شكلت مواقع التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني، مساحة واسعة للمستخدمين العرب، للتعبير عن آرائهم، مع ثورة انتشارها خلال السنوات الماضية، في ظل القيود التي تفرضها الحكومات على أشكال إبداء الرأي والاحتجاج على الأرض.

لكن مع حلول الربيع العربي، وارتفاع صوت المطالبات بالحقوق وضرورة تغيير الأوضاع القائمة، والخروج عن الشكل المعتاد في الاحتجاجات، لجأت الحكومات العربية، إلى محاصرة وسائل التواصل الاجتماعي، والمساحات الواسعة عبر الإنترنت، وفرضت إجراءات تقييديه على شكل قوانين، وغلظت فيها العقوبة.



وأثارت جملة القوانين التي سارعت الحكومات العربية، لصياغتها في خلال السنوات العشر الماضية على الأقل، غضبا شعبيا، وانتقادات حقوقية، بسبب طبيعة العقوبات التي فرضتها على الكثير من الأفعال الممارسة في المساحة الإلكترونية، واعتبر بعضها انتقاما من المستخدمين وخنقا للحريات.

إقرأ أيضا: احتجاجات في الأردن على قانون "الجرائم الإلكترونية".. وصحفيون يغلقون حساباتهم



وقامت "عربي21" برصد جملة من قوانين الجرائم الإلكترونية في العالم العربي، وأبرز البنود والنقاط التي فرضت فيها عقوبات قاسية قد تصل بالشخص المستخدم للإنترنت مواقع التواصل، إلى السجن المؤيد وغرامات مالية باهظة في أغلبها.

ووفقا لما جرى رصده، يظهر الكثير من التشابه بين بنود القوانين العربية، للجرائم الإلكترونية، مع استخدام عبارات فضفاضة، في صياغة القوانين تمكن السلطات من تفسير أي فعل ولو كان بسيطا عبر مواقع التواصل، بالجريمة الإلكترونية التي تدخل صاحبها السجن.

كما تقدم القوانين التي جرى إقرارها، الحماية، لكافة المسؤولين والهيئات الحكومية، وتمنع توجيه الانتقادات، تحط بند التشهير واغتيال الشخصية، والحصول على مواد وبيانات حكومية غير مصرح بها.

إضافة إلى ذلك فإن بعض الدول العربية، تفسر أي دعوات للإصلاح والتغيير والانتقاد لبنية الأنظمة السياسية وانتقاد الحكام، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالمؤامرة والخيانة، وتفرض عليها عقوبات قاسية تصل إلى السجن المؤبد وغرامات بمئات آلاف الدولارات.

ووفقا لتقارير منظمات حقوقية، مثل هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية "أمنستي"، فإن قوانين الجرائم الإلكترونية العربية ومشاريع القوانين، تضع تعريفات مبهمة، وفضفاضة، لتصنيف الجرائم عبر الإنترنت، وتشدد الرقابة على الإنترنت، وتجعل عملية الوصول إلى المعلومة من الصعوبة بمكان، وتندرج تحت مخاطر الملاحقة، إضافة إلى إجبار مزودي الخدمات بكشف هوية المستخدمين، خاصة الذي يلجأون لإخفائها من أجل التعبير عن رأيهم خوفا من الملاحقة.

وتستعرض "عربي21" النصوص الواردة في التشريعات القانونية العربية، ضمن قوانين الجرائم الإلكترونية في العالم العربي:

المغرب
من أوائل الدول العربية التي لجأت لصياغة قوانين خاصة بالمخالفات والجرائم المرتكبة عبر الإنترنت وباستخدام وسائل "آلية" ضمن القانون رقم 09.08 المتعلق بحماية الأشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي، والذي أقر في شباط/فبراير عام 2009.

‏ووفقا للمادة 3 من القانون، تصنف المعطيات الحساسة، بأنها معطيات ذات طابع شخصي تبين الأصل العرقي أو الإثني أو الآراء السياسية أو ‏القناعات الدينية أو الفلسفية أو الانتماء النقابي للشخص المعني أو تكون متعلقة بصحته، وتعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى سنتين وبغرامة من 50.000 درهم (5 آلاف دولار) إلى 300.000 درهم (أكثر من 30 ألف دولار) أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط، كل من قام، دون الموافقة الصريحة للأشخاص المعنيين، بمعالجة معطيات ذات طابع شخصي تبين بشكل مباشر أو غير مباشر الأصول العرقية أو الإثنية، أو الآراء السياسية أو الفلسفية أو الدينية، أو الانتماءات النقابية للأشخاص المعنيين أو المتعلقة بصحة هؤلاء.

كما يفرض قانون محاربة الأخبار الزائفة وحماية الخصوصية، ضمن الفصل 447-2، منع بث أقوال شخص أو صورته دون موافقته، وعقوبة ذلك السجن من سنة إلى 3 سنوات، وغرامة مالية، تصل إلى 20 ألف درهم (قرابة ألفي دولار)، إذا كان الأمر متعلقا بشخصية عمومية.

الجزائر

استحدثت الجزائر وفقا للأمر 11/21، "قطبا وطنيا" متخصصا، في المتابعة والتحقيق، في الجرائم المتصلة بتكنولوجيا المعلومات والإعلام والاتصال في الجرائم المرتبطة بها. إضافة إلى القانون رقم 09-04، لسنة 2009، والمتعلق بالقواعد الخاصة بالوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال مكافحتها.

ووفقا للمادة 394 يعاقب بالسجن لمدة ما بين شهرين إلى 3 سنوات، وغرامة مالية ما بين مليون دينار جزائري (قرابة 7 آلاف دولار) إلى 5 ملايين دينار جزائري (أكثر من 36 ألف دولار).

وتنص المادة 303 من قانون العقوبات على فرض عقوبة السجن، بحق من يتعمد المساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص، لمدة ما بين 6 أشهر إلى 3 سنوات، وبغرامة ما بين 50 ألف دينار (360 دولار) إلى 300 ألف دينار (2200 دولار).

كما تنص المادة 40 على ضمان الدولة عدم انتهاك حرمة الإنسان، بعنف أو مساس بالكرامة أو المعاملة القاسية أو اللاإنسانية، أو المهينة، وعقوبتها الحبس من 6 أشهر، إلى سنتين وبغرامة ما بين 20 ألف دينار (146 دولارا) إلى 100 ألف دينار (أكثر من 700).

ليبيا
وأقرت ليبيا قانونا للجرائم الإلكترونية، حمل اسم قانون رقم 5 لسنة 2022، ويعالج كافة الجرائم والمخالفات المرتكبة، باستخدام شبكة الإنترنت والتقنيات التكنولوجية.

ومن بين المواد التي تقيد التعبير، المادة رقم 29، والمتعلقة بإثارة النعرات العنصرية والجهوية، والتي تنص على عقوبة كل ما يقوم، بنشر توزیع معلومات تثير النعرات العنصرية أو الجهوية أو المذهبية التي تهدف إلى التمييز بين أشخاص معينين عبر شبكة المعلومات الدولية أو غيرها من الوسائل الإلكترونية، وعقوبتها السجن مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن ألف دينار ليبي (200 دولار) وحتى 10 آلاف دينار (ألفي دولار)



أما المادة 30 ففرضت العقوبة على كل من يقوم بتهديد شخص أو تحقيره أو التعدي عليه بسبب انتمائه العرقي أو الديني أو المذهبي أو لونه بواسطة شبكة المعلومات الدولية أو بأي وسيلة إلكترونية أخرى، وبعقوبة مشابهة للعقوبة السابقة.

كما تفرض المادة 37 من القانون، عقوبة لا تقل عن السجن 5 سنوات، وغرامة ما بين 10 آلاف دينار (الفي دولار) ولا تزيد عن  100 ألف دينار (10 آلاف دولار)، على كم من بث إشاعة أو نشر بيانات أو معلومات تهدد الأمن والسلامة العامة في الدولة أو أي دولة أخرى من خلال شبكة المعلومات الدولية أو استعمال أي وسيلة إلكترونية أخرى.

تونس
أصدر الرئيس التونسي قيس سعيد، مرسوما عرف بالعدد 54 والمتعلق بمكافحة الجرائم المتصلة بأنظمة المعلومات والاتصال.

وأثار المرسوم الكثير من الجدل والاحتجاجات في تونس، واعتبر مرسوما لتقييد حرية الرأي والتعبير عبر الإنترنت، لكن أحد أبرز البنود الواردة فيه، القسم الفرعي الثالث المتعلق بالإشاعة والأخبار الزائفة.

ويعاقب الفصل 24 من المرسوم، بالسجن مدة 5 أعوام، وبغرامة مالية قدرها 50 ألف دينار تونسي (قرابة 16 ألف دولار)، كل من تعمد استعمال شبكات وأنظمة معلومات واتصال لإنتاج، أو ترويج، أو نشر، أو إرسال، أو إعداد أخبار أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو وثائق مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذبا للغير بهدف الاعتداء على حقوق الغير أو الإضرار بالأمن العام أو الدفاع الوطني أو بث الرعب بين السكان.

ويعاقب بنفس العقوبات المقررة بالفقرة الأولى كل من يتعمد استعمال أنظمة معلومات لنشر، أو إشاعة أخبار ،أو وثائق مصطنعة ،أو مزورة أو بيانات تتضمن معطيات شخصية أو نسبة أمور غير حقيقية بهدف التشهير بالغير أو تشويه سمعته أو الإضرار به ماديا أو معنويا أو التحريض على الاعتداء عليه أو الحث على خطاب الكراهية.

وتفرض السلطات وفقا للمرسوم، ضعف العقوبة، إذا كان الشخص المستهدف موظفا حكوميا أو ما يشبه منصبه، وهي إشارة لتحصين الموظفين الحكوميين من الانتقادات أو الملاحقة بناء على شبهات فساد أو ارتكاب مخالفات واستغلال لوظائفهم بحسب منظمات حقوقية.

مصر 

وفي مصر، فرض القانون رقم 175، لسنة 2018، عقوبات مغلقة، في مجال مكافحة جرائم تقنية المعلومات، وما أسماها القانون جرائم الاعتداء على حرمة الحياة الخاصة.

وورد في المادة 25 من القانون، بفرض عقوبة الحبس، مدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه (1600 دولار) ولا تزيد عن 100 ألف جنيه (3240 دولار) على كل من يقوم بالاعتداء على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، أو انتهك حرمة الحياة الخاصة أو أرسل بكثافة العديد من الرسائل الإلكترونية لشخص معين دون موافقته، أو منح بيانات شخصية إلى نظام أو موقع إلكتروني لترويج السلع أو الخدمات دون موافقته، أو نشر عن طريق الشبكة المعلوماتية أو بإحدى وسائل تقنية المعلومات معلومات أو أخبارا أو صورا وما في حكمها، تنتهك خصوصية أي شخص دون رضاه، سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أو غير صحيحة.

أما المادة 26 من القانون ذاته، فتغلط العقوبة لتصل إلى الحبس مدة لا تقل عن سنتين، ولا تزيد عن 5 سنوات، فضلا عن غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه (3240 دولارا) ولا تزيد عن 300 الف جنيه (9740 دولارا) أو بإحدى العقوبتين، على كل من تعمد استعمال برنامج معلوماتي أو تقنية معلوماتية في معالجة معطيات شخصية للغير لربطها بمحتوى منافٍ للآداب العامة، أو لإظهارها بطريقة من شأنها المساس باعتباره أو شرفه، وهي التهم التي تنتقدها مؤسسات حقوقية باعتبارها فضفاضة، ويمكن أن تكيف من أجل ملاحقة النشطاء والمغردين في حال كشفوا ارتكاب أشخاص مخالفات وقاموا ببث بيانات تتعلق بهم.

الأردن 

أقر الأردن قانونا أثار غضبا لدى العديد من القطاعات والأحزاب في البلاد، وهو قانون الجرائم الإلكترونية لسنة 2023، وخاصة المواد 15 و16 و17 وهي كالتالي:

المادة رقم 15 والتي يعاقب بموجبها بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر، أو غرامة لا تقل عن 5 آلاف دينار (7 آلاف دولار) ولا تزيد عن 20 ألف دولار (28 ألف دولار) لكل من نشر أو أعاد نشر قصدا أخبارا كاذبة في، الفضاء الإلكتروني تستهدف الأمن الوطني والسلم المجتمعي أو دم أو قدح أو تحقير أي في شخص".

ووفقا للمادة رقم 16 يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وبغرامة لا تقل عن 5 الاف دينار (7 الاف دولار) ولا تزيد على 20 ألف دينار (28 ألف دولار) لكل من أشاع أو عزا أو نسب قصدا في الفضاء الإلكتروني أفعالا من شأنها اغتيال الشخصية" وهي التهم التي لقيت انتقادات حقوقية، بسبب اتساع هذه الألفاظ وعدم تحديد ما يمكن اعتباره اغتيالا من عدمه.

أما المادة 17 من القانون، فتفرض عقوبة الحبس، من سنة واحدة، إلى 3 سنوات، وغرامة مشابة للمادتين السابقتين، أو بكلتا العقوبتين، على كل من نشر في الفضاء الإلكتروني قصدا ما شأنه إثارة الفتنة أو النعرات أو استهداف السلم المجتمعي أو الحض على الكراهية أو الدعوة إلى العنف أو تبريره أو ازدراء الأديان.

السعودية
وصاغت السعودية نظاما لمكافحة الجرائم المعلوماتية، ويتناول بالتفصيل عددا كبيرا من الجرائم المرتكبة عبر شبكة الإنترنت، لكن المادة الثالثة من النظام، أثارت انتقادات بشأن استخدامها بحق المغردين، والتي تنص على:

المادة 3: يعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن سنه وغرامة مالية، لا تزيد عن 500 ألف ريال (133 ألف دولار)، أو بإحدى العقوبتين، كل شخص ارتكب جملة من الأفعال.. البند الرابع من المادة: المساس بالحياة الخاصة، عن طريق إساءة استخدام الهواتف النقالة المزودة بالكاميرا، أو ما في حكمها.

البند الخامس: التشهير بالآخرين وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة.

أما المادة السادسة: فيعاقب بالسجن مدة لا تزيد عن 5 سنوات، وغرامة مالية، لا تزيد عن 3 ملايين ريال (800 ألف دولار)، أو بإحدى العقوبتين، لكل شخص ارتكب الجرائم التالية: البند الأول: إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده, أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب اآللي.

المادة السابعة:البند الثاني: الدخول غير المشروع إلى موقع إلكتروني، أو نظام معلوماتي مباشرة، أو عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي للحصول على بيانات تمس الأمن الداخلي أو الخارجي للدولة، أو اقتصادها الوطني

الكويتأصدرت الكويت قانونا للجرائم الإلكترونية.. حمل رقم 63 لسنة 2016 وتضمن عقوبات مغلظة بالحبس والغرامات الباهظة، لجرائم قد تتسع ألفاظها لتحد الكثير من حرية الرأي والتعبير.

وترتبط بعض مواد قانون الجرائم الإلكترونية الكويتي، ببنود لقانون المطبوعات والنشر، حيث تفرض المادة  السادسة من لاقانون، حظر انتقاد أمير الكويت أو النقل عنه، بدون إذن مكتوب من الديوان الأميري، وعقوبة ذلك، غرامة تصل إلى 20 ألف دينار كويتي (64900 دولار)

كذلك يفرض البند الرابع، عقوبات بالسجن والغرامة التي تصل إلى إلى 20 ألف دينار كويتي (64900 دولار)، على  كل من استخدم وسيلة من وسائل تقنية المعلومات في تهديد أو ابتزاز شخص طبيعي أو اعتباري لحمله على القيام بفعل أو الامتناع عنه، وينتهك كرامة الأشخاص وسمعتهم.



وترتبط المادة 6 بنود قانون المطبوعات والنشر، والتي تفرض عقوبات تصل إلى 10 آلاف دينار كويتي (32400 دولار) على كل من "يهين أو يحقر، رجال القضاء وأفراد النيابة أو يمس نزاهة القضاء وحياديته، وينشر  الاتصالات الرسمية السرية أو المستندات أو المراسيم.

وتحظر المادة 21-9 من قانون المطبوعات والنشر، المطبق على مواقع الإنترنت، والمادة 6 من قانون جرائم التقنية المعلوماتية، نشر ما يضر بعلاقات الكويت وغيرها من الدول العربية أو الصديقة، إذا تم عبر حملات إعلامية.

كما تفرض المادة السابعة، عقوبة السجن، لمدة 10 سنوات، على كل من حرض على قلب نظام الحكم  في البلاد، وكان التحريض متضمناً الحث على تغيير هذا النظام بالقوة أو بطرق غير مشروعة، أو الدعوة إلى استخدام القوة لتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي القائم في البلاد، أوإلى اعتناق مذاهب ترمي إلى هدم النظم الأساسية في الكويت بطرق غير مشروعة.

البحرين
أقرت البحرين عام 2014، القانون رقم 60، والخاص بجرائم تقنية المعلومات، والذي اشتمل على عقوبات بالسجن، وغرامات مالية باهظة على من يدان تحت بنود هذا القانون.

وتضمنت المادة 3 من القانون عقوبة السجن والغرامة، بما لا يتجاوز 50 ألف دينار بحريني، (133 ألف دولار)، لك من استخدم وسائل وتقنيات المعلومات، في إعاقة سير المرافق العامة، أو الأعمال ذات المنفعة العامة، إضافة إلى تهديد حياة الناس أو أمنهم أو صحتهم، وهو ما أثار انتقادات حقوقية، بالإشارة إلى شمول الدعوة للاحتجاج والتظاهر ضمن هذا البند.

كما تنص المادة 13 من القانون، على أن للنيابة العامة أن تأمر أي شخص يكون حائزا أو تحت سيطرته بيانات معينة لوسيلة تقنية المعلومات بتقديمها على وجه السرعة بما في ذلك البيانات المخزنة داخل نظام تقنية معلومات أو أية وسيلة تقنية المعلومات.



إضافة إلى أن من حق النيابة العامة، أن للنيابة العامة أن تأمر أي مزود خدمة بتقديم أية معلومات تكون في حيازته أو تحت سيطرته عن أي مشترك في خدماته أو مستخدم لها، سواء كانت هذه المعلومات في صورة بيانات وسيلة تقنية المعلومات أو في أية صورة أخرى ولا يدخل في ذلك بيانات خط السير والمحتوى.

وذلك كله متى رأت النيابة العامة الحاجة لذلك لإظهار الحقيقة في الجريمة، وهو ما يعني إجبار مزودي الخدمة التقنية، على الكشف عن هوية الأشخاص وتعليقاتهم ونشاطاتهم عبر شبكة الإنترنت.

وتنص المادة 14، على  أن لقاضي المحكمة الصغرى، بناء على طلب النيابة العامة، وبعد اطلاعه على الأوراق أن يأمر بما يلي:

‌أولا القيام على وجه السرعة بالحفاظ على بيانات خط السير المتصلة بالجريمة سواء كان الإرسال قد تم بثه من خلال مزود خدمة واحد أو أكثر.

ثانيا الكشف عن قدر كاف من بيانات خط السير لتمكين النيابة العامة من تحديد مزود الخدمة والمسار الذي تم إرسال هذه البيانات من خلاله، متى كان ذلك يساهم في إظهار الحقيقة في جريمة معاقب عليها بموجب هذا القانون أو أي قانون آخر.

وتمنح المادة 15، القوة للنيابة العامة، لإصدار أمر في الدخول وتفتيش لنظام تقنية المعلومات، المتصل بما تصنفه جريمة، أو أي جزء منه، وأية بيانات لوسيلة تقنية والمعلومات المخزنة فيه، وهو ما يعني الوصول إلى حسابات الأشخاص عبر المواقع.

قطر

أقرت قطر قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية رقم 14 لسنة 2014 واحتوى على بنود تشمل كافة الجرائم التي يمكن أن تمارس عبر الفضاء الإلكتروني مثل الدعارة والتجارة بالبشر والترويج الجنسي، فضلا عن الترويج للجماعات المتشددة.

وتناول الفصل الثاني من القانون في المادة الخامسة، جرائم المحتوى، والتي تضمنت، المعاقبة بالحبس لمدة لا تتجاوز 3 سنوات وغرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال قطري (137300 دولار)، لكل من أنشأ أو أدار موقعاً لجماعة أو تنظيم إرهابي على الشبكة المعلوماتية، أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، أو سهل الاتصال بقيادات تلك الجماعات أو أي من أعضائها، أو الترويج لأفكارها، أو تمويلها، أو نشر كيفية تصنيع الأجهزة الحارقة أو المتفجرة أو أي أداة تستخدم في الأعمال الإرهابية.

كما ورد في المادة السادسة من القانون، المعاقبة بالحبس، لمدة لا تزيد عن 3 سنوات، وغرامة لا تزيد عن 500 ألف ريال (137300 دولار)، على كل من أنشأ أو أدار موقعاً إلكترونياً عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو إحدى وسائل تقنية المعلومات، لنشر أخبار غير صحيحة، بقصد تعريض سلامة الدولة أو نظامها العام أو أمنها الداخلي أو الخارجي للخطر.



كما يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة، وبالغرامة التي لا تزيد على 250 الف ريال (68681 دولار) أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من روج أو بث أو نشر، بأي وسيلة، تلك الأخبار غير الصحيحة بذات القصد.

ويفرض القانون عقوبة الحبس لمدة سنة، وغرامة لا تزيد عن 100 ألف ريال (27472 دولار) او بإحدى العقوبتين، على كل من تعدى على أي من المبادئ أو القيم الاجتماعية، أو نشر أخبارا أو صورا أو تسجيلات صوتية أو مرئية تتصل بحرمة الحياة الخاصة أو العائلية للأشخاص، ولو كانت صحيحة، أو تعدى على الغير بالسب أو القذف، عن طريق الشبكة المعلوماتية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات.

الإمارات

وغلظت الإمارات العقوبات ضمن قانون مكافحة الشائعات والجرائم الإلكترونية، رقم 34 لسنة 2021.

وفرض البند الأول، عقوبة الحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وغرامة لا تقل عن 20 الف درهم (5445 دولار)، ولا تزيد عن 100 ألف درهم (27229 دولار) ، بإحدى العقوبتين، على كل من حصل أو استحوذ أو عدل أو أتلف أو أفشى أو سرب أو ألغى أو حذف أو نسخ أو نشر أو أعاد نشر بغير تصريح بيانات أو معلومات شخصية إلكترونية، باستخدام تقنية المعلومات أو وسيلة تقنية معلومات.

وفرض البند الثاني، عقوبة الحبس لمدة لا تزيد عن سنه، وغرامة لا تقل عن 30 ألف درهم (8168 دولار)، ولا تزيد عن 300 ألف درهم (81688)، أو بإحدى العقوبتين، على كل مسؤول عن إدارة موقع أو حساب إلكتروني نشر على أي منها محتوى أو بيانات أو معلومات لا تتوافق مع معايير المحتوى الإعلامي الصادر من الجهات المعنية.

وفرض التشريع عقوبة قاسية بالسجن المؤبد، على كل من أنشأ أو أدار موقعا إلكترونيا أو أشرف عليه أو نشر معلومات أو برامج أو أفكار تتضمن أو تهدف أو تدعو إلى قلب أو تغيير نظام الحكم في الدولة أو الاستيلاء عليه أو إلى تعطيل أحكام الدستور أو القوانين السارية في الدولة أو مناهضة المبادئ الأساسية التي يقوم عليها نظام الحكم في الدولة باستخدام الشبكة المعلوماتية أو وسيلة تقنية معلومات، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من روج إلى أو حرض على أي من الأفعال المذكورة أو سهلها للغير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات قوانين الجرائم الإلكترونية العالم العربي السجن سجن العالم العربي حرية التعبير قوانين الجرائم الإلكترونية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجرائم الإلکترونیة الفضاء الإلکترونی النیابة العامة وغرامة مالیة عبر الإنترنت القانون رقم عقوبة الحبس لا تزید عن 3 لا تزید عن 5 آلاف دینار من القانون آلاف دولار إلى 3 سنوات فی الدولة الکثیر من قانون رقم السجن مدة بیانات أو إضافة إلى ألف دینار ألف دولار الدولة أو على کل من من قانون عن 100 ألف ألف درهم ألف ریال المادة 3 لمدة لا تصل إلى أو نشر ما بین

إقرأ أيضاً:

النائب عقل مطالبا بإطلاق سراح الكاتب الزعبي .. الحرية سقفها القوانين التي تكمم الافواه وعلى رأسها قانون الجرائم الإلكترونية

سواليف

طالب النائب #محمد_خليل_عقل بإطلاق #الحريات_العامة التي كان سقفها السماء فأصبح سقفها القوانين التي تكمم الافواه على رأسها #قانون_الجرائم_الإلكترونية ، حيث طالب بالعمل على إطلاق سجناء الرأي وعلى رأسهم نعيم جعابو وأحمد حسن الزعبي وأيمن صندوقة .

واضاف عقل في كلمته اليوم في جلسة #مجلس_النواب التي خصصت لمناقشة خطاب الحكومة لنيل الثقة، ان كلمة السر في مواجهة التهديدات هو تحصين البيت الداخلي والانفتاح على مكونات الوطن واستلهام المواثيق الوطنية التي توافق عليها اسلافنا وعبروا بها مراحل بالغة الصعوبة .

وتابع : نريد استعادة ثقة المواطن ليحيا عزيزا في وطنه تتوفر له سبل العيش الكريم فيه واساسيات الحياة دون تمييز.

مقالات ذات صلة انفجار 5 أسطوانات غاز في (بركس دجاج) بالمفرق 2024/12/02

وانتقد تشكيل حكومة حسان فقال : للأسف أن الحكومة تمسكت بالشكل التقليدي وتشكيلها اشبه بالتعديل الكبير واستنساخ للحكومات الماضية وشخصيتها تائهة بين مرحلتين، ولم تتشكل الحكومة على اساس التمثيل الحزبي حسب أوزان الأحزاب في مجلس النواب، حيث جاء تشكيل الحكومة محيرا ومحبطا للمواطنين الذين قدموا حزب جبهة العمل الإسلامي عبر الانتخابات ليكون حزب الأكثرية، كما فتح الباب لتوزير بعض رؤساء الأحزاب ورموزها وتم اقصاء حزب الأكثرية حتى عن استمزاج الرأي في تشكيل الحكومة .

وآتيا نص كلمة عقل كاملة :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
سعادة الرئيس ، الزملاء والزميلات الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وسلام على الأردن على سهولة وجباله ووهاده ، على مدنه وقراه وبواديه ومخيماته . وخير المطالع تسليم على الشهدا أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا ً . فسلام على شهداء جيشنا العربي الذين قضوا في الكرامة وعلى أسوار القدس . وسلام على مجاهدي الأردن من كايد المفلح العبيدات وحتى ماهر الجازي وسلام على شهداء فلسطين وسلام على غزة شرف الأمة وعنفوانها قاهرة العدا الآخذة بثاراتها عزنا ووجعنا كرامتنا وألمنا ، سلام على مجاهديها وكتائبها وشهدائها وعلى أهلها الصامدين المرابطين وسلام على المقاومة في لبنان وعلى كل مقاوم من امتنا مشتبك مع عدونا الصهيوني الحاقد ، أما بعد :
فإن حكومة دولة جعفر حسان جاءت كأول حكومة في مرحلة التحديث السياسي بعد الإنتخابات النيابية التي تمثل أول مراحل هذه المنظومة حيث التنافس على أساس حزبي برامجي كتلوي لتمهيد الطريق نحو الحكومات البرلمانية وللأسف بالرغم من محاولة الحكومة أن تأخذ شكلاً حداثياً متناغماً مع مرحلة التحديث إلا أنها تمسكت بالمسار التقليدي في الشكل والمضمون فما رأيناه هو أشبه بالتعديل الكبير واستنساخ للحكومات الماضية شخصيتها تائهة بين المرحلتين فلم تتشكل على أساس التمثيل الحزبي حسب أوزان الأحزاب في المجلس من باب محاكاة المستقبل وتحفيز التحديث السياسي كي يأخذ مداه ولم تختار أن تقف على أعتاب المرحلة تترقب رسوخ المشهد وتنآى بنفسها عن التجاذبات وإنما جاء تشكيل الحكومة غريباً محيراً محبطاً للمواطنين الذين استبشروا بالمرحلة الجديدة وتدفقوا نحو صناديق الإقتراع للتعبير عن أشواقهم وإنحاز وجدانهم الجمعي إلى التيار الذي عايشوه وخبروه ووثقوا به عشرات السنين وتحققوا من إنتمائه الصادق لوطنه وأمته فتقدم حزب جبهة العمل الإسلامي ليصبح حزب الأكثرية مع بداية تشكل المجلس فما كان من رئيس الحكومة ومن يشاركه التفكير في صياغة المشهد إلا أن تقوقعوا في القوالب الإنطباعية الجامدة التي كرّسها التيار التقليدي في التعامل مع المعارضة الوطنية الراشدة ففتحوا الباب على مصراعيه لتوزير رؤساء بعض الأحزاب ورموزها وتم إبعاد حزب الأكثرية ليس عن العمل على إشراكه في الحكومة فحسب ( بعيداً عن هل يوافق على المشاركة أم لا يوافق ) بل حتى مجرد إستمزاج رأيه في هذا التشكيل ، وبعد ذلك مطلوب منّا أن نقتنع أن هذه الحكومة تقف على مسافة واحدة من الجميع .

والأهم من ذلك هل هذا المنهج التقليدي الموغل في الإنكفاء على الذات هو المؤهل لإدارة الدولة الأردنية في أخطر مرحلة تمر بها البلاد ، بعد إحتدام المشهد الإقليمي وعودة ترمب المشؤومة وإستمرار حرب الإبادة الهمجية على غزة وإنفلات عقال مجرمي الكيان الغاصب وإعلانهم عام ٢٠٢٥ كعام لضم الضفة الأرض دون السكان مما ينذر بخطر التهجير الذي يتوافق مع عقيدة فريق ترمب المتصهين . الأردن في هذا المشهد الصعب الإستثنائي بحاجة إلى حكومة ذات أداء إستثنائي تستشعر الخطر قبل حدوثه وتعمد إلى صياغة رؤية وبرنامج وطني شامل لمواجهة هذه الأخطار فلا يعقل أن الحريق ملتهب حولنا ونحن في حالة إسترخاء . لقد أعلن الأردن أن التهجير بمثابة إعلان حرب ونحن لا نتمنى حدوث هذه الحرب ولكن من يعلن هذا الإعلان عليه أن يظهر الجدية في مواجهة هذه التهديدات وكلمة السر في مواجهتها هو تحصين البيت الداخلي والإنفتاح على كافة مكونات الوطن وقواه الحية والجلوس على مائدة مستديرة تعيد إستلهام المواثيق الوطنية التي توافق عليها أسلافنا وعبروا بها مراحل سابقة بالغة في الصعوبة .

نريد أن نعيد الثقة للمواطن ليحيا عزيزاً في وطنه تتوفر له سبل العيش الكريم وأساسيات الحياة دون تمييز ، وإطلاق الحريات العامة التي كان سقفها السماء فأصبح سقفها القوانين التي تكمم الأفواه والتي لا بد من تعديلها وأولها قانون الجرائم الإلكترونية فالمواطن المرتجف المرعوب الذي يشعر بالتهميش والفقر والحرمان من الحقوق الأساسية ليس هو المواطن الذي يمكن أن يواجه التحديات الكبرى التي يمكن أن تداهم البلاد ، وأول إختبار للحكومة فيما أوردته في بيانها عن الحريات العامة هو العمل على إطلاق سجناء الرأي وعلى رأسهم نعيم جعابو وأحمد حسن الزعبي وأيمن صندوقة ، ويتوج المشهد بإطلاق سراح معتقلي دعم المقاومة .

ونؤكد هنا أننا في كتلة جبهة العمل الإسلامي سنمد أيدينا بكل الإتجاهات وسنرد التحية بأحسن منها لنشكل معاً سداً وطنياً منيعاً تتكسر عليه أوهام كل من يستهدف هذا الحمى المنيع الأردني العربي الإسلامي ، أردننا الذي إحتفى بالنصر يوم ١٠/٧ عندما إسترد المجاهدون كرامة الأمة وهشموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر وأصبح شعبنا أيقونة عالمية تحتذي بها الشعوب فى إسناد المقاومة والمطالبة بإنصافها والإنفتاح عليها والإصغاء لأنين المكلومين وإغاثتهم ، وكان الغوث الرسمي والشعبي هو الملاذ الأكبر لأهلنا في غزة رغم قلة ذات اليد وكان الخطاب الرسمي مميزاً صارماً مسانداً ، واليوم تتعالى بعض الهمهمات وكأنها تريد أن تتنصل من هذا الموقف العظيم خشية التبعات في المرحلة الترامبية فنقول لهم لا تفسدوا علينا هذه المحطة الوضاءة من محطات تاريخنا التي نزهو بها فهذه الأرض المباركة هي الكنف الأول من أكناف بيت المقدس وهذا هو قدرها أرض حشد ورباط وفخر وكبرياء وبوابة الفتح القريب بإذن الله .

مقالات مشابهة

  • "اتصالات النواب" تناقش مشروع قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات لتغليظ عقوبة النصب الإلكتروني
  • اتصالات النواب: قوانين السوشيال ميديا تحتاج إلى تحديثات لتحقيق الانضباط
  • النائب عقل مطالبا بإطلاق سراح الكاتب الزعبي .. الحرية سقفها القوانين التي تكمم الافواه وعلى رأسها قانون الجرائم الإلكترونية
  • النائب عقل .. الحرية سقفها القوانين التي تكمم الافواه وعلى رأسها قانون الجرائم الإلكترونية
  • بعد إحالتها لـ التأديبية| 5 عقوبات مشددة تواجه «طبيبة النسا بـ كفر الدوار»
  • ننشر تعديلات قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات المعروض أمام "اتصالات النواب"
  • اليوم.. قادة الخليج يجتمعون في الكويت لبحث تطورات الوضع بالدول العربية
  • لمواجهة ظاهرة المستريح الإلكتروني.. اتصالات النواب تناقش تعديل قانون جرائم تقنية المعلومات
  • عقوبات صارمة للحد من تجارة السجائر الإلكترونية والكحول في تركيا
  • تعرف على العقوبة القانونية حال تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر