إمَّا أن تكون معادياً لـ”إسرائيل” أو مجنداً لخدمتها
تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT
محمد محسن الجوهري
مع وصول ضباط إسرائيليين وآخرين بجنسيات مختلفة موالية للصهيونية إلى مناطق سيطرة السعودية والإمارات في اليمن، لم يَعُد أمام كل يمني خيار آخر، فالحياد انتصار للكيان المؤقت، وقد شجّعته الخلافات الداخلية في اليمن على توظيفها لصالحه، ها هم فصائل المرتزقة يحشدون لفتح جبهة استنزاف لحماية السفن والمصالح الإسرائيلية.
ولا يقتصر الأمر على مرتزقة اليمن بل يمتد إلى سائر الأنظمة العربية غير المعادية للكيان الصهيوني التي بغبائها انجرّت تدريجياً إلى المعسكر اليهودي، وبات اليوم يُفرض عليها الدخول في مغامرات غير محسوبة العواقب لتشتيت محور المقاومة، تحت قاعدة “من ليس صهيونياً فهو مع إيران”، في هذا السياق ستسقط دول وأنظمة في سبيل الباطل، وكان بإمكانها أن تقدم بعض تلك التضحيات في سبيل الحق لتأمين حكمها وشعبها.
المخطط اليوم في اليمن تُشرف عليه “إسرائيل” بشكل مباشر، وقد وصل خبراؤها مؤخراً إلى مناطق يمنية محتلة مثل المخا ومأرب، بذريعة تدريب قوات محلية مرتزقة لاستعادة الدولة اليمنية حسب وصفهم، وقد استُقبلت تلك العناصر بترحيب كبير من قبل قيادات حزب الإصلاح ومرتزقة الإمارات في الساحل الغربي، وهذا بحد ذاته يُعتبر ردة علنية عن كل الثوابت الدينية والوطنية التي يتمتع بها اليمنيون، ويُعتبر علامة فارقة بينهم وبين سائر الشعوب في المنطقة.
ومن العار علينا أن نقبل بهيمنة الصهاينة على أرض يمنية، ولا خير نرتجيه أو ترتجيه تلك الفصائل العميلة بعد اليوم، فقد تنازلت عن كل مقدس في دينها وعقديتها، وباتت في خندق واحد مع اليهود، رغم علمهم بأن القبول بذلك عار وخزي في الدارين، فما كان اليمن عبر تاريخه مؤيداً لليهود، بل كان في خندق الإسلام المحمدي الأصيل، وحاضراً في كل المواطن الإسلامية المشرفة، بدءاً بغزوة بدر وما تلاها من فتوحات إسلامية، كفتح خيبر، وانتهاءً بعملية طوفان الأقصى المباركة، والتي لو لم يكن من حسناتها إلا أنها فرزت العرب اليمنيين بين مسلم صريح ويهودي صريح.
وإن كانت المعركة مع فصائل المرتزقة محسومة بعد ما أقدموا عليه من تطبيع وخيانة مع الكيان المؤقت، فإن الرد سيتجاوز تلك الجماعات إلى من يقفون وراءها ويمولونها بالمال والسلاح لتحقيق الأطماع الصهيونية في اليمن، ليس فقط عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، بل أيضاً عبر الجبهات البرية مع حلفاء الكيان.
ومن يدري! ربما يكون المشهد السوري الذي يريدون استنساخه في اليمن أقرب إليهم من ذلك، وتكون عاقبة الأنظمة الخليجية مشابهة لعاقبة الأسد، سيما وأن تلك الدول لا تملك الجيوش الفعلية القادرة على حمايتها، وتراهن فقط على القواعد الأجنبية، والتي بدورها أثبتت فشلها الذريع في مواجهة المجاهد اليمني.
نحن اليوم أمام مرحلة حاسمة وفاصلة في تاريخ اليمن، وعلينا التوحد لمواجهة العدو التاريخي للعرب والمسلمين، وتقديم كل التضحيات في هذا المسار، ما لم، فإن فصائل المرتزقة موعودة بالهلاك المجاني في قضية معادية للإسلام والعروبة، وليس لها مبرر في افتعال أي أزمات داخلية، فالعالم كله يعرف أنها أدوات أجنبية لزعزعة الوحدة اليمنية، ومعاقبة المجاهدين وردعهم عن مهاجمة العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فی الیمن
إقرأ أيضاً:
قادمون يا (غزة)
مخجل حال مرتزقة السعودية والإمارات الذين يقدمون أنفسهم في صورة (كلاب حراسة) لكيان العدو الصهيوني بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء، يتسابقون على استعراض قواتهم والتي قالوا بأنها جاهزة لما أسموها بمعركة تحرير صنعاء، المعركة التي سبق وأن أعلنوا عنها منذ ما يزيد على عشر سنوات، معركة الانتصار لثقافة الخيانة والعمالة والارتزاق .
يفضحون أنفسهم بأيديهم، فيظهرون عندما يطلب منهم أرباب نعمتهم الظهور، ويختفون عندما يطلب منهم الاختفاء، يتحركون اليوم نزولا عند رغبة الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي عطفا على توجيهات السعودية والإمارات، يحشدون المرتزقة والمعدات والآليات العسكرية التي لا تمثل رقما بالمقارنة بكل ما حشدوه طيلة العشر السنوات الماضية من عمر عدوانهم على بلدهم الذي تنكروا له، وتجندوا تحت راية السعودية والإمارات من أجل تدميره والهيمنة عليه ونهب ثرواته ومقدراته.
يرفعون شعار قادمون يا صنعاء ، نصرة لتل أبيب، لأن صنعاء أوفت بعهدها لفلسطين وغزة، ووقفت موقف الثبات والعزة، دعما وإسنادا للمجاهدين والمستضعفين في بلاد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أزعجهم موقف صنعاء اليماني اليعربي الأصيل، أوجعهم حصار القوات البحرية للسفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ، وأزعجتهم عمليات الدعم والإسناد اليمنية لإخواننا في قطاع غزة التي تستهدف عمق الكيان الصهيوني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، قامت قيامتهم لأن اليمن فضحت أدعياء نصرة فلسطين الذين ظلوا يكذبون ويضحكون على الأمة لسنوات عديدة .
كنت ومعي كل الشرفاء على امتداد الأرض العربية أتمنى لو أن هؤلاء المرتزقة حشدوا الحشود، وجهزوا المعدات والآليات، وسخروا كل هذه الإمكانيات لمعركة (قادمون يا غزة) أو (قادمون يا فلسطين) أو (قادمون يا لبنان)، لأن هذه المناطق هي التي تستحق فعلا أن تحتشد لنصرتها الحشود باعتبار ذلك من الواجبات المقدسة، قياسا على حجم التوحش والإجرام الصهيوني الذي يمارس بحق إخواننا في فلسطين ولبنان، أما عاصمة العواصم صنعاء، فهي دائما في المقدمة، دائما في صدارة الموقف والمشهد الداعم والمناصر والمساند لغزة وكل فلسطين ولبنان .
غزة هي التي تحتاج لغيرتهم وحميتهم وحشودهم التي يروجون لها منذ فترة، والتي زادت وتيرة تصويرها والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب سيطرة الجماعات المسلحة على سوريا، غزة هي المدينة المنكوبة، المكلومة، المجروحة، المدمرة، المحاصرة المستباحة من قبل أحفاد القردة والخنازير، غزة هي الوجهة والقبلة الجهادية الأولى لكل شرفاء وأحرار الأمة، ولكن الله نزع من وجوه هؤلاء الحياء والغيرة، وباتوا أشبه بالحيوانات التي لا هم لها سوى إشباع غرائزها فقط .
من لم تكن قبلته الجهادية غزة فليراجع إسلامه، فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، أما صنعاء يا أصحاب (قادمون يا صنعاء)، فهي بعيدة عليكم كما كانت وما تزال وستظل بفضل الله وعونه وتأييده بعيدة على أسيادكم الذين رفعتم معهم نفس الشعار منذ ٢٦مارس ٢٠١٥وحتى اليوم، وما دمنا مع الله في نصرة ودعم وإسناد غزة فإننا الغالبون والمنتصرون، ولن يحصد المرتزقة العملاء سوى الخيبة والخسران والهزيمة والانكسار والذل والهوان .