لا أحب الرمادي لكنها الحياة
تاريخ النشر: 23rd, December 2024 GMT
عندما انتقلت لغرفتي الحالية منذ أشهر، لم انسجم مع لون جدارها الرمادي، كان يشعرني بالاختناق في كل مرة أعود إليها حتى أني توقفت عن أداء أبسط المهام فيها، رغم محاولاتي لتجّميل هذا اللون وتقبُّله عبر اللوحات والإضاءة، لكنها لم تكن تشبهني في أي شيء،
حتى جاء الوقت الذي قررت فيه إلغاء وسطية الرمادي، فإما الاستسلام لحلكة اللون، أو السير نحو الضوء في نهاية نفق الجدران الأربعة، وحدث أن قمت بتغيير اللون لأكثر الألوان بهجة، حينها لم تكن حالتي النفسية وحدها التي تغيرت، بل شعرت بعودة رغبتي في ممارسة كل ما تركته من هوايات ومهارات وطرق استغلال وقتي وكنت أحبه، فبدأت بحماسة بتزّيينها وتجهيزها لاستقبال عام جديد مليء بالخطط.
لكن ورغم بهجة الألوان الفاتحة، فالحياة بحد ذاتها رمادية، ترمز للتوازن بين المتناقضات فلا أبيض وحده أو أسود فيها، فهي عبارة عن مزيج من الصعود والسقوط، والحزن والفرح، والنجاح والفشل، لا يمكننا تصنيفها في فئة واحدة، فهي في مكان ما بين هاتين الفئتين، معلّقة وتتأرجح من جانب لآخر، ذهابًا وإيابًا، فاللون الرمادي في الحياة يشير للتوازن، لأنه يشير، ويسلط الضوء على أهمية فائدة التجارب الإيجابية والسلبية على حد سواء باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الحياة.
ولهذا علينا أن ندرك أن الحياة بمفهومها الرمادي، هي جزءً ما بين كفتي الأبيض والأسود، لأن في الحياة فيما يخصنا ستكون هناك لحظات رائعة في حياتنا ولحظات مؤلمة، فعلينا أن نعتز بكليهما، لأنها ستعلمنا شيئًا ما، وفيما يخص من حولنا، فلا علينا أن نتوقع أن يتغير الشخص، أو سلوكه، لأجلنا فجأة، فتكوين السلوك يستغرق سنوات، ولا يمكن تغييره بسرعة، وفيما يخص المجتمع، سيكون هناك عدد قليل جدًا من الأشخاص الذين يحتفلون بفوزنا وتجاوزنا الصعاب، والكثير الذين تسعدهم خسارتنا، ولهذا علينا التمسك بمن تسعده انتصاراتنا، بالمقابل علينا أن ندرك أنه لا يمكننا الفوز في كل مرة، وعلينا ارتكاب الأخطاء حتى نتعلم ونتقن التعامل مع الحياة بصورتها السهلة والصعبة.
لكن، ورغم ذلك، ليس علينا إلغاء حدية الأسود والأبيض، فاختيار أحدهما مطلب في بعض الأوقات، لأن الرمادية في بعض المواقف يكون ليس واضحًا، أو مباشرًا، وقد يكون هناك بعض الغموض، أو عدم اليقين فيه، ممّا يوقعنا في حيرة لونه، التي لا تجعلنا نتخذ قرارًا، أو حكمًا بصورة صحيحة، أو كما تغنت لطيفة التونسية في الحب حين قالت: “كلام مش بيحود، يا أبيض يا إسود لكن مش رمادي”.
i1_nuha@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: علینا أن
إقرأ أيضاً:
أسطورة برشلونة يشيد بنجم ريال مدريد: أحد اللاعبين الذين أحبهم كثيرًا
رغم بدايته المتذبذبة، يبدو أن كيليان مبابي بدأ يثبت نفسه بقوة في ريال مدريد، بعدما انسجم تدريجيًا مع أسلوب الفريق ومركزه الجديد على أرض الملعب.
اقرأ ايضاًالنجم الفرنسي بات مؤخرًا أحد أبرز عناصر الفريق، وكان له دور حاسم في العديد من المباريات، ليؤكد أن استثمار ريال مدريد فيه بدأ يؤتي ثماره.
رونالدينيو: مبابي صديق رائع وأقدّره كثيرًافي حديث صحفي هذا الأسبوع، أثنى أسطورة برشلونة، رونالدينيو، على مبابي، قائلًا: "كيليان مبابي من اللاعبين الذين أحبهم كثيرًا. هو صديق رائع، وأقدّره لما يقدمه داخل وخارج الملعب."
وأضاف البرازيلي أن كليهما عاش تجربة اللعب في الدوري الفرنسي قبل الانتقال إلى نادٍ عملاق في إسبانيا، قائلاً: "تشابهنا في المسار بعد باريس سان جيرمان، باستثناء النادي (يضحك). لكنه الآن في نادٍ تاريخي سيساعده على التطور وتحقيق البطولات التي تنقصه."
مبابي وجهاً لوجه أمام آرسنالمبابي سيبدأ أساسيًا مع ريال مدريد مساء اليوم في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أمام آرسنال، وسط ترقب كبير بالنظر إلى مستواه اللافت مؤخرًا.
حتى الآن، سجل مبابي 7 أهداف وصنع هدفًا في دوري الأبطال، ويحتل وصافة ترتيب هدافي الدوري الإسباني خلف ليفاندوفسكي، برصيد 22 هدفًا.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن