مستشار سابق لحميدتي كان ذكر ما معناه أن معركة الفاشر لن تكون بين الجيش والدعم السريع كقوات، لأن القبائل التي تقاتل مع الدعم السريع تفهم المعركة في الخرطوم على أنها ضد الجيش ولكن معركة الفاشر ينظر لها كمعركة بين الزغاوة الرزيقات، أي كقتال قبلي. وبقية القبائل التي تقاتل في الدعم السريع من مسيرية وقبائل جنوب دارفور لا داخل لها في هذا الصراع.

فزع الزرق سيكون فزعا قبليا من عشيرة حميدتي الأقرب. لن تكون معارك شمال دارفور هي معارك الدعم السريع المليشيا التي قاتلت في الخرطوم والجزيرة وسنار. هل يتصور أحد أن شخصا مثل البيشي أو كيكل حينما كان في المليشيا أو أبوشوتال سيذهب للقتال في شمال دارفور؟

نفس الأمر ينطبق على القادة من قبائل دارفور، جلحة أو قجة أو غيرهم.
عندما نقلت المليشيا الحرب إلى دارفور قلت إن الناس هناك لن ينظروا إلى الدعم السريع كقوة شبه نظامية ذات طابع قومي تمثل تطلعات ثورة ديسمبر أو تحالف قوى الإطاري ولكن سينظرون إليها كقبائل، ولا تستطيع المليشيا أن تتجاوز هذا الوضع في دارفور.

في شمال دارفور وبالذات خارج الفاشر، سيقاتل الدعم السريع كفرع من الرزيقات والكل هناك سينظر إلى الحرب على هذا أنها صراع رزريقات وزغاوة، ولا مكان للتوصيفات السياسية. أي أن الدعم السريع في دارفور يفقد حاضنته السياسية والاجتماعية ويتفكك إلى عناصره الأولية.
ولذلك ستسمعهم يتكلمون عن الفزع ولا يطالبون بارسال تعزيزات عسكرية من القيادة المركزية لدعم السريع.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

ضغط عسكري متزايد على آخر معقل للجيش في دارفور.. الدعم السريع يصعد في الفاشر ويستهدف مخيمات النازحين

البلاد – الخرطوم
في تصعيد خطير للنزاع في إقليم دارفور، كثّفت قوات الدعم السريع هجماتها على مدينة الفاشر، آخر معقل رئيسي للجيش السوداني وحلفائه في الإقليم، في محاولة لإحداث تقدم عسكري يُمكّنها من فرض شروطها على طاولة التفاوض، أو الدفع نحو سيناريو الانفصال وفرض أمر واقع جديد من داخل الإقليم.
وأكدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، أمس (الأحد)، ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 320 قتيلًا وجريحًا، إثر تجدّد الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين. وأشارت إلى أن خمسة من المصابين يموتون على رأس كل ساعة بسبب انعدام الرعاية الطبية، بعد تصفية جميع أفراد الكادر الطبي المتطوع.
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبّر عن صدمته إزاء التقارير عن مقتل نحو 100 مدني و9 من موظفي الإغاثة الدولية في هجمات نُسبت لقوات الدعم السريع على مخيمات النازحين غربي السودان.
وفي سياق متصل، قالت التنسيقية إن الدعم السريع ارتكب “مجزرة عرقية” بعد سيطرته على مدينة أم كدادة، حيث صفّى 56 مدنيًا، وارتكب انتهاكات واسعة بحق السكان، وأجبر الأهالي على النزوح القسري، مع تعطيل كامل لشبكات الاتصال.
من جهته، كشف بابكر حمدين، وزير الصحة في إقليم دارفور، أن قوات الدعم السريع أحرقت 64 قرية بالكامل حول الفاشر، واستهدفت الكوادر الطبية، وأخرجت معظم المستشفيات من الخدمة، مشيرًا إلى أن المدينة تشهد حصارًا خانقًا منذ نحو عام، وسط ظروف إنسانية “بالغة البؤس”.
ووصف حمدين ما يجري بـ “الإبادة المنسية”، مؤكدًا شبه انعدام الغذاء والدواء، ونزوحًا واسع النطاق من معسكر زمزم إلى داخل مدينة الفاشر، التي باتت بدورها عاجزة عن استيعاب الأعداد الهاربة.
وطالب حاكم دارفور، مني أركو مناوي، المجتمع الدولي بتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية، قائلًا إن “الأدلة كافية ولا تحتمل الشك”.
ويقول مراقبون إن تصعيد ميليشيا الدعم السريع في الفاشر يهدف إلى كسر صمود الجيش وتحقيق مكاسب ميدانية سريعة قبل أي تسوية محتملة، أو الانتقال نحو الخطة البديلة، وهي فرض السيطرة الكاملة على دارفور وإعلان حكومة موازية من داخلها.
وفي ظل تعاظم المعاناة الإنسانية واتساع رقعة الجرائم، تزداد الضغوط على المجتمع الدولي للتحرك، غير أن الفاشر لا تزال تنزف بصمت وسط تواطؤ الصمت العالمي.

مقالات مشابهة

  • مجازر “زمزم والفاشر وأم كدادة”… الضمير الإنساني يصرخ في وجه مليشيا الدعم السريع
  • "الهجرة الدولية": أكثر من 60 ألف أسرة نزحت من مخيم زمزم بالفاشر
  • الدعم السريع يقصف مخيم أبو شوك بالفاشر ويجبر السكان على الفرار
  • قوات الدعم السريع تقول إنها سيطرت على مخيم للنازحين في دارفور  
  • قوات الدعم السريع السودانية تعلن سيطرتها على مخيم زمزم في دارفور
  • “الدعم السريع” تؤكد سيطرتها على معسكر زمزم في الفاشر
  • ضغط عسكري متزايد على آخر معقل للجيش في دارفور.. الدعم السريع يصعد في الفاشر ويستهدف مخيمات النازحين
  • السعودية تعلن موقفها من هجمات الدعم السريع على معسكري زمزم وأبوشوك
  • أكثر من 300 قتيل بهجمات الدعم السريع على الفاشر (شاهد)
  • قوات الدعم السريع قتلت طاقم آخر مستشفى بمخيم زمزم بالفاشر