في خضم الأزمات السياسية والصراعات التي تحدث بالعالم، يبرز بنيامين نتنياهو كأحد القادة الذين يرون في استمرار الحروب وسيلة لتثبيت حكمهم وحماية أنفسهم، تتجلى السياسة بوضوح في حملة الإبادة الجماعية التي تقودها إسرائيل ضد المدنيين في غزة، حيث يسعى نتنياهو لترسيخ صورته كمدافع عن إسرائيل، في وقت يستخدم فيه الحرب كدرع لحمايته من اتهامات الفساد التي تلاحقه.

 

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن نتنياهو ينتمي إلى فئة من القادة الذين يرون في إراقة الدماء وسيلة لضمان بقائهم في السلطة، ويعتقدون أن استمرار النهج الدموي ضروري لحمايتهم.

وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية بحق المدنيين في غزة على مدار 15 شهرا، وهو انعكاس واضح لهذه السياسة التي يتبناها نتنياهو للحفاظ على منصبه والبقاء على رأس الحكومة الإسرائيلية.

وأشار أبو لحية: "على المستوى الشخصي، يسعى نتنياهو إلى ترسيخ أسطورة شخصية تجعله في أذهان اليهود حول العالم كقائد يخوض هذه الحرب دفاعا عن الوجود اليهودي المهدد، ويقدم نفسه على أنه الشخص الوحيد القادر على حمايتهم من أعدائهم، وفقا لتصوراته، كما يرى في استمرار الحرب فرصة للهروب من المسائلة القانونية بشأن تهم الفساد التي يواجهها، وقد استغل الحرب بالفعل للتهرب من المحاكمة لفترة دامت 14 شهرا، لكنه اضطر في النهاية للمثول أمام التحقيق سياسيا".

استشهاد 6 في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بقطاع غزةبينهم أطفال ونساء.. 5 شهداء في قصف إسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة

واختتم: "يدرك نتنياهو أن نهاية الحرب تعني نهاية مستقبله السياسي، حيث لن يكون لديه أي فرصة للبقاء في الساحة السياسية، يحمله المجتمع الإسرائيلي والمسؤولون مسؤولية ما حدث في السابع من أكتوبر نتيجة سياساته الفاشلة وسوء إدارته للأمن القومي الإسرائيلي، ويطالبون بمساءلته قانونيا عن ذلك، ولهذا السبب، يسعى نتنياهو لمنع أي تحقيق رسمي للكشف عن تفاصيل ما حدث قبل وبعد السابع من أكتوبر، لأن جميع الأدلة تشير إليه باعتباره المسؤول الأول عن الإخفاقات".

عبد المهدي مطاوع: الاحتلال يريد تدمير أكبر مساحة ممكنة من غزةالاحتلال يعلن توسيع عمليته العسكرية في غزة ويطالب السكان بالإخلاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو غزة الاحتلال إبادة جماعية حرب غزة المزيد أبو لحیة

إقرأ أيضاً:

ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

أكدت ندوة نظمها المنتدى اليمني الأوروبي، أن تشرذم الأحزاب اليمنية لا يخدم أحداً سوى الحوثيين، الذين يستفيدون من غياب رؤية وطنية موحدة، بل يعزز من هيمنة وسيطرة الجماعة المسلحة على البلاد.

وأكد المشاركون في الندوة التي أقيمت فعالياته بالعاصمة البلجيكية بروكسل وحضرها قادة حزبيون وخبراء سياسيون، إلى تعزيز الحوار بين القوى السياسية، وتشكيل تكتل وطني قادر على استعادة الدولة وفرض نفسه في أي مفاوضات قادمة.

وفي كلمته الافتتاحية، قال رئيس المنتدى، خليل مثنى العمري، إن الندوة والتي شارك فيها، قادة أحزاب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الناصري والمكتب السياسي للمقاومة الوطنية.. تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجه الأحزاب السياسية في اليمن، وسبل استعادة دورها في الحياة العامة.

من جانبه، انتقد عبد الرحمن السقاف، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ما وصفه بـ”اختلال موازين القوى في البلاد”، مشددًا على ضرورة احتكار الدولة للقوة العسكرية.

وأضاف أن “الشعبوية المنتشرة في البلاد تؤدي إلى تخريب الوعي السياسي العقلاني، وتحوّل الأكاذيب إلى حقائق، مما يفاقم الأزمات ويؤجج الصراعات الإعلامية”، لافتًا إلى أن “هناك فرقًا كبيرًا بين النقد العقلاني للأحزاب وبين تدمير الوعي السياسي”.

بدوره، قال عبد الله نعمان، الأمين العام للتنظيم الوحدوي الناصري، إن تجربة “اللقاء المشترك” بين الأحزاب السياسية اليمنية كانت نموذجًا سياسيًا ناجحًا، لكنه انتقد مشاركتها في حكومة الوفاق الوطني، معتبرًا أنها “أخطأت بقبول تقاسم الوظائف العامة على حساب الكفاءة”، مما أتاح لجماعة الحوثي استغلال الوضع لإسقاط الدولة.

وأضاف: “الأحزاب السياسية تلعب أدوارًا مختلفة في زمن الحرب مقارنة بأوقات السلم، حيث يصبح الشعب كله جبهة واحدة لمواجهة الأخطار”، مشيرًا إلى أن “الحرب شوهت صورة الأحزاب السياسية”، وأنه “عندما تتحدث المدافع، تصمت السياسة”، وانه من الصعوبة الحديث عن مستقبل الاحزاب في ظل الوضع المسلح الحالي.

من جانبه، أكد عبد الرزاق الهجري، القائم بأعمال الأمين العام لحزب الإصلاح، أن الأحزاب اليمنية تأثرت بالوضع السياسي الراهن، لكنها تشهد “انفتاحًا ونقاشًا داخليًا إيجابيًا بسبب تطور وسائل التواصل الاجتماعي”.

وقال: “ليس من مصلحة المنظومة السياسية أن تغيب القوى المؤثرة عن المشهد”، مشددًا على ضرورة أن “تتنافس الأحزاب وهي قوية، بدلًا من أن تتصارع وهي ضعيفة”، مضيفًا أن “الشرذمة السياسية تُضعف الجميع”.

بدوره، أكد القيادي في المؤتمر الشعبي العام رئيس كتلته البرلمانية عبد الوهاب معوضة أن جماعة الحوثي نفذت “انقلابًا شاملًا” واستولت على مؤسسات الدولة.

وأضاف: “يحاول الحوثيون تصوير العمل السياسي كجريمة، ويروجون لفكرة أن الحل الوحيد لليمن هو حكم الولي الفقيه”، مشيرًا إلى أن “الأحزاب بحاجة إلى إعادة تنظيم جهودها من خلال التكتل الوطني لتوحيد القوى السياسية”.

من جهته، قال عبد الله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية، إن القوى السياسية اليمنية يجب أن تتوحد لاستعادة الدولة.

وأضاف: “إذا ظللنا نبكي على اللبن المسكوب، فلن نبني بلدًا”، مشيرًا إلى أن “الصراعات السياسية أضعفت الجميع، وأتاحت للحوثيين الفرصة للتمدد”.

وأوضح أن “المقاومة الوطنية قدمت 1,500 شهيد، ووصلت إلى مشارف الحديدة، لكن اتفاق ستوكهولم جاء ليعرقل تقدمها”، مؤكدًا أن “الخلاف مع الحوثيين وجودي، لأنهم يرون أنفسهم أصحاب حق إلهي في الحكم”.

وأضاف أبو حوريه “المقاتلين في الميدان لاستعادة البلاد من الحوثيين هم الأبطال الحقيقيين أكثر من السياسيين والأمل بهم لاستعادة الدولة” .

مقالات مشابهة

  • بغض النظر عن اختلافنا السياسي مع البرهان، يلزمنا جميعا الاعتراف له بالشجاعة
  • مختار غباشي: المرحلة الأولى من تبادل الأسرى جعلت نتنياهو في صورة سيئة أمام شعبه
  • ندوة في ببروكسل: تشرذم القوى السياسية اليمنية يطيل الحرب ويعزز هيمنة الحوثيين
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • يديعوت: هذه هي الملفات التي سيناقشها نتنياهو مع ترامب
  • استمرار الخلافات السياسية بشأن شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة
  • استمرار الخلافات السياسية بشأن شكل قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة - عاجل
  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • الورشة التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب: الفرص والتحديات أمام القوى المدنية
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي