أستاذ بـ«الأزهر»: الأمانة من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
أكد الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، أن الأمانة من أعظم القيم في الدين الإسلامي وأساسًا من أسس بناء المجتمع المسلم، موضحًا أن الهدف الأساسي من الدين الحنيف هو تحسين الأخلاق وتقويم سلوك الأفراد، استنادًا إلى قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».
الأمانة ليست مجرد قيمة أخلاقيةوأضاف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج «مع الناس» المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن الأمانة ليست مجرد قيمة أخلاقية، بل هي من المقاصد الأساسية للدين الإسلامي، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك»، مشيرًا إلى أنّ المسلم يجب أن يتحلى بأعلى درجات الأمانة في التعامل مع الآخرين، حتى وإن كان الشخص الآخر قد خان المسلم.
وأكد «تمام» أنّ الخيانة لها آثار سلبية كبيرة على الفرد والمجتمع والأمة ككل، مشيرًا إلى أنّ التحلي بالأمانة من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتصف بها المسلم ليبتعد عن الخيانة التي تضر بالمجتمع.
وأضاف أن الخيانة تترك آثارًا خطيرة على الجميع، ويجب على المسلمين تجنب الانخراط في هذه الممارسات بأي شكل من الأشكال.
خيانة الأمانةوتطرق «تمام» إلى ظاهرة خطيرة تنتشر في المجتمعات الحديثة، وهي خيانة الأمانة أو حتى «تخوين» الأشخاص الأمناء، مؤكدًا أن بعض الأفراد قد يستخفون بثقة الناس ويخونون الأمانة التي وُضعت فيهم: «نحن الآن نشهد للأسف انتقالًا من خيانة الأمانة إلى تخوين الأمناء».
كما ذكر حديثًا مهمًا للنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من هذه الظاهرة، إذ قال: «تأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن، ويُخون فيها الأمين»، مشيرًا إلى الفساد الذي ينتج عن غياب الأمانة في المجتمع.
وناشد تمام جميع المشاهدين بضرورة تحري الدقة والبحث عن أهل الثقة والأمانة في كل المجالات، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات أو التشكيك في الثوابت دون دليل أو تبيين.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جامعة الأزهر الأخلاق
إقرأ أيضاً:
الأخلاق والاحتراف
العلاقة بين الأخلاق والاحتراف فى عالم الرياضة غالبًا ما يُساء فهمها أو يتم تصويرها على أنها علاقة متضادة، وكأن الاحترافية تستدعي التخلى عن القيم والمبادئ.
الاحتراف لا يعني التخلى عن الأخلاق، في عالم يتسارع فيه السعي وراء المال والنجاح الشخصى، يظن البعض أن اللاعب المحترف يجب أن يكون مجرد «موظف» يؤدي مهمته بدون ارتباط عاطفي أو التزام أخلاقى.
مع أن الاحتراف هو نظام يشمل جميع المهن، وليس مقتصرًا على كرة القدم فقط، ومع ذلك، المشاعر الإنسانية مثل الحب والتقدير ليست شائعة فى كل مكان عمل، وهذا ما جعل رحيل «معلول» عن الأهلي مؤثر جدًا بالنسبة للجماهير، وحيث أن المشاعر الإنسانية القوية نادرة مثل الحب والتقدير وليست شائعة في كل بيئة عمل، وهذا ما يجعلها ذات قيمة عالية، فكان رحيل معلول عن الأهلي مؤثرًا بشكل واسع علي جماهير النادي الأهلي بسبب العلاقة القوية التي كانت تربطهم به. وأطلق لها العنان بيان معلول المؤثر عاطفياً، حيث أوضح أن اللاعب قرر الرحيل حتى لا يضع إدارة النادى فى موقف محرج، وقد كانت هتافات جماهير الأهلي لصالح معلول في كل مباراة، وكان رد فعل «بيبو» تقديراً لمشاعر الجماهير وتقديراً للعلاقة القوية بين الجماهير واللاعب، فقرر تسجيل اللاعب في القائمة والتي بناءً عليه سيلعب معلول وسيعود لسابق مستواه ويُفرح الجماهير.
الاختيار بين المال والحب في الحياة التي تتضمن خيارات صعبة، مثل الاختيار بين المال والمشاعر، وليس عيبًا اختيار المال، فاختيار المال ليس بالضرورة أمرًا سيئًا، وقد يفتح أبوابًا جديدة للنجاح، فالمال لا يعني غياب الحب ولا يتعارض بالضرورة مع وجود مشاعر الحب والتقدير.. عن أكرم توفيق أتحدث.
لا شك أن قرارات اللاعبين بين الانتقال لأندية توفر عائدًا ماليًا أكبر أو الاستمرار في أندية تلبي الطموحات الرياضية فقط تعكس هذا الصراع بين المال والمشاعر، أكرم توفيق مثال رائع للاعب طموح يتمتع بروح قتالية عالية، لكن في عالم الاحتراف الرياضي، المال قد يكون عنصرًا لا يُستهان به في تحديد المسار.
إن هذا الموضوع ثري جدًا. للإعلام الرياضي المصري الذي غالبًا ما يميل إلى ربط اختيار المال بالاتهام بعدم الولاء أو قلة الطموح، خصوصًا عندما يقرر لاعب موهوب الانتقال إلى نادٍ خارجي لأسباب مالية بدلًا من السعى وراء تحديات رياضية كبرى، وفي المقابل، عندما يختار لاعب البقاء أو التضحية بعروض مالية كبيرة، يُرفع إلى مرتبة «الأوفياء».
لكن الحقيقة أعقد من ذلك بكثي،. فالاحتراف الحقيقي لا يفصل بين النجاح الرياضي والمالي، واللاعب في نهاية المطاف يسعى لتأمين مستقبله مثل أي شخص آخر. ربما يحتاج الإعلام المصري إلى نظرة أكثر توازنًا بين تفهم احتياجات اللاعب وبين الاحتفاء بالنجاحات الرياضية.
أخيراً.. يرتبط الجماهير باللاعب الأخلاقي فهم ليست مجرد متابعين الألقاب والأهداف، بل تسعى للارتباط بلاعبين يمثلون قيمًا ومبادئ تُلهمهم، وعندما يجمع اللاعب بين الأداء الفني العالي والأخلاق الراقية، يصبح رمزًا وليس مجرد اسم في قائمة الفريق.
إن الاحتراف موجود في كل مكان، ولكن المشاعر الإنسانية القوية مثل الحب والتقدير هي نادرة وثمينة، وقصة عودة معلول للأهلي كان مثالًا على ذلك، حيث أظهر تأثير المشاعر الإنسانية في كرة القدم.
[email protected]