الجارديان: مذبحة رابعة نموذج لعهد السيسي.. ولابد لبريطانيا أن تصدح بالحق
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الجمعة، الضوء على الذكرى العاشرة لمذبحة رابعة العدوية في مصر، التي جرت في مثل هذا الأسبوع من عام 2013، بعد وقت قصير من استيلاء وزير الدفاع آنذاك، عبدالفتاح السيسي، على السلطة في انقلاب عسكري، واصفة إياها بأنها "نموذج لحملة القمع" المتواصل في مصر دون محاسبة للمجرمين.
وذكرت الصحيفة البريطانية، في افتتاحية ترجمها "الخليج الجديد"، أن السيسي أمر الشرطة والجيش بقمع المتظاهرين السلميين في وسط القاهرة، ليتم قتل 817 شخصاً على الأقل في مذبحة رابعة، وهو ما لم يكن فقط نهاية الأمل لدى أنصار حكومة الإخوان المسلمين المطاح بها، بل ضربة للربيع العربي، الذي ما لبث أن أصيب في مقتل.
وأضافت أن المذبحة بدأت عهدا جديدا من القمع، أثبت خلاله السيسي أنه أقل رحمة من سلفه، حسني مبارك، مضيفة: "تزداد أهمية تذكر الضحايا الذين قضوا نحبهم عندما لا تلوح في الأفق إمكانية محاسبة المسؤولين عن المجزرة".
ومع أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" تعتقد أن عمليات القتل الوحشية يحتمل أن ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، إلا أن عضواً واحداً من قوات الأمن لم يجلب إلى المحاكمة عليها.
وخلال العقد الماضي، زج نظام السيسي بعشرات الآلاف من النشطاء السياسيين في السجون، وارتفعت أعداد الذين نفذت فيهم أحكام الإعدام بشكل حاد، كما قتل العشرات من "الإرهابيين" المزعومين فيما تصفه السلطات تبادل لإطلاق النار، ولكن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان تعتقد بأن ذلك لا يعدو كونه إعدامات خارج نطاق القانون.
ولفظ الرئيس الوحيد المنتخب ديمقراطياً في تاريخ مصر، محمد مرسي، أنفاسه داخل المحكمة بعد سنين قضاها وهو يعاني من الإهمال الطبي داخل محبسه.
ووصفت الافتتاحية الحالة المصرية بأنها أسوأ أزمة حقوق إنسان في تاريخ البلد الشمال أفريقي، و"إن كانت كلمة أزمة لا تكفي لوصف جسامة الوضع، لأنها توحي بحال مؤقت بينما يربض على صدر مصر اليوم نظام قمعي حصين".
لقد كتم الجنرال السيسي المنصات الإخبارية المستقلة، وهاجم المجتمع المدني، وعمل كل ما في وسعه لقطع الطريق على كل من لديه أي المصداقية من الراغبين في الترشح للرئاسة، وحال بينهم وبين دخول حلبة المنافسة.
وتوقعت الصحيفة البريطانية مزيدا من حملات القمع في عام 2024، مشيرة إلى أن السيسي روج لنفسه في الداخل والخارج باعتباره سداً منيعاً في وجه التطرف الإسلامي، وباعتباره الجالب للأمن والازدهار، إلا أن السلطات لم تدخر وسعاً في تحويل المدارس إلى قواعد عسكرية بينما تمضي قدماً في تكثيف الهجوم على المتشددين في شمال سيناء، وفي هذه الأثناء تزداد الأوضاع الاقتصادية دماراً.
اقرأ أيضاً
ديفيد هيرست: مصر غارقة في "لعنة رابعة".. ولا أفق لتعافيها
وتشير الافتتاحية إلى أن السيسي ضمن لنفسه السلطة من خلال التوسيع الضخم للاقتصاد العسكري، ما فرض على كثير من رجال الأعمال في القطاع الخاص الخروج من السوق، فضلا عن إهدار عشرات المليارات من الدولارات على العاصمة الإدارية الجديدة في الصحراء، ومراكمة مستويات مرتفعة من الديون.
ولعبت جائحة كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا دورا في مفاقمة الأوضاع الاقتصادية لمصر، ولكن حتى حين وقع هذان الحدثان كان ما يقرب من 60% من المصريين يعيشون قريباً من خط الفقر أو دونه.
وبعدما صب مساندو السيسي في الخليج عشرات المليارات من الدولارات من أجل ضمان استقرار حكمه، يطالبونه الآن بمقابل للدعم، أما زعماء أوروبا فلازالوا مذعنين، وتسعى بريطانيا بالذات نحو تعزيز العلاقات التجارية مع مصر، بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
ووصفت "الجارديان" تردد بريطانيا في إثارة قضية الناشط المصري البريطاني، علاء عبد الفتاح، بشكل جاد، بأنه "مذهل ومخجل"، مشيرة إلى أنه "ينتظر أن تتواصل معه القنصلية البريطانية".
وفي مؤتمر المناخ "كوب 27"، الذي عقد في القاهرة العام الماضي، حصل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، على فرصة لالتقاط الصور التذكارية، بينما كان عبدالفتاح يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بسبب إضرابه عن الطعام.
ودعت الصحيفة البريطانية رئيس الوزراء إلى أن يصدح بالحق، مؤكدة أنه "بعد 10 سنين على مذبحة رابعة، لا يوجد من الأسباب ما يكفي لتقبل سجل السيسي الصادم".
اقرأ أيضاً
"المصرية للحقوق الشخصية" تكشف المحجوب من التقرير الرسمي لمجزرة رابعة
المصدر | الجارديان/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: رابعة الانقلاب مصر عبدالفتاح السيسي الإخوان المسلمين إلى أن
إقرأ أيضاً:
سام مرسي يدعم فلسطين: تستمر الإبادة الجماعية بينما يكتفي الجبناء بالمشاهدة
واصل النجم المصري سام مرسي قائد فريق إيبسويتش تاون، دعمه للقضية الفلسطينية ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وكتب سام مرسى عبر حسابه على منصة “إكس”: “تستمر الإبادة الجماعية بينما تكتفي الدول الجبناء بالمشاهدة”.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي عملياته الوحشية ضد المدنيين العزل في قطاع عزة، وأسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 1000 فلسطيني، في الساعات الماضية.
سام مرسى.. تاريخ مشرف خارج المستطيل الأخضرويٌعتبر النجم المصري سام مرسي أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية بين لاعبي مسابقة الدوري الإنجليزي “علنا”، إذ لا يفوت فرصة لإعلان دعمه الكامل لفلسطين ضد الاحتلال الغاشم، دون خوف عن مكانته في صفوف فريقه الإنجليزي.
كما رفض سام مرسي في شهر ديسمبر الماضي، ارتداء التي تحمل قوس قزح، خلال مباراة الفريق أمام نوتنجهام فورست في الجولة الـ13 من الدوري الإنجليزي.
وقال المتحدث باسم نادي إيبسويتش تاون عبر صحيفة ميرور الإنجليزية: “ يرجع قرار نجم الفريق سام مرسي لأسباب دينية ، مؤكدا أن النادي ملتزم بأن يكون شاملا يرحب بالجميع”.
وتابع المتحدث باسم نادي إيبسويتش:" وفي الوقت نفسه نحترم قرار قائدنا سام مرسي الذي اختار عدم ارتداء الشارة لمعتقداته الدينية، وسنستمر في تنمية بيئة تقدر وتحترم الجميع سواء على أرض الملعب أو خارجه".