سواليف:
2025-04-14@14:56:03 GMT

الأردن: نموذج الاستقرار والصمود وسط أزمات المنطقة

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

#الأردن: نموذج #الاستقرار و #الصمود وسط #أزمات_المنطقة
بقلم: أ.د. #محمد_تركي_بني_سلامة

في منطقة تعصف بها الأزمات والاضطرابات، يبرز الأردن كواحة استقرار ونموذج فريد يعكس قوة الإرادة الوطنية والحكمة السياسية. في ظل المتغيرات الإقليمية والعالمية التي هزّت أركان العديد من الدول، استطاع الأردن أن يبقى صامداً، متماسكاً، وقادراً على مواجهة التحديات بأدوات الحكمة والمرونة، ليؤكد أنه وطن يصنع التميز في زمن الأزمات.

لقد أثبتت المؤسسات الأردنية على مدار العقود الماضية أنها العمود الفقري للدولة. هذه المؤسسات التي تأسست على أسس من الكفاءة والشفافية، تلعب دوراً محورياً في حماية الوطن وضمان استقراره. ليست مجرد أدوات إدارية، بل منظومة متكاملة تعكس عمق التلاحم بين القيادة والشعب. وعند كل منعطف خطير، تتدخل هذه المؤسسات بحزم لدعم المواطنين وضمان أمنهم وسلامتهم. هذا النهج يعكس بوضوح أن الأردن يمتلك منظومة قادرة على التكيف مع المتغيرات، وهو ما جعل الوطن أقوى وأكثر استقراراً رغم التحديات الإقليمية والدولية.

من أبرز ما يميز الأردن هو وحدته الوطنية الراسخة. فالنسيج الوطني الأردني يمثل نموذجاً يُحتذى به في التلاحم والتعايش بين مكونات المجتمع المختلفة. الإسلاميون في الأردن، على سبيل المثال، ليسوا مجرد جزء من النسيج الوطني، بل يشكلون قاعدة صلبة للأمن والاستقرار، يسهمون بفاعلية في حماية الوطن والحفاظ على وحدته. هذا التوازن الفريد بين مختلف الأطياف، والذي يصعب تحقيقه في كثير من دول المنطقة، هو أحد أسرار قوة الأردن. ففي حين تشهد بعض الدول تحوّل الإسلاميين إلى عوامل اضطراب، أثبت الأردن أن الحوار والشراكة الوطنية هما المفتاح الحقيقي لتحقيق الاستقرار والتنمية.

مقالات ذات صلة عائلة طبيب أردني اعتقلته سلطات الاحتلال تطالب بعودته 2024/12/22

التحديات التي تواجه الأردن ليست قليلة، لكنها تُقابل دائماً بإرادة صلبة ووعي جمعي. الشعب الأردني، بمختلف أطيافه، يدرك تماماً أن قوته تكمن في وحدته، وأن استقرار وطنه هو الأساس لبناء مستقبل أفضل. في كل أزمة يمر بها الوطن، يثبت الأردنيون أنهم على قدر المسؤولية، قادرون على تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور.

من الظلم مقارنة الأردن بأي دولة أخرى في المنطقة. ففي وقت تعاني فيه بعض الدول من انهيار مؤسساتها وتفككها بسبب التدخلات الخارجية أو الانقسامات الداخلية، يظل الأردن نموذجاً فريداً في التماسك والصمود. هذا الوطن، يمثل قصة نجاح تستحق أن تُروى للأجيال.

الأردن ليس مجرد وطن؛ إنه حكاية عزيمة وصمود. رايته ترفرف بشموخ رغم كل التحديات، وأرضه تقف شامخة وسط منطقة تعصف بها العواصف. هذا الوطن الذي يضيء بنوره الطريق لكل من يبحث عن الأمل والاستقرار، سيبقى رمزاً للصمود والوحدة، نموذجاً للإرادة الوطنية التي لا تعرف الانكسار.

إن الأردن اليوم هو رسالة واضحة للعالم: أن الأمن والاستقرار لا يصنعان فقط بالقوة، بل بالحكمة، بالعدالة، وبإيمان الشعب بوطنه. سيبقى الأردن منارة للإنسانية في منطقة تغلب عليها الصراعات، حكاية وطن كتبها التاريخ بحروف من نور، وراية عز ستظل مرفوعة في وجه كل الرياح.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الاستقرار الصمود أزمات المنطقة محمد تركي بني سلامة

إقرأ أيضاً:

غزة العزة والصمود

 

 

صالح بن سعيد بن صالح الحمداني

غزة العزّة والصمود... المدينة التي لا تموت، وإن أثقلها الجراح، غزة العزّة والصمود، رمز الكرامة والرجولة، تقف اليوم شامخة رغم الجراح، تنزف من كل ناحية، تُقصف ليلًا ونهارًا، تُحاصر وتُجوَّع وتُترك وحيدة في ميدان المعركة، لكن أهلها ما تراجعوا، وما ضعفوا، بل زادهم الألم إيمانًا، والخراب عزيمة، والخذلان صبرًا وثقة بالله.

فهي ليست مجرد بقعة جغرافية صغيرة، بل هي رمز للمُقاومة والصبر والثبات، رغم القصف المتواصل، ورغم الحصار الذي خنق أنفاس الحياة، ورغم الألم الذي يتغلغل في تفاصيلها اليومية، أهل غزة لا يملكون الكثير، لا ماء يكفي، لا طعام يسدّ الجوع، لا دواء يشفي المريض، ولا غطاء يدفئ أجساد الأطفال في برد الليالي... لكنهم يملكون إيمانًا لا يتزعزع، ويقينًا بأنَّ الله لا يخذل عباده الصابرين، وأهل غزة اليوم يُحاصرون منذ سنوات، يُقصفون ليلًا ونهارًا، يُفقدون أحبابهم، يُحرمون من أبسط حقوقهم، جثثهم تطايرت تسابق الدخان المرتفع بسبب الانفجارات، ولكنهم ثابتون يرفعون شعار حسبنا الله ونعم الوكيل.

نحن كأمة عربية وإسلامية خذلنا أهل غزة، بصمتنا وتقصيرنا ودعواتنا الخافتة ولا يُمكننا إنكار أننا قصّرنا بحقهم، وتخاذلنا عن نصرتهم، وترَكناهم وحدهم في وجه آلة البطش، لكن الله لا ينسى، الله هو الناصر وهو الوكيل، وهو القادر أن يُبدّل حالهم في لحظة، وهو الذي وعد الصابرين بالنصر والعزّة، إنَّ الله لا يخذل عباده الصابرين، ولا ينسى المجاهدين في سبيله، فالنصر وعده، ووعده لا يُخلف أبدًا.

غزة اليوم تروي حكاية من حكايات الصبر التي عرفها التاريخ، غزة اليوم تمشي على خُطى العظماء، وتشبه كثيرًا ما عاشه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

حين حوصر النبي وأصحابه في شعب بني هاشم، ثلاث سنوات كاملة، لم يجدوا فيها إلا ورق الشجر ليأكلوه، وكان الصبر عنوانهم، والثقة بالله زادهم، حتى جاءهم الفرج، وأعزّهم الله بعد ضعف، ونصرهم بعد ذل. هكذا هي غزة، تتألم، تُقصف، تُجوّع، لكنها لا تنهزم، بل كلما اشتدّ القصف زاد الثبات، وكلما زادت المحن تجدد الإيمان بأن النصر آتٍ لا محالة.

وفي صبر بلال بن رباح قصة أخرى تُشبه أهل غزة، حينما وُضع تحت لهيب الشمس والحجر على صدره، ولم يكن بيده حيلة إلا أن يردد: "أحد، أحد"، كان يرى أنَّ النجاة ليست من البشر، بل من رب البشر، وهكذا هم أهل غزة، لا ينتظرون من أحد شيئًا، بل يرفعون أكفهم لربهم، يعلمون أنَّ فرجهم بيده وحده.

وكما قال النبي لآل ياسر: "صبرًا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة"، نقول اليوم لأهل غزة صبرًا يا أهل العزة، فإن موعدكم النصر والتمكين والجنة بإذن الله.

رغم كل شيء... رغم الدمار الذي أكل معالم الحياة، رغم الخراب الذي غطى البيوت والمساجد، رغم فقدان الأهل والأحبة، رغم الأيتام الذين ينامون دون حُضن، والثكالى اللواتي لا يجدن من يواسيهن، والأرامل اللواتي يُربين أطفالهن على صوت الرصاص، يبقى الأمل في الله لا يتبدد.

فالغد أفضل، الغد يحمل وعد الله، والعوض الجميل، والفرج القريب، فهنيئًا لغزة شرف الصمود، وهنيئًا لها هذا الاصطفاء الربّاني، فهي ليست مجرد مدينة، بل مدرسة في الصبر والجهاد والثبات، والفرج أقرب مما نظن، والله لا يترك عبدًا لجأ إليه، وتضرّع له، وألحّ عليه بالدعاء.

هو يحب أن يُلح العبد عليه، يحب الدموع التي تنزل من الخوف والخشوع، ويحب القلوب المكسورة بين يديه.

وغزة كلها اليوم قلب مكسور، ولسان داعٍ، وعيون ترجو، وجباه ساجدة.

فلا تتركوهم دون دعاء، لا تقصروا بالدعاء والتوسل والتضرّع، فربما يكون دعاؤك سببًا في رفع البلاء، وفي تعجيل النصر، وفي تضميد جرح، وفي إيواء يتيم.

مقالات مشابهة

  • فصل جديد من أزمات نجيب ساويرس مع خيالة منطقة الأهرامات بالقاهرة
  • الأردن..النواب يقر قانون اللجنة الوطنية لشؤون المرأة وسط انسحاب جبهة العمل الإسلامي
  • الفايز: أي محاولات للعبث بأمن الأردن ستفشل أمام إرادة شعبه الصلبة
  • نهيان بن مبارك يكرم المتميزين بالخلوة الشبابية لرواد الهوية الوطنية بمصفوت
  • راشد بن حميد: الإمارات جعلت من الهوية الوطنية عنواناً للفخر
  • راشد النعيمي يفتتح «قوافل الهوية الوطنية» بمصفوت
  • غزة العزة والصمود
  • نيجيرفان بارزاني ووزير الدفاع التركي يبحثان حفظ الاستقرار والأمن في المنطقة
  • خبير عسكري يعلق لـCNN على سقوط مسيّرة في ماعين الأردنية
  • اتفاق بين إدارة الأمن العام ووجهاء بصرى الشام لتسليم المطلوبين وتعزيز الأمن