قوائم الإرهاب قد يُعطى زخمًا لجماعات أخرى تتبنى أيديولوجيات مشابهة، ما يُشكل بيئة خصبة لتنامى الفكر المتطرف، خاصة في مناطق الصراعات المستمرة.
كما أن هذه الخطوة قد تُعقّد جهود مكافحة الإرهاب الدولية، حيث ستواجه واشنطن تحديًا في تبرير ازدواجية المعايير، خصوصًا أمام حلفائها الذين يعتبرون الهيئة تهديدًا أمنيًا مباشرًا.
وفى سياق أكثر خطورة، قد يؤدى هذا القرار إلى إعادة تموضع هذه الجماعات كأطراف شرعية في المفاوضات المستقبلية، مما يُضعف الجهود الرامية إلى تحقيق سلام مستدام ويُفاقم من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في سوريا والمنطقة.
التداعيات الإقليمية لتخفيف العقوبات
من جهة أخرى، رفع العقوبات، بما فيها قانون قيصر، قد يُعطى دفعة اقتصادية للنظام السوري الانتقالي، لكنه يحمل في طياته مخاطر اقتصادية وسياسية. فمن المحتمل أن تُستخدم هذه الأموال لدعم تحالفات إقليمية غير مستقرة، أو تعزيز نفوذ الميليشيات المحلية التي ما زالت جزءًا من الصراع السوري.
كما أن إزالة القيود الاقتصادية قد تُقلص من قدرة المجتمع الدولي على محاسبة النظام الجديد، مما يُهدد بمزيد من الإفلات من العقاب.
إضافة إلى ذلك، فإن تخفيف العقوبات قد يُعيد تشكيل خارطة النفوذ الإقليمي، حيث يُمكن للنظام السوري الانتقالي استغلال الانفراج الاقتصادي لتعزيز علاقاته مع دول أو كيانات إقليمية تسعى إلى فرض أجنداتها على الساحة السورية. هذا قد يُشجع على ظهور محاور سياسية جديدة قائمة على المصالح المشتركة، بعيدًا عن الضوابط الدولية.
كما أن تدفق الأموال دون رقابة دولية صارمة قد يؤدى إلى إعادة توزيع الموارد بشكل غير عادل، يُعمّق من الانقسامات الاجتماعية والسياسية داخل سوريا، ويُضعف فرص بناء دولة وطنية جامعة قادرة على تحقيق الاستقرار والتنمية.
خطر الرسائل المتناقضة
الإقرار الأمريكي بفتح قنوات اتصال مع هيئة تحرير الشام يُرسل رسالة متناقضة لحلفاء واشنطن في المنطقة. فمن جهة، تعمل الولايات المتحدة على محاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط، ومن جهة أخرى، تُناقش مع أطراف لطالما ارتبطت بالتطرف.
هذه الرسائل المتباينة قد تُضعف الثقة بالسياسة الأمريكية، وتدفع القوى الإقليمية للبحث عن ترتيبات أمنية وسياسية خارج الإطار الأمريكي.
إضافة إلى ذلك، فإن هذا النهج المتناقض قد يُساهم في تشجيع الأطراف الأخرى على انتهاج سياسات مشابهة، حيث قد ترى بعض الدول أن إعادة تأهيل جماعات متطرفة يمكن أن يكون وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.
كما أن هذه الرسائل قد تُضعف التحالفات الدولية التي تقودها واشنطن لمكافحة الإرهاب، حيث قد يعتبر الشركاء الإقليميون أن الولايات المتحدة لم تعد شريكًا موثوقًا، ما يدفعهم إلى اتخاذ خطوات منفردة قد تزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة. في الوقت ذاته، قد يستغل المتطرفون هذا التضارب لتبرير أفعالهم، مما يُعزز من خطابهم الدعائي ويُغذي بيئة التطرف والعنف.
تنامي الإرهاب كأحد السيناريوهات المحتملة
أي خطوة لتطبيع العلاقة مع هيئة تحرير الشام قد تُشعل موجة جديدة من التطرف في المنطقة. فرفع الجماعة من قوائم الإرهاب قد يُشجع جماعات متطرفة أخرى على السعي لتكرار السيناريو، مما يُعيد عقارب الساعة إلى الوراء في جهود مكافحة الإرهاب.
كما أن الشرعية السياسية قد تُوفر للجماعة موارد أكبر، تُستخدم لتعزيز قدراتها العسكرية والتوسعية.
علاوة على ذلك، فإن هذه الخطوة قد تؤدى إلى خلق حالة من التنافس بين الجماعات المتطرفة الأخرى التي قد تسعى لتقديم نفسها كلاعبين سياسيين محتملين للحصول على نفس الامتيازات.
هذا التنافس قد يُترجم إلى تصعيد في الأعمال العدائية والتفجيرات، ليس فقط داخل سوريا، بل أيضًا في دول الجوار.
كما أن منح الشرعية لهيئة تحرير الشام قد يفتح الباب أمام إعادة بناء شبكات الدعم الإقليمية والدولية للجماعات المتطرفة، مما يُعزز من قدراتها التنظيمية واللوجستية، ويُهدد بتصدير العنف والإرهاب إلى مناطق جديدة، مما يُفاقم من أزمة الأمن الإقليمي والدولي.
دعوة لإعادة تقييم السياسة الأمريكية
في ظل هذا المشهد المعقد، تُثار تساؤلات جوهرية حول توجه السياسة الأمريكية في سوريا. هل يُمكن أن تساهم هذه الخطوات في استقرار طويل الأمد، أم أنها تُغذى جذور الأزمات القائمة؟
من الواضح أن رفع العقوبات أو التعامل مع جماعات مثل هيئة تحرير الشام يحمل في طياته مخاطر لا يُمكن تجاهلها. المطلوب الآن هو إعادة تقييم شاملة لهذه السياسات، مع الأخذ بعين الاعتبار تداعياتها على المدى البعيد، ليس فقط على سوريا بل على المنطقة ككل.
السياسة الأمريكية في هذه المرحلة الحرجة يجب أن تتسم بالاتساق والحذر، وإلا فإنها قد تُساهم في تعزيز مناخ يُتيح للإرهاب والتطرف التمدد مجددًا في الشرق الأوسط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الساحة السورية هيئة تحرير الشام السیاسة الأمریکیة هیئة تحریر الشام من قوائم الإرهاب رفع العقوبات فی المنطقة فی سوریا کما أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذّر: الناس في سوريا سيهاجرون «من جديد» إذا لم يتم مساعدتها بسرعةً
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن “280 ألف لاجئ سوري وأكثر من 800 ألف نازح عادوا إلى ديارهم منذ سقوط النظام في سوريا”.
وأشار إلى أن “الجهود الأولية لمساعدة سوريا على التعافي “يجب أن تكون أكثر جرأة وسرعة، وإلا فإن الناس سيغادرون من جديد، وهذا الأمر بات عاجلا الآن!”.
وكان غراندي، دعا في يناير الماضي، أثناء زيارته إلى دمشق، إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا، معتبرا أنها تشكل عائقا “رئيسيا” أمام عودة اللاجئين إلى البلاد.
وفي مطلع فبراير الجاري، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عن عودة أكثر من عشرين ألف لاجئ سوري من الأردن منذ سقوط النظام السا
منظمة حقوقية: العقوبات الأمريكية والأوروبية والبريطانية تعيق استعادة الخدمات الأساسية في سوريا
قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، “إن العقوبات الشاملة التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا، ودول أخرى تعيق استعادة الخدمات الأساسية في سوريا”.
وأشارت المنظمة إلى “أن العقوبات المفروضة على حكومة بشار الأسد السابقة لا تزال سارية رغم سقوطها، وتنقصها شروط الإلغاء الواضحة والقابلة للقياس، وهي تعيق جهود إعادة الإعمار، وتزيد معاناة ملايين السوريين في الحصول على الحقوق الأساسية، بما فيها الكهرباء والمستوى المعيشي اللائق”.
وأوضحت هبة زيادين، وهي باحثة أولى في شؤون سوريا في “هيومن رايتس ووتش” قائلة: “سوريا بحاجة ماسة إلى إعادة الإعمار في حين يكافح السوريون للبقاء على قيد الحياة. بعد سقوط الحكومة السابقة، تشكل اليوم العقوبات الشاملة عقبة كبيرة أمام استعادة الخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية، والمياه، والكهرباء، والتعليم”.
وحسب المنظمة، “أدت 13 سنة من النزاع والتهجير إلى دمار البنى التحتية، وأصبحت بلدات بكاملها غير قابلة للسكن، وتضررت المدارس، والمستشفيات، والطرقات، ومنشآت المياه، وشبكات الكهرباء، أما الخدمات العامة فتكاد لا تعمل، والاقتصاد يتهاوى، وأكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، و13 مليونا منهم على الأقل – أكثر من نصف السكان – لا يستطيعون الحصول على الغذاء الكافي أو تحمّل تكاليفه، و16.5 مليون سوري على الأقل، في جميع أنحاء سوريا، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية”.
وبينت “هيومن رايتس ووتش” أنها وجدت سابقا أن “العقوبات الشاملة منعت إيصال المساعدات في سوريا، رغم الإعفاءات الإنسانية، لا سيما بعد زلزال فبراير2023 الذي ضرب شمال سوريا”.
وأكدت أنه “يتعين على الجهات التي تفرض العقوبات أن “تولي الأولوية لسلامة المدنيين السوريين عبر رفع العقوبات التي تعيق الحصول على الحقوق الأساسية”.
وشددت “هيومن رايتس ووتش” على أن “ذلك يتضمن إعادة إدخال سوريا في الأنظمة المالية العالمية، وإنهاء القيود التجارية على السلع الأساسية، ومعالجة العقوبات على الطاقة لضمان توفر الوقود والكهرباء، وتقديم ضمانات قانونية واضحة للمؤسسات والشركات المالية لتخفيف الآثار المحبطة الناتجة عن الامتثال المفرط للعقوبات”.
وذكرت أن “سوريا تحت العقوبات الدولية منذ أكثر من 45 عاما”، مضيفة: “منذ 2011، فرضت الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، ودول أخرى عقوبات إضافية أكثر قسوة على الحكومة السورية، ومسؤوليها، وهيئاتها ردا على جرائم حرب وانتهاكات حقوقية ارتكبتها الحكومة السابقة. وتشمل إجراءات محددة الهدف تجميد الأصول، ومنع السفر، بالإضافة إلى قيود أخرى أوسع نطاقا على التجارة، والتحويلات المالية، وقطاعات اقتصادية رئيسية”.
وتابعت: “بعض الجماعات المسلحة التي تعمل في سوريا والمصنفة إرهابية، بما فيها “هيئة تحرير الشام”، تخضع أيضا لإجراءات مكافحة الإرهاب التي فرضها “مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”، والتي تمنع تقديم الأموال والأصول والموارد الاقتصادية إلى هذه الفصائل بشكل مباشر أو غير مباشر. هيئة تحرير الشام، التي قادت عملية الإطاحة بنظام الأسد وتسيطر على حكومة تصريف الأعمال، أعلنت في أواخر يناير 2025 “حلّ” المجموعة، وأنها ستُلحَق بمؤسسات الدولة، مع فصائل مسلحة أخرى”.
وأوضحت المنظمة أن “الولايات المتحدة تفرض الإجراءات الأقسى، فهي تمنع معظم أشكال التجارة والتحويلات المالية مع سوريا، بما في ذلك تصدير السلع، والبرمجيات، والخدمات الأمريكية مع استثناءات محدودة للمساعدات الإنسانية، ويوسّع “قانون قيصر” هذه القيود عبر فرض عقوبات على الشركات الأجنبية التي تتعامل مع الحكومة السورية، خاصة في قطاعات النفط والغاز، والبناء، والهندسة”.
ولفتت إلى أن “عقوبات الاتحاد الأوروبي تركز على منع شراء النفط الخام السوري، وتقييد الاستثمارات، وتقييد وصول المصارف السورية إلى الأنظمة المالية العالمية”.
وفقا لـ”هيومن رايتس ووتش”، تقيّد العقوبات المالية أيضا بيع السندات، وفتح حسابات جديدة للمؤسسات السورية، والتبادلات مع الأفراد المستهدفين بالعقوبات. وتخضع المؤسسات المملوكة من الدولة السورية، مثل “مصرف سورية المركزي”، وشركة الاتصالات الكبيرة “سيرياتل”، و”السورية للطيران” أيضا لعقوبات، ما يؤثر على قطاعات مثل التعليم، بسبب القيود على استيراد تكنولوجيا المعلومات والحصول على البرمجيات، كما تمنع عقوبات الاتحاد الأوروبي أيضا بيع السلع والتقنيات التي يمكن استخدامها للقمع الداخلي، أو توفيرها أو نقلها أو تصديرها، وعقوبات الحكومة البريطانية مشابهة إلى حد كبير لعقوبات الاتحاد الأوروبي”.
وأكملت: “منذ سقوط حكومة الأسد، أدخلت الولايات المتحدة ودول أوروبية تعديلات محدودة على سياسات العقوبات. في يناير 2025، سمحت الولايات المتحدة بمعاملات محدودة متعلقة بالطاقة والتحويلات المالية في سوريا، في حين اقترح الاتحاد الأوروبي خطة مشروطة لتخفيف العقوبات، وأعلنت بريطانيا عن تعديلات مُقبلة سُتناقش في البرلمان، لكن في فبراير، وصف رئيس “هيئة الاستثمار السورية” الجديد أيمن حموية الخطوات المتَّخذة بـ “غير الملائمة”، وقال لـ “رويترز” إن العقوبات الغربية، لا سيما على القطاع المصرفي السوري، تمنع استثمارات ضرورية للاقتصاد”.
هذا و بحسب “اليونيسف”، يُتوقع أن “تتخطى احتياجات إعادة الإعمار 250 مليار دولار أمريكي، وهي تشمل البنى التحتية، والخدمات الأساسية، وتعافي الاقتصاد، كما أن نظام الرعاية الصحية في حالة حرجة، إذ إن أكثر من نصف مستشفيات سوريا خارج الخدمة، ويوجد نقص حاد في المعدات الطبية وغيرها من الموارد الضرورية، والبنية التحتية للمياه متدهورة أيضا، فقد تضرر ثلثا محطات التكرير تقريبا، ونصف محطات الضخ، وثلث خزانات المياه منذ 2011، وهناك أزمة تعليم، مع تضرر أو دمار أكثر من 7 آلاف مدرسة ووجود أكثر من مليوني طفل خارج المدرسة”.
ووفقا للمنظمة، “فاقمت العقوبات القطاعية الواسعة على مدى سنوات، الأزمة الاقتصادية في سوريا، وأدت إلى التضخم، ونفاد سلع أساسية، وخلق شبكة معقدة من العوائق المالية والتجارية فشلت الإعفاءات الإنسانية الضيقة وغير المتسقة في معالجتها. هذه القيود – مضافةً إلى إجراءات مكافحة الإرهاب، والضوابط على الصادرات، وامتثال القطاع الخاص بشكل مفرط للعقوبات – صعّبت عمل المنظمات الإغاثية، والمؤسسات المالية، والشركات في سوريا”.
وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أنها تعارض العقوبات ذات الآثار السلبية غير المتناسبة على حقوق الإنسان أو التي تخلق معاناة غير ضرورية، وأن موقفها هو رفض أن تكون العقوبات عقاباً للناس، بل يجب أن تُوضَع لمنع انتهاكات حقوق الإنسان أو تصحيحها، مشيرة إلى أنه لتكون العقوبات فعالة، يجب أن ترتبط بشروط واضحة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقق بغية إزالتها مع متابعة منتظمة لتقييم التقدم، موضحة بالقول: “وُضع قانون قيصر الأمريكي ليعاقب حكومة الأسد، لكن في عالم ما بعد الأسد، هناك خطر أن تؤذي القيود الواسعة وغير المحددة المدنيين بدون تعزيز أهداف حقوقية واضحة”.
“قسد” تصدر بيانا بشأن نتائج الاجتماع الثلاثي والحوار مع دمشق
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، “أنها عقدت اجتماعها الدوري التنسيقي مع كل من مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) والإدارة الذاتية، لتقييم الأوضاع في سوريا والمنطقة بشكل عام”.
وبحسب بيان صادر عن “قسد”، تم التأكيد خلال الاجتماع على “البدء بعقد سلسلة من الاجتماعات المحلية في جميع مدن شمال وشرق سوريا، إضافة إلى لقاءات مع ممثلي ونخب مختلف فئات المجتمع، بهدف تحقيق مشاركة فعالة وشاملة لجميع المكونات في العملية السياسية”.
وأضافت “قسد” أن الاجتماع شدد على “أهمية الحوار القائم مع دمشق حتى الآن، وضرورة إنجاحه، مع إيجاد حلول للجزئيات والقضايا قيد النقاش عبر التوصل إلى آلية تنفيذ مناسبة، لا سيما فيما يتعلق بـ(دمج المؤسسات العسكرية والإدارية، عودة المهجرين قسراً إلى مناطقهم الأصلية، وغيرها من القضايا الخلافية)”.
كما أشار الاجتماع إلى “ضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، باعتباره خطوة لا بد منها لتحقيق تقدم في الحوار”. ودعا الإدارة الجديدة في دمشق إلى “تحمل مسؤولياتها بهذا الشأن”.
وجددت “قوات سوريا الديمقراطية” استعدادها لدمج قواتها العسكرية والأمنية ضمن الجيش السوري والقوات الأمنية، مع استبعاد المقاتلين الأجانب من صفوفها، والعمل مع الحكومة السورية على إعادة تفعيل مؤسسات الدولة في مناطق شمال شرقي سوريا.
وبحسب تلفزيون سوريا، “عقد كبار مسؤولي قسد ومسد والإدارة الذاتية، أول أمس الإثنين، اجتماعاً في قاعدة “استراحة الوزير” بريف الحسكة، حيث اتخذت خلاله عدة قرارات”.
وقال القيادي في قوات سوريا الديمقراطية، أبو عمر الإدلبي، إن “الاجتماع أكد على “دمج قوات قسد والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكلية الجيش السوري، بهدف توحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية”، وأشار الإدلبي وهو قائد لواء الشمال الديمقراطي التابع لقسد، إلى أن “الاجتماع شدد على “ضرورة انسحاب جميع المقاتلين غير السوريين من صفوف قوات سوريا الديمقراطية ومنطقة شمال وشرق سوريا، في خطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار”.