استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
هل يبدو مصطلح “الإنتاجية السامة” مألوفًا؟ إنه ببساطة ربط القيمة الذاتية بما نحققه من إنجازات ملموسة. في مجتمعاتنا المعاصرة، تمجد الإنجازات التي تقاس بالرواتب، الترقيات، والممتلكات المادية، ممّا يخلق ثقافة تمجد العمل الزائد، وتشجب الراحة والتوقف للتأمل.
النتيجة؟ إرهاق دائم، شعور بعدم الأمان، وفقدان المعنى الحقيقي للحياة.
إن هذا العالم الذي يدفع الإنسان للسعي المستمر نحو تحقيق المزيد، يجعلنا نطارد النجاح بوسائل تستنزفنا، ونملأ جداولنا اليومية بمهام لا نهاية لها، حتى ننسى أن نخصص وقتًا لأنفسنا. قد يبدو من الخارج أن هذه الحياة مليئة بالإنجازات، لكن الداخل غالبًا ما يكون مثقلاً بالإرهاق وعدم الرضا.
هذا هو جوهر كتاب قرأته مؤخرًا بعنوان “الإنتاجية السامة” للكاتبة إسراء ناصر. إنه كتاب يستعرض هذا المفهوم بعمق، ويبدو كأنه موجه لكل من يشعر بأنه عالق في دوامة العمل المستمر. كأن الكاتبة هنا تستشهد بمثال شائع بيننا: “معك ريال، تسوى ريال؛ معك مليون، تسوى مليون”. إن هذا المنظور يجعل الإنسان أسيرًا لإنجازاته، ويربط قيمته الذاتية بما يحققه.
الإنتاجية ليست أمرًا سيئًا في ذاتها، فهي وسيلة لتحقيق الأهداف وتنظيم الحياة. لكنها، كما هو الحال مع الطعام الصحي، يمكن أن تتحول إلى ضرر إذا زادت عن الحدّ المطلوب. حين تصبح الإنتاجية وسيلة لإثبات الذات بدلاً من تحقيق القيِّم الشخصية، تتحول إلى عبء نفسي وبدني.
تتناول الكاتبة علامات الإنتاجية السامة، وأبرزها مقارنة إنجازاتنا بإنجازات الآخرين. فالإنتاجية السامة غالبًا ما تغذيها دوافع عاطفية مثل الخجل، الكمالية، أو السعي المستمر للتقدير الخارجي. لذلك، فإن التعرف على هذه المحركات الداخلية يعد الخطوة الأولى نحو التحرر.
تدعو المؤلفة إلى إعادة تعريف النجاح وفقًا للقيِّم والأولويات الشخصية. فالنجاح لا يجب أن يُقاس بما يراه المجتمع، بل بما يتماشى مع أهدافنا ومعاييرنا الذاتية. عندما نركز على ما يهمنا حقًا ونتجاهل سباق الإنجازات الذي يخوضه الآخرون، يصبح النجاح أكثر معنى ورضا.
من أبرز الأخطاء التي تسلط الكاتبة الضوء عليها: الانشغال يعني الإنتاجية: التركيز على المهام ذات التأثير العالي أكثر فعالية من محاولة فعل كل شيء دفعة واحدة.
أيضا تعدد المهام هو الحل: العلم يثبت أن تعدد المهام يستهلك الطاقة ويقلل الكفاءة. التركيز على مهمة واحدة في كل مرة هو الخيار الأمثل.
وأخيراً إن ساعات العمل الطويلة تعني نتائج أفضل: أجسادنا تعمل وفق دورات طبيعية تحتاج إلى الراحة. العمل دون توقف يؤدي إلى تراجع في جودة الإنتاجية.
التخلص من فخ الإنتاجية السامة يبدأ بتغيير العقلية من التفكير بنقص الموارد إلى التفكير بالوفرة. عندما نعتبر الراحة جزءًا أساسيًا من الاستثمار في الذات، تصبح إنجازاتنا أكثر استدامة.
النجاح الحقيقي ليس في فعل المزيد، بل في فعل ما يهم حقًا. إنه في احترام احتياجاتنا للراحة والتجدد، وفي تحقيق التوازن بين الإنجاز والاستمتاع بالحياة. عندها فقط، يمكننا أن نزدهر بدلاً من أن نستمر في مجرد البقاء.
لنُعد تعريف النجاح ونضع معاييرنا الخاصة، لأن قيمتنا الذاتية لا تُقاس بما نحققه من إنتاج، بل بما نحياه من قيَّم ومعنى.
jebadr@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: بدر الشيباني
إقرأ أيضاً:
مفاجأة.. القيمة التسويقية لـ عمر مرموش تتخطى محمد صلاح
كشف الناقد الرياضي خالد طلعت، عن مفاجأة بشأن اللاعبين العالميين محمد صلاح وعمر مرموش.
وكتب خالد طلعت عبر فيسبوك: “مفاجأة مدوية القيمة التسويقية لـ عمر مرموش تتخطى محمد صلاح”.
وتابع: “مرموش يصبح أغلى لاعب عربي بقيمة 60 مليون يورو بالتساوي مع المغربي أشرف حكيمي صاحب نفس القيمة، وصلاح يتراجع للمركز الثالث بقيمة 55 مليون يورو، قيمة مرموش قفزت من 40 مليون يورو في أكتوبر الماضي الى 60 مليون في 3 شهور فقط !!”.
تقام مساء اليوم الأحد مواجهة نارية بين فريقَي توتنهام هوتسبير وليفربول على ملعب توتنهام هوتسبير، وذلك ضمن منافسات الجولة الـ17 من الدوري الإنجليزي الممتاز.
تشكيلات متوقعةمن المتوقع أن يشهد تشكيل توتنهام تواجد النجم الكوري الجنوبي سون هيونج مين، بينما يتصدر تشكيل ليفربول النجم المصري محمد صلاح.
توتنهام: فورستر (حارس)، بورو، دراجوسين، جراي، أودوجي، سار، بيسوما، ماديسون، كولوسوفيسكي، سولانكي، سون.ليفربول: أليسون (حارس)، أرنولد، جوميز، فان دايك، روبرتسون، ماك اليستر، جرافينبرخ، سوبوسلاي، صلاح، دياز، جاكبو.موعد مباراة ريال مدريد أمام إشبلية في الدوري الإسبانيموعد مباراة ليفربول وتوتنهام ومعلق المباراة