من العمامة إلى ربطة العنق.. صور تخبرك عن تحولات أحمد الشرع
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
بينما يُجري قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع المكنى بأبي محمد الجولاني٬ مقابلات مع وسائل إعلام عالمية، ويستقبل وفوداً دولية في القصر الجمهوري في دمشق، ويلتقط صوراً وسط الناس في الأماكن الشعبية، ويدخل إلى المسجد الأموي تحت عيون الكاميرات.
و يلاحظ من خلال الصور التحولات الملحوظة في الصورة العامة للقيادي السوري الذي يتولى إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية، بعد سقوط نظام المخلوع بشار الأسد.
وفي الواقع، لم يكن تحول الجولاني من قائد لهيئة تحرير الشام إلى سياسي معارض أمراً حديثاً، بل تطور بعناية على مر السنين، وكان واضحاً لا في تصريحاته العامة ومقابلاته الدولية فحسب، بل أيضاً في مظهره المتغير.
ةقد تشكل التحولات التدريجية في صورة الجولاني حالة نموذجية للدراسة من قبل المختصين في التسويق السياسي والباحثين في أسس صناعة الصورة العامة أو "العلامة التجارية الفارقة" للسياسيين.
على مواقع التواصل، يتسابق المعلقون على قياس التغييرات في طول لحية الشرع وهندامه وطريقة كلامه. ومع ذلك، فإن هذا التحول ليس ظاهرة جديدة أو فريدة من نوعها.
نرصد تطور الصورة
وإذا تتبعنا أول صورة للشرع فسنجد أنها تعود إلى عام 2006 بعد اعتقاله من قبل القوات الأمريكية في العراق عندما ذهب لمقاتلة الاحتلال الأمريكي.
ويَظهر فيها أحمد الشرع وهو شاب حليق اللحية ذو شعر قصير يبلغ من العمر 24 عاما. ولا تعبر هذه الصورة بوضوح عن شخصية الشرع لأنه كان معتقلا ويخضع لقانون السجان في الشكل والمظهر.
أما الصورة الثانية والتي ظهر بها٬ فكانت في لقائه مع الإعلامي في قناة الجزيرة أحمد منصور٬ وكان ذلك أول ظهور إعلامي له عام 2015 ٬
وظهر فيها باسمه الحركي أبو محمد الجولاني٬ ولكنه لم يظهر بوجهه، ولكن بظهره وكان يغطي شعره٬ مما جعل معرفته غير واضحة.
وكان الجولاني وقتها أميرا لجبهة النصرة٬ وقد انفصل عن زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي في 9 نيسان/ أبريل 2013 ٬ بعد رفضه الاندماج معه فيما عرف "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
فك الارتباط بالقاعدة
وفي عام 2016 ظهر الجولاني لأول مرة في فيديو مصور كاشفاً عن وجهه، وهو يرتدي زيا عسكريا٬ رابطا على رأسه عمامة بيضاء تتدلى منها ذؤابة.
وفي هذا الفيديو أعلن الجولاني مبايعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وقال إنه عمل وفق توجيهاته حتى تموز/ يوليو 2016، حين أعلن فك ارتباط تنظيمه بالقاعدة وتغيير اسمه إلى "جبهة فتح الشام" ثم "هيئة تحرير الشام" في عام 2017.
وأوضح الجولاني أن فك الارتباط جاء تلبية لرغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي، وبهدف إلى إقامة دين الله وتحكيم شرعه وتحقيق العدل بين الناس، والتوحد مع الفصائل المعارضة لرص صفوف المجاهدين وتحرير أرض الشام والقضاء على النظام وأعوانه.
وأضاف الجولاني أن الهدف هو حماية الجهاد الشامي والاستمرار فيه واعتماد كافة الوسائل الشرعية المعينة على ذلك، والسعي لخدمة المسلمين وتخفيف معاناتهم، وتحقيق الأمن والاستقرار والحياة الكريمة لعامة الناس.
وبشأن الخلافات العقدية بين "الجبهة" و"تنظيم الدولة"، قال الجولاني إنهم يرفضون الخلافة التي يعلنها تنظيم الدولة ويعتبرونها غير شرعية لأنها أقيمت على أسس غير شرعية.
وبعد ذلك بات ظهر الجولاني بوجهه أمرا مألوفا حيث كانت تدير هيئة تحرير الشام المناطق المحررة في شمال سوريا٬ وكان ظهوره بزي عسكري ويربط عمامة على رأسه باللون الأبيض أو الأسود.
تأسيس حكومة الإنقاذ بإدلب
في عام 2017 وبعد تأسيس حكومة الإنقاذ السورية في مناطق حكم هيئة تحرير الشام بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا، تغير الشكل الذي كان يظهر به الشرع٬ فبدأ يظهر بالزي العسكري مع قبعة عسكرية.
وفي هذا التوقيت نالت مسودة مبادرة "الإدارة المدنية عالية المستوى في مناطق سوريا المحررة" موافقة هيئة تحرير الشام بعد عرضها عليه وعلى عدة جهات عسكرية ومدنية أخرى، بهدف ضم أكبر عدد من مكونات المجتمع إلى الإدارة المدنية.
وعملت حكومة الإنقاذ السورية كدولة، تضمنت رئيس وزراء ووزارات وإدارات محلية تشرف على قطاعات مثل التعليم والصحة وإعادة الإعمار.
وفي هذه الفترة انخرط الجولاني في أنشطة تقربه من الجمهور، حيث زار مخيمات النازحين، وحضر الفعاليات، وأشرف على جهود الإغاثة، خاصة خلال الأزمات مثل زلازل عام 2023.
وسلطت هيئة تحرير الشام الضوء على الإنجازات في الحكم والبنية التحتية لإضفاء الشرعية على حكمها وإظهار قدرتها على توفير الاستقرار والخدمات. وظل ظهوره بالزي العسكري مع ارتداء القبعة العسكرية أو بدونها.
"ردع العدوان" والاسم الحقيقي
وحافظ الجولاني على زيه العسكري بعد إطلاق فصائل المعارضة السورية المنتشرة في محافظة إدلب، والتي كانت منضوية سابقاً تحت غرفة عمليات "الفتح المبين"، عملية "ردع العدوان" في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
شكلت الفصائل ما يسمى "إدارة العمليات العسكرية" التي ضمت هيئة تحرير الشام، وحركة أحرار الشام، والجبهة الوطنية للتحرير، ومجموعات من الحزب التركستاني.
تم تعيين الجولاني قائداً عاماً لإدارة العمليات العسكرية. ومع تطور العمليات وتمكن فصائل المعارضة من الاستيلاء على إدلب ثم حلب والتوغل في حماة، دعا الجولاني المقاتلين إلى التحلي بأخلاق النصر والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف والقيم الإنسانية.
وفي بيان له، قال الجولاني: "نحن اليوم نواصل الليل بالنهار من أجل سوريا، المستقبل لسوريا التي ستكون بإذن الله بلداً للعدالة والكرامة والحرية لكل السوريين".
وبعد نجاح الفصائل في دخول العاصمة السورية دمشق٬ كشف الجولاني للعالم عن أسمه الحقيقي٬ وهو أحمد الشرع.
البدلة ورابطة العنق
كما اتسمت هذه الفترة بتغيير في زي الشرع الذي خلع البدلة العسكرية وارتدى البدلة المدنية الرسمية وإن كانت بدون رابطة عنق.
إلا أنه اليوم الأحد ارتدى رابطة عنق أثناء استقباله وزير الخارجية التركي هاكان فيدان٬ والرئيس السابق للحزب التقدّمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجولاني القاعدة سوريا سوريا جبهة النصرة القاعدة الجولاني احمد الشرع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة تحریر الشام أحمد الشرع
إقرأ أيضاً:
موقف العراق الحالي من تنصيب الجولاني نفسه رئيسا
1 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: حيدر سلمان
المتابعين للموفف العراقي يلاحظون تذبذبا من حالة الاندفاع باديء الامر الى التاخير عن عن الاعلان اي تاييد لما يحدث في سوريا من اقامة حكومة مؤقتة برئاسة الحولاني (احمد الشرع).
بداية الحديث فلنفهم انه لن يترتب شيء على الامر وموقف العراق ليس وحده في ذلك لكن نعم هو الاهم كون العراق الجار المباشر الى سوريا والمتأثر الاكبر بوضعها الامني ومتغيراته.
اما عن التاخير الاخير عن تهنئة الشرع او الجولاني، فالامور واضحة وضوح الشمس كما قلناها من قبل نعيدها الان.
حجم استجابة العراق يعتمد على الخطوات السورية.
لنفهم جيدا انه في بداية التغيير وسقوط نظام بشار كانت هناك رسائل ايجابية من سوريا ومن الجولاني نفسه، قابله مواقف عراقية كبيرة مثل اجراء اتصالات دولية دعما للتغيير في سوريا ثم مؤتمر العقبة الذي كان بطلب وترجمة لموقف عراقي بحت في حين كان بقية العرب متخوفين ،، كما حديث رئيس الوزراء و وزير الخارجية العراقي باننا ندعم التغيير ونقيم وزنا لخيارات الشعب السوري الشقيق واذا كنت تلاحظ في البداية كان العراق الاكثر اندفاعا حتى زاره وزير الخارجية الامريكي ووفود عربية واتصل به نظرائه العرب وكان ضمن تصريحات رئيس الوزراء ووزير الخارجية بضرورة الوقوف مع سوريا واشراك جميع الاطياف كي تستقر فاستقرارها يعني بالضرورة استقرار العراق .
لكن بمرور الوقت تغيرت الامور كثيرا، ولنبدا بسرد الاحداث بطريقة عراقية تعكس موقف العراق الان
????اولا: مايجري في سوريا الان لم يكن اشراك لاطياف المجتمع بل تطهير عرقي وتجريد المجتمع من اطيافه كما حدث مع الشيعة والعلويين من تهجير وابعاد بترهيب وهو تفسه ماحدث للمسيحيين والان تسارع للهجوم على الكرد وهذه الاطياف نفسها في العراق مشتركة في الحكم ولايمكن اهمال ماتراه في سوريا
????ثانيا: سلسلة تصريحات من الجولاني جعلت العراق يعيد حساباته ويقف الان على التل ينتظر ماسيحدث لاحقا دون الاشتراك بانعكاساته ولا حتى التقدم للتهنئة، ابتداءا من تصريحه بعدم اشراك المكونات ومنح الوزارات كهدايا، الى تصريحه بفشل منظومة العراق ولبنان وبشكل علني دون تحفظ في اشارة لما سيذهب له باحتفاظه بالحكم بطريقته.
????ثالثا: حديثه عن انه لن يكون هناك دستور ولا انتخابات لاربع سنوات ومن ثم تنصيب نفسه رئيسا دون اي انتخابات او حتى مجلس شورى.
????رابعا والاهم: تمدد داعش قرب حدود العراق وتهديد اطلاق سراح الدواعش وعوائلهم من سجون قسد بما يشكل خطر على امن العراق دون موقف واضح من ادارة الجولاني يضع العراق بموقف المشكك.
كل هذا ابعد العراق عن رايه في سوريا والعراق هنا اتخذ موقف المشاهد وربما يذهب للتهنئة لكن كل مايحري عكس رغبته وعكس منظومته تماما القائمة كليا على الانتخابات منذ بدء النظام بعد الاحتلال وتسارع في كتابة الدستور والتصويت عليه وحفظ حق المكونات في الاشتراك بالخكم بمايعكس تركيبتهم السكانية.
عموما
هذا شرح مسهب لتغير الموقف العراقي وليس فقط التركيز على التاخير في تهنة الجولاني وهو الذي غض العراق النظر عنه في بداية التغيير كونه المسؤول المباشر عن تفجيرات دامية في العراق وكان موقف العراق الاولي متفائلا لكنه تغير بسبب اعادة صورة الحولاني بلباس الشرع، بطريقة تحكمه بالسلطة في سوريا، سوريا التي ترى ان تغيير البعث في العراق خطا وفجرت الكثير من الانتحاريين والسيارات في قلب مدنه انعكاسا لرفض تغيير البعث الصدامي وترى الاحقية في تغيير البعث السوري، اما العراق فيرى تغيير البعث الصدامي وبعده السوري احقية للشعبين لكن العراق انتهى بنظام ديمقراطي حق الكل محفوظ فيه وسوريا انتهت بحكم دكتاتوري اكثر من قبله حق الكل مسلوب فيه وهنا لب الفرق.
بالتالي
الايام حبلى وموقف العراق قد يتغير بالاعتماد على تغير الموقف السوري ولازال المسؤولين ينتظرون خطوات سورية لبناء موقف جديد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts