نص: عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد

في حوار مع صحيفة "لوفيغارو" نشر الأربعاء بمناسبة كتابه الجديد "زمن المعارك" (دار فايار) الذي سيصدر قريبا، أعرب الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي عن قلقه من تأثير جهود تحسين علاقات باريس مع الجزائر على العلاقة مع المغرب التي تمر أيضا بصعوبات.

وقال ساركوزي "هذا التوجه يُبعدنا عن المغرب.

نحن نجازف بخسارة كل شيء. لسنا نكسب ثقة الجزائر ونحن نفقد ثقة المغرب".

ودعا ساركوزي الرئيس إيمانويل ماكرون إلى عدم محاولة "بناء صداقة مصطنعة" مع القادة الجزائريين وإلى التنبه للخطر أيضا من تدهور العلاقات بين باريس والرباط.

وفي معرض تعليقه على كتابه الجديد، قال ساركوزي "لقد دعمت الرئيس ماكرون في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. هذا لا يعني أننا نتفق في كل شيء".

"كبش فداء"

وأضاف "دعونا لا نحاول بناء صداقة مصطنعة مع قادة جزائريين يستخدمون فرنسا بشكل منهجي كبش فداء لتبرير إخفاقاتهم وافتقارهم للشرعية".

وتابع "سيرفضون على الدوام. إنهم بأمس الحاجة لتحويل الانتباه عن الفشل الذي أغرقوا فيه بلدهم من خلال تحميل فرنسا بانتظام كل الشرور".

ويسعى ماكرون إلى تحقيق تقارب مع الجزائر على شكل مصالحة تاريخية، كان من المقرر أن تتحقق في الربيع بزيارة دولة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس. لكن هذه الزيارة لم يحدد موعدها حتى الآن، ما يشير إلى استمرار الخلافات بين البلدين.

وكان تبون أكد في 6 آب/أغسطس للتلفزيون الجزائري أن الزيارة "لا تزال قائمة" لكنه ينتظر إعلان الرئاسة الفرنسية عن برنامجها.

وأضاف تبون "الأمر لا يتعلق بزيارة سياحية، ولكن لا بد لها من نتائج".

دعم دارمانان

وبخصوص الشخصية التي قد يساندها ساركوزي في الانتخابات الرئاسية 2027، أبدى رغبته في أن يرى وزير الداخلية الحالي جيرالد دارمانان في قصر الإليزيه.

وقال ساركوزي عن دارمانان إنه يملك خصالا "مؤكدة" مضيفا أنه سيكون سعيدا بنجاح أحد أصدقائه.

وبدأ دارمانان جس النبض لخوض الانتخابات الرئاسية في العام 2027 لخلافة ماكرون، بتحذيره من أن زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان قادرة على بلوغ الإليزيه في حال واجهت خصما غير مناسب.

وعلى رغم أنه لم يتجاوز الأربعين، بنى دارمانان مركزا وازنا في فرنسا، معولا على مواقف مثيرة للجدل وحيوية لا تعرف الكلل، في أسلوب يذكر بمرشده السياسي ساركوزي.

وقال دارمانان في تصريحات لصحيفة لوفيغارو الفرنسية "لم يعد النظر إلى ما جرى في 2017 و2022 يثير اهتمامي. ما يقلقني الآن هو ما سيحصل في 2027".

وحذر من "وضع مستقبلنا" بين يدي التكنوقراط و"استخدام مفردات لا يفهمها الفرنسيون على الدوام".

وأضاف "علينا التحدث من القلب الى القلب لا عبر الإحصاءات"، محذرا من أنه بحال تقدم مرشح غير مناسب "سيتم انتخاب مارين لوبان" رئيسة للجمهورية.

مواقف مثيرة للجدل بشأن العلاقة مع روسيا

بخصوص الحرب في أوكرانيا، أثارت دعوات ساركوزي إلى إبقاء أوكرانيا "محايدة" وإجراء استفتاء يفضي إلى "الاعتراف" بضم شبه جزيرة القرم، موجة انتقادات من جانب سياسيين وخبراء فرنسيين اعتبروا أن مواقفه "مخزية" وروسيا "اشترته".

وأظهر ساركوزي معارضته للسياسة الخارجية الفرنسية من خلال الدفاع عن "حل وسط" مع موسكو، حتى لو حصل ذلك على حساب شبه جزيرة القرم التي رأى بشأنها أن "أي عودة إلى ما كانت عليه الأمور هو وهم".

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الموقف الرسمي لم يتغيّر قائلة "موقف فرنسا بشأن الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا معروف جيدًا". 

وقال رئيس لجنة الشؤون الأوروبية في الجمعية الوطنية الفرنسية بيير ألكسندر أنغلاد "طالما كان ذلك ضروريا، سيكون كل من فرنسا والاتحاد الأوروبي حاضرين إلى جانب الأوكرانيين". 

"منطق إجرامي"

بدورها، علقت السلطات الأوكرانية بلسان مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك على مواقف ساركوزي، معتبرةً أنها تستند إلى "منطق إجرامي"، "يبرر حرب العدوان". واعتبر بودولياك أن مواقف ساركوزي ترقى إلى "تواطؤ مباشر" رافضاً أي تلميح بإجراء استفتاء.

وعلقت روسيا على كلام ساركوزي بنبرة مختلفة حيث أشاد الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف بـ "تصريحات شجاعة ومنصفة". 

وأعرب خبراء في العلاقات الدولية عن خيبتهم من هذه التصريحات، على غرار فرنسوا هيسبورغ عضو مؤسسة البحوث الإستراتيجية الذي تحدث عن "مقابلة مخزية مؤيدة لبوتين" يمكن أن توقع الرئيس الفرنسي الأسبق "في مأزق"، "وليس فقط سياسيا". 

تصريحات "مخزية" مثيرة لـ"الشفقة"

من جهته، تحدث عضو آخر في مؤسسة البحوث الإستراتيجية هو برونو تيرتريس بسخرية عن مقابلة "يمكن أن تثير الضحك أو البكاء أو الشفقة". 

بدوره، قال جيروم بوارو مستشار شؤون الاستخبارات السابق لساركوزي، لتلفزيون "إل سي إي" إن تصريحات الرئيس الأسبق "مخزية".

وتساءل "ما هي الخطوط الحمراء للرئيس ساركوزي؟ ما هي رؤيته لأمن فرنسا؟ مجرد الاستسلام لكل ما يريده فلاديمير بوتين؟".  

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر مونديال السيدات ليبيا ريبورتاج نيكولا ساركوزي فرنسا المغرب الجزائر

إقرأ أيضاً:

"نافال" الفرنسية تجري مباحثات في الإمارات بشأن الأنظمة غير المأهولة

أعلنت "مجموعة نافال" الفرنسية أنها تجري مباحثات في الإمارات بمجالات السفن القتالية والأنظمة غير المأهولة.

وذكر غيوم باتيو، مدير المجموعة في الإمارات خلال معرض الدفاع الدولي "آيدكس" 2025، أن الشركة حققت تقدماً كبيراً في تعزيز شراكتها مع البحرية الإماراتية من خلال عقود استراتيجية طويلة الأمد، مشيراً إلى أن المجموعة تواصل التزامها بتقديم أحدث التقنيات الدفاعية البحرية.

عقداً استراتيجياً 

وأشار إلى أن الشركة أبرمت العام الماضي عقداً إستراتيجياً لنقل التكنولوجيا المتعلقة بنظام إدارة القتال "CMS" الذي يعد بمثابة العقل المدبر للسفن القتالية، حيث يتيح إدارة أجهزة الاستشعار والأسلحة على متنها، موضحاً أن نقل هذه التكنولوجيا بالكامل إلى الإمارات سيتم خلال عامين.
وأضاف أن النظام الجديد سيُستخدم على جميع سفن البحرية الإماراتية سواء الجديدة أو لإعادة تجهيز السفن الحالية، وأن الاتفاقية تتضمن إلحاق عدد من المهندسين الإماراتيين ببرنامج للتدريب والتطوير المشترك يهدف إلى تزويدهم بالخبرات المتقدمة في مجال تطوير برمجيات المنظومة.

النسخة الأضخم.. انطلاق معرضي #آيدكس_ونافدكس 2025 في #أبوظبي #آيدكس2025 #نافدكس2025#IDEX2025 #NAVDEX2025https://t.co/TogdF0UUdr pic.twitter.com/vPDrX9YwQd

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) February 17, 2025

ويعقد التدريب في مركز التميز لنظام إدارة القتال التابع لمجموعة "نافال" في مدينة أوليول الفرنسية، ويستمر البرنامج لمدة عامين، على أن يتم تنفيذ المرحلة الثانية في دولة الإمارات لتمكين المهندسين من تحقيق الاستقلالية التامة في تشغيل وتطوير المنظومة.
وعن خطط المجموعة لعام 2025، أكد باتيو أنها تجري مناقشات متقدمة مع البحرية الإماراتية حول مشاريع جديدة تشمل سفناً قتالية وأنظمة غير مأهولة تحت الماء.

مقالات مشابهة

  • قتيل و5 جرحى شرق فرنسا.. ماكرون يصف حادث الطعن بأنه عمل إرهابي
  • ماكرون يطالب ترامب بعدم إيذاء حلفائه
  • عاصفة غضب في الجزائر ضدّ نجل «ساركوزي».. ما الحكاية؟
  • النائب مصطفى بكري: مواقف الرئيس منذ تعيينه وزيراً للدفاع تؤكد انحيازه للشعب
  • ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد
  • كبار معطوبي حرب التحرير ينددون بالمواقف الفرنسية المعادية للجزائر
  • نائبة: الرئيس السيسي قدم خلال لقاءاته مع ملك إسبانيا مواقف مصر الثابتة تجاه القضية الفلسطينية
  • "نافال" الفرنسية تجري مباحثات في الإمارات بشأن الأنظمة غير المأهولة
  • عبر 7 محطات.. هكذا تدحرجت مواقف ترامب بشأن غزة
  • بعد صدور القرار الظنّي بحقّه.. دكتور فود يُناشد رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة: أنا بخاف الله