بين الحضور في وقت الظهيرة أمام محكمة الأسرة وقفت فتاة في منتصف الـ20 من عمرها، وتخفي وجهها بوشاح، عينها ممتلئة بالدموع وتحاول أن لا يلاحظ أحد حالتها، بعد أن جاءت لتبحث عن فرصة لتعبر عن حجم المأساة التي مرت بها بعد أن وثقت في رجل تجرد من إنسانيته ولم تجد أحدا بين عائلتها أو عائلته يوقفه عن أذيتها، لكنها اليوم تمسك بيدها آخر أمل لإنقاذها، على حد حديثها، فما القصة؟

جميلة تروي معاناتها 

«جميلة» كانت تبحث عن الأمان خارج جدران منزلها الذي كان مليئا بالعنف الجسدي والأذى النفسي لكنها كانت لم تعلم أن ما ينتظرها أسوأ مما تعيشه، وفقًا لحديثها مع «الوطن»؛ إذ كانت تأمل بحياة أهدأ وعندما ظهر في حياتها زوجها صوّر لها الأيام كالأحلام التي كانت تتمناها ووعدها بتعويضها عن كل شيء، فصدقته وتعلقت به كأنه القشة التي ستنجيها من الغرق، وبعد أشهر بدأ يوهمها أنه يريد الزواج منها لكنه ليس جاهز ماديًا لذلك.

لتبدأ جميلة في تيسير جميع السُبل أمامه وبالفعل تنازلت عن جميع حقوقها، وجاء اليوم المنشود وخطبها، ولأن والدها كان كل ما يفكر به أنه "يتخلص منها عن طريق الزواج" على حد وصفها، وافق دون أي اعتراض، لكها كانت تريد مغادرة المنزل بأي شكل وبعد عام من الخطبة كانت جهزت نفسها بشكل كامل وساعدته في كل شيء تقريبًا، واعتقدت أن الله عوضها به، وأنه سيحمل لها الجميل فوق رأسه طوال العمر، على حد حديثها.

«3 سنين كان واحد تاني عمره ما جرحني أو بصلي بصة تزعل، لحد ما أتقفل عليا باب واحد ولقيت راجل تاني بتعامل معاه وعشت أسوأ أسبوع في حياتي كل يوم ضرب وخناق ويعايرني بأهلي والحياة اللي حكيتله عليها وأتربيت فيها، وبقى يقولي أنتي وحده واخدة على الإهانة»، وعلى حسب وصفها أنها لم تتملك من التنفس بصحبته من كثرة الخوف، وحتى وهو يضربها ويقوم بسحلها كانت لم تتوقع ما فعله بها.

شوه وجهها بلا رحمة ودعوى طلاق

وبصوت يحمل لحظات الألم والدموع، قالت جميلة: «شوه وشي من غير رحمة، بعد ما نشبت بينا خناقة يومية إني بايرة ومفيش غيره هيرضى يتجوزني، فطلبت منه الطلاق لكنه فجأني بردة فعله ورمى على وشي بوتاس فضلت أصرخ ساعات لحد ما الجيران لحقوني وودوني المستشفى وأهلي أجبروني مقولش أنه اللي عمل فيا كده ولا أعمل محضر وكنت حاسة بظلم أكتر لكني مكنتش عارفة هروح فين لو عارضت رأيهم»، لكن بعد معرفة خالها الأكبر بما تعيشه هدد والدها وأخذها للعيش معه والتكفل بعلاجها.

قرر خالها اصطحابها إلى المحكمة ووكلا لها محاميا، وأرفق في أوراق الدعوى الضرر الجسدي الذي ألحقة الزوج بها والنفسي، وأقامت ضده دعوى طلاق للضرر حملت رقم 8070 في محكمة الأسرة بزنانيري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محكمة الأسرة طلاق للضرر طلاق خلع

إقرأ أيضاً:

كل عام وأنت زهرة جميلة لا تذبل رغم الصعاب

بقلم : نورا المرشدي ..

يشكّل اليوم العالمي للمرأة، الذي يحتفل به عالمياً في 8 آذار من كل عام مناسبةً للتنويه بالإسهامات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية القيّمة للمرأة. منظمة الأمم المتحدة اعتمدت اليوم العالمي للمرأة لأول مرة سنة 1977 ليتحول هذا التاريخ إلى رمز لنضال المرأة وحقوقها يحتفل به سنويا.. قبل ظهور الإسلام كان ينظر للمرأة باعتبارها ملكاً للرجل، الذي كان يخضعها لأهوائه ورغباته والضرب والموت فكانت سلعة رخيصة، ولقد أحدث ظهور الإسلام تحولاً جذرياً في التعامل مع المرأة فكرم الإسلام المرأة وحفظ حقوقها. الشرعية، فهي مربية وصانعة للأجيال، هي الأم والأخت والزوجة والحبيبة. نزلت آيات قرآنية عدة تؤكّد على المساواة في التعامل مع المرأة والعدالة، ووردت آيات عدة توكّد العدالة للمرأة، قال تعالى في سورة الحجرات

: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عليم خبير)..
التحية لكل نساء الأرض المضحيات، صانعات الأجيال، تحملن قهر الرجال صابرات مضحيات بالغالي والنفيس من أجل أطفالهن وأزواجهن وأمهاتهن وأخوتهن، و عانين تعسف بعض الرجال. تحية حب وعرفان لك أيتها الزهرة الطيبة والحبيبة، فأنت عنفوان الأرض والصورة المثالية لتجلي الصبر وروح المواجهة مع الحياة حيث تنقلت فيها من مرحلة الى اخرى، فكنت مع الارض وهي تنبت وتخضر وتتلقف قطرات المطر لتبتهج وتخرج من كل زوج بهيج ثمرها وزرعها وأشجارها وتونق للأمل والغد وبرغم كل صعوبات تلك الحياة وعذاباتها ظلت المراة وجها مشرقا منيرا لاينطفيء تحملت العادات والتقاليد والمنع من التعليم والدراسة وحجر على افكارها ووجودها لتكون تابعا ذليلا لمن يوجهها ويأمرها أن تفعل مايراه على القاعدة الفرعونية: أنا ربكم الأعلى.. لاأريكم إلا ماأرى.. لكن التحولات الكبرى والثورات الدينية والإنتفاضات والتغييرات التي طالت الفكر والوجدان الأنساني ونضال الأنبياء وظهور نساء على قدر عال من التحدي والصبر أسهمت في تحقيق مكاسب للمرأة، ووضعتها في المكانة الصحيحة نسبيا التي تستحق، والتي تؤهلها للعب أدوار إنسانية متميزة خاصة مع تلقيها التعليم ودورها الكبير في مواجهة المصاعب الإقتصادية فكانت الوجهة التي توجهت إليها مرتبطة بتعزيز القيم الإنسانية والاخلاقية والدينية في المجتمع بالرغم من مراعاة وجود واقع مختلف في كل بلد من بلدان العالم حيث الفكر الديني في بلاد واليساري في آخر، والقومي في جغرافيا ثالثة، وربما الإختلاف في الدين والمذهب حتى، فنساء العالم يعشن في بيئات مختلفة على مستوى الاديان والسياسات والثقافات وتتباين القدرات الاقتصادية ووجود الموارد بين غنى وفقر ومعاناة.. وربما كان ذلك مفيدا لجهة صناعة شكل جديد من الدور الذي تقوم به المرأة..
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هنأ نساء روسيا، وقال: إن التحية لهن من كل قلبه وأشاد بدورهن في الحرب ضد اوكرانيا كمقاتلات وربات بيوت وزوجات مقاتلين وامهات واخوات، وبالتأكيد فإن اوكرانيا قدمت تهنئة مختلفة، كما في أوربا وفلسطين وأمريكا اللاتينية وامريكا الشمالية وآسيا والصين وفي افريقيا، وهذا التباين في الأوضاع يشير الى طبيعة التحديات التي تواجهها المرأة ونوع المعاناة وشكل وطبيعة الثقافة والوجود الذي تتشكل منه تحديات ومعاناة ومنجزات ونجاحات..
هنيئا للمرأة في يومها، تلك التي خلقها الله وحفظ لها حقوقها ووجودها ومكانتها، ولكن عليها أن تتحمل المسؤولية القيمية والأخلاقية لهذا الدور، وتعبر عن ذلك بحسن الخلق، وتعزيز المكانة والقدرة على العطاء، وأختم بوصية المصطفى صلوات الله عليه وآله وأصحابه حيث قال: عليكم بالقوارير. والقوارير هن النساء، والقارورة هي زجاجة العطر التي تصنع من مادة زجاجية رقيقة للغاية، فإذا إنكسرت لايعود ممكنا إصلاحها.

user

مقالات مشابهة

  • أحمد كريمة: على المرأة إعانة زوجها للزواج بأخرى بدلًا من ارتكاب الفاحشة
  • «مدرسة جميلة» ومربي فاضل هو «ابن» سرحتها الذي غنى بها
  • كابوس الاعتقال والتعذيب للفلسطينيات.. وصمة عار على جبين البشرية
  • المواطنون يستحوذون على نصف عقود الزواج 2024
  • مسلسل إش إش الحلقة 9.. صفاء تطلب الزواج من نصة
  • إميلي أوسمنت تطلب الطلاق بعد أقل من 5 أشهر زواج
  • سيدة تلاحق زوجها بالطلاق للضرر: زوجي يمتنع عن رعاية أطفاله وسداد نفقاتهم
  • كل عام وأنت زهرة جميلة لا تذبل رغم الصعاب
  • الإحصاء: ارتفاع عدد عقود الزواج وانخفاض الطلاق خلال 2023
  • ممثلة أمريكية تطلب الطلاق بعد أقل من 5 أشهر على زواجها