محمد محسن الجوهري

مع وصول ضباط إسرائيليين وآخرين بجنسيات مختلفة موالية للصهيونية إلى مناطق سيطرة السعودية والإمارات في اليمن، لم يَعُد أمام كل يمني خيار آخر، فالحياد انتصار للكيان المؤقت، وقد شجّعته الخلافات الداخلية في اليمن على توظيفها لصالحه، ها هم فصائل المرتزقة يحشدون لفتح جبهة استنزاف لحماية السفن والمصالح الإسرائيلية.

ولا يقتصر الأمر على مرتزقة اليمن بل يمتد إلى سائر الأنظمة العربية غير المعادية للكيان الصهيوني التي بغبائها انجرّت تدريجياً إلى المعسكر اليهودي، وبات اليوم يُفرض عليها الدخول في مغامرات غير محسوبة العواقب لتشتيت محور المقاومة، تحت قاعدة “من ليس صهيونياً فهو مع إيران”، في هذا السياق ستسقط دول وأنظمة في سبيل الباطل، وكان بإمكانها أن تقدم بعض تلك التضحيات في سبيل الحق لتأمين حكمها وشعبها.

المخطط اليوم في اليمن تُشرف عليه “إسرائيل” بشكل مباشر، وقد وصل خبراؤها مؤخراً إلى مناطق يمنية محتلة مثل المخا ومأرب، بذريعة تدريب قوات محلية مرتزقة لاستعادة الدولة اليمنية حسب وصفهم، وقد استُقبلت تلك العناصر بترحيب كبير من قبل قيادات حزب الإصلاح ومرتزقة الإمارات في الساحل الغربي، وهذا بحد ذاته يُعتبر ردة علنية عن كل الثوابت الدينية والوطنية التي يتمتع بها اليمنيون، ويُعتبر علامة فارقة بينهم وبين سائر الشعوب في المنطقة.

ومن العار علينا أن نقبل بهيمنة الصهاينة على أرض يمنية، ولا خير نرتجيه أو ترتجيه تلك الفصائل العميلة بعد اليوم، فقد تنازلت عن كل مقدس في دينها وعقديتها، وباتت في خندق واحد مع اليهود، رغم علمهم بأن القبول بذلك عار وخزي في الدارين، فما كان اليمن عبر تاريخه مؤيداً لليهود، بل كان في خندق الإسلام المحمدي الأصيل، وحاضراً في كل المواطن الإسلامية المشرفة، بدءاً بغزوة بدر وما تلاها من فتوحات إسلامية، كفتح خيبر، وانتهاءً بعملية طوفان الأقصى المباركة، والتي لو لم يكن من حسناتها إلا أنها فرزت العرب اليمنيين بين مسلم صريح ويهودي صريح.

وإن كانت المعركة مع فصائل المرتزقة محسومة بعد ما أقدموا عليه من تطبيع وخيانة مع الكيان المؤقت، فإن الرد سيتجاوز تلك الجماعات إلى من يقفون وراءها ويمولونها بالمال والسلاح لتحقيق الأطماع الصهيونية في اليمن، ليس فقط عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، بل أيضاً عبر الجبهات البرية مع حلفاء الكيان.

ومن يدري! ربما يكون المشهد السوري الذي يريدون استنساخه في اليمن أقرب إليهم من ذلك، وتكون عاقبة الأنظمة الخليجية مشابهة لعاقبة الأسد، سيما وأن تلك الدول لا تملك الجيوش الفعلية القادرة على حمايتها، وتراهن فقط على القواعد الأجنبية، والتي بدورها أثبتت فشلها الذريع في مواجهة المجاهد اليمني.

نحن اليوم أمام مرحلة حاسمة وفاصلة في تاريخ اليمن، وعلينا التوحد لمواجهة العدو التاريخي للعرب والمسلمين، وتقديم كل التضحيات في هذا المسار، ما لم، فإن فصائل المرتزقة موعودة بالهلاك المجاني في قضية معادية للإسلام والعروبة، وليس لها مبرر في افتعال أي أزمات داخلية، فالعالم كله يعرف أنها أدوات أجنبية لزعزعة الوحدة اليمنية، ومعاقبة المجاهدين وردعهم عن مهاجمة العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

قبائل شبوة تصعّد ضد العدوان وحكومة المرتزقة

وحذرت قبائل شبوة من اتساع رقعة التصعيد، في حال لم تتخذ حكومة المرتزِقة خطوات عملية عاجلة لوقف تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي، وانهيار “العملة” المحلية أمام العملات الأجنبية الأُخرى.

واستنكرت القبائل تجاهل مرتزِقة العدوان في توفير الخدمات للمواطنين في محافظة شبوة المحتلّة، الغنية بالثروات النفطية والغازية، والتي تخضع لقيادة محلية تتبع الإمارات، مشيرة إلى أن الجبايات والإتاوات التي تفرضها ميليشيا ما يسمى المجلس الانتقالي التابعة للاحتلال الإماراتي، أثقلت كاهل المواطن.

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعترض صاروخ قادم من اليمن.. وصفارات الإنذار تدوي في تل أبيب!
  • استهداف إسرائيل بصواريخ من اليمن وغزة والجيش يعلن اعتراضها
  • ردم خندق للعدو الإسرائيلي وإزالة شريط شائك.. بيان للجيش
  • علماء صينيون يطورون روبوت قادر على العمل في أعمق خندق بحري في العالم
  • محافظ عدن يحذر من الحرب الاقتصادية على اليمن
  • إسرائيل تعترض صاروخا من اليمن وغارات أميركية تستهدف ميناء بالحديدة
  • قبائل شبوة تصعّد ضد العدوان وحكومة المرتزقة
  • أطلق من اليمن.. إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ قبل دخول أجوائها
  • الثالث في يومين..إسرائيل تعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
  • بسبب صاروخ أطلق من اليمن.. صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل