عبدالفضيل: هناك محاولات لشق الصف بين الأهلي وجماهيره
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
أكد شريف عبدالفضيل نجم الكرة المصرية السابق، أن هناك محاولات لشق الصف بين إدارة الأهلي والجماهير والفريق، مشيرًا إلى أن هناك العديد يرغب في إسقاط النادي الأحمر، والكيان كله "مبني على جماهيره" ثم الإدارة واللاعبين.
وقال عبر برنامج بلس 90 الذي يبث على قناة النهار: "الجمهور هو الداعم، والإدارة هي الأساس، ثم فريق الكرة، وباقي الفرق الآخرى داخل الأهلي، الفريق الأحمر فاز بنتيجة 6-1، وبعد اللقاء خرجنا للحديث عن أزمة معينة بعيدًا عن اللقاء".
وأضاف: "الشناوي كان يريد الذهاب لتحية الجمهور بعد اللقاء، وهو يستحق الإشادة على الموقف، وجماهير الأهلي هي دائما الداعم الأول، وقبل اللقاء حدث انتقاد لـ"الشناوي وكهربا"، وجماهير النادي له حق علينا، ولكن لا يجوز الهجوم ضد اللاعبين قبل مباراة كبيرة، رغم الخسارة أمام باتشوكا المكسيكي".
وأكمل: "سبق وحضر الجمهور وأنا في الأهلي، وجاءوا إلينا لتوصيل رسالة معينة، وهذا من حقهم تماما، من حق الجمهور أن يوصل رسائله ولكن بدون تجاوز، ولابد من التكاتف خلال الفترة الحالية".
وزاد: "محمد رمضان شخصية صارمة، وهو في النهاية (بشر) وكلنا من الوارد أن نخطئ، لا أريد تجميل الأمور أو مسك العصا من المنتصف، ولكن جمهور الأهلي خط أحمر، وقراره متسرع بالخروج من الملعب، لكن أرى أن هناك حملات ممنهجة ضده وسخرية كبيرة ضد المدير الرياضي بشكل غريب جدًا".
وتابع: "ستبدأ حملات كثيرة ضد النادي الأهلي، الجميع سوف ينسى المباراة والنتيجة الكبيرة، ويتفرغ للهجوم ضد النادي، والجمهور في أوقات سابقة كان يقوم بإيصال رسالته بشكل أفضل للمسئولين داخل النادي أو الإدارة أو اللاعبين".
وأتم: "جمهور الأهلي لابد أن يعود لدعم فريقه بشكل قوي، ومنتظـر منهم الدعم والمساندة بقوة، وسبق وتعرضت للهتافات الكثيرة ومنها من جانب النادي الإسماعيلي بعد رحيلي عن الفريق".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حق الجمهور محمد رمضان الكرة المصرية جماهير الأهلي شريف عبدالفضيل باتشوكا المكسيكي
إقرأ أيضاً:
نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.
التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا
لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.
واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.
أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟
إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:
تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.
تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.
سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.
المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين
من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.
هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.
إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.
التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟
إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.
إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.
zuhair.osman@aol.com