لجريدة عمان:
2025-04-09@20:50:24 GMT

متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

متى تلامس النكبة «العربية» ضمير الإنسانية؟!

لم تكن الحرب التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلية بدعم غربي على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 حربا عادية، ومتى كانت الحروب حدثا عاديا رغم تحولها إلى الأصل في حياة البشر ولحظات السلام والسلم هي الاستثناء، لكن استثنائية هذه الحرب تنطلق من موقف المجتمع الدولي منها، من حجم وحشيتها، ومن موقفهم جميعا من «الإبادة الجماعية» التي أخذت بعدا دلاليا عاديا لم يعد «مخيفا» أو يستدعي ثورة إنسانية لكرامة الإنسان وما وصل له من مستوى من التحضر والتمدن.

وإذا كان بابا الفاتيكان فرنسيس قد رأى في مقتل سبعة أخوة في غارة إسرائيلية قسوة مست قلبه عندما قال «أمس، تعرّض أطفال للقصف. هذه قسوة وليست حرباً. أريد أن أقول هذا لأنّه يمس قلبي». وفي الحقيقة فإن الحرب -أي حرب- أكثر فظاعة من أي مستوى من مستويات القسوة؛ لأن دلالتها مهما كانت لا تستطيع توصيف نقل حقيقة ما يحدث في غزة، فما بالك إذا كانت الحرب حرب إبادة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وما بالك إذا كانت هذه الحرب صهيونية/ إيديولوجية ضد مدنيين عُزّل وأطفال لا حول لهم ولا قوة.. رغم ذلك فإن «المجتمع الدولي» لم تمس كل هذه الفظائع قلبه ولم يشعر أن فيها «قسوة».. وهنا تكمن المشكلة، وهذه المشكلة ليست في الحرب نفسها ولا في جرائم الصهيونية فيها ولكن في موقف العالم منها، أو بشكل أكثر دقة وأكثر تحديدا في إنسانية العالم التي لم تُخدش، أو حتى تشعر أنها قد تُخدش رغم أكثر من 45 ألف «قتيل»، ونقول «قتيل» على أمل أن تصل دلالة الكلمة إلى الضمير العالمي وتفهم إذا كان ثمة حاجز دلالية أيديولوجي أمام فهم أو الشعور بدلالة كلمة «شهيد». ورغم أن العدد الحقيقي «للقتلى» أكبر من هذا بكثير نظرا لوجود عشرات الآلاف من المفقودين من بداية الحرب وهم قطعا تحت الأنقاض فإن هذه العدد من «القتلى» كاف حتى يستيقظ ضمير العالم ويشعر بحجم «القسوة» ويقف بشكل حازم أمام مجازر الصهيونية في قطاع غزة وفي عموم فلسطين وفي لبنان وسوريا واليمن.. ولا نتصور أن الصدمة الكافية لصحوة الضمير الإنساني تحتاج إلى أن يتجاوز عدد القتلى حاجز المليون.. وإن كان الأمر كذلك فمن يستطيع الجزم أن أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة هم أحياء بالمعنى المفهوم للحياة في الوقت الحالي! كيف يكون حيا بالمعنى المجرد للكلمة في سياق اللحظة الحالية من لا يجد قطرة ماء ليشرب بالمعنى الحرفي للكلمة، ومن لا يأمن على حياته وحياة أطفاله لدقيقة واحدة، ومن يشعر أن العالم بكل تراكماته الإنسانية قد خذله ولا ينظر له باعتباره إنسانا له كرامة وحقوق!

المشكلة الكبرى الآن تتجاوز «إبادة» الإنسان، رغم جوهريته وقدسيته في كل الشرائع، ولكنها لم تمعنا النظر فيها تتجاوز ذلك بكثير.. ما يحدث في المنطقة يتجاوز القدرة على استيعابه؛ فالعرب مأخوذون، على الأرجح، بتطورات اللحظة وتحولاتها وإلا فإن الجانب الآخر المتمثل في دولة الاحتلال وفي عموم الغرب وفي دول عالمية أخرى شديد الوضوح.. إن الصهيونية تعيد رسم خارطة المنطقة «الشرق الأوسط الجديد» وتعيد احتلالها والسيطرة عليها بشكل مروع، ما يجعل المنطقة تودع عام 2024 بألم يفوق ألم «نكسة» 1967 لو كانوا يعلمون. وعندما يتلاشى هذا الدخان الكثيف فوق المنطقة، ربما حينها، نستطيع استيعاب حجم ما خسرنا، ولن تستطيع حينها دلالة كلمة «نكسة» أو حتى «نكبة» توضيح ما حدث، دع عنك أنها تستطيع ربطنا بالأمل في عبور قادم يعيد ما فقدنا.. أو يقنع العالم أن ما يحدث في غزة لا يخلو من «قسوة» تمس قلب الإنسانية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الشرطة السودانية: تدوين أكثر من «24» ألف بلاغ جنائي منذ إندلاع الحرب

 

أعلنت الشرطة السودانية أن البلاغات المدونة منذ إندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بولاية الخرطوم حتى منتصف أبريل 2023 تفاوتت بين القتل العمد و النهب و الاغتصاب و السرقة. 

الخرطوم ـــ التغيير
و كشف  شرطة الناطق الرسمي بإسم قوات الشرطة العميد فتح الرحمن محمد التوم عن واقع الخارطة الجنائية بولاية الخرطوم بالأرقام والإحصائيات منذ إندلاع تمرد مليشيا آل دقلو منتصف إبريل من العام 2023.
وقال الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة أن جملة البلاغات بلغت 24732 بلاغا منها تفاوتت بين القتل العمد 542 بلاغا والسرقة 16710بلاغا والنهب 1820 بلاغا والاغتصاب 38 بلاغا والجراح العمد 5096 بلاغا والخطف 11 بلاغا والاتلاف الجنائي 515 بلاغ.

وقال إن  إلى أن هذه الإحصائيات توضح  إستمرار قوات الشرطة في التواجد و أداء واجباتها بولاية الخرطوم.
وجدد الناطق الرسمي باسم الشرطة الدعوة للمواطنين من الذين تعرضوا لانتهاكات من قبل قوات الدعم السريع  بضرورة الابلاغ الفوري لدى أقسام الشرطة المنتشرة بولاية الخرطوم أو عبر منصة البلاغ الألكتروني، وأشار إلى أنها سجلت بدورها إحصائية كبيرة من بلاغات المواطنين بلغت في جملتها 96210 بلاغ منها 25848 بلاغ تعدي على المال العام و 70026 بلاغ مركبات مفقودة و358 بلاغات مفقودين و 78 بلاغ تعدي على النفس.

الوسوماغتصاب الشرطة بلاغات قتل عمد نهب

مقالات مشابهة

  • الأكاديمية العربية تمنح الأمير خالد بن بندر الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية
  • رأي.. أنور قرقاش يكتب: السودان بين التضليل وتفاقم المأساة الإنسانية
  • أكثر من 500 إعلامي في “جولة الرياض” للجياد العربية
  • مشاهد احتراق جسد الصحفي أحمد منصور تهز ما تبقى من ضمير الإنسانية
  • نيران الاحتلال لن تخمد صوت الحقيقة.. مشاهد احتراق جسد الصحفي أحمد منصور تهز ضمير ما تبقى من الإنسانية
  • أوروبا أكثر قارات العالم حرا خلال شهر مارس الماضي
  • الشرطة السودانية: تدوين أكثر من «24» ألف بلاغ جنائي منذ إندلاع الحرب
  • الهلال الأحمر المصري: العريش أصبحت مدينة الإنسانية الأولى في العالم
  • يروي حياة الكولبار.. فيلم لمخرج كوردي ينقل قسوة كل ما تمنحه الجبال
  • أيها أكثر خسارة؟.. البورصات العربية تتلون بالأحمر متأثرة بموجة الهبوط في الأسواق